حشرٌ معَ من نحب

زينب محمد رضا الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 08:35
المحور: الادب والفن
    

كان ياما كان في قديم الزمان ..كان هناك رأسان ملقيان على التراب... الأول لعادل والآخر لليلى بدر التمام.. طول عمرهما وهما جاران.. أحبها فتزوج غيرها..وتزوجت أبن عمها وأحبت آخر .. جمعتهما الجورة وحرمان من حب وسعادة.. أستدار رأس عادل صوب رأس ليلى ..وقال...
عادل.. لماذا بكل برودٍ ذبحتي حبي.. كل نساء الدنيا عندي سواء إلاك أنت .. كلهن ملك يميني إلا إنت..
ليلى... مضى على هذا زمان..ألا تذكركيف كنت شهريارا لكل النساء.. من تحبها ليلاً تهجرها في الصباح...
عادل.. كلما مرت السنين أعشقك أكثر و نار شوقي لحبك تصبح أكبر..
ليلى ... كفاك سيدي ... أنتهى موضوعنا وكلانا تزوج..
عادل.. لماذا رفضتي حبي وأقترانك بأسمي.. لست أجمل من عرفت ..ومصيبتي أنني صرت مجنون بليلى..وليلى لا يشقيها همي..ألم تحبيني يوماً..
ليلى ... بلى والله أحبك أكثر مما تتمنى وتتصور..ولكنك عندي أخ أفديه بروحي وأفخر..
عادل.. تذبحني كلمة أخي تخنقني..
ليلى ... (أسم الله عليك).. وتضحك..
عادل.. تمنيت أن أجلس معك ولو ربع ساعة لأشبع عيني من جمال وجهك..
ليلى ... زوجتك أجمل مني بكثير..
عادل.. الا تعلمين أن الرجال لا يحبون النظر في وجوه زوجاتهم..
تقهقه ليلى وتنزل الدموع من عينيها (كل من يعرفها يقرن دوماً ضحكها بالدمع)
عادل.. الله أحلى موتة مذبوح وبقربي حبيبة قلبي تضحك.
ليلى... كفى عادل حز السكين في رقبتي يؤلمني عندما أضحك..
عادل.. فداك رأسي حبيبتي ..يهز برأسه المقطوع ويضحك..لا أملك غيره الآن ..أفديك به ...لكن هل أحببت زوجك كما أحبك؟..كنت أموت آلاف المرات وأنا أراكم سوية وألعن حظي..
ليلى ... حب .. لا.. كل الأمر أنه أبن عمي وحباب وهذه كانت رغبة أهلي.. كلنا نتزوج حسب رغبتهم
عادل.. ألم تحبيه؟
ليلى ... تعودت حنانه وأهتمامه بي .. وأعتدت الأهتمام به.
عادل .. هل تعرفين أن الله يحشر المرء في الآخرة مع من يحب؟ أخترت الحشر معك ؟ ماذا تقولين؟
ليلى ... أرجوك لا .. لا أريد أن أحشر معك.
عادل.. إذا ستحشرين مع زوجك..
ليلى .. ألم تقل أن الله سيحشرني مع من أحب..
أحبته فوق طاقة قلبها على الحب .. لم تخن زوجها يوماً ولكنها حملت حبها دوماً في قلبها ..كانت تكره الخيانة.
عادل.. هل هناك من تحبين؟
ليلى ... أحببته حتى جننت..
عادل.. وهو...
ليلى ... يحب أخرى
عادل.. إذا سيحشر معها وستبقين وحيدة..
ليلى... لا لن أستسلم كما فعلت سابقاً .. سأسحبه من يده وسآخذه الى الله الذي لم يخذلني يوماً وسأطلب منه أن يحشرني معه .. لن أتركه لها حتى لو أحبها.. هو سيحبني أعلم ذلك...
عادل.. لماذا لا تحشرين معي وعادل في اليد أحسن من مجهول على شجرة.
ليلى... قلت لك الضحك يؤلمني كفى أرجوك..
عادل.. وأيضاً سأظل أحبك (وإذا كانت السالفه هيج )سأسحبك أنا الى الله وسأتوسل اليه أن يحشرني معك.
ليلى... ألا تفتقد أطفالك ... أخبرني بماذا تشعر؟
تتنبه فجأة أنه لا ينطق .. تقترب منه .. تفجعها دموعه .. وتحمد الله أنها لم تنجب.. تقترب أكثر فتحضن رأسه برأسها .. وتعرف أنها حرمت نفسها من أعظم حب ... حب الأب والأم لفلذات أكبادهم...

#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات