أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سميرة الوردي - المرأة والحرية














المزيد.....

المرأة والحرية


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كم جميل ورائع هذا العنوان ، وكم رائجة سوقه في أيامنا هذه ، الأيام التي نفتقد فيها أبسط مقومات الحرية ، حوار جميل وسلس في برنامج مساواة على فضائية ( الحرة ) ولكنه يفتقد الى الواقعية والصدق وبالرغم إقتصاره على المرأة الخليجية ومخاوفها الا أنه يشمل في الواقع كل النساء العربيات عموما ، إلا أن ما يميز المرأة الخليجية عن غيرها هو سعة الحرية للمتميزات على تولي مهام ومناصب إدارية ، قد تكون طبيعة المجتمع الخليجي الآمن طرفا في صنعه ، وبالرغم من عرض المساحة المسموح بها لإبداعهن وتميزهن الا أنهن ما زلن أسيرات لقيم وتقاليد يساهمن هن في خلقها ، بالإضافة لمحدودية مساحة الحرية المباحة ، وهو أمر جدا معقد وجوهري في حياتنا ، فما زال الحجاب من القدسيات التي لا يمكن المساس به بالرغم من تنوع الأجناس التي تعيش في هذا المجتمع وممارستهم لحياتهم كما يرغبون ، فالمرأة الأوربية ترتاد شواطئ البحار تستمتع بجمال الطبيعة بكل تجلياتها ولا تجرأ المرأة الخليجية أن تمارس رياضة السباحة الا عبر أندية مخصصة للنساء فقط .
إن المرأة الخليجية وبالرغم من عدم فوزها في صناديق الإقتراع إلا أن وضعها وظروفها أفضل من وضع المرأة في باقي الدول العربية ، فالمرأة العربية تعاني من الإضطهاد المزدوج ، بالإضافة لقسوة الحياة الإقتصادية والتعليمية والمهنية والصحية فهي أسيرة الخوف مما جرته وتجره الحروب التي تعيشها يوميا .
مجتمعات لا تخلو من نساء تبوأن فيها أعلا مراتب العلم والثقافة ولكنهن في دول أسيرة لآراء فقهاء ومفكريين يحيوون في القرون الوسطى ، ما أن تبدي رأيا في حجاب أو في مطالبة بفك أسرها واعطاءها مساحة من الحرية إسوة بزميلها الرجل حتى يكفروها ويرجموها وتقوم عليها قيامة لا قعود بعدها .
أما في العراق وفلسطين ويبدو أن لبنان لحقت بالبلدين فالحروب والعنف ولدَّ لديها حزنا أبديا لافكاك منه ، وما يخصنا هو العراق ذلك النزيف الأبدي ، ما أن تكتشف مقبرة جماعية في المحمودية ، حتى ترفدها أُخرى في المقدادية وكأن المقابر الجماعية أصبحت متوالية هندسية لا نهاية لها وكأن حظ العراقيين أن يولدوا في الموت ويموتوا في الموت ،أي خوف أكثر رعبا مما تحياه امرأة تحت قصف المدافع والعبوات الناسفة والرصاص الهادف والطائش والأحزمة الناسفة في المآتم ، أي حرية لإمرأة تلتمس مكانا آمنا ولا تجده ، وأي أمن واستقرار في بلاد زرعت بالألغام وفي كل يوم يعثر فيها على مصانع تفخيخ وأكداس أسلحة وأطنان ديناميت والخ ، أي مخاوف نفسية يمكن دراستها لمثل هذه الظروف ، هل هي مخاوف تحتاج الى التحليلات الفرويدية .
أحكم قرار هو منع المليشيات ونزع السلاح ، وعلى الدولة أن لاتقتصر ولا تقصر في نزع السلاح الثقيل والمتوسط بل أن تجرد الجميع من كل أنواع الأسلحة ، التي أصبحت لعبة في يد المجرمين والقتلة ، والمطلوب اللا مداراة لهذا العضو أو ذاك ممن أُدين أو عرف بتواطئه .
لبناء أي مجتمع لابد من السلام ولا سلام مع سلاح بيد من هب ودب ، ولا نمو لعلم أو حياة من غير استقرار وأمن .
أمراض نفسية شتى رافقت المرأة منذ فجر أنسنة الإنسان وإرتقائه سلم التحضر ، فهو صراع أبدي منذ أن استولى الرجل على مقاليد الأمور وانتقال المجتمع الى العائلة الأبوية ( البطريركية ) ، التي أصبح الأمر بيد رجال القبيلة يأمرون وينهون وما على النسوة سوى الإذعان ولمن تخرج عن طوعهم فالموت لها . وهذا ما حدث ويحدث في مجتمعنا .
قد يكون المجتمع العراقي أكثر المجتمعات العربية تحررا في خمسينيات القرن الماضي وما بعده فقد كان للمرأة وجود ولو خجول في المحافل الفنية والأدبية والثقافية والسياسية ، وقد تكون هذه السمات من بقايا المجتمع الرافديني ، والذي كان يتميزبترسيخ القيم الأمومية، حتى معابده كانت تسمى باسماء آلهة إناث ، أما اليوم فيكاد ينعدم وجودها في مثل هذه المحافل ، فمن خلال الأخبار على شاشات التلفزة يندر مشاركة المرأة في هذه المحافل وحتى في المظاهرات القليلة التي تعرض في هذا البلد العربي أو ذاك فالمرأة لا تشكل أي نسبة فيها ، وبالرغم من كل هذا الحجر فالإرهابيون والمتعصبون ، لم يعفوها من القتل والخنق والإغتصاب والتشريد . وأي مجتمع ينمو ويزدهر والمرأة لا تشارك فيه مشاركة فعلية في كل جوانبه الحياتية دون تمييز أو عزل .
لايمكن عزل موضوعة حرية المراة عما يدور في البناء العلوي للمجتمع فمسؤولية المرأة والدفاع عن حقوقها يجب أن تكون من أولويات أي دولة تتبنى الديمقراطية منهجا في الحياة السياسية ، ففي الخطاب السياسي يجب أن يُعطى أهمية لموضوعة المراة وسن القوانين المنصفة بحقها والدفاع عن حقوقها وبما أننا ما زلنا في مرحلة بناء ، فقضية المرأة واحترام حقوقها وصيانة حياتها لا تقل أهمية عن الإرتقاء الأمني والإقتصادي والعلمي .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعاياكم في الداخل ، رعاياكم في الخارج
- ألف آه لنوروز
- نساء تحت الضوء
- مواضيع لا رابط بينهما
- آراء مُتعِبة
- الإعلام والعراقية
- عندما يسقط الشاقول عموديا (2)
- عندما يسقط الشاقول عموديا
- أفكار مبعثرة
- أسطورة
- الحوار المتمدن
- همساتٌ لكَ
- كلمات لا تحدها جدر
- المرأة والسياسة
- وطني
- نزيهة لن تموت
- منعطف
- صمتٌ
- يوميات امرأة حالمة
- طفولة ينقصها السلام


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سميرة الوردي - المرأة والحرية