احمد بخيت
الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 06:50
المحور:
الادب والفن
67
صديقي
لاعبُ الشِّطْرَنْجِ
يرشقُ في دَمِي قَوْلَهْ
لنا جيشانِ من خَشَبٍ
هنا
سنؤسِّسُ الدولَةْ
وقبلَ النقلةِ الأولى
كلانا يخسِرُ الجولَةْ!!
77
بلادٌ
صُبْحُها خَرَسٌ
وعمياءٌ لياليها
رؤوسُ رجالها انخفضَتْ
لكي تعلو مبانيها
بلادٌ
كلّما انطفأَتْ
أضاءت رُوحُنا
فيها
78
بلادٌ ترمُقُ الجلاّدَ
وهْوَ يهيّئُ التابوتْ
فترفَعُ قلبَها العاري
علي سيفٍ
من الجَبَرُوتْ
بلادٌ
رغمَ هذا الموتِ
ليسَ تَموتُ
ليسَ تموتْ!!
79
تعرِّي نهدَها الكلماتُ
تفضَحُ شهوتي
شَفَتي
أكونُ أنا
ولستُ أنا
وتُصبِحُ ذاتُها
لُغَتِي
وحينَ أنامُ
يصحو الفَجرُ
في أهدابِ أغنيتي!!
80
ذهبتُ لشارعِ الأنثى
وكانت وردةً
من نارْ
أدوسُ بزهوِ أغنيتي
بريقَ حُلِيِّها
تنهارْ
وتلبَسُ جَمْرَ أيامي
وتخلَعُ عُرْيَها
بوقارْ!!
81
إذا حضنَتْ يدايَ الموجَ
تخسرُ
كبرياءَ الماءْ
وإن عبرَت خُطايَ الرملَ
تهتكُ
عفّةَ الصحْراءْ
هل العرفانُ قتلٌ ما
نمارسُهُ
بغيرِ دماءْ؟!
82
صداقتُنا معَ الدنيا
صداقةُ شمعةٍ
للرِّيحْ
ورحلتُنا مع الأيامِ
رحلةُ شاهدٍ
لضريحْ
وجُلْجُلَتِي على كَتِفي
كلانا ذابحٌ
وذبيحْ
83
قرأتُ
فضاءَ أيامي
كما قرأ السما
عصفورْ
كلانا يجتلي قمرَ الحقيقةِ
من وراءِ السورْ
نخافُ الليلَ أحياناً
وأحياناً
نخافُ النُّورْ!!
84
صباحي
مُتخَمٌ بالتبغِ
والكلماتِ
والقهوةْ
بصوتِ المرأةِ
المعجونِ بالأحزانِ
والشهوةْ
فهلْ تتكرّرُ الدنيا
كما تتكرَّرُ الهفوةْ؟!
85
ستُوقِظُ أُمِّيَ الطفلَ
الذي
لم تَنْسَهُ فيّا
وتُوقِظُ عمرَها المسفوحَ
في أضواءِ عَينَيّا
فأصحو
والدعاءُ الحُلوُ
يخفقُ
بينَ كفَّيّا
86
وتصحو
لذّةُ الضَّحكاتِ
في فُرشاةِ أسناني
ويصحو كبرياءُ الرُّوحِ
في ياقاتِ قمصاني
ويصحو الشايُ
والإفطارُ
والذكرى
وأحزاني
87
أُعِدُّ طفولتي للماءِ
رُوحِي
للأسى الساطعْ
وصدري
للمدى المفتوحِ
قلبي
للهوى الجائعْ
عزائي
لليقينِ الحُرِّ
مِلحَ خطايَ للشارعْ!!
88
خُطايَ دمٌ
بلا معنى
يسيلُ على
رَصيفِ الشمسْ
فهل يتوجع الإفريزُ
مثلي
والدروبُ تُحِسّْ
أأرقُصُ رقصةَ المذبوحِ
محتفلاً
بِعِيدِ اليأسْ؟!
89
أرى مدناً
من الإسْمَنْتِ
تعلو عالَماً
ينهارْ
وأرصفةً
بلا شجرٍ
وأزمنةً
بلا أشعارْ
وأعواماً مفخَّخةً
تحاصرُني بنصفِ نَهَارْ!!
90
أرى صرخاتِ حافلةٍ
تَخَضَّبَ
وجهُها الجافي
وطفلاً
من رصيفِ الموتِ
يصعَدُ صوتُهُ الصافي
يبيعُ الفُلَّ
والإسفلتُ
يأكُلُ قلبَهُ الحافي!!
#احمد_بخيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟