ابراهيم الجندى
الحوار المتمدن-العدد: 699 - 2003 / 12 / 31 - 04:33
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لم أتمالك نفسى من الضحك بهيستيريا عندما رأيت صورة وزير الخارجية المصرى أحمد ماهر فى الصفحات الأولى للصحف وعلى وجهه الهلع والرعب كالأطفال ، فاتحا عيناه فاغرا فاه محتميا بالشرطة الاسرائيلية ، والأدهى من ذلك فراره كالمذعور بدون آداء الصلاة التى جاء من أجلها ، هذا الرجل الذى قارب السبعين من العمر ، ويحتل منصب وزير.. أى رجل دولة بكل ما فى الكلمة من معنى ويخاف بهذا الشكل المخزى !!ا
كنت أتوقع يا سيادة الوزير أن تقف ثابتا فى وجه من قذفوك بالأحذية ، وتؤكد لهم أنك ما أتيت الا بدعوة من السلطة الفلسطينية التى تمثلهم وان كان هناك من يستحق القذف بالأحذية فهى تلك السلطة وليس انت ، و تصمم على آداء الصلاة ثم تنسحب جسورا على قدميك من المسجد كممثل لدولة فى حجم مصر ، أين انت من ياسر عرفات الذى تحاصره الدبابات وتقصفه الطائرات ولا يخاف ولا يجذع ، أين أنت من الأطفال الذين يواجهون الدبابات بصدورهم فى فلسطين، أين أنت من المرحوم أنور السادات الذى تلقف الرصاص فى صدره كالأسد ومات رجلا ولم يختبىء أسفل المنصة ، فمهما اختلف معه الانسان الا انه رجل دولة يستحق أن يكون رئيسا ، أين أنت من الرئيس مبارك الذى تعرض للاغتيال فى بورسعيد ومع ذلك واصل زيارته وألقى خطابه وعاد الى القاهرة كأن شيئا لم يكن ، نحن مع الخوف الانسانى الطبيعى وليس مع الجبن والرعب والسخسخة .. مم تخاف
يا سيدى ..هل تخاف من الموت ..انه آ تيك لا محالة؟
لقد نسيت أنك تحت بصر الاعلام الذى لا يرحم و سارع بنشر وضعك الدرامى فى أركان الدنيا الأربعة ، ان القرار الأجدر بك هو الاقالة ، لأنك لست رجل دولة يمثل الموت جزءا من ثقافتها وحضارتها ، لقد تعرض وزيرى الداخلية والاعلام للاغتيال بالرصاص وليس القذف بالأحذية ولم يهلعا مثلك ، ولو لاحظنا سنرى ان السلطة فى فلسطين واسرائيل تعاملا معه بعطف شديد لا يليق الا بالضعفاء أمثاله ، اننى أرفض الاعتداء عليه أو على غيره ، وانما كان من الأجدر به أن يكون شجاعا يستحق المنصب الذى يتقلده ، انه لمن الواضح أن من يمثلوننا انتهت فترة صلاحيتهم السياسية ولم يعودوا يصلحوا للاستخدام كرجال دولة ، أنا لا أصدق أن شخصا كهذا يمكن أن يرسم السياسة الخارجية لدولة فى حجم مصر ، ذلك الذى بال على نفسه من بعض الغوغاء ، كنت سأرثى لحاله لو اصطدم الحذاء برأسه وأغمى عليه وغاب عن الوعى ، لكنه كان واعيا مرتجفا خوفا على حياته ، سيادة الوزير .. الأجدر بك أن تجلس فى بيتكم تلعب مع الأحفاد لتموت راقدا على سريرك ، فأمثالك لا يمكن ان يموتوا واقفين كالرجال ..!!ا
#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟