ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 10:35
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ليست المناورات الإسرائيلية الأخيرة هي الأولى من نوعها , لكنها الأكبر حجماً على مستوى منطقة محشوة ببارود الأزمات الجاهز للانفجار في كل حين, فبدلاً من تبريد الجبهات الملتهبة , راحت إسرائيل تسخن جبهاتها لأعلى درجة في هذا الوقت العصيب , وكعادتها تترك وراء مناوراتها هذه ألغازاً معقدة يستحيل فهمها أو فك طلاسمها , لتبقى عرضة للتأويل وسوء الفهم أوحتى للمؤامرة .
والظاهر منها أنها تأتي تحسباً من الاستعدادات السورية الروتينية القائمة على حدودها , أو استباقاً لأي ردة فعل ينفذها حزب الله ثأراً لاغتيال عماد مغنية , بينما الخافي قد يكون تهيئاً لأي ضربة محتملة على ايران , تشنها أميركا بالنيابة عن إسرائيل أو العكس , بكل الأحوال الجزء الخافي الخاص بإيران يتصل بالجزء الظاهر الخاص بسورية وحزب الله , لاتصال الجزئين بحلقة تحالف محورها حزب الله .
بالنظر قليلاً إلى خريطة الصراع السياسي في إسرائيل , بين اليمين وأحزابه وكذلك اليسار , تتضح أهداف المناورات بما لا يقبل التخمين , فعدا عن كونها رسائل خارجية شديدة اللهجة للمحور السوري- الإيراني , فهي أشد حماوة للداخل الإسرائيلي المهجوس باخفاقات الجيش الإسرائيلي في إيقاف صواريخ حماس (البدائية), علائم هذا الصراع طفت على السطح بين قطبي اليسار , عامير بيريتس الذي حملته لجنة فينوغراد اخفاقات الحرب على لبنان , ودفع ثمنها بالترجل عن منصبه , وايهود باراك الحائر في أمر صواريخ حماس , لئلا يدفع الثمن ثانية من جيب حزبه (العمل) وجيب اليسار برمته .
ربما جاءت المناورات الضخمة استعداداً لمرور ستين عاماً على تأسيس الجيش الإسرائيلي لدولته العتيدة , إن صح هذا الاحتمال , لا يخلوا أيضاً من رسائل التحدي وإثبات الذات على ضوء رسائل التبشير بزوالها العاجل .
أما إذا كان ما وراء اللغز إضرام النار بلغة الحرب , فلم تعد تلك اللغة دارجة في هذا العصر , لأن عصر الحروب مع العرب طوته إسرائيل لحسابها , وفتحت بدلاً منه عصر العمليات النوعية المركزة , لو بدت بعضها على شكل حروب كما في حال لبنان يوليو 2006 , إلا إنها مجزوءة وغير شاملة , استهدفت حزب الله دون غيره , وبالنسبة إلى سورية , إذا كانت تعد العدة لمواجهتها , كما أشيع في الإعلام , فمَن ستحارب إذاً ؟ أتحارب جبهة هادئة على حدودها الآمنة ؟ إذا فعلت , تكون عادت إلى جنونها الجامح , من دون أن يعني ذلك أنها عاقلة .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟