أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاسم الحلفي - ضحايا بالأرقام لسيارات لا تحمل أرقاماً!














المزيد.....

ضحايا بالأرقام لسيارات لا تحمل أرقاماً!


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ذات يوم قال الشاعر المبدع عواد ناصر: هل أعطيك أرقام السيارات التي لا تحمل رقما؟ مستهجنا سؤال أزلام وزارة الداخلية العراقية، حينها، عن أرقام السيارات التي استخدمها القتلة وهم ينفذون جريمتهم البشعة المتمثلة باغتيال الشهيد شاكر محمود في بداية السبعينيات. فمن أين يأتي المشتكي بأرقام سيارات لا تحمل أرقاما، كي يثبت حقه!

تذكرت ذلك وأنا استمع لاندهاش صديقي عندما طلب منه الموظف في شركة (بلاك ووتر) حين قام بتقديم شكوى ضد سيارات هذه الشركة، أن يذكر رقم السيارة التي كادت ان تقضي على حياته على طريق المطار قبل أيام، كي تقبل شكواه.

ورغم خطورة ما حدث فان موظفي الشركة لم يقبلوا بالدليل المخطط الذي بيّن فيه ان سيارته كانت تسير سيرا اعتياديا في شارع المطار ذي الاتجاه الواحد بينما سارت سيارات شركة (بلاك ووتر) عكس اتجاه الطريق، بسرعة جنونية، وان سيارته هي التي تحطمت وليست سياراتهم المدرعة!

يبدو أنه كان مطلوبا من صديقي تقديم الشكر لهؤلاء الرجال!! لأنهم أبقوه حيا ولم يطلقوا عليه النار كعادتهم في ارتكاب الجرائم، فقد سبق لمرتزقة هذه الشركة ارتكاب عدد من الجرائم، كان أبرزها حادثة ساحة النسور في أيلول 2007 التي أدت إلى استشهاد 17 مواطناً. ورغم خطورة ذلك الحادث فان التحقيق بشأنه لم ينته حتى هذه اللحظة، كذلك لم يتم تقديم تعويضات لذوي الضحايا، فكيف يتم ذلك وهم (يبلون بلاء حسنا، واما حادث يوم 16 أيلول، فينبغي التحقيق فيه بتأن)، حسب تصريح جريجوري ستار رئيس البعثة الأمنية الدبلوماسية الأمريكية.

ان الشركات الأمنية الأجنبية العاملة في العراق، ومن ضمنها شركة (بلاك ووتر)، غير خاضعة للقوانين المحلية وفي الوقت ذاته لا تقاضيها المحاكم العسكرية الأمريكية، مما يسمح لها بالعمل دون تحديد لأنشطتها، وهذا ما يجعل من منتسبيها يستهترون بحياة الناس، علما أن معظمهم مرتزقة قادمون من كافة أنحاء العالم، ويشكل الكوماندوز التشيليين الذين سبق وأن تدربوا وعملوا في الأجهزة الأمنية القمعية التابعة للدكتاتور التشيلي السابق اوغستو بنوشيه، أكثرية هؤلاء المرتزقة.

كنت أنصت لحديث صديقي والصدمة التي تعرض لها، والموت الذي كان ينتظره من طيش هؤلاء المرتزقة ورعونتهم، عندما تجددت في ذهني وعود المسؤولين العراقيين، بأهمية إقرار مبادئ عامة تحدد طريقة عمل الشركات الأمنية العاملة في العراق، وتعهدهم بطرد منتسبي الشركة من البلاد، ما عدا مرتكبي جريمة ساحة النسور لغرض محاكمتهم في العراق. وأنا أراقب ذهول صديقي من ردود الفعل غير المبالية لموظفي الشركة لما حدث له ولسيارته، استمعت الى الخبر الذي أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية بان الوزيرة كونداليزا رايس، قامت بتجديد عقد (بلاك ووتر) لمدة عام آخر!

والسؤال هنا هو: هل ننتظر المزيد من الانتهاكات التي تقوم بها شركة (بلاك ووتر) ومثيلاتها من الشركات الأمنية، حتى نتيقن ان الوضع الأمني وتوتره ليس سببه الميلشيات المتعددة وحسب؟.

ان عمل هذه الشركات ومرتزقتها لا يقل ضررا عن عمل المليشيات العراقية في خلق التوتر، إن لم نقل انه يفوق ذلك، أحيانا.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الطريق- وشرطي المرور الذي بقى!
- مؤتمر الحزب الشيوعي الكوردستاني والمهمة الممكنة
- القائمة العراقية الوطنية وتباين المواقف
- قانون مجالس المحافظات بين إقرار البرلمان ونقض الرئاسة
- استهداف رجل مسالم و شجاع
- فوز متوقع لشيوعي مقدام
- القصف المنسي والاجتياح المؤجل!
- الحركة المطلبية في العراق حركة واعدة
- مدنيون- ديمقراطيون هل من خطوة اخرى؟
- وقعت نداءكم وامشي معكم.. وخطوتي وحدي!
- المفسدون في....شبكة الحماية الاجتماعية
- مدنيون...ونزدهر في النور
- القضايا الاجتماعية في الميزانية... وجدل الوزراء
- اتفاقية الجزائر... كي تحترم يجب ان تمر عبر طريق اخر
- كي نتبادل بطاقات العيد بامانٍ اخرى
- قف للمعلم.... قف مع المعلم
- الشفافية في عقود النفط تكفل الحقوق
- صحوة للقضاء على المفسدين في ال...بطاقة التموينية
- قبيل إقرار قانون الخدمة الجامعية
- التحسن الأمني...حتى لا يكون مؤقتاً


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاسم الحلفي - ضحايا بالأرقام لسيارات لا تحمل أرقاماً!