أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايفان عادل - قف ... أمامك علامة استفهام ( )














المزيد.....

قف ... أمامك علامة استفهام ( )


ايفان عادل

الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 08:48
المحور: الادب والفن
    


لماذا يصعب عليّ أحياناً كثيرة ترجمة وفهم ما يحدث في داخلي؟ ألانـّني مترجمٌ فاشل لا أتقنُ لغة الداخل بصورة جيدة؟ أم لأنـّي أخشى أن أنهي كتابة ما ترجمت فأحصل على صورةٍ لا أريد الاعتراف بوجودها في داخلي بل لا أريد مواجهتها أصلاً ... فربما أكون خائفاً أو خجلاً مما يحصل في الداخل من أمور ٍ قد تتناقض مع ما يدور في الخارج, لكن أليس من المحتمل أنّ ما يحصل في الداخل قد يكون هو الصحيح حسب المفهوم الحقيقي لما نؤمن به من معتقدات أو مبادئ أو نظريات, ذلك المفهوم المجرّد من الألوان الناتجة من احتكاك ما نؤمن به مع الزمن, إذن فلماذا أكون خائفاً أو خجلاً من الداخل أبسبب ما سيقال هنا وهناك ومن هذا وذاك ؟
متى سيحين موعد الثورة ومتى ستأتي ساعة الانقلاب؟
لكن مهلاً ماذا لو كان الداخل خاطئاً فعلاً وغير صحيح وأنا أعتقد أنـّه صحيح لبعض الأسباب التي قد تخيفني من مواجهة الحقيقة أو لأنـّني ربما إنسان يعترضُ لأجل الاعتراض فحسب؟؟؟ عندئذ ستكون الثورة كارثة وسيكون الانقلاب أسوأ حدثٍ ممكن أن يجري في حياتي ...
أنا خائف ..... أنا حائر ..... أنا قلق .....
أحتاج أن أتعرّف على ذاتي أكثر, أحياناً أشعر أنـّي أعرفها جيداً وأعرف كلّ الطرق التي تؤدي إلى مكنوناتها ومخابئها السريّة, وأحياناً أخرى أراها غريبة جداً وكأنـّي ( أنا .. لستُ أنا ), أو كأنّ شخصاً آخر يسكن ذاتي وفي الوقت الذي أعتقد أنـّي لا أعرفه أرى نفسي أعرفه جيداً وفي الوقت الذي أعتقد أنـّي تمكنتُ أخيراً من معرفته جيداً أكتشف شيئاً غامضاً جديداً يعيدني إلى نقطة البداية لأبحث من جديد عن تفسير ٍ جديد ...
ما هذا أنا أكتبُ ما أقول ... ولماذا أكتب ؟
أ لأكتشف عمّا في داخلي لأفصح عنه أم لأجد طريقة شرعية أغلـّفه من خلالها وأدفنه بين ابتسامات الخارج الكاذبة وبين لحظات الخيال وادعاءات الواقع؟
هل أكتبُ لأكشف عمّا يدور في داخلي أم لأخفيه؟
أنا متناقضٌ ..... أنا ؟؟؟؟؟ ..... أنا مجهول .....
أوراقٌ كثيرة ممزّقة وأخرى تنتظر دورها وأقلامٌ مكسورة بأيدي منكسرة وقدحٌ عطشان ينادي قنينة النبيذ وينادي شفتيّ وسيجارة ٌ واحدة ٌ وحيدة ٌ تنوح ذويها الذين أ ُحرقوا وأحرقوا ومنضدة ٌ قديمة ٌ وشمعة ٌ جميلة شُعلتها الصامدة تقاوم رياح أنفاسي المجنونة و ...... و ......
أنـّها صورة ٌ تقليدية ٌ قديمة للخارج وأنا لا أحبُّ التقليد والروتين مع أنّ حياتي حتى الآن من الخارج نصفها تقليد ونصفها الآخر روتين وكلاهما وجهان لعملةٍ واحدة هي الموت ..
أما في الداخل فهناك فراغ ٌ ثقيلٌ يحاصرني مع أنـّني لا أجدُ سقفاً ولا أرضية ً أو جدران, وهناك أيضاً علامة ُ استفهام قد علـّقت نفسها بحبل ٍ طويل ٍ جداً لا أعرف أين ينتهي وساعة ٌ قديمة ٌ لا تعمل إلا ّ أنـّها تصدقُ مرتين في اليوم, أرى علامة الاستفهام حزينة ً, واقفة ً فوق منضدة جميلة جديدة تراقبُ الساعة القديمة وتنتظرُ متى سيحين موعد صدقها من جديد لتدفع بالمنضدة نحو الأمام فتنطلق روحها العاشقة المجنونة لملاقاة حبيبها ( السؤال ) والذي اغتالته أيدٍ أثيمةٍ تسلـّلت من الخارج بحجة أنـّها تساعد في فرض الأمن والنظام وإنهاء أزمة الاضطراب في الداخل.
حينما جاء موعد الصدق للساعة القديمة حاملا ً معه موعد النهاية لعلامة الاستفهام اليائسة وجدّتُ أنـّها تردّدت في دفع المنضدة من جديد إذ تذكـّرت وصية حبيبها حين قال لها:
" اذهبي يا حبيبتي وابحثي عن الجواب .. لا تنسي قبل كلّ شيء .. الجواب"
لكنـّها ظلـّت واقفة مترددة خائفة مشتاقة عاشقة حزينة وحين قرّرت أن تلبي وصية حبيبها نظرت إليّ والدمع يملأ ُ عيونها, تطلب مني أن أقطع الحبل الذي يشدّ عنقها, ذلك الحبل الذي لا ينقطع إلا ّ بالنار فبدأتُ أبحثُ حولي عن أعواد الثقاب لأحرق الحبل مع سيجارتي الأخيرة كعلامة احتفال, لكنـّني اكتشفتُ أنّ أعواد الثقاب قد نفذت كلـّها وشمعتي الجميلة قد نامت منذ زمن وانصهرت في أحلامها, وعلامة الاستفهام ما زالت تنظرُ إليّ وتطلبُ ناراً لتلبي وصية حبيبها, وأنا .......؟؟ أبحثُ عن النار ومشكلتي هي إنـّني أبحثُ عن نوع ٍ فريدٍ من النيران فأنا لا أريد ناراً تحرقُ علامة الاستفهام بل أريد ناراً تحرق الحبل الذي يربطها باللانهاية لتتحرّّر إلى ما لانهاية.



#ايفان_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان أوقات الفراغ
- حبُّكِ
- قصائد (1)
- عندما قُتل الحبّ
- أحتاجُ حبّكِ .. أحتاجكِ كثيراً
- قِبلة ُ العشاق
- فهل إنّني أطلبُ الكثير ؟
- من أجل مجتمعاتٍ متمدنة
- الحبُّ والمرآة
- سيّدة الزهور
- ويبكي العراق
- رياح الختام
- حبيبتي ... ما زالت نائمة
- بِرَد الشاي
- وإليكِ القرار
- إعتراف
- تحذير حكومي
- لا تخجلي
- حياتي
- حضارة ٌ جديدة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايفان عادل - قف ... أمامك علامة استفهام ( )