أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - التنكيل بالمحلة لإرهاب الفقراء














المزيد.....

التنكيل بالمحلة لإرهاب الفقراء


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 10:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


للحكومة وكبار رجال الأعمال وللبنك الدولي وصندوق النقد والولايات المتحدة وإسرائيل أن يوجهوا شكرا حارا وتحية قلبية خالصة لوزير الداخلية حبيب العادلي الذي نجح فعلا في إجهاض الإضراب في المحلة حتى وإن كانت تكلفة ذلك النجاح مجزرة لأهالي واحدة من أعرق المدن الصناعية في مصر، من أجل إثبات أن الجهاز الأمني هو الحصن الأخير، وربما الوحيد، للنظام السياسي في البلاد.

هذا ما حدث وليس أقل، إنها مجزرة قتل فيها صبية في عمر الورد، ربما لو ترك أحدهم حيا لاستطاع أن يخدم الإنسانية ويكون علما من أعلامها، واعتقل فيها المئات من الأبرياء بتهم تتضمنها التحقيقات منذ أن اعتمدت السلطة على القمع والتلفيق كوسيلة وحيدة لمواجهة المعارضين والمحتجين على سياساتها. مجزرة وحصار حشدت فيهما الدولة جحافل من القمصان السود تشبه جنود هتلر من النازيين الذين هاجموا أحياء العمال في ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي. كان هدفهم الأساسي أن يثبتوا لقادتهم وداعميهم وحلفائهم أنهم مازالوا يسيطرون على هذا البلد حتى ولو بالإرهاب. فكلهم يعلمون أن أغلبية الشعب المصري نفضت أيديها من السلطة الحاكمة والطبقات المرتبطة بها وتحمل لهما كراهية عميقة لا تستطيع الأبواق الإعلامية التي احترفت الكذب والنفاق أن تخفيها أو تغطي عليها.

هدف الأجهزة الأمنية أن تجعل المحلة عبرة للعمال والفقراء في جميع أنحاء مصر، أن تجعل منها أمثولة لكل من تسول له نفسه من فقراء مصر بطولها وعرضها المطالبة بحقوقه، أو لكل من يتخيل منهم أن له حقوقا في هذا البلد على الإطلاق. ولكن الإضراب حق مشروع لكل العمال، وسوف يمارسه العمال مهما بلغ إرهاب القائمين على السلطة في بلادنا، فرغم الهجوم الهمجي الذي تعرضت له المحلة خلال يومي السادس والسابع من أبريل، بدأ عمال النصر للغزل والنسيج إضرابا عن العمل مطالبين بالمساواة في المكافأة مع عمال المحلة. وشهدت مدينة المحلة نفسها مظاهرة جديدة يوم الأربعاء – واجهتها الشرطة أيضا بقنابل الغاز والرصاص المطاطي.

كان هذا هو نفسه سلوك أجهزة الدولة وهدفها عندما واجهت إضراب عمال كفر الدوار في عام 1994، في ذلك الوقت فتحت أجهزة الأمن النار على أهالي كفر الدوار الذين خرجوا للتضامن مع ذويهم المضربين عن العمل داخل مصنع الغزل (شركة مصر للغزل والنسيج الرفيع) مطالبين بعزل رئيس مجلس الإدارة ومحاسبة الفاسدين في الشركة وزيادة الحوافز. ضربت الشرطة حصارا على المصنع وشنت هجوما بربريا على أهالي العمال أسفر عن مصرع أربعة من الأهالي وإصابة 100 مواطن. وبعد تلك الحملة الهمجية، استجابت السلطة لمطالب العمال وعزل رئيس الشركة، ولكنها أيضا شنت هجوما هو الأوسع نطاقا على العمال في مختلف أرجاء القطر المصري.

المشكلة هنا أن مصر 2008 ليست هي نفسها مصر 1994، فقد مرت 15 عاما أدرك خلالها فقراء هذا البلد أنه لا أمل على الإطلاق في ظل هذه السلطة في تحسين أحوالهم، وكشفت خلالها الحكومة عن انحيازها بشكل سافر لطبقة رجال الأعمال وشنت أوسع هجوم لها على الإطلاق على الطبقات العاملة والفقيرة. شهدت هذه السنوات هجوما واسع النطاق على فقراء الفلاحين الذين طردوا من أراضيهم بأبشع الوسائل وتم تسليمها للملاك القدامى، وارتفعت إيجارات الأراضي ليزداد الفلاحون فقرا على فقرهم وينتهي إلى الأبد شعورهم بالاستقرار على الأراضي التي زرعوها عشرات السنين. ثم توسعت الحكومة في برامج الخصخصة وتشريد العمال تحت عنوان "المعاش المبكر"، الذي كان اختياريا من الناحية النظرية فقط، حيث أثبتت الأيام بعدها أن الطرد من الشركة سيكون مصير من لا يقبلون بالمعاش المبكر. وخلال هذه الفترة شهدت مصر انحيازا صارخا لرجال الأعمال، وبيع الشركات العامة بأبخس الأثمان، وأكبر عدد من قضايا الفساد من نواب القروض والمبيدات المسرطنة إلى بيع أراضي الدولة إلى احتكار سلع استراتيجية، وغيرها كثير. ويلتقي ذلك كله مع توحش الأجهزة الأمنية وانتشار التعذيب، وفساد الحياة النيابية واستمرار حالة الطوارئ، وتدهور أوضاع المصريين بالخارج، والتوسع في التطبيع مع إسرائيل إلى حد تصدير الغاز، وهو من أهم الموارد الطبيعية المملوكة للشعب المصري، للكيان الصهيوني بأسعار مدعومة أقل بكثير من الأسعار العالمية. فهل نقرأ في ذلك شبها كبيرا بأوضاع مصر خلال فترة انحطاط الملكية في أواخر الأربعينيات كما أكد المستشار طارق البشري في أحد مقالاته مؤخرا؟



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 6 أبريل على بوابة الأمل
- ثقوب في قبضة -الأخ الأكبر-
- عذرا يا شيخنا – نرفض الشهادة!
- رأسمالية وطنية وأخرى تابعة!
- معادلة الحرية
- لن نتسول حقوقنا يا رئيس الوزراء!
- قيادة نقابية أم موظف في جمعية دفن الموتى؟
- أبطال المعارك الوهمية
- الشرعية والقانون
- كاليجولا يحاصر الهواء
- حكومة رجال الأعمال لن تحمي مصر من استيراد التضخم
- مجلس الدكتور سرور
- هلفطة
- النظام والفوضى في مجتمع مقهور
- أوهام الأرقام وحقائق الواقع
- الإصلاح السياسي ورقص الصالونات والفنادق الفاخرة
- نقابة للصحفيين أم جهة إدارية
- نقابة الصحفيين تتحول لجهة إدارية تعاقب الصحفيين على سلوك الإ ...
- الصادرات المصرية حصان خاسر في سباق التنمية
- الانتخابات البرلمانية 2005: فزع السلطة وفزاعة الإخوان المسلم ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - التنكيل بالمحلة لإرهاب الفقراء