أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - منصور الطورة - تزاحم أفكار















المزيد.....

تزاحم أفكار


منصور الطورة

الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 02:31
المحور: كتابات ساخرة
    


(1)
قبل بدء موسم الحج يتهافت المسلمون بعشرات الملايين من أجل الحصول على تأشيرة للحج ، ثم ووفقا لمعادلات معقدة تعتمد العمر أساسا ، أو الوساطة ، أو العلاقة مع مالكي مقدسات المسلمين من أمراء السعودية أساسا آخر ،فان خمسة الى ستة ملايين فقط هم من يصادفهم الحظ للوصول الى مكة ، مساكين حجاج بيت الله الحرام اذ يعتقدون أنهم أتمو دينهم بفريضة الحج ، ان الوصول الى مكة لا يعني الوصول الى الله ، فالله في آخر مئة سنة لم يعد يسكن في مكة ، وانه منذ سنين طويلة بات يسكن في العراق وفلسطين ، ان الله يقيم حيث يوجد الظلم ، فمن يرد أن يجد الله ، فليذهب الى حيث يوجد الظلم ، الى حيث يوجد المساكين والمحرومين والمضطهدين.
(2)
يأتيني وطني العربي مراجعا للعيادة ، فأقول له أهلا بك يا أبي ، وأجلسه مكاني ، أقول: لعلك تشكو من شيئ ، فيقول اني موجوع يا ولدي ،موجوع من كل شيئ ، فأقول له ،سأبدأ الآن بفحصك وعلاجك ، لكن علي في البدء أن آخذ سيرتك المرضية ان وافقت ، وأبدأ بسؤاله:
هل تتلقى أي معالجة طبية في الوقت الحاضر يا سيدي ؟
فيجيبني بالكاد ، بعض المقاومة هنا أو هناك ، الا أنني بشكل عام بدون أي علاج.
وهل تعاني من أمراض مزمنة ؟
فيبدأ بسرد قائمة طويلة من الأمراض لا تبدأ بالاستعمار ولا تنتهي بالفساد والعمالة.
هل تعاني من امراض قلب يا سيدي ، أمراض للجهاز التنفسي ،أمراض للمعدة ؟
فيجيبني بنعم ويبدأ التعداد .... يا له من مريض عليل هذا الوطن ! ، لديه أمراض كثيرة ، بعضها لم يكتشف للآن وبعضها لا يوجد حتى في الكتب ...
هل لديك أمراض دم او نزيف يا سيدي ؟
فيخبرني عن الدم الفاسد ،والليوكيميا ويخبرني عن نزيف اثر نزيف...
وهل حصل وأن أجريت لك أي عملية جراحية ؟
فيخبرني عن سايكس بيكو، ويقول ، قسموني لعشرين بلد ، وعلى كل بلد عينوا أحدهم ، مرات كان يأتون بآخر كي يثور على آخر، ذاك الذي أصلا كان قد ثار على أولهم، ويموت كل واحد، فيورثني من بعده لواحد آخر، و يا ولدي ، كما تعلم هم كانوا دوما ملآ بالعقوق ، هل تعرف ما معنى أن يكون أحدهم عاقا ، لقد صغروني يا ولدي وأهانوني ولذا فأنا مريض تعب....
وأستمر بالسؤال ، هل لديك حساسية لأي دواء يا سيدي ؟
فيخبرني بحساسيته المفرطة للمساعدات الأمريكية وللرضا الأمريكي ولنصائح السفراء الامريكيين وو...
وأنهي سيرة المريض الطويلة ، وأقول ، أخبرني الآن ما الذي يوجعك يا أبي؟
فيقول، كانوا قد سرقوا كبدي قبل ستين عاما ومن خمس سنين ها هم قد سرقوا قلبي ، كبدي وقلبي يا بني ، وأوجاع هنا ، ويشير بيدية ، وهنا وهنا وهنا...
أقول له دعني أبدا فحصك بفحص فمك يا سيدي ، وما بدأت حتى توقفت ، قال لي ، ألا تكمل ، قلت له ، لا ، الى هنا يكفي ، كل أمراضك لها سبب واحد يا وطني ، مشكلتك الوحيدة أنك بلا أسنان أيها الوطن...
(3)
الحقيقة تسطع بنورها كالشمس ، صارخة بوضوحها ، الا أن البعض ، يختار الردهات المظلمة ، ساعيا للحصول على النور كاملا عبر عود ثقاب ، مجرد عود ثقاب.
(4)

أحب الأردن ، أرض آبائي وأرضي ، في الأردن ، أسكن وأهلي وذكرياتي ، وله فضل كبير علي ، الا أنني ، حين أردد كلمة وطني ، لا أشعر الا أن الأردن وطنا مؤقتا لي ، لا بل هو أشبة بالبلدة ضمن الوطن ، هو مدينتي وليس وطني ، ذلك لا كراهية بالجميل ، ولكن بحثا عن كل الجمال ، أنا أريد وطني كاملا ، من البحر البعيد الى البحر البعيد ، أريده كاملا غير منقوص ....
أيها الوطن العربي الواحد الكبير ...
أيها الوطن المخبوء في الذاكرة
الوطن المرسوم في المخيلة
أيها الحلم العظيم ،
أنت وطني وما من سواك لي وطن.

(5)

السادس من نيسان الحالي كان يوم الغضب الشعبي في مصر ، الملاحظة المؤلمة كانت عدم مشاركة الأخوان المسلمين في ذلك الاضراب ، وبرروا ذلك بأنهم تركوا أمر المشاركة بناءا على رغبة كل فرد من أفراد الجماعة أو شارعها ، وسموا ذلك بالمشاركة القلبية ،وكان ذلك أن أدى لفشل نسبي كبير لذلك الاضراب ، والأهم أن السلطات القمعية وأجهزتها الأمنية كانوا قد انفردوا بأعضاء حركة كفاية وقادة الأحزاب المشاركة ، بينما الأخوان المسلمون وبشكل رسمي كانوا يغضون الطرف عن مصير أخوتهم ورفاقهم في الكفاح.
نفس الشيئ لاحظته في حملة ذبحتونا في الاردن العام الماضي والتي قادها حزب الوحدة الشعبية ، لم يشارك الاسلاميون أيضا في نشاطاتها واعتصاماتها ، وبذا ضعفت لتكون نشاطا لأحد الأحزاب لا صرخة شعبية عارمة كما أريد لها .
على الاسلاميين أن يختاروا بين طريقين ، اما التصرف بنفس امبراطوري براغماتي ودنيوي ، واما التصرف بنفس نبوي يبحث عن الله ومرضاته عبر المشاركة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيا كانت عقيدة الآمر بالمعروف ما دام من أبناء الشعب وليس مرتبطا بالغزاة أو ملوثا بالعمالة.

ان البحث عن الدنيا عبر قلوب الناس المؤمنة ومشاعرهم الدينية ومن ثم التخلي عنهم في يوم صرختهم انما يمثل انتكاسة حقيقية لجوهر الاسلام ولفكره الانساني ولروحه النبوية.
(6)

أنا لأكتب الشعر ، انما الشعر يكتبني
أحاول الصمت كي أحيا
لكن ما ألقاه ينطقني
ألقى حزنا على حزن على حزن..
هل أصمت وأكتب أنني حي على كفني.....

هذه الأبيات للشاعر احمد مطر ، وان كان المثقف يستعين بابداع أي مثقف آخر ، فانما يكون ذلك للمعنى الانساني الذي يعبر عنه ذلك الابداع ،لكن هذا لا يعني أن نفصل ما بين المبدع وحياته الشخصية ، فالانسان كل متكامل ، وبذلك لا يمكن بأي حال أن تقبل الوردة من القاتل ، أو أن تقبل الحماسة من الجبان.
عموما ، أنا لا أعلم شيئا عن موقف أحمد مطر من احتلال العراق وموقفة من النظام العميل في بغداد الآن ، فان كان أحمد مطر جزء من المقاومة العراقية لهذا الاحتلال ، فما أجمله من شاعر وما أجمل شعره ، ذلك الشعر الذي تربينا معه على التمرد الايجابي وعلى رفض الظلم وعدم الخضوع ، وكنا صغارا اذ كنا نتبادل تسجيلاته الصوتيه بالسر كي لا يرانا المخبرون ، وكنا نحتفظ فيها لكأنها أحدى منشورات الثورة ، الثورة على ماذا ؟، لم نكن نعلم وقتها على ماذا ، انما كان شيئ في الجو ، شيئ ما ، كان يدعو للثورة.
أما وان كان أحمد مطر ، أحد الوجوه الثقافية لهذا الاحتلال ، وأحد أحبة العصر الأمريكي الجديد ،فبالتأكيد أنا كلنا منه براء ، وأني لأعتذر عن الاستعانة بشعره وذلك لا تعصبا للنظام السابق ، وانما نخوة وتعصبا للعراق وللعروبة .

(7)

أينما تسير في هذا الوطن العربي ، فانك لا بد واجد ، رائحة المخبرين تملأ المكان......

(8)

شيئ عن الحب،
العشق أعلى مراتب التصوف ، وان كان المتصوفون الذين نعرفهم ، قد هاموا بعشقهم الالهي ، فأن هناك نوع آخر من المتصوفين كانوا قد هاموا بعشقهم الانساني .
منذ الصيف الماضي ، كنت أحلم بالوطن المرتقب خلف تلك الجبال البعيدة السوداء ، تلك التي تغطيها الثلوج ، حيث النهر من ورائها وحيث السهل الأخضر ، والأهم ، حيث صهيل الحصان الأسود.
في السابع عشر من آذار الماضي كان الحلم يتوقف ، ومنذ ذلك التاريخ ، أشعر بأنني فاقد للالهام وأشعر بقلبي مجروح ومثقوب.
كتبت كثيرا من أجل ابهار امرأة ما ، وسأكتب أكثر من أجل ارضائها....



#منصور_الطورة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...
- بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو ...
- -الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش ...
- رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 . ...
- مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...
- -المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - منصور الطورة - تزاحم أفكار