أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد محسن - لمن هذه الجنازة؟؟














المزيد.....


لمن هذه الجنازة؟؟


اياد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2248 - 2008 / 4 / 11 - 03:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خمس سنوات على سقوط صدام ... وانهيار سلطته... وتلاشي رفاق دربه الطويل الذين شاركوه في قتلنا واستباحة حرماتنا ...تلاشى الصباغون الذين ما أجادوا شيء مثلما أجادوا صبغ حياتنا باللون الأسود...وتفننوا في إيذائنا وقتل براءة طفولتنا وأحلام شبابنا ... حروب ودماء وقطع سوداء... مواليد تستدعى للجيش وبيانات حرب تقرءا باستمرار .. ونشيد وطني طالما رددناه وتمنينا فعلا أن يكون وطننا.. (وطن مدا على الأفق جناحا ) وان لا يكون وطن يمد بؤسه ليسلب البسمة من شفاهنا.
. لا زلت اذكر يوم وقفت ومن معي من صبية الحي خائفين مرتعدين حين تركنا اللعب ونحن ننظر السيارة التي كانت تحمل جنازة قادمة من قادسية صدام .. كل منا أقلقه هاجس أن تكون الجنازة لأحد ذويه الذين كانوا يقاتلون في الجبهة لسبب لا يعلمه إلا الله ..لحضات قاسية ومميتة ... الم يفوق كل فطرتنا وابتسامتنا ..هدءا( قاسم) حين تجاوزت الجنازة باب بيته وعاد الدم إلى وجهه ..وارتحت أنا حين تجاوزت الجنازة باب بيتي وعاد الدم إلى وجهي ...وضل (علاوي) صامتا.. مندهشا.. مذهولا حين وقفت السيارة بباب داره لتعلنه أمام العالم طفل يتيم بلا أب !!!, لم نكن نعرف كيف نتصرف وماذا نفعل لصديق يفقد أبا .. حين ارتمت النسوة على الجنازة وارتبك الرجال أمام الموقف.. كنا صغار وكان كل شيء اكبر منا !!! .
أي طفولة يمكن أن تتجاوز مشهدا مؤلما كهذا المشهد ... وهل له إلا أن يترك أثرا سيئا على طريق شبابها ...مشاهد قاتمة تتمنى أن تفقد الذاكرة على استحضارها وكنت أنا شخصيا أتساءل هل أن صدام كان يترأس نظام ويدير دولة ويسعى لرفاهية ورقي شعب ... كانت الإجابة دائما ..لا.. لأني كنت اشعر باني نكرة .. أو مطلوب ومطارد ..ممنوع من التفكير وإبداء الرأي .. كنت اشعر بكل شيء إلا أني لم اشعر ولو لمرة أني مواطن أستظل بدولة ترعى مصالحي وتعمل على خدمتي ..كنت أخشى كل شيء في هذه الدولة واشعر أن كل شيء يرفضني ويراقب تحركاتي من سائق التاكسي وزميل الدراسة إلى جار المنطقة .. حتى (نجم المسدون) كنت اشعر أنا وغيري انه يفتعل الجنون ويمارس دوره في التجسس على أبناء المنطقة ...لم يكن صدام رئيسا لنظام سياسي بل كان قامعا للحريات ومنتهكا للحرمات ...لم يحسن حتى علاقاته بدول العالم ..ازدواجي ومتناقض في شعاراته وأفعاله فمن تحرير فلسطين ورد الأرض المحتلة لأهلها إلى غزو الكويت وتدميرها !!! طالب ذات مرة أن يمنح قطعة ارض ملاصقة لفلسطين ليقوم بتحريرها في الوقت الذي لم يصمد بجيوشه الجرارة وهو يقاتل على أرضه التي ألفها وعرفها لمدة شهر واحد... غبي حد أن احرق النفط للتلبد سماء العاصمة بالدخان الأسود كي يكسب المعركة أمام أمريكا.. يريد أن يهزم التكنولوجيا والتقدم العسكري بالدخان الأسود.. لم تنفعه الخدمة الإلزامية والاحتياط وجيش القدس والفدائيين وتصنيعه العسكري في تحقيق أي نصر.. كان منتصرا على الفقراء والمعدمين من أبناء شعبه عرب وكرد .
خمس سنوات كان فيها التخلص من النظام الشمولي الحدث الأهم والمكسب الأكبر...ولكن ما الذي تحقق غير ذلك.. وهل ما تحقق يوازي جراحات الماضي وآمال المستقبل ..هل ما تحقق يوازي قبولنا مرغمين بدخول قوات أجنبية إلى بلدنا .. ما تحقق لم يعدو كونه قوانين مكتوبة واستراتيجيات ورؤية لما يجب أن يكون عليه الحال من نظام ديمقراطي وتداول سلمي للسلطة إلا أن اثر مباشرا على مستوى معيشة الفرد العراقي البسيط وامنه لم يتحقق .. اغلب أبناء شعبنا هم من البسطاء لا يهمهم شكل الدولة وطبيعة الحكم فيها ولا يهمهم الدستور وما يتضمنه من ضمانات لحقوقهم لان اغلبهم لم يطلع على مضمونه ولا يريد الاطلاع عليها .. ما يريده الفقراء الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة إلى ما يليق بهم ..ماء ..نفط..بنزين..وكهرباء يشاهدون بواسطتها مسلسل بسيط (كبيت الطين) يزيح من على كاهلهم بعض متاعب الحياة وينئ بهم عن مشاكل السياسة والسياسيين.. ما يريده أبناء الشعب أن يرتدي السياسيون جميعا رداء السعي لتحقيق مصالحهم وان ينزعوا رداء إيران أو رداء أمريكا أو رداء السعودية..وان يرتدوا رداء الوطن و يكونوا أداة لتحقيق الأجندة الوطنية وليس أداة لتصفية حسابات دولية وقودها الفقراء.
المشكلة ليست دائما في القوانين المكتوبة أو الدساتير لان المهم هو ترجمة ما يرد من نصوص مكتوبة إلى خدمة ومنفعة لمصلحة المواطن الذي يريد أن يرى الثروة النفطية الهائلة تترجم إلى تطور واقعي ملموس يعيشه يوميا وان لا تكون هذه الثروة سبب في الاقتتال الذي تهدر فيه الحياة الإنسانية .. القيمة الأسمى والأقدس .
ينظر العراقي للمواطن الخليجي وخصوصا الإماراتي بأنه إنسان منعم ومترف ويستفيد من خيرات بلده والى دولة الإمارات بأنها دولة تستغل ثروات أبنائها امثل استغلال وكل فرد عراقي يتمنى الوصول إلى ربع مستوى معيشة الفرد الإماراتي دون أن ينظر إلى طبيعة النظام السياسي الحاكم في الإمارات وهل هو أسلامي أم علماني , ديمقراطي أم دكتاتوري, طالما أن الناس هناك امنين ومرفهين خصوصا وان الغاية من كل عملية سياسية وكتل وأحزاب وبرامج ودساتير وقوانين هي مصلحة المواطن وفائدته وعدم الاعتداء على حريته وكرامته وليس مهما بعد ذلك شكل الدولة التي تحكم ونظام حكمها .



#اياد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة العرب (قمة الهرب)


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد محسن - لمن هذه الجنازة؟؟