جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 10:50
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
وقد وصل غضبي على أبي صابر مداه بعد أن قام بفعله يندى لها جبين البشر مع أنهم يفعلونها ، وفعلة أبي صابر هي من القضايا المخلة بالشرف حسب العرف الآدمي ، فقد قطع الحبل وهرب ، فاستيقظت مذعوراً ولحقت به خوفاً من أن يدخل حقل أحد المزارعين، فيعيث فيه فساداً، غير أنه غاب عن عيني ولم أعد أعرف الى اي الجهات اتجه .
فعدت الى البيت مغلوباً على أمري، وأنا أحسب ألف حساب للمصيبة التي ستحل بي من احدى حماقات أبي صابر ، أو ما سيلحق به من أذى، ففي كلتا الحالتين أنا الخاسر الوحيد ، فبت ليلتي مهموماً وأنا اُعزي النفس بالمثل الشعبي القائل ( نم على همّ ولا تستيقظ على غم ) وفي الصباح الباكر وبعد أن صليت الفجر ، انتعلت حذائي، وخرجت باحثاً عن أبي صابر ، وكلما مررت بواحد من مجاهدي الجهاد الأصغر الذين يعملون من طلوع الشمس الى غروبها لتحصيل رزق عيالهم، كنت أسألهم اذا ما رأوا حماري ، وفي احدى الحارات سمعت تداخل نهيق أكثر من حمار ، فاتجهت صوب النهيق عساني أجد أبا صابر .. وفعلاً وجدته متلبساً بالجرم المشهود ،فقد اعتدى على ( شرف ) أتان، فانهال عليه حمار من نفس الحظيرة رفساً وعضاً حتى سالت دماؤه ، في حين خرج المزارع صاحب الحظيرة بعصا غليظة، وأشبع أبا صابر ضرباً على انحاء جسده فسالت دماؤه ، وعندما رأيت هذا المشهد صحت بالرجل كي يتوقف عن عدوانه على أبي صابر !! وزعمت أنه لولا غواية الأتان لأبي صابر لما وقع بالفاحشة ! وعلى الرجل أن يقتل أتانه بدلاً من أن يُعاقب حماري !! فالتفت الي الرجل وهو يقول : تعلم من حماري الذي يهاجم حمارك دفاعاً عن انثاه، ولم يهاجمها هي ، فطبيعة عالم الحيوان تتصارع فيه الذكور للفوز بالاناث، وليس كما يفعل البشر يقتلون الاناث ويتركون الذكور ، فاستحيت من أتان الرجل، وركبت حماري ،وعدت الى بيتي وأنا أُفكر بقتلة النساء ( دفاعاً عن الشرف ) كيف يطبقون على النساء شريعة الغاب التي يكون فيها البقاء للأقوى، والأقوى هنا هو الرجل .
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟