أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - حكومتنا والأرقام ال 5














المزيد.....


حكومتنا والأرقام ال 5


زينب محمد رضا الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 09:08
المحور: الادب والفن
    



كانت زيارتها مفاجأةً سارة بالنسبة لي.. مرت أيام طويلة منذ أفتراقنا..هي في دبي وأنا في بغداد.. دخلت وجلست كعادتها على أول مقعدٍ قرب الباب... تعجبتُ كثيراً.. وكأن السنين والأيام أضاعت دربها فلم تجدها.. عاداتها.. شكلها.. بسمتها.. حبها للحرية والمرح ..بل حتى ملابسها لم تتغير منذ أن كانت طفلة(بنطال الجينز مع بلوزة وحذاء رياضي... وكيلو من الذهب موزع بأناقة مابين الأذن والعنق واليد والأصابع ... حتى كومة المداليات الملونة التي تحمل مفاتيح بيتها وسيارتها مازالت تصدر نفس الصوت القديم الذي كانت تحب اسماعه للأخرين ..ليعرفوا جميعاً باتها تجيد السياقة ولديها اروع سيارة...
كل من يعرفها يخاف من عينها ... هي لا تتعمد الأيذاء.. ولكن في لحظة واحدة تتحول هذه الصديقة الطيبة الى تنين.. تنفث النار من فمها لتوزعه بالتساوي على الجميع..
قدمت لها كوباً من عصير البرتقال الذي تعشقه كلانا وجلستُ قريبةً منها لأشبعَ نظري من رفيقتي التي كانت كظلي... والله زمان..نظرت لوجهي فابتسمت وحمدت الله أنها أستطاعت رؤيتي أخيراً.. ثم صارت تدور بعينيها في أرجاء الصالة و أخذت رشفة من عصيرها ... فسألتها عن ماذا تبحثين؟ ...فأجابت .. ال (change over).. فقلت في نفسي آه بدأنا .. وراحت شفتاي تتحرك .. وصرت أقرأ كل المعوذات .. وأحترت كيف سأجد طريقة لأرفع يدي بوجهها وأخمس أو على الأقل أنفخ...ولم تنتظر أجابتي وسألت هذه الكهرباء (وطنية لو مولدة).. فأستغفرت الله وقلت بصوت أشبه بالهمس وطنية ... داعية الله أن لا تسمعني.. فالحر شديد في دبي .. ومعاناتهم تشتد عند أنقطاع التيار الكهربائي هناك لأيام متواصلة..
ثم أستطردت... والماء أما زلتم تملؤن القناني .. لكنني لم أشاهد (دبات ) الماء في الخارج ..هل الماء متوفر حالياً .. أموركم عدلة.. وفجأة تيبست شفتاها وبدأتُ أرتجف وخفت في سري من أن تنقل التصحر من فمها لصنبور مائي..
ولأنني صرت في حالة نفسية لا أحسد عليها .. قررت أن أشغل عينها الزرقاء بأمور أخرى غير نعمي الكثيرة .. فسألتها عن زوجها والأطفال .. وراحت بسعادة تشرح لي فعاليات صغارها المضحكة ومقالبهم ... الحق أنا لم أسمع شيئاً مما تقول .. لكنني حمدت الله على نعمة الهائها عني... وصحت فجأةً من سبات عينها ...وخوفاً من أن تفقد فاعليتها إذا توقفت عن أستعمالها .. سألتني..(صدك زينب عندكم بانزين للمولدة) ....آه ...ياليوم زينب الأسود .. ترى أين سأختبيء من نار عينيها ... وصرت أتسائل كيف حصلت على فيزا لدخول العراق ونحن لا نسمح لأي أحد وخصوصاً العرب من الدخول لأراضينا....فقلت أحسن شيء أذكر الرقم خمسة أمامها وأخمس من تحت الكرسي.. فقلت أمس أشتريت 5 كيلو غرام لحم ... ففتحت عينيها وفغرت فاها حتى كاد اللعاب يسيل وحوقلت وقالت (هاي شبيج جنيتي) والكهرباء....شعرت حينها بألم شديد في أطرافي وكان هذه الخمسة كيلوغرامات ربطت في يدي فلم أعد قادرةً على رفعها لأخمس بوجهها ولسان حالي يقول لا عاصم اليوم من عينها الا الله... خارت قواي واسندت رأسي على مسند مقعدي وأنا اترنح من ألم رأسي.. وأعوذ وأخمس وأدعوا الله أن يسكت فمها .. ولكن كأنما الله خلق فمها ليفتح فقط....
حتى وأنا بهذه الحال لم ترحم ضعفي وألم رأسي ... فأقتربت مني وهمست في أذني (زينب شو لاذبح ولا تسليب ولا علس ولا أنفجارات...شنو القضية)...
كادت هنا أن تصيبني جلطة فأبتعدت عنها ما أستطعت ووقفت في وسط الصالة وتحولت فجأة من زينب الى طائرة هليكوبتر. وأصبحت يداي كمروحتها لا تتوقف عن الدوران حتى وهي على الأرض ...ثم صرخت في وجهها ... وبعديـــــــــــــــــــــــــن ... إذا كانت حكومة دبي تتعبكم .. فنحن والحمد لله.. عيني باردة على حكومتنا ... مريحتنا على الآخــــــــــــــــــــــر.. الكهرباء 25 ساعة باليوم والماء كالشلال .. ولا قاعدة ولا مليشيات ... وقل أعوذ برب الفلق يا أختي .. و5 في عين الحسود( وهنا رفعت يدي وخمست بوجهها ليبرد قلبي) ..حكومتنا أعادت كل المهجرين لدورهم وأعطت لكل واحد 5000 دولار و5 براميل نفط و15 دبة غاز وبنت أيضاً 555 مجمع سكني للعرسان الجدد و أعطت لكل مواطن عراقي سيارة ب 5 عجلات ولكل مولود جديد ضمان صحي ب 3555 دولار... وياأختي سمي الله ...(موتينا...عايزين قهر)..وحمدت الله أنني في العراق ولست في دبي...والله يخلي حكومتنا...5 مرات...آميـــــــــــــــــــــــن...
ثم صحوت من حلمي والعرق يبلل جبيني وبيميني مهفة وشمالي مرفوعة تخمس بوجه مروحتنا ومصابيحنا فزغردت بهمس وسعادة...
و5 كبيرة في عين الحسود....و5 سنين أحتلال ... ماشاء الله..



#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسةٌ في عين الحسود
- ليلى والذئاب
- عمو لينين وحمامة وبطة
- مرفوض ضوء النهار(تكملة لموضوع حوار في الجنة)
- مرفوض ضوء النهار
- دللول
- لفة و برتقالة
- اعتذار ومغفرة
- حوار في الجنة


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - حكومتنا والأرقام ال 5