|
سيرة ذاتية...للتاريخ
أبو الكيا البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 00:10
المحور:
كتابات ساخرة
لطالما نُصح البعض منا بترك موضوع التاريخ وأحداثه لحكم التاريخ بضمانة كّتاب التاريخ وصانعيه ،الكثير ينادي بعدم نبش أحداث التاريخ لئلا يظهر ما يخل بالعقائد ،فيكون زياد أخا لمعاوية، وان السيد أبو سمرة لم يكن هاشميا بل كان مملوكا جيء به مع الخروف الأسود وان الخاتون لم تكن إلا إحدى البغايا التي استهوت أمير المؤمنين لينعم عليها باللقب الإمبراطوري بأمر أميري وان الباشا لم يكن غير رئيس مجموعة لقطاع طريق الحج الصحراوي ،وان ولي العهد المفدى ما كان ليتولاها لولا شروط والدته قبل اختراع موانع الحمل القومية على صاحب الجلالة الذي سحب الولاية من أخيه قبل بلوغ ولده عقدة النكاح حسب التوقيت الغجري. يأمرنا التاريخ المقدس أن نُخَطٌيء الخارطة الجينية والهندسة الوراثية وكل ما يتصل بالدي ان أي لأنها مثلنا مولعة بالنبش عن الحقيقة رغم حزمة التشريعات الأخلاقية التي لا تصلح لكتّاب السيرة الذاتية من السلاطين ووعاظهم من الآيات الشيطانية من الطريقين. السيرة الذاتية يكتبها صاحب الذات ، فلا يضمنها جدول عاداته السرية ولا قائمة إخفاقاته العلنية ولا مغامراته الفاشلة اليومية ولا يحاول ذكر سنوات السقوط المدرسي والأخلاقي قبل ولاية العهد أو عيد الجلوس من قيام على كرسي الحلاقة أو كرسي الأستاذية أو الكرسي الرئاسي . لفت نظري ما دعا إليه السيد أبو تحسين الذي طل علينا من قناة الفيحاء العراقية ،وهو يظهر في حلة بهية وهيبة ديمقراطية صنعها بنعاله الرمز الذي انهال به على صورة السيد الرئيس الرمز قبل قيامه بكتابة مذكراته بعيدا عن أجواء زبيبة ...لقد دعا السيد أبو تحسين إلى أن توضع النسخة الأصلية لنعاله المبجل في متحف لم يسمٌه، فربما كان اللوفر أو برلين أو الميتروبوليتان أو أي متحف دولي آخر باستثناء المتحف العراقي خوفا عليه (أي النعال) من السرقة ،بدا لي أن السيد أبو تحسين كان يتكلم من خارج العراق ،لولا أني اعرف أن الدكتور محمد الطائي جاهد كثيرا في حصول قناته الغراء على منفى في داخل الوطن بعيدا عن البصرة التي تحمل القناة كنيتها،قبل أن يحط رحاله في كردستان ،لا اعرف أين التقى الدكتور الطائي بالسيد أبي تحسين صاحب النعال التاريخي ،ولا اعرف كيف تم لقاؤهما بالإعلامي والمثقف السيد وجيه عباس ،الذي لفت نظري هو الآخر قبل انتهاء اللفت النعالي الأول،لفت نظري إلى قيامه باقتراح تأسيس حزب النعال مذكرا بحزب الحمير الكردستاني ،يعرف المثقفون الشيء الكثير عن أسلوب السيد وجيه سواءً في كتاباته أو في أحاديثه ومقابلاته ويعرفون إن المصطلح عند وجيه يؤسس لفكره يعبر عنها بأسلوب ساخر خاص به غايته تأكيد ترسيخ هذه الفكرة ومن هذا المنطلق فأنني أتفهم فكرة تأسيس حزب النعال ولن ادخر جهدا في الترويج لها وسأكون أول مناصري قائد هذا الحزب رغم إنني لا اعتقد بحتميته التاريخية أو الجغرافية ولا بدياليكتيته الإسكافية واغلب الظن فالسيد وجيه سينأى بنفسه بعيدا عن العمل الحزبي القيادي والجماهيري بعدما انشغل بالدفاع عن ذئب يوسف وبعدما دوخه السيد طالب الشطري وحريم السيد الزاملي. التفاصيل التي أذكرها هنا ليست تفصيلية ولا دقيقة ،فلربما تطلب الوقوف على الحقائق التاريخية تفصيلات أكثر حول الحياة الخاصة للسيد أبي تحسين الذي مازلت اجهل عنها حتى اسمه وغير ذلك من التفاصيل التي لا بد أنها تهم الناس باعتباره نجما سيكتب سيرته يوما ما ،فهو أول من ضرب صورة صدام بعد سقوطه أمام الناس بعد إن كان الناس لا يتجرؤون على عمل ذلك حتى مع أنفسهم ،لكنني أقول إن الأمر آنذاك لم يكن ليتطلب شجاعة كبيرة والدليل إن أبا تحسين لا يمكن له الآن إن يضرب صورة أي عضو شعبة في حزب البعث المنحل ولا أقول عزت الدوري حيا أو ميتا. كيف لنا لن نترك أحداث التاريخ وشانها في الوقت الذي نرى بأم أعيننا التزييف والتدليس ،فقد صار عبد الكريم قاسم دكتاتورا وأصبح صدام شهيدا وأصبحت حسنة ملص دكتورة وحسام الرسام فنانا ملتزما،ولربما أصبح أبو تحسين قطبا من أقطاب المعارضة الوطنية قبل انعقاد مؤتمر قمة الأرض المحتلة والسماء السابعة.لربما دعت الضرورة لان نعرف نوع ومقاس ولون هذا النعال التاريخي لكي لا نقع في الحرج الذي وقع فيها عادل إمام أثناء شهادته المشهورة بشان قاتل المغفور لها عنايات أبو سنة (بكسر السين) الذي كان يرتدي جورابا اخضرا مأستكا من أعلاه ...مع العلم إن كل هذه التفاصيل الدقيقة عند الشاهد بشان الملابس الداخلية والخارجية والجوارب وغيرها لم تكن كافية للمحكمة لعتق رقبة شاهد لم ير شيئا من قبضة العدالة التاريخية. ما الذي سيقرره التاريخ عند مروره بالسيرة الذاتية لنعل أبي تحسين الموجود في إحدى المتاحف العالمية أو إحدى المزابل الوطنية ...لا بد إن مصير هذا النعال ستقرره اجتماعات لجان المصالحة الوطنية والعدالة والمساءلة، عندها سيكون مصير أبي تحسين (وعذرا له)رهبن بمستقبل نعاله الوطني المعارض للبعث. لا بد من قراءة جديدة للسيرة الذاتية لرجالات وسيدات التاريخ السابقين واللاحقين ،بعقولنا وبمعرفتنا نحن وليس من كتبها أو كتبوها له،عند ذاك سنكون موضوعيين في فهم قضايانا وملوكنا ورموزنا، فشعوب الشرق تقدس الرمز ،لا فرق في كونه أنسانا مشفرا أو ثورا مجنحا أو تمثالا مقنعا أو شجرة محجبة او جورابا مأستكا أو نعالا معادا...إني اخشي إن ينسي الميمون أجيالنا ذكر الحسين (ع) فلقد نسي بنو إسرائيل ربهم واتخذوا العجل إلها....لقد قام الدكتور الطائي بتقديم السيد أبي تحسين بصفته صاحب النعال التاريخي وليس بصفته مواطنا مقهورا...المصريون يقولون سابوا الحمار ومسكوا البردعة.فانتبهوا أيها المثقفون من المهتمين بالسيرة وكتابها والتاريخ وصانعيه والرموز ودلالاتها.
#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مولاي...
-
دون أسماء وألقاب...هل هو الحل يا سيدي الحارس؟
-
جمل علي ...كام الداس يا بن عباس!
-
اكعد أعوج
-
عطلة عطيل
-
مذكرات عراك
-
مللي مول وحيد في زمن أيوب
-
تنبؤات أبي الكيا البغدادي (2)
-
طاقية الحاج القطنية....طاقية إخفاء صوفية
-
تنبؤات أبي الكيا البغدادي
-
أحلام جنية وأحلام إنسية
-
سعادة العيد في دولة الملك ونيابة أبو الكيا
-
رزق النواب وسورة الواقعة
-
ِولْيَة الغُمٌان في حَي بن سَلْمان
-
الجمل وحرب النجوم..حكاية علم العراق
-
المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي
-
انتحار التاريخ
-
غابة الجوراسك
-
أحداث نصفها لم يقع
-
صاية (أبو خضير) ودرنفيس النائب في الزمن الكردي وحكاية الذل ا
...
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|