|
القضية الفلسطينية
قدور نوال
الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 09:06
المحور:
القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية بصفتها قضية شعب تم ويتم اقتلاعه من ارض وطنه وتشتيته في العالم بقوة المال والسلاح والاعلام ، ومحاولة تصفيته من خلال سياسات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتمييز العنصري ونسف كل مقومات وجوده ككيان اجتماعي ـ سياسي، برزت الى الوجود بفعل تدبير وتخطيط وتمويل الحركة الصهيونية العالمية وتآمر الامبرياليات الاوروبية ومؤازرة الامبريالية الامريكية لها، وتواطؤ وتخاذل انظمة قطرية عربية من مطايا الاستعمار، وشرعنة الامم المتحدة لميلاد كيان غريب ودخيل على ارض فلسطين والامة العربية ، من خلال قرار 181 الصادر عن الجمعية العامة للمنظمة الدولية في 29/11/ 1947 الذي تم تنفيذه بتقسيم فلسطين
التاريخية على الرغم من ان فلسطين لم تكن في يوم من الايام ملكية للامم المتحدة كما ان قرارات الجمعية لا تتمتع باية قوة الزامية او تنفيذية. وفي مفارقة بالغة الدلالة نجد ان نفس الجمعية اتخذت القرار 194 في 11/12/ 1948 في محاولة لانصاف اهل فلسطين من اجل تنفيذ حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وديارهم التي اقتلعهم منها الكيان الصهيوني الذي لم يمتثل اطلاقا الى اي قرار صادر عن مجلس الامن الدولي الذي تتمتع قراراته بقوة الزامية وتنفيذية. وهنا نود لفت الانتباه الى ضرورة التمييز بين حقوق اللاجئين عموما سواء كانوا فلسطينيين او هائيتين بصفتهم بشر لهم حقوقهم الانسانية التي تضمنها المواثيق والمعاهدات الدولية، وحق العودة الى الوطن والديار وهو حق فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم ولا يحق لاي فرد او مؤسسة او دولة او الامم المتحدة نفسها الغاءه او التنازل عنه مهما كانت الظروف. وعليه لا بد من الحذر من دعوات التوطين والتجنيس التي نسمعها في الآونة الاخيرة والتي تهدف في الجوهر الى اسقاط ومسخ حق العودة المقدس الى الارض الوطن الام، تحت مظلة التباكي على الاحوال المعيشية لفلسطينيي الشتات.
وبهذا نجد ان الجانب الاممي الاوّلي في القضية الفلسطينية يتمثل في المسؤولية القانونية والاخلاقية لما يسمى بالشرعية الدولية المتمثلة في فلسطين ولذلك فان احد محاور نضالنا على الصعيد الاممي يجب ان يتركز على ضرورة مطالبة تلك المنظمة ليلا ونهارا سرا وجهارا باصلاح تلك الموبقة القانونية من خلال فرض تنفيذ القرار 194 واعادة النظر جديا في الاساس القانوني لقيام دولة الكيان الصهيوني وفقا لقرار 181. الجانب الثالث يتمثل في التضامن والتلاحم بين نضال شعبنا ونضالات الشعوب والامم الاخرى في مواجهة العولمة الليبرالية الجديدة وعسكرتها، والاخطار التي تمثلها الصهيونية العالمية ليس فقط على فلسطين بل على البشرية قاطبة.
هنك اساس موضوعي لهذا الخطر الحقيقي يتمثل في التماثل والتداخل المسامي بين الامبراطورية الامريكية والصهيونية العالمية فكرا وممارسة. وكانت هناك نوايا سافرة في انشاء الكيان الصهيوني في عدة مناطق جغرافية متفرقة من العالم ( الارجنتين، اوغندا، فلسطين وغيرها) وفي الاونة الاخيرة تم فضح احتمال انشاء كيان صهيوني جديد في ولاية ولاية هيماتشال براديش الواقعة في شمال شرق الهند، على يد اصحاب رؤوس المال وتجار السلاح والمخدرات وعسكريين متقاعدين "اسرائيليين" بالتعاون مع نظرائهم من دول اوروبية اخرى، وبتغاضي السلطات المركزية الهندية عن الموضوع.
كما اعتقد ان الظروف الدولية الراهنة مؤاتية لاحتمال اقامة كيانات مماثلة للكيان الصهيوني في مختلف القارات والاقاليم التي ترى فيها الامبريالية الصهيونية موردا للماء والنفط بالتحديد، اللهم الا اذا شكلت الهزيمة الجزئية التي مني بها الكيان في غزة والهزيمة الجارية للامبراطورية في العراق والصعود الثوري في امريكا اللاتينية فرصة ذهبية لتغيير موازين القوى لصالح الشعوب المناضلة والمقاتلة.
ورابعا هناك العلاقة مع الانظمة الثورية والتقدمية المناهضة للامبريالية والصهيونية والعنصرية والفاشية الجديدة على نطاق عالمي.
مع ادراكنا لاولوية العامل الوطني والقومي وغلبته في حسم صراعنا مع الصهيونية والامبريالية الا انه يجب ان لا نقلل من اهمية العامل الاممي الثوري في الدفع بنضالنا نحو تحقيق حقوقنا التاريخية المشروعة. فعلى قاعدة صمودنا ومقاومتنا وتمسكنا بحقوقنا نستطيع تجنيد وتعبئة كافة القوى والدول المحبة للسلام والعدل والمناهضة لاعداء البشرية. فلا زال المثال الانغولي والناميبي والجنوب افريقي بدعم كامل من الثورة الكوبية حاضرا امامنا وشاهدا على امكانية تحقيق الانتصار والحاق الهزيمة والفناء بنظام عنصري فاشي مزود باسلحة نووية ومدعوم امبرياليا، لكنه في الوقت نفسه يتيم الحق والفكر والإنسانية- مثله في ذلك، الكيان الصهيوني المستوطن في أرض فلسطين وإن الى حين - استنادا الى التمسك بالحقوق والصمود والمقاومة والقتال والتحالف المبدئي مع قوى اممية ثورية اثبتت بالملموس جدارتها في حمل هذا اللقب:اممي. (بالامكان الرجوع الى كتابي المنشور في دنيا الوطن بعنوان من صفحات الاممية الكوبية في القارة الافريقية
#قدور_نوال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|