ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2255 - 2008 / 4 / 18 - 11:09
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إذا كانت إسرائيل تمد يد الصداقة للعرب, فماذا يمد لها العرب؟ يمدون لها إما التطرف أو الاعتدال, وبالمثل ماذا تمد لهم عدا الصداقة, تمد لهم إما الحرب أو السلام, هنا تتضح معالم الصورة بالجمع بين التطرف الذي يصب في خانة الحرب, والاعتدال الذي يمهد درب السلام.
بحرارة شمس الدوحة , صافحت تسيبي ليفني بقدها الممشوق ورجاحة عقلها , أمير قطر ووزير خارجيتها , وباقي التفاصيل عناوينها معروفة من عنوان التنمية والديمقراطية التي حملها مؤتمر الدوحة الثامن .
مصافحة الإسرائيليين للعرب لا تستوجب الاستغراب , فهي متوقعة في كل حين , وليس من المستغرب رد العرب بمصافحة الإسرائيليين , بل في زيارة العرب على مستوى المسؤولين الكبار لإسرائيل , فهذه الزيارات ولكي تتم لا بد من بلوغ السلام , وقد تكون هذه المصافحات الحارة جزء من إستراتيجية هدفها الوصول إلى السلام .
إصرار ليفني بأن إسرائيل منخرطة في عملية السلام وتعمل لأجله , وأن السلام الذي تبغيه مع المعتدلين دون المتطرفين , يطرح تساؤلاً بسيطاً , أين الخلل في ذلك طالما أن ثمة مبادرة عربية تدعو إسرائيل إلى السلام , أو بصيغة أخرى لماذا لا يلتقي طرفا الصراع في منتصف الطريق ؟
الخلل هو في رؤية إسرائيل للعرب ورؤيتهم لها , رؤيتها للعرب حاصلة بين متطرف ومعتدل , والعرب بعضهم يراها كأمر واقع , والبعض يريد مجافاة هذا الواقع بشعارات الممانعة والمواجهة .
الإشكال الأكبر يدل على حرفية المراوغة التي تنتهجها إسرائيل إزاء تمييع التسوية المراد إنجازها , أي السلام مقابل الأرض مع عرب التطرف بحكم ما لحق بالأرض عام 1967, فهؤلاء المتطرفين , بحسب ليفني , لا تنفع معهم سوى المواجهة .
إن الفرز بين معتدل ومتطرف , ابتكار أميركي قبل أن يكون إسرائيلي , أرضه الأولى في العراق , ومن الممكن أن يصلح استخدامه للتصنيف بين تيار وآخر , لكنه ينطوي على مغالطات سذاجة في حالة الدول , فلا يعقل أن تكون عقيدة الدولة السورية متطرفة وبعد قليل تصبح معتدلة , إذا ما تبين استيفاؤها لشروط الاعتدال .
في غمرة حديث العرب عن سلام الأرض, تتشوق إسرائيل لسلام الأيدي, وقليل من يشاطرها هذا الشوق الحميم, ولأنه جزء من ثقافتها السياسية, وواحد من أقدس أسفارها, فلا سبت من دون سلام .. ولا سلام من دون أيدي, هذا هو السلام الذي تريده إسرائيل من العرب. والسلام.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟