|
علي حسن الفواز: النقد الأدبي لايمكن ان يتعاطى مع نصوص عابرة قدر تعاطيه مع ظواهر ثقافية
كاظم غيلان
الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 03:05
المحور:
مقابلات و حوارات
حاوره - كاظم غيلان
لأجل التوصل الى فهم ثقافي للأدب الشعبي، والشعر منه على وجه التحديد فبعد ان حاورنا الناقد فاضل ثامر بوصفه رئيساً للأتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، نحاور اليوم الشاعر والناقد البارز علي حسن الفواز أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد والذي أوضح في اجاباته العديد من الاشكالات التي يعاني منها الأدب الشعبي وموقف المؤسسة الرسمية تجاهه. * كيف تفسرون النظرة المتدنية ازاء الشعر الشعبي العراقي من وجهة نظركم كناقد؟ فضائح شعبية - أعتقد ان مرجعيات هذه المواقف تنطلق من العشوائية التي أثارها بعض الشعراء الشعبيين في استسهال كتابة هذا النمط وافتقاده هويته الجمالية والدلالية حتى قيمته التاريخية في كونه أكثر حواضن الذاكرة احتفاظاً بهموم الناس وعوالمهم العميقة فضلاً عن طبيعة المتغيرات الحادة التي واجهتها الحياة العراقية ( الحروب العبثية، هيمنة مراكز الأبوية) ، والتي استدعت اشكالا سهلة من الاعلام الثقافي، تلك التي تورط فيها الكثير من شعراء هذا النمط وبالطريقة التي حولت الشعر الشعبي الى( فضائح شعبية) لكن هذا لايعني تعميماً في الموقف من الأدب الشعبي لأن من تورط في هذه الفضائح وهذه الأعلامية كان يملك الاستعدادات الفكرية والنفسية والثقافية لأن يكون (اعلانجي وبامتياز) إذ ان البعض من شعراء الأدب الشعبي ظلوا يملكون رصيدهم الأخلاقي وحافظوا عليه كجزء ما ينبغي الحفاظ عليه من تاريخ ثقافتنا الشعبية تلك التي تلمست وجع النضال الشعبي ورحلات الأنسان العراقي في يومياته وأحزانه. *هناك العديد من الدول المتطورة توكل لمؤسساتها الثقافية مهمة الحفاظ على موروثاتها الشعبية وتدعم ثقافتها الشعبية، على المستوى الرسمي في العراق يكاد يكون هذا الأمر غائباً ، ما رأيكم بذلك؟ الدرس الثقافي ما تقوله صحيح جداُ اذ نلاحظ غياب هذا الجانب المهم في حياتنا الثقافية والأكاديمية وضعف التعاطي الرسمي مع فكرة انتاج المتحف الشعبي وهذا بتقديري يعود الى فقدان الثقافة العراقية الرسمية الى الكثير من البرامج والمشاريع التي من شأنها ان تجعل فكرة المتحف بمستوى الذاكرة التي تصنع لنا دروساً نتعلم منها الكثير من الخبرات والعبر وهذا الغياب المؤسساتي انعكس أيضاً على غياب المسؤولية الاكاديمية التي نعتقد بضرورتها في أن تصنع اطاراً ثقافيا وتعليمياً يجعل من مفهوم الأدب الشعبي في العراق يتوه بين عوالم وهويات من الصعب تصنيفها وحتى درسها، خاصة اذا ماعرفنا ان كل شيء يحتاج الى الدرس الثقافي لننزع عنه العشوائية ، وللأسف فأن هذه الاختلالات العميقة في النظر الى الأدب الشعبي امتدت الى مفاهيم الثقافة المدنية بشكل عام واخرجت الأدب الشعبي من السياق الثقافي الى السياق الاجتماعي وربما طردت مثقفي الأدب الشعبي والشعراء الشعبيين من البيت العائلي الثقافي وحرمتنا من الكثير من الكنوز الثقافية لشعراء وتجارب مهمة يمكن من خلالها قراءة مراحل مهمة من تاريخ الانسان العراقي. * لنعود اليك ناقداُ متمرساُ ، الا تجد في غياب المتن النقدي المرادف للشعر الشعبي العراقي سبباً في النظرة القاصرة تجاهه؟
شعراء السيرك النقد الأدبي لايمكن ان يتعاطى مع نصوص عابرة قدر تعاطيه مع ظواهر ثقافية ، والشعر الشعبي للأسف بحكم الكثير من العوامل الضاغطة لم يتحول الى ظاهرة ثقافية وظل ظاهرة شعبية اجتماعية مهمشة في السياق الثقافي وهذا ماجعل النقد الأدبي بعيداً بالمعنى المهني والثقافي عن الشعر الشعبي . اعتقد اننا أمام اشكال كبير هو البحث عن الكيفية التي نعيد فيها بعض الامتياز الثقافي للأدب الشعبي وأن ندعو الى تخليق فضاءات ثقافية وتعليمية تمنح هذا الأدب هوية جديدة وتوصيفات جديدة يمكنها أن تصنع ظاهرة نقدية لها القدرة والامكانية العلمية والأدبية لفرز الكثير الكثير من الغث الشعري وإعادة تنظيم الغابة الشعرية وأن نخرج الكثير من شعراء السيرك الى الحياة القابلة للأبداع والجمال والحوار وبالتالي ايجاد مايجعلنا ندافع عنه كأدب شعبي يكون بمستوى الآداب الشعبية التي تفتخر بها شعوب الأنسانية. * ما مدى سعيكم لاعادة الاعتبار للجنة الأدب الشعبي التي تشكلت كواحدة من تفرعات اتحاد الأدباء العام 1959بوصفكم اميناً ثقافياً للاتحاد؟ تجاوز الحساسيات بدءاً أنا انحاز الى نزع الكثير من فتائل الألغام التي تحيط بمنطقة الأدب الشعبي واعطاء هذا الأدب هويته الحقيقية التي دافع عنها الكثير من ادبائنا منذ تشكيل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، اذ ان اللجنة التي تشكلت العام 1959 ضمت اسماء سعت الى تجذير مفهوم الأدب الشعبي ضمن فضاءات الثقافة العراقية وتحريره من الكثير من الاوهام التي كان يسوقها بعض دعاة القومنة الثقافية ، هذا يحرضنا على اعادة الاعتبار لهذه اللجنة واعطائها بعض الصلاحيات والتوصيفات التي من شأنها أن تعيد للأدب الشعبي بعض اعتباره وان تدعو المؤسسات الاكاديمية بتحويل الأدب الشعبي الى درس ثقافي يمكن ان يدرس في الجامعات وأن نعطي لرموزه قيمتها في حياتنا وتاريخنا هذا التوصيف يمكن ان يجعلنا أقرب الى تجاوز العديد من الحساسيات التي مازال بعض مثقفينا واكاديميينا وحتى بعض مسؤولينا في المؤسسات الثقافية يعـانون منها في النظر الى الأدب الشعبي وكأن هذا الأدب سقط متاع دائم وانه لايعبر الا عن ثقافة القاع الاجتماعي. اعتقد ان اسماء مهمة مثل مظفر النواب، علي الشوك، عريان السيد خلف، رياض النعماني، عزيز السماوي، ناظم السماوي، كاظم الكاطع وغيرهم الكثير تستحق ان تكون جزءاً من الذاكرة وجزءاً من المتحف الثقافي التي ينبغي ان تعرف الأجيال الجديدة اشياء مهمة ما قدموه لحراكنا الثقافي. " * الا تتفق معي بأن العراق هو البلد الوحيد الذي لم تتبن المؤسسة الاعلامية فيه طباعة مجاميع الشعراء الشعبيين.. بماذا تفسر هذا الأمر؟ أوهام المؤسسة هي واحدة من المفارقات التي اوهمتنا بها المؤسسة الرسمية وبعض توجهات الثقافة الرسمية التي اتهمت الشاعر الشعبي بأنه معاد للعروبة والقومية واللغة وان هذا الشاعر هو مرتكب خيانات دائمة ولايحق له ان يكون صانع ابداع أو صوت.. هذه التهمة القت بظلالها على مؤسسات صناعة الكتاب التي نأت بنفسها عن طبع أي كتاب للأدب الشعبي بما فيها الكتب التي تعنى بالأدب الشعبي وبالتالي فأنها وضعتنا أمام فراغ كامل ينبغي ان نعيد السيطرة عليه ليس لترويج بضاعة الأدب الشعبي فقط وانما للاسهام في تنمية ثقافة شعبية أعتقد جازماً انها ستكون فاعلاً مهماً في دعم وتفعيل وعينا الوطني والانساني الجـديد فضلاً عن دعوة المؤسسة الرسمية في وزارة الثقافة لاعادة حساباتها في التعاطي مع هذه المشكلة التي افقدتنا طاقة مهمة من طاقات الثقـافة والابداع وأن تشكل لجنة متخصصة تعنى بطباعة الكتاب الثقافي للأدب الشعبي مثلما تعمل على اعداد ندوات وورشات عمل تسهم في ازالة الكثير من اللبس الذي نحتاج حقاً الى فرزنة بعض تداعيـاته واحكـامه العمومية.
#كاظم_غيلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنان الملتزم والسلطة الواعية
-
يوسف المحمداوي .. مشكلة مجلس النواب
-
ألشمس أبقى من قطيع الغيوم ..قراءة في قصيدة السبعينات ج4
-
تحت كرسي السياسة
-
المناضلة الشيوعية سميرة مزعل تدلى بجرأة افادتها امام محكمة ا
...
-
الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج3
-
علي الشباني...موهبة المغامره ومغامرة الموهبه
-
الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج2
-
اعادة ترتيب...!!
-
نعم يارحيم الغالبي الشمس ابقى من قطيع الغيوم
-
أستغرب من رعاية ألموسسات وألكيانات للابواق ألصدئه..حوارمع رح
...
-
بعد منتصف النوم
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|