أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - لماذا يخشون التداول السلمي للسلطة؟!














المزيد.....


لماذا يخشون التداول السلمي للسلطة؟!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تظهر تجربة بعض البلدان التي أقامت ما يمكن تسميته بـ (ديمقراطيات حديثة) على أنقاض ماض ٍ دموي او استعماري تظهر بأنها حتى الآن لم تتعلم أبجديات العمل الديمقراطي السليم وربما لم يدر في خلد المسؤولين الحكوميين فيها انهم في يوم ما سيفقدون السلطة لصالح آخرين كما لم يتعلموا ان هذا التبدل في الحكم هو لصالح الشعب والأمة التي (اختارتهم) سابقا ً والتي ستستبدلهم الآن إذا جاء ذلك على وفق ما تفرزه صناديق الاقتراع.
ولعل ابرز حدثين انتخابيين شهدتهما القارة الإفريقية مؤخرا يلقي ظلالا ً من الشك وعدم اليقين المتحقق على الصعيد الشعبي ويفصح عن صورة مشوهة عن الانتخابات وسيرها في تلك الدول وكلتا التجربتين تبرزان التناقض الحاد في ما يتعلق بموقف السلطات الحاكمة؛ إذ أن نتائج الانتخابات الكينية أظهرت تقدم المعارضة او في الأٌقل تقارب النتائج بين مرشح المعارضة ومرشح الحكومة الى حد كبير ولم يشفع ذلك للمعارضة فقد أعلنت الحكومة وبصورة مستعجلة فوز حزب الرئيس في الانتخابات مما أدى الى حدوث اضطرابات دامية راح ضحيتها المئات من الكينيين. أما الانتخابات الأخرى فتلك التي جرت في زمبابوي قبل أيام والتي لم تزل تداعياتها لحد الآن فبرغم ان النتائج أظهرت تقدم حزب المعارضة وهو حركة التغيير الديمقراطي وتجاوز ما حصلت عليه نسبة الـ 50 بالمائة من أصوات الناخبين الضرورية لتسلم السلطة فان الحكومة ماطلت في إعلان النتائج برغم انقضاء المدة المطلوبة لاعلانها والبالغة سبعة ايام ابتدا ً من يوم التصويت بل ذهب وزير إعلام الرئيس موغابي الى حد التأكيد على انه سيتم إجراء جولة ثانية من الانتخابات وسيقاتل فيها موغابي وسيفوز! انها صورة اخرى من محاولات التشبث بالسلطة برغم أنف الجميع وهذا يذكرنا بالانتخابات في عدد من الدول العربية وما يعرف بدول العالم الثالث التي يفوز فيها الرؤساء بنسبة 99 و 99 في المائة من أصوات الناخبين أما المساكين أبناء الشعب الذين وقع حظهم ضمن الواحد بالعشرة بالمائة المتبقية فليس لهم سوى حجر الرأي والسجون ولربما الإعدام لأنهم خانوا رؤساءهم المبجلين! فما هو السر او الأسرار وراء محاولة بعض الحكام البقاء بالسلطة وعدم مغادرتها في كل الأحول؟!.
لعل أوضاع العالم تفسر لنا السبب الرئيس وراء ذلك النهج حيث تعاني البلدان المذكورة من ارتفاع مستوى فساد مؤسسات وأفراد الدولة فيها ومن تدني مستوى الناس المعيشي والخدمات بغض النظر عن ثرواتها طبعا. لقد انشأ حكام تلك الدول (كانتونات) مغلقة للفساد في دولهم تضم عوائلهم واقاربهم ولربما عشائرهم وتولّد بنتيجة ذلك وضع يتواصل منذ ولمدى عقود إذ راكم هؤلاء الأفراد الحكوميون الثروات على حساب أغلبية الشعب التي تحصل بالكاد على قوت يومها وبالنتيجة فان أي بديل يأتي في ظل التداول السلمي للسلطة سيكونون فيه في موضع المساءلة او حتى التقديم للقضاء لمحاسبتهم على سوء تصرفهم بأموال البلد والتفريط بمستقبل أبنائه وان خشيتهم تلك هي التي تدفعهم الى محاولة اختلاق المسوغات التي تبقيهم في السلطة حتى إذا خسروا على الصعيد الشعبي وفي الانتخابات لجأوا الى المماطلة والتسويف ومحاولة كيل الاتهامات ولذا نجد ان رئيس زمبابوي يسارع الى دعوة أعضاء حزبه (زانو) القدماء والمحاربين المتقاعدين للخروج بقرار يتعلق بالموقف الواجب اتخاذه فيما يتعلق بنتائج الانتخابات والمطالبة بعقد جولة ثانية من الاتتخابات ولو كان حصل العكس لأعلن ذلك بسرعة ولنصب من نفسه حاكما ً مدى الحياة في تلك البلاد التي يحكمها منذ ثمانية وعشرين عاما .ً وبغض النظر عما تؤول إليه الأحداث في القابل من الأيام فان تلك التصرفات تشكل خروقا ً دستورية فاضحة ستطيح بآخر آمال الشعوب التي ابتليت بأولاء الحكام في الاستقرار وبناء حياة سليمة وادعة وستضيف ارقاما ً اخرى الى ارقام الضحايا التي دفعتها تلك الشعوب طوال حياتها.
ان التصرف المنطقي في تلك الأحوال والظروف يملي على الحكام ويحتم عليهم ان يهنئوا المعارض الذي يفوز وان يسلموه أجهزة الحكم في دولهم بكل هدوء وفي أجواء علنية مثلما يحصل في المجتمعات المتحضرة لكي يحفظوا للدولة هيبتها وللشعب كرامته لا أن يروا كرامة البلد في وضعهم الشخصي وكرامتهم الشخصية التي لا تعني شيئا ً إذا خالفوا المنطق وتصرفوا بما يجافي الواقع المتحقق والذي بين ان الشعوب قرفت منهم بسبب أدائهم السيئ وانها تريد التغيير والتغيير فحسب لتجربة غيرهم الذي يطرح برامج بديلة عن البرامج الحكومية التي دبجت الكثير من الأوراق التي لم تفلح في تحقيق أي من وعودها وان على حكومات بلدان افريقيا وما يعرف بالعالم الثالث ان تكون حكيمة الى الحد الذي تتمكن فيه من اكتشاف سر الأشياء والأسباب الكامنة وراء تقدم المجتمعات وتطورها وعظمة احترام الرأي الشعبي ونتائج الانتخابات وهذا يتطلب دراية سياسية تتأتى من الاقتناع بأن ما في يدك اليوم ربما ستفقده غدا ً وان القوة التي تملكها سيملكها غيرك فهذا هو سر ديمومة البلدان وتطورها ورخائها وذلك هو سر العلم السياسي الذي يجب ان يتحلى به القائمون على إدارة الحكومات والدول.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث البصرة الدامية والحاجة الى التعالي على الأحقاد
- فائض المال .. وإملاق الحال
- هل تخلق الأموال مجتمعا مرفها ً؟!
- ما المطلوب من التشكيلات والتيارات الجديدة لتخطي الازمة؟!
- وضاع الماء في بلد النهرين .. !!
- مهزلة الكهرباء الوطنية ..
- إهمال مطالب الناس يهدد العملية السياسية برمتها
- الحكومة والدولة وما بينهما
- فشل نظام القوائم الانتخابية .. وحان أوان استبداله
- إنفرجَ الوضع الأمني .. فضاعت الكهرباء !!
- وزارات محلية .. وزراء محليون!
- وزراء العراق الجديد يقطعون أرزاق موظفيهم
- وزارة ساركوزي ووزارة المالكي
- أضم صوتي ضد وزارة الكهرباء ولكن
- مدينة الثورة ضحية لصوص وزارة التجارة
- إستقالة الشبلي: قرار شجاع أهمله الجميع
- بين استنكار جلال الطالباني ووعيد فلاديمير بوتين ...ضياع الدم ...
- استقال لماني فمتى يستقيل الفاشلون في دولتنا؟ رأي متواضع في ا ...
- فلنحجب أخبار الارهاب!
- شرف الثوار وأنحطاط الأشرار


المزيد.....




- لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح ...
- السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام ...
- -د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت ...
- صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي ...
- اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي ...
- بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
- هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا ...
- مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
- ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - لماذا يخشون التداول السلمي للسلطة؟!