أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ناصر عجمايا - تللسقف مدينتي الاصيلة الحلقة الثالثة














المزيد.....

تللسقف مدينتي الاصيلة الحلقة الثالثة


ناصر عجمايا

الحوار المتمدن-العدد: 2255 - 2008 / 4 / 18 - 01:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الكنيسة والتدوين :

للكنيسة مكتبة عامرة تحتوي مختلف الكتب ,غالبيتها, دينية ,اجتماعية , تعليمية .

للكنيسة سجلات عامرة , بالولاداة عن طريق (المعمودية) باللغتين: سابقا بالسريانية ولاحقا بالعربية , يمكن للقاريء الكريم والذي يهمه الامر زيارة الكنيسة في تللسقف للاطلاع على العوائل وتاريخها , فديما وحديثا مدون فيها العوائل حسب الطقس المسيحي للمعمودية.

والاب الروحي في الكنيسة متجاوب كليا مع الطلب , بموعد مسبق.

لعبت الكنيسة دورا ايجابيا بتعليم الابناء , القراءة والكتابة , والتقوى والمحبة وحب الناس جميعا وبساطة الحياة والتعاون والتآلف ومساعدة القريب والغريب واحترام الكبير والعطف على الصغير , الى جانب دور الاسرة والمدارس التعليمية فيما بعد والى يومنا هذا, وكان المدينة عائلة واحدة..

أحيانا أخرى كان الانقسام الموقت والاختلاف في وجهات النظر لتتحول الى صراع بين العائلة الواحدة , ياخذ مسارا آخر غير محمود عليه , يتدخل الخيريين من الرجال والوجهاء لتحل اي مشكلة مهما كانت كبيرة لان التسامح والمحبة من شيمتهم , وكانه لم يحدث شيئا , فتنسى كل الاطراف ما وقع في السابق.

أحيانا أخرى يكون الصراع بين ألآباء الروحانيين أنفسهم , لكثرة عددهم من جهة , وأختلاف آرائهم وأجتهاداتهم من جهة أخرى. وكون كل اب روحي يرجع الى العائلة التي نشا منها , فتتحول الاور سلبا لتتوسع للاسف الصراع واحيانا ليتحول القتال وتنقسم المدينة لاعتبارات خاطئة غير حضارية , في بناء الانسان وتحقيق العدالة المطلوبة ...استنادا الى الجهل ونقص الثقافة والامية المنتشرة في ذلك الوقت , كل ذلك ترك بصمات غير موفقة في القرنين التاسع عشر والعشرين منه بشكله المعلوم.

استحدثت اول مدرسة في تللسقف سميت مدرسة تللسقف الابتدائية كانت تضم البنين غالبا ونسبة قليلة من البنات . في العهد الملكي وبعد الجمهورية مباشرة استحدثت , مدرسة ابتدائية ثانية سميت بمدرسة النصر وتحولت فيما بعد الى مدرسة تللسقف الابتداية الثانية .

أدخل التعليم المسيحي في المدارس الابتدائية بحصة درس واحد في الاسبوع لكل صف مدرسي,

كان القس يدرس باجور من التربية, كان يفتقر لاسلوب تربوي ويتعامل بقساوة مع الطلبة , حاله كاعضاء الهيئة التدريسية , يقلدهم وتصرفاتهم الغير الصحيحة والتي اثبت الزمن فشلها, حتى ان غالبية الطلبة , كانوا يكرهون الدراسة من جراء ذلك للاسف , قسم منهم التجأ الى التطوع والانخراط بالعسكرية عنوة لقساوة الهيئة التدريسية من جهة والكسب المالي نتيجة الفقر المحدق للعوائل من جهة اخرى, ناهيك عن قساوة المرحلة التاريخية برمتها..

تللسقف احدى مدن العراق , تحملت كمثيلاتها من مدن العراق . حروب وجوع وتشرد وشهداء,وأسرى في الحربين العالميتين , أضافة للحروب الداخلية والخارجية المتعاقبة , ناهيك عن السجناء والمعتقلين , في زنزانات النظم المختلفة في الملكية وانتهاءً في الجمهورية وبالاخص في الفترة المظلمة الكابسة القامعة لكل جديد ومتطور من دون تنفس ولا رأي , بل جور وقتل وملاحقة وأعتقال كيفي دون وجه قانوني قط ..

أنها مأساة ومحن لا يتصورها العقل, مدينة تقع بين حديدتين , بين فولاذين في مطحنتها (تللسقف) نار ينصب عليها من الشمال وأخرى من الجنوب .

نار في الليل شمالا وزيت يصب على تلك النار من الجنوب .

يا للمدينة الفقيرة التيي انتهكت لقرون, بعقود زمنية.. ناهيك عن الظلم الظالم من الاستعمارين المتوحشين العثماني الجائر لاربعة عقود كاملة .. والانكليزي المقيت .. الذي لم تقل همجيته عن العثماني , جاء ليخلص الشعب,( زاد الطين بلة) , كما يقول المثل الشعبي الدارج والمفهوم.

دير الراهبات:

في تللسقف دير راهبات كبيرعامر على الشارع الرأيسي الذي يتوسط المدينة , بالمقابل مدرسة ابتدائية للبنات ,كما استحدثت مدرسة ثانوية للبنات ايضا , وسبق وان وجدت مدرسة ثانوية للبنين عام 1971 سميت بمدرسة الطليعة في وقتها.

للراهبات , دور انساني روحي تربوي تعليمي ,لا يمكن تغييبه , بل يجب الوقوف عليه , انه دور فاعل ومشهود في حضانة الطفل وتعليمه حسب مراحل العمر , باجور لا تستحق الذكر بل رمزية , لتمشية حاجيات الاخوات الراهبات الذين نذرن أنفسهن , لخدمة المجتمع..

عام 1970 تمكنت المدينة ببناء مدرستين كاملتي الصفوف وبمساعدة أهل المدينة في الداخل واهلنا الوافدين الى المدن الاخرى من العراق من االشمال وحتى الجنوب , وعن طريق شبابها من خلال العمل الشعبي المشترك لكل الطلبة والموظفين وانا واحد منهم , دون مقابل بل عمل طوعي يقدر جهوده , كما لا بد ان نقدر الجهود التي قدمت من اللجنة الدائرة للمشروع والذي تكلل باستحداث مدرسة ثانوية للمدينة اضافة الى مدرسة ابتدائية ثانية للخلاص من الايجار والذي وفر مبالغ لخزينة الدولة .

انه روح المواطنة الصالحة والمثال القيم في الوطنية الحقة تستحق الكتابة , والوقوف عليها تاريخيا ..



#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحو الوطن...الوطن رحو
- الحزب الشيوعي العراقي وموقفه من القوميات والاديان
- قلوبنا دامية وعيوننا دامعة
- تللسقف مدينتي الاصيلة الحلقة الثانية
- تللسقف مدينتي الاصيلة
- فرقة مسرح شيرا بين الإبداع والإخفاق
- الواقع الحالي وسبل معالجته
- حكم عادل , أقرار صائب , تنفيذ قاصر
- الواقع المستجد والحل الموضوعي الآني للعراق -2
- الواقع المستجد والحل الموضوعي الآني للعراق-1
- ذكرياتي.. (4) .ابو فؤاد في قلوبنا جميعا.. جوقي سعدون هو الرف ...
- ذكرياتي.. (3) ..ابو فؤاد في قلوبنا جميعا.. جوقي سعدون هو الر ...
- الى الشهيد البطل توما صادق توماس
- ذكرياتي.. (2) - أبو فؤاد في قلوبنا جميعا .. جوقي سعدون هو ال ...
- ذكرياتي.. (1) ..ابو فؤاد في قلوبنا جميعا.. جوقي سعدون هو الر ...
- 2-2 المساهمة الموضوعية .. للاغناء المسودتين .. للبرنامج والن ...
- 1-2 المساهمة الموضوعية .. لاغناء المسودتين للبرنامج والنظام ...
- الارهاب وسبل مكافحته
- النور والحياة
- كلمة مختصرة ..لحوار هاديء


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ناصر عجمايا - تللسقف مدينتي الاصيلة الحلقة الثالثة