عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 07:48
المحور:
الادب والفن
فنّنوا القتال : اسماً وفعلاً !
فالدراسات الحربية ، أطلقوا عليها : " فنون القتال " !
وأصبحت الحملات العسكرية – هجومية ، أو : دفاعية - 00
تحمل اسماء رومانسية ، من قبيل :
" عاصفة الصحراء " 0
" عناقيد الغضب " 0
" غضب الفرسان " 0
" الوهم المتبدد " 0
" الوعد الصادق " 0
" أمطار الصيف " 0
" الشتاء الساخن " 0
ففى كل تسمية من تلكم التسميات الفخمة الأنيقة ،
لوحة فنية من حروف وكلمات 0
ولكنها - ويا للأسى- لوحات تعبّر عن أبداع قلب متوحش مفترس ،
يمتلك موهبة الفن القاتل !
وإن كان مبدعى هذه التسميات ذات الومضات الخاطفة الجاذبة ،
يعترفون فى سرهم : أنهم لا يستطيعون تجميل الموت بريشة من أنياب واظافر !
فهناك تسمية أخرى ،
هى أكثر شهرة ، وأكثر رومانسية ، وأكثر خطورة فى آن 0
فكلمة " شهيد " 00
كلمة تملأ الفم 0
وتعبير إيمانى ، يحمل الكثير من الرؤى ، والوعود 0
ولكن اصحاب القمصان السود ،
و قاطنى الكهوف ،
الذين ادمنوا الابادة ،
و برعوا فى مهنة الفناء ،
المجاهدون كالاوبئة فى استشراء الفن الفاشى الداعى إلى نشر الموت الزؤام ،
تمكنوا باسم الاستشهاد المقدس ،
من الادمغة التى ليس لها من الفهم ، والوقت 00
لتتهجى نبضات الرؤوس المحرضة على امتلاك ارادة الموت سوى أنه وجه الطريق إلى الفردوس !
لذلك ، فطالبى الشهادة ،
لهم عقل واحد كأفعى تأكل ذيلها !
يفجّرون أنفسهم بإخلاص دينى يحسدون عليه 00
وهم يعتقدون إنهم يصنعون الصواب 0
وما داموا يصنعون الصواب ،
فليسوا فى احتياج إلى تجميل ما يصنعون !
ولكن ذلك اللقب الذى سحرهم ألقه ، واسكرهم نوره000
فسعوا ورائه بكل قلبهم 0
وسبحوا فى فضاءاته 0
سلب وعيهم 00
واستغرقهم فى الانجذاب إلى استئصال الحياة ، ومحوها 00
وإذ يصغون إلى انين اشلاء الابرياء التى تتناثر حولهم 00
وهى تصاحب عرس سرابهم 00
يكتشفون أنهم ليسوا سوى وحوش آدمية ، اثارتها راية الانتحار الحمراء !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟