|
مصطفى حقي – يعلن توبته, عن عدم الكتابة
عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 2248 - 2008 / 4 / 11 - 10:55
المحور:
مقابلات و حوارات
مصطفى حقي – يعلن توبته, عن عدم الكتابة 0
الأديب مصطفى حقي كتب المسرح أولاً , والأدب قصة – رواية – دراسات – ثانياً – وعلى الرغم من أنه يكتب منذ عام 1960 م , إلا أنه لم يأخذ شهرته إلا بعد الكتابة في موقع الحوار المتمدن , حيث غيبته الوظيفة , والحياة عن العمل الأدبي والفني والمسرحي بالشكل الذي ينسجم مع قدراته , وتعدد مواهبه , وبما أنه يحمل في ذاته خميرة الإبداع , فإنه ما أن أتيحت له فرصة النشر بالحرية الكاملة في موقع الحوار المتمدن , وبعض المواقع الإلكترونية الأخرى حتى , أظهر اجتهاداً غير عادي في متابعة العمل الصحفي والأدبي بأشكاله المختلفة 0 * لذا أجرينا معه هذا الحوار الذي يظهر حقبة زمنية مهمة من سيرة هذا الكاتب , وسيرة مدينة الرقة0
* ماذا عن بدايتك المسرحية ...؟ * ...فى نهاية الخمسينات كانت الرقة بلدة صغيرة ومركز قضاء تابع لمحافظة دير الزور حيث توجد دار سينما واحدة نرتادها بشغف وكنا نطالع كثيراً واجتمعنا, عدد من الشباب في المركز الثقافي الذي كان في بناية شعبان الخضر على طريق الفرات, تـَجْمعَنـُا الثقافة وحب المسرح, وانطلقنا من الصفر , واستطعنا الحصول بوقتٍ قصير على رخصةٍ نادي الفن للتمثيل والموسيقى بالرقة( الذي أنشئ في عام 1961 وتم حله في عام 1972 لأسباب مادية ) , وبتشجيع من مدير المركز الثقافي تابعنا نشاطنا المسرحي بمسرحيات قصيرة ( تمثيليات ) وكان يشجعنا كثيراً بأدواته البدائية, من مكبراتٍ للصوت وآلة تسجيل الفنان المرحوم: مصطفى عبد الجليل0 وكان يدعمنا مادياً حتى بلغت ديونه بسبب النادي سبعمائة ليرة سورية, وهو فقير الحال ويستأجر بيتاً عربياً وعائلته كثيرة العدد وكان بإمكانه في تلك الأيام أن يشتري منزلاً بذلك المبلغ , ولكن حبه وشغفه في المسرح جعله يُضَحِّي بكل شيء .. أسس النادي كل من مصطفى حقي وعصام حقي ومصطفى عبد الجليل ومحمد عكريش وإبراهيم نساج وإبراهيم بعلاو وإبراهيم عوض, خليل الناصر ومحمد حسين الكاطع وشاركنا أحمد المشلب ومنير الحافظ ثم انضم إلينا الأستاذ علي الأحمد وفوزي شقفه وهو من حماه وكان والده قائد شرطة محافظة الرقة وعبد الفتاح مهاوش (صيدلي حالياً) وعيسى عوض وعبد النافع الشيخ وطلعت حقي وعبد القادر طعان ورفد النادي من الإناث فاتن عقيلي و فدوى عجيلي وفي الموسيقى كان يشاركنا الفنان أحمد عوض ومفيد وجيه في العود والكمان وكان يشاركنا أيضاً عازف العود طاهر بادنجكي وفاروق هدايات على الإيقاع وخلال أكثر من عشر سنوات كنا نغطي كافة النشاطات الفنية في المحافظة بل تعدينا محافظتنا ورحلنا إلى محافظة الحسكة وقدمنا حفلا كبيراً فيها رغم إمكانياتنا المادية الضعيفة كما أسلفت حيث كنا ندفع أجرة مقر النادي من جيوبنا رغم ضعفنا المادي .. وكنت أكتب وأخرج وأمثل في آن واحد وأحياناً كثيرة كنت أشارك الفرقة الموسيقية بالعزف على الكمان أو العود .. وألفت ولحنت عدد من الأغنيات والتي غنى منها المرحوم محمد الكاطع وفنان آخر لم أعد أتذكر اسمه كان مسرح ثانوية الرشيد بدايتنا ثم انتقلنا إلى مسرح المركز الثقافي ، وقبل أن نستأجر مقراً للنادي كنا نواصل البروفات في غرفة صغيرة سقفها من الصفيح تحت زمهرير الشتاء .. لا تمر مناسبة وطنية إلا وكنا نشارك بها ومن أبرز الأعمال التي قدمناها على المسرح ( دماء وجلاء ) ( نكبة وفداء ) ( الثورة) ( المهر ...) ( العمــــــده ..) ( فندق السعادة ) التي أبدع فيها عبد الفتاح المهاوش ( الموسم الأبيض ) التي أبدع فيها الفنان أحمد المشلب ( بترول العرب ..) ( مستر جونسون) ( موظف نشيط ) كل الأعمال السابقة هي من تأليفي وإخراجي ومثلت في معظمها ) ( مسرحية البخيل من إعداد المرحوم محمد عكريش) من إخراجي وأذكر أننا قدمنا مسرحية ترفيهية للسجناء في سجن الرقة عام 965 شاركت فيها مع عبد الفتاح مهاوش وإسماعيل الخليل وخليل الناصر ومفيد وجيه .. وكان للنادي لجان ثقافية تتألف من المحامي محمد عجوب الذي ترأس النادي لمدة عامين ومحمود فياض وعلي الأحمد كما كان يشارك الفنان الصغير آنذاك ( تحسين حقي ) يقدم منولوج مقلداً ( أبو صياح ) وكان له جمهور واسع كما تعاون معنا الأديب سامي حمزة وأخرجت له مسرحية ( الوقوف في منتصف الحفرة ) * وبالمناسبة فإن أول عمل مسرحي مثلت فيه بدور ضابط من تأليف عمي عبد الوهاب حقي لحساب مدرسة السريان الأرثوذكس في أسبوع التسلح على مسرح سينما القاهرة في دير الزور عام 1957حيث كان عمي المذكور يعمل معلماً في مدرسة السريان .... * ماذا يعني لك المسرح؟ وهل وجدت نفسك فيه ولماذا ؟ * اعتبر الحياة فصولاً مسرحية وفي واقعنا نعيش ونمثل على مسرح الحياة في مدارسها ومذاهبها واتجاهاتها كافة وبذلك فإن المسرح عالم واسع يستوعبنا بمؤثراته الكوميدية والمأساوية .. أعجبت بشكسبير وموليير وصموئيل بيكيت , الإبداع يعيش ويتطور بالتفاعل والتلاقح الفكري ولا بد أن يتأثر الكاتب ويطور أفكاره لذلك توسلت في أعمالي من مسرح وقصة ورواية من خلال مجمل الأحداث الدولية الهامة والمؤثرة وما أكثرها ومن تجاربي الشخصية ومن تجارب الآخرين أحاول أن أنشد العدالة وتحقيق إنسانية الإنسان خارج المعتقدات الروحية والالتصاقات القبلية وفي إطار إنسانية الإنسان والوطنية الجامعة لأفراد الوطن الواحد في حقوق وواجبات متساوية وحرية حضارية مسؤولة والتركيز على دور العقل والفكر غير المكبل فمناخ الإبداع والتطور الحياتي في كل مجالاته مرتبط بالحرية العلمانية ، مع إعطاء الأيديولوجيات الروحانية مجالها الخاص باحترام وعدم تلويثها بعالم السياسة ومخاطر كبيرة تحاصر الإنسان من تلوث مرعب على البيئة وتنامي ترسانات الأسلحة المدمرة الفتاكة وسيطرة القوي على الضعيف ولذلك أجد نفسي مندفعاً في هذه المعمعة وسلاحي الكلمة في المسرح والقصة والرواية .. * ماهي العلاقة الفنية والأدبية بين المسرح بشكل عام والأدب – مثلا القصة – الرواية ...؟ * عندما كتبت العمل الأول مسرحية( عودة راحل) وفي حيز اللامعقول متأثراً بالكاتب المسرحي ( صموئيل بيكيت) ومسرحيته بانتظار غودوت .. الانتظار الحضاري .. انتظار الأمل وكلنا يأمل وينتظر وقد يطول ذلك الانتظار ولا يأتي الأمل أو يأتي مشوهاً أو يأتي بعد فوات الأوان كما في الموسم الأبيض عند الرحبانية عنما ينشد البطل متأثراً لقدوم الموسم الخيّر ولكن متأخراً جداً / َطوَلْتِيْ كتــْيرْ يامواسم الزيتون تا عْطَيْتي / وعندما كتبت مسرحيتي الأولى اعتقدت أنها الأولى والأخيرة ولكن المواسم تتالت خيرة بـ(مسرحية الولادة) و(المخاتير) (الغزو) (جائحة اللون)(لعبة البداية) (الحفرة والحمار)(الدودة- هدى) في سلسلة تحولات حياتية وفكرية واندمجت أيضاً في عالم القصة القصيرة الصعب في(حتى ينجلي الظلام)(سارة) (في يم المتاهات)(اللص والسكير) معتبراً القصة القصيرة زادي في الحياة لأعبر عن التحولات السريعة وغير المعقولة التي نمر بها في حياتنا السياسية والاجتماعية ومتنفس سريع لتلك الضغوطات والأحداث وفي حيز قليل من الصفحات ولكنها معبرة في كل الاتجاهات أما مغامرة البحار في متن الرواية انه ابحار مغامر ولكنه بصدد اكتشاف قارات ومعالم جديده وكان أول ابحار لي في عالم الرواية (حارة الرميلة) حارة الإنسان بكل أطيافه ويجمعهم الحب والوطن ، إنها بانوراما الحياة حيث تتقابل الجهات الأربع في تجمع إنساني إبداعي وببساطة عفوية وخارج سرب التعقيدات الاجتماعية والتخلفية تتخلها نقلة سحرية (فنتازية)إلى حقبة تاريخية مندثرة ولكن جذورها لم تزل ممتدة في مسيرة الإنسان والتاريخ وأعقبها (ومضات بين الحزب والفرح) تجمع الواقع بالإنساني أيضاً والرواية الأخيرة( ليالٍ بلا قمر) أقتحم فيه مستجدات حياتية داهمتنا بالرغم عنا أو إنها من طبيعة الحياة والتغييرالقسري ولكن باتجاه الجهد المبذول ....؟! * لماذا تراجع المسرح في سوريا ؟ هل المشكلة في المؤسسات أم الجمهور؟ * إن غزو الفضائيات وبهذا الشكل الجارف والمذهل قد يكون سبباً من أسباب تراجع النشاط المسرحي في سورية كما في الكتاب وصار جمهور المشرق ممن يسمعون ويشاهدون ولا يقرؤون بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المكلف للحياة عامة وغلاء الأسعار وصيرورة كثير من الحاجيات التي كانت تعتبر كمالية انقلبت إلى حاجات ضرورية من الغسالة الأوتوماتيك وتجاوزاً الهاتف المنزلي إلى الهاتف النقال بالإضافة إلى المؤسسات المتخصصة فلم تعد تمد يد العون إلى المسرحيين وتمدهم مادياً ومعنوياً وحتى الجمهور المسحور بالفضائيات وما تبثه مما يريد ويرغب بينه وبين نفسه وبدون أي رقيب أبعده عن المسرح وعلنيته وعدم تحقيق طموحه في أكثر مما يرغب من ثروات هذا الجني الفضائي الذي يمتعه وكما يريد ويهوى كل هذه الأسباب وغيرها وقلة الثقافة والمثقفين مع الآسف تراجع المسرح ويتراجع .. وأرجو أن يكون تشاؤم شخصي وليس عاماً . * ماهي أسس الدراما المعاصرة في المسرح السوري وما رأيك في ذلك ..؟ *مع الأسف المسرح السوري لم يزل يتخبط في دراما تخلط السيرة بالفعل بالشخصية ويرى الكاتب محمد سيد عيد أن كلمة الدراما تستخدم في غير موقعها وكل ما نعرفه اليوم يندرج تحت تسمية «السيرة»؟؟ وأضاف أن أرسطو يرى أن «الدراما هي الفعل الواحد، نحن نكتب حول شخصية وليس حول فعل» وأضاف: البناء الدرامي يختلف عن بناء السيرة فالبناء الدرامي يتحدث عن فعل في حين بناء السيرة يتحدث عن شخصية مستشهداً بالسيّر العربية المشهورة: «أبو زيد الهلالي» و«سيرة ذات الهمة» وسيرة «عنترة بن شداد»(انتهى )ا وبعيداً عمّا يسمى بالدراما فإن الكاتب المسرحي يتناول الفكرة ويحاول موائمة الأحداث مع اللغة وما يمكن أن يقدمه الحدث للواقع ويخدمه بقالب لغوي وبأفعال تواكب العصرنة ولشخصيات معاصرة وإن يكن لامعقولا لأنه بالنتيجة سينحو الحدث والفعل إلى الواقع مأسوياً كان أو كوميدياً * لماذا تكتب القصة والرواية ، ألا يؤثر ذلك على كتابتك المسرحية ؟ ثم كيف توفق بين هذه الأجناس الأدبية المختلفة ؟ *-هي الحياة فصول تواكبها أحداث منها العابرة وتأثيرها يمكن تدوينها في حيز ضيق ومعبّر بقالب قصة قصيرة ومنها تجمع فصول وأحداث عديدة لتلد الرواية , أما المسرح فهو ومضات إبداعية ساحرة تجعلني في قلب الحدث مؤثراً ومتأثراً ، إنها إبداعات في نتيجتها تتمم بعضها البعض لتصل إلى نتيجة واحدة هي الكلمة المتجسدة في قالب أدبي عبر قصة قصيرة أو رواية أو مسرحية ... س7- ماذا تعرف عن أبيك (عثمان رمزي) وعلاقته بالأدب والسينما ..؟ جـ 7 والدي الصحفي عثمان رمزي (اسم مركّب) أصدر صحيفة (اليوم الجديد – يني كون ) في إنطاكية مابين الأعوام 937 – 939ثم خرج منها احتجاجاً مع المحتجين على سلخ لواء اسكندرونة وما أن وطيء الوطن حتى أبعدته فرنسا إلى منفى (الميه ميه) في لبنان مع كثير من الوطنيين وأمضى فيها عامين ثم أفرج عنه وكان يراسل صحفاً كثيرة أذكر منها النذير والشباب والقبس وعمل محرراً لجريدة النهضة الحلبية لصاحبها صلاح الدين بصمجي وكان يكتب ويراسل كثيراً من الصحف ويكتب القصة القصيرة وقد اتخذ مركزاً له في الجزيرة في مدينة القامشلي واستطعت أن أضم قصتين له في مجموعتي القصصية الأولى ( حتى ينجلي الظلام) القصة الأولى نشرت في مجلة العالم عام 965 تخت عنوان (امرأة بين الأطلال) والثانية (مع رواد كوكب تاد تاد ) من الخيال العلمي نشر في المجلة العسكرية العدد التاسع نيسان 965واشتهر بمقالات عن فلسفة الغجر تحت اسم ( رئيس عشائر الغجر باربار..؟) في متن مجلة الدنيا التي كان يحررها المرحوم عبد الغني عطري ونشرت له مقالاً متميزاً بعنوان : ( عطرها أم عطره أم عطر الغجر ...) يقصد بها (الأديبة العراقية مليحة وهي أديبة معروفة آنذاك ) والعطري بالذات( هو الكاتب عبد الغني العطري ) وأصدر بالاشتراك مع المرحوم: سليم حانا كتابا وهو فنان سوري معروف وممثل بعنوان ( رجالات الجزيرة) وهو الكتاب الثاني له بالموضوع ذاته وكانت تربطه صداقة وطيدة بالكاتب والأديب جان ألكسان ...؟ كما أمضى أكثر من ثلاث أعوام في لبنان بين 958 وحتى 961 وأصدر بالاشتراك مع الصحفي اللبناني المرحوم- ميلاد رعد- جريدة الانتقاد اللبنانية وعمل في أواخر حياته في الإذاعة السورية مع زوجته المرحومة مريم رمضان .. * هل يوجد مسرح في مدينة الرقة ؟ * أنعم الله على الرقة بكتاب مسرح وإبداعهم متميز .. ولكن مع الآسف لامسرح في المدينة .. ولكننا نأمل أن يوجد في المستقبل وبالأخص أن المركز الثقافي بالرقة يشجع المسرح وقد تبنى مهرجاناً مسرحياً كل عام تقدم فيه الرقة عملاً متميزا مع أن كادراً على مستوى جيد في المحافظة ويكتب في المسرح كل مني ومن سامي حمزه وحمدي الموصللي ككاتب مسرح ومخرج ناجح وممثلين على مستوى جيد .. * يقال أن الإبداع الفني لا يأتي من الخواء ماذا يعني ذلك ؟ * فعلاً الإبداع الفني لا يأتي من الخواء وكذلك أي إبداع .. لابد من تراكم ثقافي معرفي وتوفر الأجواء الملائمة للإبداع أهمها توفر الحرية وتقدير الفكر وتقويمه حضاريا والإشباع المادي .. وإلا سيكون هناك إبداع ولكنه مشوه وقاصر وخارج ما يسمى بالإبداع . * هل يعيش المسرح بلا جمهور ؟ وماهي المقومات ليكون لدينا مسرحاً ناجحا؟ *فعلاً لا مسرح بلا جمهور والمشكل أن العطاء المسرحي في طوره الإبداعي ينطلق من مستويات ثقافية متدرجة منها الضحلة وثم الوسط وأخيراً العلو والسمو .. والجمهور كذلك يتقلب بين هذه المستويات الثلاث ، وإني أحبذ الوسطية في هذه المرحلة الثقافية الحرجة .. وقليل من الدعم والتشجيع يمكن أن يحقق في المحافظة نشاطاً مسرحياً متميزاً.. * أين ترى نفسك من المدارس الفنية المسرحية – مسرح العبث – الواقعي – التجريدي وغيره , أين أنت من هذه المدارس ، ثم ما علاقة الحرية بالمسرح ؟ * سبق أن أجبت بإعجابي لمسرح اللامعقول أو مسرح العبث وتأثرت مباشرة بأول عمل لي (عودة راحل) أيضاً هو كان الأمل للقوم وأن يعود إليهم شاباً على ظهر حصان أبيض يبشر بالخير والعطاء والجميع برغم اختلافاتهم السياسية مابين اليمين واليسار والوسط فالكل مؤمن بعودة راحل الأمل المنشود وبقمة العطاء .. ولكن لاتجري المسرحية كما يشتهي الآخرين فيعود راحل شيخاً هرماً راجلاً ..! ككاتب أستقي الفكرة من الواقع وأحاول عرضه بشكل تجريدي كي نفعّل الفكر والعقل وأن يفهم المتلقي الفكرة عن طريق المحاكمة العقلية ومن خلال عبثية الحياة وقد أوردنا أن الحرية حجر أساس في كل عمل إبداعي .. * ماهي الأدوار المسرحية التي قمت بتمثيلها وتركت أثراً في نفسك ورأيك في الدراما السورية ؟ * مثلت أدواراً عديدة في المسرح فقط وكنت راضٍ عن أدائي وقد شجعني الكثير على متابعة التمثيل ،ويعجبني دوري في مسرحية موظف نشيط ، وكان لي طموحات لأمثل أدواراً أخرى ولكن الواقع الحياتي جعل مني ممثلاً مكملاً لأدوار حياتي الخاصة .. ، وكتبت العديد من السيناريوهات وبقيت في الدرج لبعد الرقة عن دمشق وصعوبة بقائي فيها والاتصال بالمهتمين ، قد أحاول مستقبلاً إذا أتيحت لي الظروف ،مع العلم أن روايتي (حارة الرميلة) يمكن أن تحور إلى عمل تلفزيوني ناجح آمل أن التقي بالمخرج المبدع هيثم حقي من أجل حارة الرميلة ..؟ أما عن الدراما السورية سبق وتحدثت عنها .. * برأيك كيف يكون المسلسل ناجحاً وماهي مقومات ذلك ..؟ *بما أن الواقع الثقافي للمجتمع في مرحلة/ البين بين/ فأي مسلسل يجب أن لايتجاوز ثقافة الجمهور ولا ينزل إلى الحضيض .. ودغدغات درامية ولشخصيات قد تكون أسطورية وواقع اجتماعي منغلق وثقافة منغلقة أيضاً وخاصة باتجاه الأنثى سينجح حتماً كما في مسلسل باب الحارة ...ولكنه مع الأسف نجاح سلبي..! * ماذا تعني لك مدينة الرقة , ولماذا لم يجد الفنانون ذواتهم فيها ؟ * الرقة مدينة رائعة وسكانها أناس طيبون ولم يزالوا على الفطرة والمدنية لم تفسدهم .. وبالتالي هم طبيعيون .. والمشكل أن الفنان هو الثائر ليس على مجتمعه فقط بل هو ثائر على كل شيء وحتى على نفسه ويلتمس التبديل والتغيير والعطاء الإنساني وخدمة الآخرين وبصورة إيجابية ولكن أين هو هذا المناخ الذي يوائم متطلبات الفنان وقد يكون توفير طقوس العطاء الإبداعي للفنان في جو من الحرية الخلاقة متأزم أو لم ينضج بعد أو تأخر ولكن لابد للفجر أخيراً من انبلاج حتمي! *يقول مايكل أنجلو الفن والموت لاينسجمان .. ماذا يقصد؟ *إلغاء الفن حياة وتجديد وأمنيات ونضال وحب وكراهية, ربيع وشتاء يتخلله صيف لاهب وصراع الخير والشر والظلام والنور .. فالموت نهاية هذه الأشياء كلها ...؟ * هل الصراع بين المبدع والمجتمع أمر محتم .. ولماذا ؟ * هو صراع أبدي بين المبدع والمجتمع ، لأن المبدع فوق المجتمع ويرى مالا يراه الآخرون ..المبدع خلاق مجدد ثائر متحرك يأنف الجمود والتوسل والانحناء لأن الإنسان ولد منتصباً وليس حابياً خُلِق مفكراً وليس ناقلاً ومردداً ببغوياً..وشعار المبدع هو العطاء أولاً وأخيراً... * يقول بيكاسو هدف الفن هو إنقاذ البشرية من التردي في هاوية الشر’ هل ينقذ الفن البشرية ..؟ * طالما هناك حياة فالخير والشر متلازمان ومتى فقد أحدهما لم يبق شيء اسمه حياة ، وان قول بيكاسو فيه تحدٍ لحتمية الكون .. يمكن للفنان أن يساهم في التخفيف من الشر وليس إنهائه .. من تلطيف ذلك الصراع الأبدي والحد من استشراء الشر * حدثنا عن أي شيء تريد إضافته ..؟ * المهم أن يفهم الإنسان أن له دور إيجابي في هذه الحياة القصيرة وان يكون العطاء هدفه الأول وأن يوزع الحب الكبير للجميع ولكل ما هو إنساني , الفنان المبدع هو العطاء الكبير وهو الحضارة الخلاقة لتقدم البشرية في مجالات من العقلنة والإبداع المثمر لإسعاد الإنسان في حياة أفضل ... ؟
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة رسول الشيطان 0
-
تجار الطائفية هم خونة الوطنية
-
محمد إبراهيم الحاج صالح , - وقمر على بابل -
-
أمي التي حمتنا صغاراً من الذئاب0
-
لماذا غرقت - وطفة- بالنهر مرتين؟
-
هل أهان برنامج الاتجاه المعاكس – وفاء سلطان ؟
-
ماجدة بوظو – تنتصر لبنات جنسها0
-
القضية الفلسطينية والموت الرحيم
-
هن . مالهنّ وماعليهنّ.
-
اطلقوا سراح عبد الله اوجلان
-
عيد الحب , دعوة إلى الحياة 0
-
لماذا الحوار المتمدن ؟
-
عام مضى , وعام سيمضي0
-
الشخصيات المريبة -2-
-
هل لمحمد معجزات؟
-
حوار مع الشاعر : عايد سعيد السراج
-
الشخصيات المريبة-1-
-
حكي بردانين
-
الحوار المتمدن منارة الحرية
-
الشخصيات المريبة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|