أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله الداخل - مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية















المزيد.....

مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 08:26
المحور: كتابات ساخرة
    


(أموتُ وفي نفسي شئٌ من الجمل الإعتراضية) من أجل الإستئناس بهذا المقال يمكنكَِ إهمال الجمل الطويلة بين الأقواس، إن اسْطـَعْتَِ الى ذلك سبيلا! وفـَّـقـكَِ اللهُ وأعانكَِ على فهمها!

الجزء الأول - تشابه كلابي

نـُقل عن الكاتب والمفكرالعراقي والمصلح الاجتماعي الكبير الأستاذ العفيف خير الله طلفاح (رض)، خال الدولة (حف)* سابقا، وشقيق أم المناضلين صبحة (غف)*، والد زوجة الدولة سابقاً، وجدِّ قادة الرعيل الجديد، القائدِ العسكريِّ الأسطوري السابق، مُـلهـِم ثورة 1941، مُناقِش أطروحاتِ الدكتوراهِ في جامعاتِ بغدادَ وضواحيها، مؤلفِ الكتبِ العديدة والتي أهمُّها موسوعة "ثلاثة ما كان على الله ان يخلقهم: فارس ويهود والذبّان"، نـُقل عنه، بُعَـيْدَ إعلان الحربِ على إيرانَ سنة 1980، قولـُهُ، رحِمَه اللهُ وأسكنـَهُ فسيحَ جناتِهْ:

- "هَـدّينه جْلابْهُمْ عليهُمْ"!

بالفصحى الرملية: " لقد أطلـَقـْنا كلابَهُمُ عليهـِم ِ"!

ولكي أقدّم مساعدة ًمتواضعة لمن يرغب بترجمة هذا المقال الجاد الى الانجليزيةِ كي يستطيع من يعنيهم الأمرُ والذين "يـُتقنون" الانجليزيةَ فقط من الأقوام التي تدير شؤونَ عالم اليوم الذين تـُعِدُّهم الأوساط الإعلامية العالمية بأنهم أسمى مؤمني ومثقفي الولايات المتحدة وفلاسفةِ الأخلاق فيها، خاصة مَنْ منهم في "الدائرة الإهليليجية" oval office في البيت الأبيض (أؤلئك الذين طفحتْ "شعبيتـُهم" حيثُ بلغ الصفرُ الزُّبى في بلادهم بسبب ارتفاع اسعار البنزينِ ووقودِ التدفئةِ ثلاثةَ أضعافٍ فحاوَلوا تعويضَها بإرسال 600 دولار في نهايةِ آذارَ لكل دافعِ ضريبةٍ) فهمَ فحوى المقالةِ والمقولة، أقترح أن تـُترجَم هكذا:

"We ve unleashed their own dogs upon them!"

والسبب في هذه المساعدة المجانية التي اقدمها للمترجم هو، كما سيرى، سبب عجيب، لأن الكومبيوتر يصر على ان استعمال كلمة their هنا غير صحيح لغويا إلا اذا حذفنا كلمة own، ولكن هذا الحذف غير ممكن لأن خير الله طلفاح كان يعني أن النظام قد شرع بارسال الشيعة العراقيين لمقاتلة ايران الشيعية، لذا فان اضافة كلمة own أساسية هنا في رأيي وإلاّ فان المعنى قد يتغير ليعني أقواما آخرين ممن يملكون كلاباً، هم أيضاً!

ولستُ هنا بصدد شرح الأبعاد الانسانية أوالأممية لهذه القول المأثورالذي تجاوز كلَّ تمييز من أي نوع بين البشر خاصة التمييز الطائفي في الدين الواحد! تلك الأبعاد التي ساهمت في غرسها، برفق كبير، في نفوس العراقيين، أنظمة دول المنطقة والأنظمة الغربية عموما وطبعا كل الأنظمة العراقية، خاصة النظام الاشتراكي الذي حرّرَنا من ربقتهِ جيشُ التحرير العالمي التابع للولايات المتحدة بقيادة رئيسِها العطوف المؤمن الذي طالما أدار خدَّه الأيمنَ لمن صفعه على خدِّه الأيسر، لأن الصفعة الأولى لابد ان تكون يسارية (ولذا نراه يعمل برأسه حركة مستمرة متلفتاً يميناً شمالاً يميناً شمالاُ مثل متفرجي التـنس في ومبلدن)، ونائبه الرجل المعروف بأمانته ونزاهته الشديدتين لشعبه وللانسانية، ووزير دفاعِهِ السابق، الذي عمل المستحيل من أجل منع أشهر وأكبر فرهود في تأريخ البشرية لحد الآن انتقاما لفرهود 48 وفرهود السبي البابلي، ومُنـَظـِّر "الحرية المشعّـثة" Untidy Freedom، والذي لم يكن على اطلاع أبدا على ما كان يجري في متحف بغداد ولا ما كان يسيل في أبي غريب ولا ما فاض في العراق بل لم يكن يعرف موقع الفلوجة أصلا؛ ولكني أريد ان أوضح تشابها غريبا في المسألة بين مقولة البروفيسور المغفور له الاستاذ طلفاح (الذي طلَّ "خيرُه" وفاحت رائحتـُه* الى يومنا هذا وحتى بعد مرور خمسة عشر عاما على انتقاله وبشكل دائم الى جوار ذاك الذي ما كان عليه أن يخلق فارس ويهود والذبان) وبين سلوك قادة عالم اليوم.

ما هو الطرف الآخر في المقارنة التي أعقدها هنا والذي خلق التشابه الذي أدّعيه؟

انه ليس إعادة َتجنيد الكَركه gurkhas (أو الغورغا بلغتنا الأم وهم جنود من النيبال) أؤلئك الكلاب الشرسة التابعة للإمبراطورية، التي لا تغرب الشمس عن اراضيها، وزجَّهم في احتلال العراق مجددا في القرن الحادي والعشرين، وهم الآن يطالبون بمنحهم الجنسية البريطانية شأنهم شأن المترجمين والمتعاونين مع الاحتلال من العراقيين الذين وصلوا بريطانيا مؤخراً؛ بالتأكيد كلا! لكن من حق القارئ أن يذهب الى ذلك المدى في تصوره، لأن هذين النوعين من الكلاب كلٌّ يؤدي وظيفته بالعض بطريقته الخاصة، ولكني لا أقصد هؤلاء أبدا، رغم أن مَنْ يسمِّي معاوني الاحتلال collaborators بالكلاب هم المحتلون انفسهم، وليس خصومهم! لأن السبب بسيط: (فلأصرخ قليلا بجد)

إن عقلية الحرب والاحتلال هي عقلية اليمين والرجعية، عقلية الإقطاع والبورجوازية، وهي العقلية القومية العنصرية والدينية التي تسمّي الفقراء من البشر، الذين تجنـّدهم هذه العقلياتُ بالقوة لتنفيذ أغراض طبقية، كلاباً.

هَـلـِنْ أونيل Helen O neill مراسلة الـ AP ، كتبتْ في الثالث والعشرين من آذار تحقيقاً ملفتاً للبصيرة بعنوان
Families torn by citizenship for fallen

من الممكن ترجمة العنوان هكذا: "عوائل تمزقها الجنسية لقتلى الحرب". فكيف يمكن للجنسية أن تمزق العوائل بدلاً من تمزيق العوائل للجنسية، كما يحصل، مثلاً، عندما تدخل عوائلٌ، عراقية أو غيرها، أجواءَ أو حدودَ بلدٍ تلجأ اليه من بطش أحد أنظمة الله، فتمزِّق الجوازاتِ القديمة َاو المزورةَ لخلط المعلومات على السلطات الجديدة!

لكن يجب ألاّ يتبادر الى الذهن أن وسائل الاعلام الغربية أو العربية تهمها عوائل تمَّ تمزيقـُها فعلا بحقيق وبكل معاني التمزيق كما يجري في العراق أو مثلما حصل مؤخراً لعائلة فقيرة (من الصابئة) في الكوت حيث دخلت قذيفة من النافذة، كما يبدو، ومزقت على الفور أحد عشر شخصاً من عائلتين أجبرهما الدهرُ وميليشياتُ الخالق الرحيم النابعة من أطيافه وقوس قـُزَحهِ الجميل الذي يحنو على العراق بحَدَبٍ "شديد"، على التواجد في دار واحدة (أرملة وأربعة شباب في العشرينات وستة أطفال)، ولم يُعرف بعد مصدر القذيفة بسبب الفوضى الخلاقة ولأن الولايات المتحدة وجيش التحرير العالمي مشغولان بإعادة إعمار العراق التي دخلت عامها السادس ببدء الحرب الأهلية التدريجية المتقطـّعة كالحمّى (intermittent) بين المسلحين من مؤمني ومثقفي لون واحد من القوس قـُزَح، قبل أن تـُصبح مطبقة تماماً، كالجنون، لكي يتم إكمال إعادة بناء العراق على أسس سكانية جديدة تقلل من الاكتظاظ خاصة في المدن الكبيرة مثل باكَداد وبازره وعلى أسس عمرانية حديثة مستوحاة من التراث العراقي الأصيل اذ يتم تطبيق الحرص في الأعمار الأميركي على العودة الى الصرائف (لأن العراق قد افتقد منذ زمن ابن كيفيّة دور الشاكرية مثلا، التي هي جزءٌ من التراث العربي الاسلامي، وما أحلى ذلك النوع من الـ structure في مضيف الشيخ الذي صوَّره الرجل السرّي ولفـْرد ثِسِجَرْ * Wilfred Thesiger في كتابه "الموسوم" "عرب الأهوار" The Marsh Arabs أو المعدان، وأطواقه المصنوعة من القصب والبردي ذات التصميم الذكي إذ كانت تحنو على الفلاحين بحدب شديد!) والحفاظ على بيوت الشيلمان في "مدينة" صدر صدام الثورة، (قال أحد جنود التحرير العالمي من البحرية الأميركية عندما دخل النجف في العام 2003 بعد ميلاد سيدنا المسيح "يا إلهي، إنهم يعيشون في بيوت تعود الى القرن الرابع عشر!"

_______________________________________________
الملاحظات
*(حف): حفظها الله
*(غف): غفر اللهُ ذنوبَها
* قال خير الله طلفاح مرة عن إسمه أن معنى "طلفاح" هو "خيرٌ من الله طلَّ وفاحْ"!

* كتبتُ لمجموعة صغيرة قبل عام مقالا فيه بعض الملاحظات عن ولفرد ثسجر جاء فيه ما يلي: "وهناك كاتبٌ آخر لابد أن يعرفه الكثيرون واسمه ولفرد ثـِسِـجر- يُلفظ ثسايجر خطأ - مؤلف كتاب "المعدان"؛ أو عرب الاهوار، وهذا الرجل كان في اهوار العمارة في ضيافة صديقه فالح الخليفة، من اكبر اقطاعيي العمارة، وهو يعرف تلك الاهوار متراً متراً، من الكحلاء الى نهاية العظيم والى ايران مروراً بالسودة والبيضة وام البنـّي! وهو يعرف الهلال الخصيب كلـَّـه من عكا الى مكة كما يقال، مقتفياً خطى لورنس في الصحراء تارة ً وتارةً اخرى خطى ابي حْـنيك؛ تراه في جبال كردستان يوما، ويوماً مخوِّضا في أوحال أهوار الفرات؛ ثم فرَّ من العراق الى غير عودة، بطريقة درامية، ففي ظهيرة يوم في اواسط تموز 1958 : هبطت هليكوبتر على تـَـهَـلةٍ في واحد من اهوار العمارة وأقلته الى جهة مجهولة"! كان يُفترض أن أضيف الى تلك السخرية شيئاً من الجد بتوضيح ان هذا الجاسوس المتقمِّص والمتسروِل والمتعطـِّف بالمِعطف الأبيض لشخصية الباحث الأنثروبولوجي والعالم المستكشف كان عسكريا امبراطوريا تـُثقل جاكتته النياشين والأوسمة الامبراطورية وحتى الحبشية الاثيوبية الهيلاسيلاسية! عندما كنتُ في بريطانيا لم أشجّعْ صديقا بريطانيا على الاتصال به والكتابة اليه عام 86 بعد أن تحدثتُ له عنه، وفهمتُ آنذاك أن ثسجر أجاب صديقي باقتضاب لأنه علم أن أباه عراقي ولم يكن جوابه يستحق الاهتمام!



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمتعة
- الجِزَم
- شاهد عيان:- ساهمتْ زوارق السفارة البريطانية في دجلة بانقلاب ...
- -ما يستترُ به الصائدُ-: السبب والذريعة في اللغة والتأريخ
- إنهيارُ القارّات
- حَيْرة
- قلعة صالح - شمسٌ وريحٌ ونهرٌ ونخيلْ
- الأمم المباركة والأمم المارقة!
- عمى الجهات
- تغيُّر الدِّيلَما
- من يوميات مفتش بسيط
- الخسارة -3- (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري ...
- تعاريف خطيرة لحدود بعض العصور
- الخسارة 2 (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري ا ...
- مِطرقة
- الخسارة 1 (من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط- ...
- مطارَد
- جئتُ الى كاوَه (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر ال ...
- جئتُ الى كاوه (مقاطع من مطولةٍ بعنوان -تداعياتٌ من العصر الغ ...
- محاولة في الخوف


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله الداخل - مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية