أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - فلسفة الفن الثامن..ماهي؟















المزيد.....

فلسفة الفن الثامن..ماهي؟


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


ليس هنالك من مجال كون هذا الفن هو وليد الحاجة لاثبات ذات المتلقي في وسط عملية التهميش الحاصلة نظرا لكون اتجاهات الفنون فكرية تخضع للمقاييس النظرية الفلسفية السائدة في كل عصر ومن خلال هذه المقاييس والمعطيات يمكن للفن كنشاط انساني ان يتواصل مع المتلقي باختلاف العوالم لدراسة المواضيع والحاجات الانسانية في اطار تلك المقاييس ذاتها .
ورغم التغيير المستمر في كافة النشاطات الانسانية وفقا لاكتشافات العلم او الفلسفة, الا ان المتلقي لم يتحرك من مكانه كذات سلبية الفعل , واعتماد الفن والفنان على هذه السلبية جعل بالامكان للفنون ان تستمر في سلب الذات الفردية للمتلقي .
ومهما كانت المحاولات الفنية لخرق قانون الفن الذي يعتمد كون المتلقي متلقيا وحسب , مضنية وجادة , الا انها لم تكن بالقدر اللازم لتغيير جذر العملية ونسق المبدأ القائم كمطلق فني .
ولهذا نرى كون فلسفة الفن الثامن ترتكز اساسا على اعطاء المتلقي دوره في الفعل الفني تمهيدا للفعل الواقعي , وسنرى في هذا الكتاب اهمية الدور الذي يلعبه الفن الثامن فلسفيا وليس فنيا فحسب .
ان عملية دراسة الفن بحد ذاتها تتطلب الدخول في التساؤلات البديهية التي تثار كل حين , مثل تحديد علاقته بالواقع , ومدى ارتباطه بهذه العلاقة , وكون الفن يستمد من الواقع الفعلي مواد موضوعاته ام هي تهويمات وافتراضات , وكيفية جرد كل التاثيرات الفنية على المتلقي , والية البناء الفني ذاتها .
الغريب بالامر ان هذه التساؤلات لم تلقى اجابة تعتلي لتكون قانون فني يصح ان نتقبل نتائجة لو طبق كمبدأ فني لقياسها , ونرى كون ذلك الكم من التاؤلات لم يجد طريق الاجابات الكمية , يرجع الى كونها تساؤلات كيفية بمعنى انه قد تبدو مهتمه كحد اقصى بمحور افتراضي اساسي وهو الانسان وعلاقته بالفن ولكن الواضح ان الدراسة الفنية للانسان لا يمكن البت فيها بنتائج كمية طال ما ان علاقة الانسان بالفن كيفية بحته .
وعلى هذا الاساس من الاقتناع بفكرة قد تبدو على غير محملها الحقيق المراد من


هذا الكتاب بل والموسوعة ككل, أن نقول وبكل صدق متوفر لدينا, بأهمية إدراك الأنا في العملية الفنية, ومن ناحية محورها الأساسي ألا وهو المتلقي.
لا يخفى على إنسان قد خبر وتمرس التلقي بشكل طبيعي حسب السائد من الفنون، ذلك الشعور بلا ارتباط بينه وبين الطرح الفني أثناء التلقي ولو كان جزئيا أو كليا حتى فالمهم هنا هو وجود هذا الشعور ولو للحظة ليثبت للمتلقي ذاته إن هنالك ما هو مفقود في دوره هنا داخل إطار التلقي ولا نكران لان قد تحال معظم أسباب ذلك إليها حسب هذه الثغرة محال إلى الفنان وآلية الحرفة الفنية بحد ذاتها ، ولكن اللافت للفكر هنا كون العملية ومعطياتها ونتائجها تحال للفنان دوما ولا يمكن ذلك .
لو اعترفنا بلانا من غير المعروف عن الأنانية ، فمجرد ذكر هذه الكلمة لتسترجع الذاكرة القاموسية للفرد أسوأ الأوصاف وأدناها، ولكني وهنا أستدرك بلانا ، أنا أتصور بما إنني متلقي وهذا الدور أنا اخترته فلذلك هنالك إمكانية في تطويره وتغيره وإذا وقف أمامي الصرح الفني أو حالة فنان عظيم مثلا فحين ذلك أكون أنا ، المتلقي، وكما هو اعترافي بذات الفنان حملني مسؤولية التلقي فلا بد من فنان يحمل التلقي محمل الجد ولا بد للفن من إطار جديد يلائم هذه الجدية.
أنا أحدد في هذه الموسوعة هذا الإطار فلسفيا وبهذا الجزء بالذات وأدعو من يقرأ هذا الكتاب إلى الاعتراف الفعلي بأناه كمتلقي ، ليكون لهذا الجهد معنى لديه ويكون صوتي رجع الصدى بقوة صوت ولفعلي فعل وكفنان ومتلقي لفن جديد.


لا يمكن الاعتماد في القول بأن كون الفن ظاهرة وقتية، أو مرحلية في حياة الإنسان، بل أرى إن من العدل البت في هكذا أطروحات، على اختلاف مصادرها، وتوجيه الفكر لقضية أهم من مجرد الاستهلاك الفني وباعتباره كفن معين للحياة الفكرية وعلى كافة الأصعدة ولا يمكن القول بغير إستمراريته إنسانياً ما أستمر تطور الإنسان ودام وجوده.
ولكن من ناحية كونة مرحليا يجعلنا هذا نعيد النظر في كيان العملية وبناءا الفعلي كفن ونشاط انساني وظاهرة انسانية مما يؤكد على الدور الفاعل الذي تلعبه الدراسات الفنية الواعية في محاولاتها لسير غور هكذا تهويمات او تطلعات تهدف الى تصنيف الفن مرحليا , الامر الذي يؤدي بالضرورة الى تشييد بناء متكامل لهذا الصرح الانساني .
ان المادة الفنية قد تخضع لقانون ارتباطها الواقعي وقد يستلزم ذلك افقا توثيقيا في النظر الى الحياة من قبل الفنان وتاريخ الفنون يحدثنا عن نتاجات كثيرة سعت لتناظر اعمال المؤرخين , ولكن اللافت للفكر هو انها اثبتت لا مرحلية الفنون بالذات في ما يخص القديم والجديد .
يصح القول ان لا وجود لفن ميت , فيمكن لانسان عصر ما ان يتلقى فنون مرحله ماضية فليس من مجال لحصر هذا النشاط الانساني بمعنى الكلمة في متلقيين مرحليين لفن مرحلي معين قد تكون الطروحات واساليب الطرح تغيرت , ولكن المضمون الانساني ثابت في كل العصور الفنية .
من كل ما تقدم نجد الفن الثامن يعتمد على ذات الاساس الفني في ديمومة المضمون الانساني البحث في الطرح الفني بل يتعدى ذلك الى تفعيل دور المتلقي ليؤسس طرحه الذاتي وهو بذلك كفن لا مرحلي ولا مغلق ولا يمكن ان يغلق ما دام ما يميزة واساسه التصنيفي هو حالة المتلقي الخاصة ذاتيا يكون قد اجتاز المرحلية نحو الانسانية بعمق واضح في الخطوة , ان الفن الثامن يقدم تجربة المتلقي وفنان كتجربة واقعية لا تخلو من المضمون الانساني الضامن لانسانيتها عمرا , ولا يمكن تجاهلها لمرحليتها المفترضة بوصفها تجربة متلقي ذاتيا وهي توثيق علمي للطروحات الميتافيزيقية , ولذا فمضمونها الانساني مرتكز في ديموميته الى .


اسس مشتركة بين بني البشر باولها , الذات الفاعله , والتي اجتهدت الفلسفة والعلم معا في الوصول الى محركاتها ومكنونات كيانها واسباب تفعيلها واساليب ضبط ذاك التفاعل , وهنا لا بد لهكذا محاولة فنية ان تتخذ من بين كل المحاولات مكانا بارزا .
وعلى كل فنان التنبه لفكرة كون الحاجة الى الفن هي في ذاتها حاجة خارجية تؤطر السعي الانساني للمعرفة وهذا جوهره فنيا لا بد ان يكون بذات القدر من الحاجة وعلى ذات التنبه بخطورة التلاعب الفني بالفكر الانساني بتجاهل الاسس المنطقية دون البت فيها ولا تغييرها , فوجود فكرة ما ليس بدليل صحتها انها دعوة لاختبارها فكريا وليس مجرد كون التلقي يمتلك من الوقت وقتا يستطيع الفنان ان يؤسس وقته الفني بل يجب الالتزام على ما ارى هنا بالفن كمتعال على الوقت والتاريخ , وملعبا للافكار الواقعية .
من واقع الحياة لا يبدوا جليا للمتلقي كنه التلقي الذي يمارسه الا في عالم الفن مع ان الفعل الانساني محدد للوجود , فهل يمكن القول بلا وجود المتلقي ولو واقعيا وان يستمد وجوده من كونه داخل الاطار الفني ؟ ! , ان الفن الثامن يتحدى الفنان والمتلقي معا .



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول علمية الفن الثامن
- فلسفة عراقية للفن !
- حول الفن الثامن..توطئة
- في معادلة الفن الثامن..توضيح
- سارتر والأديبة العراقية سارة السهيل !
- حول الفن الثامن
- علمية الفن الثامن
- تجربة الواقع الأفتراضي وفق علمية الفن الثامن
- واقعية التجربة الأفتراضية في ضوء علمية الفن الثامن
- مطلق التفاعل الفني في الفن الثامن
- نقاط ارتكاز التجربة في الفن الثامن
- نماذج التجربة الفنية
- النمذجة الفنية تجريبيا
- ثلاثية الأحتواء التفاعلي في معادلة الفن الثامن
- مديات الأحتواء الفني في معادلة الفن الثامن
- اكليكتيك الأفتراض الفني في معادلة الفن الثامن
- ديناميكية البعد الرابع في معادلة الفن الثامن
- ميتافيزيقية البعد الرابع وفق معادلة الفن الثامن
- موضوعية الفن الثامن وفق معادلة الفن الثامن
- قياسية الفن الثامن وفق المعادلة


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - فلسفة الفن الثامن..ماهي؟