لم أتمالك نفسى من الضحك بهيستيريا عندما رأيت صورة وزير الخارجية المصرى أحمد ماهر فى الصفحات الأولى للصحف وعلى وجهه الهلع والرعب كالأطفال ، فاتحا عيناه فاغرا فاه محتميا بالشرطة الاسرائيلية ، والأدهى من ذلك فراره كالمذعور بدون آداء الصلاة التى جاء من أجلها ، هذا الرجل الذى قارب السبعين من العمر ، ويحتل منصب وزير.. أى رجل دولة بكل ما فى الكلمة من معنى ويخاف بهذا الشكل المخزى !!ا
كنت أتوقع يا سيادة الوزير أن تقف ثابتا فى وجه من قذفوك بالأحذية ، وتؤكد لهم أنك ما أتيت الا بدعوة من السلطة الفلسطينية التى تمثلهم وان كان هناك من يستحق القذف بالأحذية فهى تلك السلطة وليس انت ، و تصمم على آداء الصلاة ثم تنسحب جسورا على قدميك من المسجد كممثل لدولة فى حجم مصر ، أين انت من ياسر عرفات الذى تحاصره الدبابات وتقصفه الطائرات ولا يخاف ولا يجذع ، أين أنت من الأطفال الذين يواجهون الدبابات بصدورهم فى فلسطين، أين أنت من المرحوم أنور السادات الذى تلقف الرصاص فى صدره كالأسد ومات رجلا ولم يختبىء أسفل المنصة ، فمهما اختلف معه الانسان الا انه رجل دولة يستحق أن يكون رئيسا ، أين أنت من الرئيس مبارك الذى تعرض للاغتيال فى بورسعيد ومع ذلك واصل زيارته وألقى خطابه وعاد الى القاهرة كأن شيئا لم يكن ، نحن مع الخوف الانسانى الطبيعى وليس مع الجبن والرعب والسخسخة .. مم تخاف
يا سيدى ..هل تخاف من الموت ..انه آ تيك لا محالة؟
لقد نسيت أنك تحت بصر الاعلام الذى لا يرحم و سارع بنشر وضعك الدرامى فى أركان الدنيا الأربعة ، ان القرار الأجدر بك هو الاقالة ، لأنك لست رجل دولة يمثل الموت جزءا من ثقافتها وحضارتها ، لقد تعرض وزيرى الداخلية والاعلام للاغتيال بالرصاص وليس القذف بالأحذية ولم يهلعا مثلك ، ولو لاحظنا سنرى ان السلطة فى فلسطين واسرائيل تعاملا معه بعطف شديد لا يليق الا بالضعفاء أمثاله ، اننى أرفض الاعتداء عليه أو على غيره ، وانما كان من الأجدر به أن يكون شجاعا يستحق المنصب الذى يتقلده ، انه لمن الواضح أن من يمثلوننا انتهت فترة صلاحيتهم السياسية ولم يعودوا يصلحوا للاستخدام كرجال دولة ، أنا لا أصدق أن شخصا كهذا يمكن أن يرسم السياسة الخارجية لدولة فى حجم مصر ، ذلك الذى بال على نفسه من بعض الغوغاء ، كنت سأرثى لحاله لو اصطدم الحذاء برأسه وأغمى عليه وغاب عن الوعى ، لكنه كان واعيا مرتجفا خوفا على حياته ، سيادة الوزير .. الأجدر بك أن تجلس فى بيتكم تلعب مع الأحفاد لتموت راقدا على سريرك ، فأمثالك لا يمكن ان يموتوا واقفين كالرجال ..!!ا