أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت المصري - الحانطور والفولفو















المزيد.....

الحانطور والفولفو


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 02:38
المحور: كتابات ساخرة
    


الأستاذ سامح رجل أعمال ناجح يسكن مدينة من أجمل المدن المصرية , والأستاذ سامح محب لكل الناس وبالأخص الفقراء والبسطاء منهم , وأكرمه الله بالغنى الوفير والرزق الكثير والذي منه يتصدق على كل من قابله من الفقراء .
الأستاذ سامح يملك سيارة أحدث موديل من موديلات فولفو للسيارات , فسيارته السماوية( لونها سماوي) الكبيرة كقلبه الكبير السماوي .
وفي يوم من الأيام كانت إشارة المرور حمراء فوقف بسيارته أمام الإشارة وما هي إلا لحظات حتى خرج من وسط المركبات الواقفة في إشارة المرور عربة حانطور , حصانها جامح يقفز يمين ويسار لا يستطيع العربجي سائق الحانطور التحكم فيه ,أو السيطرة عليه ,حتى صدم سيارات وأتلفها ومن ضمن هذه السيارات السيارة الخاصة بالأستاذ سامح .
فخرج أصحاب هذه السيارات يتهمون العربجي بالتخلف والرجعية لأن الشارع غير معد لهذه العربات المتخلفة عن ركب المجتمعات الحديثة, وما من العربجي أن رد عليهم بكل أنواع الشتائم والبذاءات , وفي كل هذا الأستاذ سامح كعادته يتفرج ويتأمل هذا الموقف الذي يحتاج لكثير من الوقفات والتعليقات, لأن العربجي أتهم أصحاب السيارات بأنهم أضاقوا عليه عيشته وأكل عيشه , وكان يوم طين يوم أن دخلت السيارات إلى البلاد , ونعت السادة أصحاب السيارات بالأفندية والخواجات الخونة , ونعتهم بلبس البنطلونات , وكل هذا موضوع في إطار عريض من أقذر الشتائم ,, وما هي إلا لحظات حتى سكت الجميع ولا يسمع في المنطقة غير صوت العربجي فخاف الجميع والتزموا الصمت , فذهب أحدهم إلى عسكري المرور ليتدخل لفض النزاع !! فقال لهم :هو غصب عنه لأن الحصان عكيس شوية وضحك وسكت.
وتغيرت إشارة المرور إلى اللون الأخضر وذهب كل واحد إلى حال سبيله, ولكن الأستاذ سامح وضع على عاتقه أن يعرف سر الهجوم على مظهر الحضارة الحديثة وسر كراهية مثل هؤلاء للمجتمع الحديث والمجتمع المتمدن .
فذهب بعد أن وضع سيارته مكانها المخصص في جراج المدينة, وخرج مترجلاً وذهب إلى مكان موقف العربات الحانطور , وتقابل مع نفس العربجي , وحياه تحية السلام , فلم يرد العربجي بالسلام بالمثل بل قال له: أنا أعرفك يا أفندي أنت صاحب السيارة الفولفو التي أصابها حصاني , ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ أنت أتيت لتتشاجر معي !!, أحب أن أقول لك كل هؤلاء العربجية تابعين لي وسوف أمزق جسدك بالكرباج هذا !!!! وشرع يسحب كرباجه نحو الأستاذ سامح ,, فقال سامح بكل وداعة ورفق لا!! أنا أتيت لأركب معك في الحانطور وتلف بي المدينة ,, فقال له العربجي :
أنت تريد خداعي لتبعدني عن أتباعي وتنفرد بي ,,فأعطاه الأستاذ سامح الأمان وركب معه العربة ,, وقبل أن تطأ قدم الأستاذ سامح العربة حتى قال له العربجي أوع تفتكر أني سوف أركبك العربة بدون مقابل!! أنا بأخذ خمسون جنيهاً !! فضحك الأستاذ سامح وقال له موافق!
وما أن تحرك الحانطور حتى وجد الأستاذ سامح الفرصة متاحة لمعرفة ما بداخل مثل هؤلاء , فسأله قائلا:
أ/ سامح : ممكن نتعرف!!أنا أسمي سامح ,,رجل أعمال
العربجي: أنا الأسطى فرغلي !! وإحنا رجالة نعجبوك برضة مش كدة يا أفندي,ههههه!
أ/ سامح : ممكن تأخذني لإسطبل الخيل الخاص بك
العربجي : ماشي يا أفندي
وذهب به إلى شارع من شوارع العشوائيات بالمدينة , ووقف الحانطور هناك , بجوار نصف برميل مثبت بجوار إحدى أعمدة الإنارة , والروث وبقايا البرسيم ,, وجميع أنواع الحشرات تملأ المكان ,, والرائحة لا تطاق , ويوجد عدد من الخيول بجوار بعضها البعض أي أن الشارع غير مهيأ لمرور المرتجل.
فنزل العربجي وقال للأستاذ سامح أنت الآن أمام مربض الخيول ملكي,, وأشار على منزل مبني بالمسلح ,, الدور الأرضي فيه مخصص لربض هذه الحيوانات ,, ويوجد عدد كبير من حيوانات الرعي كالماعز والخراف ,,ترعي في الشارع وداخل المنزل , ,قال أيضا تشرب إيه يا بيه أنت ضيفي ,, و أكمل حديثه قائلا :أحضر لك حاجة معلبة لأنك سوف تعاف أن تشرب من بيتي شيء .
فتأفف جداً الأستاذ سامح ,, وقال: لا مافيش داعي !!
فقال العربجي لا يمكن هذا !! وأخذ ينادي ابنه بأقذر العبارات !!! يا أبن كذا.......... هات حاجة للبيه ..
فأيقن ساعتها الأستاذ سامح أن ما بينه وبين مثل هؤلاء هو صراع حضارات ,, فالحديث لا يقبل القديم والقديم لا يريد الحديث يأخذ منه الأضواء أو يغيره.
فسأله عن الحانطور ,, فأسرد العربجي تاريخ العربة الحانطور وكيف كان يركبها القادة والملوك في أزمة سابقة ,, وكيف كانت مصدر إضاءة بواسطة مصباحيها المعلقان على جوانبها ,, في الشوارع الحالكة الظلام قبل دخول الكهرباء,, تاريخ مجيد وحافل,, فقال له الأستاذ سامح والآن !!!
فقال الآن بدلا ما كانت الحانطور أسرع مركبة أصبحت أبطأ من جميع أنواع المركبات ,, وبدلا ما كانت لها هيبة بنوعية راكبيها من البشر أصبحت مهانة بواسطة كل ركاب المركبات الأخرى الحديثة.
عرفت يا أفندي الأسباب التي تجعلنا نكره كل أنواع السيارات الحديثة بل نكره كل من يركب هذه السيارات ونريد أن ترجع الأيام الجميلة والتي فيها الحانطور هو الأول, لهذا نريد قتل وهلاك كل جديد أثر علينا وعلى الماضي الجميل.
فأيقن الأستاذ سامح أن الحضارات الحديثة تعاني من خطر الرجعية ,, والرجعيين ,, ولكن ليس هناك أدنى ذنب لملامح التاريخ والتراث, والمتمثل في تواجد مثل هذه العربات في كافة المدن الحديثة في المجتمع المصري ,, بل تعد من المعالم السياحية.
فقال الأستاذ سامح : أنت تكسب كثيرا ,, وتحقق ربح ليس بقليل من وراء هذه العربة ,, ولكنك ناقم على المجتمع بالرغم من أنك وأمثالك ليس لديكم مشاكل مادية فأنتم أحسن حالا من أشخاص كثيرين ممن يلبسون البنطلون ,,الذي لا يعجبك!!!
المشكلة ليست في المهنة ولكن المشكلة في صراع الحضارات.
فتأمل الأستاذ سامح في مثل هؤلاء لتغيير فكرهم الرجعي , فبدلا من نقمتهم على كل ما هو حديث يندمجون في الحديث ويبجلون القديم باعتباره تراث يجب المحافظة عليه.
وتخيل الحلول لهذه الفكرة:
ـ تحسين معيشة مثل هؤلاء بتوفير الرعاية الصحية , والاجتماعية لهم .
ـ تحسين مصادر رزقهم بتوفير أماكن لتربية مواشيهم وأغنامهم وخيولهم فلا تؤثر على البيئة ولا تؤثر عليهم وعلى أولادهم.
ـ توفير كافة السبل التعليمية والثقافية لجميع المجتمعات العشوائية,مع وضع خطة لمكافحة العشوائيات .
ـ مكافحة المخدرات بكل حزم وشدة ,, ومكافحة التطرف والإرهاب .
ـ العناية بكل المهن القديمة واستبدالها وتحديثها لأن في هذا قمة الاستثمار, لأننا نحافظ على أصحاب هذه المهن ونحافظ على تاريخ كان يوما من الأمجاد.
ـ وضع قوانين بمنع استغلال الشوارع لأي أشغالات غير عبور المارة والمركبات.
ـ تفعيل القانون المصري حتى لا يكون هناك من يتعدى على حقوق الآخرين من البشر, ويلوث البيئة المحيطة بهم .

أخيرا:
الحلول السابقة لجميع المهن القديمة .وهذه قصة من الخيال توضح اختلاف وصراع الحضارات ,, واختلاف وصراع الثقافات ,, والتي بسببها الفتن الطائفية والإرهاب.
نشأت المصري



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلطجية ليسوا مصريون
- خير !!!حلم مبشر بالخير
- غشاوات الهوس الديني
- هلاك المساكين فقرهم
- ملاعب الكتّاب
- جمال البنا ومفهوم العفاف
- حتى مسابقات التلفزيون المصري إسلامية
- صبايا !! غير مسموح للصبايا غير المحجبات
- الولايات المتحدة العربية
- أدخل إلى العمق
- العرب قادمون
- مظاهر من التمييز العنصري
- دولة مصر القبطية
- الاستقواء بالخارج
- العداوة والخصام
- المرآة المصرية وراء الأقنعة
- الفتنة الطائفية في مصر مسؤولية من؟!!!
- بوتقة الشر
- هذا هو الوارث هلموا نقتله
- براءة الأبرياء


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت المصري - الحانطور والفولفو