تغريد كشك
الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 06:50
المحور:
الادب والفن
عيوني ودّعت صمت المكان لترتحل وغدوت أنا غريبة في رؤى عينيك، لملمت الظلام وصمت الوداع ولحن الأغاني، احتضنت كفيك لآخر مرة وتركت يدي معلقة في الهواء تلوح وسط الظلام لئلا تراها تودع يديك.
انتهى كل شىء، جثا القمر فوق جبيني يودع شفتيك، يشع انعكاس نور فوق نافذة اعتادت أن تطل منها عيناك، لو عرفنا أنها آخر مرة لكان تغير كل شيء! ولكني أدركت الآن ما معنى أن تكون وحيداً يلفك الصمت ويلوعك الانتظار مرة بعد مرة.
لأول مرة أجرب العيش دون طقوس حبنا اليومية، مرّ الصباح دون أن تشاركني طعام الافطار، دون أن نتناوب على ارتشاف فنجان القهوة، لأول مرة أذهب الى عملي دون رائحة وردتك الحمراء التي كانت تختبىء داخل حقيبتي ....فلا ورود بعد اليوم، مرّت ساعات الظهر ولم يلاحقني صوتك عبر الهاتف ولم أحاول أنا أن أتصل بك.
عدت الى البيت وحدي دون قبلة وداع على جبيني، تناولت طعام العشاء وحدي، كان كأسك ما يزال على الطاولة نصف مملوء!
ولكن، أتعلم أني وضعت سهواً طبقين على المائدة وجلست في مكاني المعتاد ؟!
احتسيت قهوتي وحدي ..... وفي حالة من حالات اللاوعي طلبت رقمك على الهاتف بدل رقم آخر وتداركت الأمر بعد الرقم الخامس .
ولكن، دعني اليوم أجرب العيش من دون طقوس حبنا اليومية ..... لن أترك أفكاري تسافر في قارب أحلامك ولن أطلق لدموعي العنان .
تجاوزت وحدة المساء، ارتديت معطفي، أغلقت الباب .....ما زال مفتاحك يقبع داخل ركن من أركان حقيبتي وكأنه يريد أن يذكرني بأنك لن تعود.
حركة الناس في الخارج، صوت السيارات، الضوضاء والأضواء أعطتني دفئا جعلني أنسى برودة يدي التي تفارق يدك عند عبور الشارع لأول مرة منذ سنوات.
أحسست الآن أنني نجحت في اجتياز يوم كامل دون أن ألقاك، لا بأس فما زلتُ أحياناً أبحث عنك وسط الوجوه المزدحمة وأشعر أحياناً أنك تسير بجانبي ......
للحظة تنفرج شفتاي عن ابتسامة كلما أخطأت وفتحتهما لأكلمك متناسية أنني أسير وحيدة.
ساعة مضت وعدت إلى البيت؛ لكنني لم أكن وحدي، كنت أحمل لك قميصاً وربطة عنق، تداركت الأمر فقط عندما فتحت الباب ولم أجد ذراعيك بانتظاري.
كانت لي عفوية طفلة عندما اشتريت لك الهدية......... ولكن، أتكون لي جرأة امرأة لأقدمها لك غداً!؟
#تغريد_كشك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟