|
أستريد ليندجرين في ندوة اليوم السابع في القدس
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 08:44
المحور:
الادب والفن
ضمن برنامجها في الاطلاع على نماذج من أ دب الأطفال العالمي، ناقشت ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس الشريف قصة " ليلى ترحل من البيت" للأدبية السويدية أستريد ليندجرين.
ورسومات ايلون فيكلاند، وترجمة الدكتور وليد سيف، وتقع القصة في 66 صفحة من الحجم المتوسط. وقد بدأ النقاش مشرف الندوة الكاتب جميل السلحوت فقال:ـ
هذه القصة تصور لنا بطريقة فنية بعيدة عن المباشرة قضية أحلام وخيالات الأطفال، وغيرتهم من بعضهم البعض، خصوصاالغيرة ما بين الأخوة في نفس البيت.
بطلة القصة ليلى طفلة في الخامسة من عمرها، هي الأصغر في البيت، لها أخوان نجوى وأيمن يكبرانها في العمر، ويذهبان إلى المدرسة وتبقى هي مع والدتها في البيت، لها دمية من القماش، على شكل كلب أهدتها لها والدتها في عيد ميلادها الثا لث، وليلى طفلة مشاكسة، تريد أن تتميز عن شقيقيها وعن الآخرين، لذا فهي ترفض أن يطلق على كلبها الدمية اسم كلب، وتصر على أن تسميه دبا، وعندما سألتها شقيقتها اذا ما كان هذا الدب قطبيا أم عاديا، أجابت:ـ
"انه دب كلبي، هذا رأيي" ص5 . رأت ليلى في منامها أن أخويها نجوى وأيمن يضربا ن" دبها الكلبي" المسمى " بامسي" فشعرت بغضب شديد، وتوعدت بأن تثأر له منهما. وفي محاولة من ليلى لفرض شخصيتها على الأسرة رفضت أن ترتدي " الكنزة " الصوفية البيضاء ا لناعمة ا لتي جاءتها بها أمها، وعللت رفضها قائلة:ـ " لا لن أ لبس هذه، لأنها تخز وتخدش" ص7 وأصرت على عنادها غير مقتنعة بما قالته أمها بأنها " طرية وناعمة" طالبة أن ترتدي ثوبها المخملي الأزرق الفاتح المخصص ليوم العطلة الأسبوعي، وأصرت أن تبقى عارية بدون ملابس حسب رأيها مع أنها " كانت ترتدي سروالا قصيرا وقميصا صغيرا وزوجا من الجوارب" ص8 . ولما طلبت منها أن تحضر إلى المطبخ لتتناولا كوبا من الشوكولاتة الساخنة، لم تجب مع أنها كانت جائعة، لأنها " تشعر بشىء من الرضا عندما تناديها أمها فلا تجيب" ص10 ونزلت الدرج " ببطء شديد وكانت تتوقف عند كل درجة، لكي تبقى والدتها في حالة ترقب وحيرة وشك" ص10 .
وعندما عادت إلى المطبخ، ولم تكترث بها والدتها، تنهدت ليلى وقا لت لها:ـ " طيب إذا كنت تصرين فيمكن أن أشرب فنجان الشوكولاتة الساخنة" ص13 فقالت لها الأم " أبدا، أنا لا أصر على ذلك اطلاقا، ثم إن عليك أن ترتدي ملابسك أولا" ص13 ازداد غضب ليلى واعتبرت ذلك سوء معاملة، وصاحت :ـ " أنت أم قاسية، ص13 ولما طلبت منها أمها أن تعود إلى غرفتها تأديبا لها بكت وصرخت، وعادت إلى غرفتها، وقامت بقص " الكنزة" وألقت بها في سلة المهملات وهي تردد :" سأقول إن الكلب قد عض القميص ومزقه قطعا" ص17 وهي بهذا تشعر أنها ارتكبت خطأ، ولا تريد أن تتحمل مسؤوليته، فشعرت بالخوف، لكنها تبحث عن مبرر لعملها هذا، فقالت " لدبها الكلبي" :ـ " كلهم لئام معنا، لهذا أنا أقطع الأشياء". ص19.
وعندما طلبت منها أمها أن ترتدي " الكنزة " لتصحبها معها إلى المتجر، وهذا أمر تحبه ليلى، صرخت، فتركتها الوالدة، وذهبت وحدها، وبقيت ليلى وحدها في البيت، فأستعادت هدوءها وفكرت بأن ترحل من البيت قبل أن تعود والدتها، وأدركت " ان الرحيل لا يحقق غرضه إذا لم يتنبه ا ليه أحد" ص22 فقررت أ ن تكتب باملاء ضعيف كما تعرف فكتبت:ـ " أنا رحلت، انظري في سلة المهملات" ص23 وهكذا فهي تريد أن تعرف والدتها ما فعلت " بالكنزة " وليلى غير موجودة، وفعلا ذهبت إلى بيت ا لجارة سلمى، وأخبرتها بقرارها في الرحيل قائلة: " أنا لا أحب العيش مع عائلة حسان " ص25 أي عائلتها، زاعمة "ا نني لا أحصل على طعام أو ثياب عند عائلة حسان" ، وهي هنا تختلق المبررات لرحيلها أمام الجارة سلمى، وهناك ألبستها الجارة " كنزة " بيضاء سميكة واسعة، فرأت ليلى أن هذه " الكنزة " " ممتازة، لا تخز ولا تخدش ص27 ، في حين أنها رفضت من أمها سابقا الكنزة ا لناعمة الطرية التي على مقاسها.
وهناك عرضت عليها الجارة أن تؤجرها سدة مستودعها الخاص بالخزين والأمتعة القديمة ، فشعرت ليلى بسعادة غامرة، وذهبت برفقة ا لجارة إلى ا لسدة، وهي الأن تشعر بأن لها منزلا هي سيدته الوحيدة، وقامت بكل ما يطلب من ربات البيوت ، فتحت النوافذ للتهوية، وتحسست الستائر، ورتبت ا لبيت الجديد، السرير لها، سرير صغير للعبة، الخزانة، الكراسي، الفرشة، بعض الوسائد، والغطاء وفرشت السجادة، ومرآة فوق الخزانة، ولوحة فوق سرير النوم، ومسحت الغبار، وملابس للعبة، حقا لقد وجدت نفسها سيدة البيت، فضحكت وقالت:ـ " لو رأت نجوى كل هذا لطار عقلها " ص37 وهكذا فانها وجدت نفسها متميزة على أخويها نجوى وأيمن، وهذا ما تريده، ولما أرادت ليلى اختيار ثوب للعبتها من بين الثياب الكثيرة قالت: "الثوب الأبيض المطرز، إنه الأفضل، سوف يسمح لها بأن تلبسه في يوم العطلة الاسبوعي فقط".
وهكذا اهتدت وحدها أن ا لثوب الاجمل فقط لنهاية الاسبوع، وهذا ما رفضت قبوله من والدتها. وعندما عادت الوالدة من المتجر، وعلمت برحيل ليلى حملت نبتة ورد في وعاء من الفخار وأهدتها لها، في حين سمحت ليلى لشقيقيها باللعب بلعبتها لارا لوقت قصير، فهي سيدة المنزل الجديدة وهي ا لتي تأمر وتنهى. وعندما حل الظلام شعرت ليلى بالوحدة، وأخذت تغني:ـ آتي آتي نحو البيت. الدنيا ليل وظلام. وأنا وحدي والناس نيام ص58 .
وهنا حضر والدها واخبرها ا ن والدتها حزينة لعدم وجودها في البيت، فقررت العودة معه، وألقت نفسها في حضن والدتها وهي تبكي وتقول، "سوف أعيش معك طوال عمري يا أمي" ص60 ، وفي هذه ا للحظة اعترفت ليلى بأنها أتلفت "الكنزة" بالمقص واعتذرت.
وقد أخبرت شقيقيها أنها ستلعب في بيتها الجديد نهارا، وستعيش وستنام في بيت الأسرة ليلا، وإذا ما ضرب أحدهما " دبها الكلبي " فإنها سترد على ذلك بالضرب....
التحليـــل النفســـي وا لتــربـــوي:ـ
لقد اعتمدت الكاتبة على ا لتحليل النفسي وا لتربوي في تنمية شخصية ليلى في هذه القصة، فهي تعرف الغيرة عند الأطفال، وتعرف مشاكسة الأطفال لوالديهم، وكيف يحاولون لفت أنظار الكبار اليهم، ومع ذلك فإن على الوالدين بشكل خاص والكبار بشكل عام أن يعرفوا نفسية الطفل وكيفية التعامل معه، فقد لاحظنا في القصة كيف أن الوالدة لم تضغط على ليلى لتلبس "الكنزة"، كما لم تضغط عليها لتناول كوب الشوكولاته، والفطيرة، ولم تتبعها ولم تسألها شيئا عندما نزلت الدرج ببطء، كما لم تتماش معها عندما عادت إلى المطبخ جائعة وزعمت بأنها ستتناول افطارها لأن امها تصر على ذلك، وكيف طلبت منها أن تذهب إلى غرفتها، وتجلس فيها حتى تتأدب، وكذلك الجارة سلمى، استقبلت ليلى، وسهلت لها كل الأمور التي تريدها، مثل استئجار ا لبيت "السدة" ومساعدتها في تنظيفه وترتيبه، وجميعهم تركوها لتستكشف الأمور بذاتها، فوجدت أن ربات البيوت ينظفن بيوتهن، ويرتبنها، ويعتنين بالأطفال وغير ذلك.
وعندما عاد والدا ليلى أيضا تركاها تحقق ما تريد، لقناعتهم بأنها لن تستطيع الاستمرار في ذلك، وهذا ما كان عندما عادت إلى البيت بعد أن حل الظلام، عادت تبكي في حضن أمها، واعترفت بخطئها في تمزيق "الكنزة" وقررت أن أي مشكلة تواجهها ستحلها في البيت، وليس في الرحيل عنه.
لقد أبدعت الكاتبة في التعامل مع ليلى من خلال معرفتها العلمية بنفسية الأطفال، ومن خلال وعيها في طرق ا لتربية ا لصحيحة للطفل.
القيــــم التـــربـــويـــة:ـ
ـ الغيرة عند الأطفال وكيفية التعامل معها، كيفية ا لتعامل مع شقاوة الأطفال، ترك الأطفال يكتشفون الأمور عن طريق التجربة، عدم تلبية رغبات الأطفال جميعها، عدم اللجوء إلى العنف في التعامل مع الأطفال، عدم معاقبة الأطفال بالعنف الكلامي أو الجسدي، اعطاء الحنان اللازم للأطفال، الأطفال قبل السادسة يتخيلون ولا يقصدون الكذب، ضرورة توفير الالعاب للأطفال، توجيه الأطفال للمطالعة.
أخطـــاء فـــي التـــرجمـــة والطبـــاعـــة:ـ
ـ " لم يكن قد مر على عيد ميلاد ليلى الخامس إلا وقت قصير" ص3، والصحيح أيام معدودات وليس وقتا قصيرا الذي يفيد بضع دقائق او ساعات. ـ " كان لدى ليلى ثوب مخملي " ص8 والصحيح فستان. ـ الشوكولاته السطر الرابع صفحة عشرة والصحيح الشوكولاتة بالتاء المربوطة وليس بالهاء. ـ "كانت تغزل الكنزات ا لصوفية" ص25 والصحيح تنسج. ـ "مرآة مدورة" صفحة 34 والصحيح دائرية.
الـــرســـومـــات والاخــــراج:ـ
الرسومات جميلة ومعبرة عن مضمون القصة، واخراج الكتاب بغلاف مقوى، ونوعية الورق وأحرف الطباعة جميعها جميلة ومناسبة للأطفال.
وبعــــده تحـــدثـــت الكـــاتبـــة هـــالـــة البكــــري:ـ
ـ قصة جميلة للأطفا ل تخرج إلى العالم الوا سع، ولا تقتصر على البلد الذي صدرت عنه لهذه الكاتبة المبدعة (استريد ليندجرين) في وصف عالم الطفولة.
ـ لن أدخل في تفاصيل الحكاية، وانما سأجمل المفاهيم التي طرحتها الكاتبة من خلال السرد، فبالاضافة إلى أن ليلى طفلة عنيدة وذكية، تحسن التعبير عما بداخلها، واثقة من نفسها ومجاملة وتكتشف ذاتها من خلال سلوكياتها المشاكسة كما وصفتها الكاتبة، إلا أن القصة ممتعة جدا وتعكس السلوك المتناقض المباشر في شخصية الطفل، وتحكي عن رغباته وتقليده للكبار، وكأن الكاتبة حين تكتب تعيش في قلب الطفل وعقله وتعود إلى عمر الطفولة.
ـ الرسوم في القصة جميلة ومعبرة وممتعة مع أنها غير ملونة. ـ وقد ركزت الكاتبة على طريقة التعامل السمحة التي تتلقاها ليلى وغمرها بالمحبة وا لتفهم من قبل الأهل مع انها عنيدة ومشاكسة.
وركزت على الألوان والخطوط والملامس والأشغال اليدوية والخامات ، ا لثوب الأزرق المخملي والكنزة بيضاء. ناعمة الملمس، يد الجارة خشنة، والصوف يخدش ويجرح، والجدة التي تنسج الصوف، والأم التي تصنع كلبا من قطعة قماش، وليلى ايضا تقوم بدور الأم وربة البيت فهي ترتب بيتها، و تنظف وتعتني بالدب والدمية، بعد ان انهيت قراءة القصة حضرني سؤال: لو أن كاتبا محليا كتب مثل هذه الحكاية، كيف ستكون ردة فعلنا عليها؟ وهل نجرؤ على مثل هذا الطرح؟
وبعدها تحدثت السيــــدة حـــــذام العــــربــــي فقـــالــــت:ـ
تدور القصة عن طفلة في الخامسة من عمرها، تستفيق من نومها ممتعضة من حلم رأته في منامها. حيث يقودها استمرار الامتعاض إلى ا لسلوك المتعنت، غير المقبول، ومن ثم ا لتمادي فيه وصولا إلى (التخريب)، ثم إلى " مغامرات طفولية " تتمثل في الرحيل من البيت باعلان الاستقلال عن العائلة. الأهم من ذلك، تتعرض القصة إلى الطريق السوي او الأسلوب ا لتربوي الأمثل الذي يجدر بالأهل ممارسته لمعالجة عناد الطفل واحتواء غضبه، إمتعاضه او مزاجه المتقلب.
والحقيقة ان ليلى (الطفلة ابنة الخامسة) اضحكتني في محاولتها الطفولية ا لبريئة، التراجع عن موقفها وإلقاء الكرة في ملعب الأم: " طيب، اذا كنت تصرين فيمكن ان أشرب فنجان الشوكولاتة الساخنة " صفحة 13. وقد ذكرتني " بالمناورات والحيل " ا لتي كان يقوم بها ابنائي عندما كانوا في مثل عمرها، وخاصة اذا ما ارادوا جذب انتباهي،أ و الحصول على "إمتيازات" فوق العادة. رغم مشاكساتهم.
على الرغم من سياق ا لقصة والذي من خلاله بدت كل تصرفات ا لطفلة غير مقبولة، لا بل مرفوضة، فقد إستطعت ان أتضامن معها، واتفهم شعورها بالوحدة، وحزنت معها ولحزنها عندما كان صوتها يرتجف وهي تغني لبيتها: " آتي آتي نحو البيت... وأنا وحدي والناس نيام، أشعل ضوء البيت الأصفر... أهلا أهلا ... أهوى بيتي، بيتي الأحلى..." صفحة 58. ولاحقني ليس فقط الشعور بالوحدة بل بالغربة وا لتشرد ايضا، وهل هذا من قبيل الصدفة؟!
البيت هنا هو المحور، الذي يمنح الشعور بالامان، بالدفء والانتماء، لم أزر السويد يوما، ولا ادري ما هي خاصية البيوت هناك، او مميزاتها المعمارية ولا اعلم عن موروث هذه البلاد شيئا في ما يتعلق بالألوان وإستعمالاتها او ما ترمز اليه، ولكن ا لبيت الأصفر ذكرني، انا هنا في هذا الشرق العربي، بعلم السويد (الأصفر والأزرق). للألوان مزايا ودلالات في وجدا ن وحياة الشعوب، فقد قال شاعرنا، صفي الدين الحلي في ذلك: بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا
هل هذا البيت الاصفر (العلم) هو كذلك الوطن؟! وهل هو ذاك الذي إرتمت في أحضانه ليلى على الرغم من إساءتها له و" تخريبها " فيه، لتستشعر الدفء، الراحة والأمان، بعدما مرت بتجربة الرحيل، الوحدة، ووحشة الغربة بعيدا عنه؟!. وهل هو ذاك الذي احتضنها عائدة بذلك العناق الدافىء، دون كلام او عتاب الا من "آسفة"؟! ام هل هذا البيت هو كذلك، ذاك النسيج الانساني – الاجتماعي الذي يميز الانسان عن غيره من ممالك الاحياء بمنحه الاحساس بدفء الانتماء وبالحاجة إلى ا لتواصل في الحياة مع العائلة كخلية اولية في هذا ا لنسيج؟!
على أية حال ، حتى اذا لم يكن بيت ليلى سوى بيت كملايين البيوت لملايين الاطفال في انحاء العالم، فقد اتاحت لي القصة مجالا " لأغني على ليلاي" أستشعرها وأفهمها كما يروق لي، وما هموم ومواجع الانسان في بلادي، سوى ذلك البيت الذي تلاحقه الجرافات العاتية كالرياح، الآتية من الغرب، لتهدمه فوق رؤوس الكبار، الاطفال " وبامسيهم " ايضا، اذا ما وجد، تسويه بالارض، تجرف الزرع وتبيد ا لضرع. وتترك وطنا مسبيا في جدار، اطفاله ورجاله ونساؤه في اقفاص بين ا لسماء والطارق.
في هذه القصة، ادهشتني ولكن ليس إلى حد الاعجاب تلك المساحة من "الحرية الشخصية" المعطاة للفرد كموضوع اساسي في اسلوب التنشئة حتى في هذا ا لجيل المبكر، انظر موقف الأم ص51، إذ وافقت على رحيل ابنتها، على الرغم من ترحيبها برجوعها اذا ما قررت ذلك، كذلك زيارة الأب ومحاولته إ قناعها بالرجوع إلى البيت ص59 .
علما ان هناك مكانا للتمييز بين قيمة "الحرية الشخصية" وقيمة "الاستقلالية"، ولم ألمس محاسبة الأهل للطفلة، او حثها على محاسبة نفسها، وليست فقط "آسفة" متبادلة. عجبت من بعض ما ورد في القصة حيث يقع في خانة الافكار المسبقة أ و (استيريوتايب) على سبيل المثال لا الحصر: صفحة 6 ـ 7 : " يعيش أيمن ونجوى وليلى مع والديهم... وفي كل صباح، يذهب أيمن ونجوى إلى المدرسة، بينما يذهب الأب إلى عمله، وهكذا تبقى الأم وليلى وحدهما في البيت...". وكأنه الوضع المفروغ منه، المعروف والمتعارف عليه، أن يذهب الرجل للعمل، الاطفال إلى مدارسهم (اذا كانوا في جيل المدرسة) والمرأة تبقى (تقبع) في البيت لرعاية الاطفال ما دون جيل المدرسة ولتدبير شؤون المنزل، ثم ألا يذهب الاطفال عند بلوغهم الخامسة إلى التمهيدي في تلك البلاد، كما في بلادنا؟! او ما جاء ص51 ـ 52 "... لعبت ليلى مع نجوى باللعبة لارا، أما أيمن فبقي جالسا على أرضية الغرفة يقرأ المجلات..." لا ارى حاجة للاسهاب او التعليق على ما ورد اعلاه.
في التعريب: لماذا لم يتم تعريب وترجمة اسم الدب "بامسي" إلى اسم اكثر قبولا للأذن العربية؟! على أية حال قلت في نفسي مستبشرة: اذا كان الصدور الأول لهذا الكتاب عام 1962 وهذا ما كانت عليه المفاهيم النمطية لدور المرأة ووظيفتها في ا لنسيج الاجتماعي في تلك البلاد، ا لتي على ما يبدو، في المرحلة الراهنة، قد قطعت شوطا لا بأس به في هذا المجال، فان اوضاعنا هنا كذلك لا بأس بها، اذ ا ستخلصت من هذا، إستنادا إلى معرفتي بواقع حياة المرأة في بلادنا، ان الجيل اللاحق، جيل حفيدتي مثلا سيصل دون أدنى شك، خلال بضع عشرات من السنين إلى الانجازات التي سجلتها المرأة السويدية، ورددت مع شاعرنا الرائع "إني إذن لسعيد". قصة لطيفة وظريفة تحوي مغزى تربويا ارشاديا للأهل، كما تشمل عبرة يعتبر بها ومنها قارؤها الطفل.
وبعدها تحدثت الكـــاتبـــة حليمـــة جـــوهـــر فقــالـــت:ـ
ليلى ترحل من ا لبيت قصة للأطفال، بطلتها الرئيسية طفلة في الخامسة من عمرها... اسمها ليلى، وا لتي حملت القصة اسمها.
ليلى أصغر فرد في الأسرة، ولها أخوا ن يكبرانها هما: أيمن ونجوى. نلاحظ من خلال القصة عكس ما تعودنا عليه.. وما يعتقده ابناؤنا.. بأن الطفل الصغير هو المدلل.. وهو الذي تلبى له جميع طلباته..، وان الطفل الأوسط هو المحروم.. أو هكذا يخيل اليه.. انه ضائع بين حب الأهل للابن الكبير.. وتدليلهم للصغير.
في قصتنا.. ليلى الصغيرة.. يخيل اليها أنها مظلومة في الأسرة، وأنهم جميعا لئام في تعاملهم معها.. بدءا بأخويها وا نتهاء بوالدتها التي هي أقرب فرد في الأسرة لها، والتي تعتقد أنها مصدر سعادتها، لأنها تظل بجانبها طوا ل ا ليوم.. وليلى تحاول تقليد الكبار في حمل المسؤولية معهم، فهي تقول لوالدتها ص7: "أنت محظوظة جدا لأنني عندك فلو لم أكن موجودة لبقيت وحدك في البيت، وفي هذه الحالة سأشعر بالأسف من أجلك". لكن خيا ل ليلى الواسع وحبها الغريزي والفطري لأن تكون ربة بيت مستقلة بقراراتها.. وتحمي ممتلكاتها بما فيها كلبها بامسي.. جعلها تشعر بأنها مضطهدة من قبل الأسرة.. مما دفعها لأن تكون عنيدة ومخربة وكاذبة، فهي تعاند والدتها.. بعدم ارتداء الملابس ا لتي تختارها لها ممثلة بالكنزة الصوفية، وتعاندها بعدم الاستجابة لندائها المتكرر حتى تتناول كأ س الشوكولاتة الساخن ومن ثم الافطار.
وهي مخربة عندما اتلفت الكنزة، وكاذبة عندما قررت الادعاء بأن كلبا شقيا جدا هو الذي مزقها. ( بالمناسبة.. إن هذا الموقف يذكرني بتصرف مشابه قمت به وأنا في السادسة من عمري.. حيث كنت انا وأمي في زيارة لبيت خالي القريب من بيتنا.. وبعيدا عن انظار الجميع قمت بتقطيع حذائي بشفرة، وأحضرته قطعا لوالدتي، وادعيت ان ابن أخيها قطعه، وذلك كي احصل على حذاء جديد).
كيـــف تعـــامـــل الجميـــع مـــع ليلــــى؟؟.
كانت ليلى مزعجة بعنادها.. لكن الأم تعاملت معها بهدوء تام، واسلوب تربوي ناجح.. كشفت لها فيه انه كي تحصل على ما تريد وتحب، يجب عليها أن تؤدي بعض الواجبات..
ـ فهي لم تلح عليها في شرب كأس الشوكولاتة، بل أشعرتها أنها تتجاهلها بانصرافها إلى قراءة الصحيفة، مما جعل ليلى الجائعة تتنازل قليلا عن عنادها لتتناول الشوكولاتة.. مدعية أن أمها تصر على ذلك. لكن الأم تعي تماما ما الذي تريده من طفلها، وهي تستخدم أسلوب الترغيب والتهديد معها، فهي تقول لها في ص13 : "أبدا انا لا اصر على ذلك اطلاقا، ثم إن عليك أن ترتدي ملابسك اولا".
ـ إذن الأم تبين لها أنه يجب أن تكون مطيعة وترتدي ملابسها.. كي تستحق بجدارة شرابها الساخن. ـ وفي ص20 تقول لها "... كوني فتاة مؤدبة من جديد يا ليلى.. هيا ارتدي كنزتك ليمكنك الخروج معي إلى المتجر". ـ وهنا ذهاب ليلى مع أمها إلى المتجر الذي تحبه مشروط بارتداء الكنزة.. لكن الكنزة تمزقت.. فتطلق ليلى صرخة مدوية.. وهي صرخة ندم بالطبع على فعلتها، والتي تنم عن اكتشافها لتصرفها الخاطىء الذي حرمها من مشوارها المحبب.
ـ وعندما ترحل إلى بيت جارتها سلمى.. فان الجارة تشبع رغبتها بحب الاستقلال، وتساعدها على خوض التجربة بنفسها.. لتبدأ باكتشاف ا لحقائق فهي تطبق ما كانت تطلبه منها أمها على لعبتها، فقد قررت أن تلبسها الثوب الأفضل في يوم العطلة، وهذا الأمر الذي رفضته من والدتها.
ـ وليلى تظهر فطنة وذكاء واضحين في محاولة تدبيرها لأمور بيتها الجديد. ـ أما دور الأب فلا يقل أهمية عن دور الأم، حيث سمح لليلى أن تخوض تجربتها كاملة، لتكتشف في النهاية، وبقناعة تامة، انها كانت مخطئة في أوهامها بسوء معاملة الأسرة لها.. وهكذا استطاع الأب والأم ا نتشال ابنتهما من أ وهامها واستعادت هي ثقتها بهما من جديد.
وبعدها تحدث الأديـــــب ابــــراهيـــــم جـــوهــــر فقـــــال:ـ
أربع مراحـل من أجل ا ن تكون ليلى نفسها
ليلى ابنة خمسة أعوام يختلط عندها الحلم بالواقع فلا تفصل بينهما، وتصر على أن حلمها واقع قد حصل. بامسي: صديق ليلى (المضروب) هو كلب صغير سمين من القماش صنعته أمها وأهدتها إياه في عيد ميلادها الثالث. أما الأم هنا فنكتشف أنها قد صنعت بيديها هدية لأبنتها قبل عامين، لذلك حافظت الابنة (ليلى) على الهدية، وسيكسبها هذا اهتماما واتجاها محترما نحو العمل، فالامر لم يكن جاهزا كما الحال اليوم.
وليلى تسمي الكلب دبا، وهي مصرة على ذلك، إنه دبها، وانه عالمها الخاص الذي تصر على أن تراه كما يحلو لها، فهي تلون عالمها الخاص بها، وتتخيله كما تريده، بل إنها تصر على رؤيته وترتيبه كما يحلو لها، بل إنها تطلق تسميات خاصة بها عليه: دب كلبي! مثلا (ص5).
إنها بداية تعريفنا على طفلة ( ابنة خمس سنوات ) مبدعة بمعنى من المعاني، مبدعة لانها تتخيل، ولأنها تدافع عن رؤاها وفهمها، ولأنها تعمل بيديها وتخطط وتقرر. إنه عالم الأطفال الذي توضحه الكاتبة لمن لا يعرفه، وهو العالم الذي تشير الكاتبة علينا بأن نحترمه، وأن لا نقلق من تصرفات أبنائه إذا أردنا طفلا سويا وسليما نفسيا، كما تدعونا إلى تفهم "عناد" الاطفال كما نسميه، وهو ما يشير إلى استقلالية في آرائهم، ونمو طبيعي لشخصياتهم واستقلالية بعيدة عن الاتكالية وغموض القرار وا لتهرب، التي عادة ما ننمي اطفا لنا عليها دون ان ندرك ونعي.
واذا تتبعنا هذه التصرفات عند ليلى نجدها قد اتخذت مسارا معنا دالا على نحو الاستقلالية، فهي التي تصر على واقعية حلمها، كما تصر على ان الكلب دب، وهو دب كلبي في إشارة إلى استقلالية الوصف الخارجي للعالم، وايجاد مصطلحات خاصة له بعيدا عن ا لتسميات الموروثة، اذ ان ا لتسميات الموروثة تمثل فكرا قديما، او خاصا بأصحابه، اما التسميات الحديثة الجديدة فإنها تمثل فكرا خاصا للجيل الجديد.
وهي تصر أيضا على عدم ارتداء كنزتها الصوفية، لأنها تخز وتخدش، فهي تقرر وتختار (لا تنسوا أنها ا بنة خمسة أعوام هنا) ومع ذلك تختار ثوبها المخملي الأزرق المخصص ليوم العطلة، ولا تجيب أمها عندما تناديها، لأنها غاضبة منها.
إنها (تلخبط) وتخلط اوراق اللعبة المرتبة، لتعيد ترتيبها كما يملي عليها وعيها وتصورها، فالذي قرر أن يكون الثوب المخملي الأزرق مخصصا ليوم العطلة هم الكبار (عالم الكبار)، ولم يستشرها أحد في ذلك، لذلك فإنها تبني عالمها الخاص فهل تنجح؟!! وهل تفشل؟ وماذا تكسب في الحالتين؟ أم ستكتفي بالمحاولة والتجربة وستستفيد حتى من الخطأ.
الواقع يقول: إن الخطأ مفيد لنا ولأطفالنا، وأن الطفل يتعلم حتى من خطأه، ولا خوف عليه من الانحراف (كما يعتقد الكبار)، وهو يرسم عالمه ا لخاص ليكون شخصيته الخاصة به ورؤاه الخاصة به، ويعتمد على نفسه بعيدا عن ذويه الذين يحيطونه بحماية زائدة، ويقررون له ما يجب ان يأكل، وما يجب ان يلبس، وما يجب ان يتحدث به، ومن يجب ان يسلم عليه، وماذا يقول له؟ هذا الطفل المقولب الذي نقول عنه مؤدب (وشاطر) لن يكون طفلا مبدعا، وهو يدعو للشفقة والرثاء، وليس للاعجاب.
تتطور قصة ليلى ضمن أربع مراحل هي:ـ
المـــرحلـــة الأولـــى:ـ
تثبت ليلى فيها نفسها وتصر على آرائها ولا تقبل الا ما تريد.
المـــرحلـــة الثـــانيـــة:ـ
تقرر الرحيل وتكتب رسالة تشير إلى ذلك، فتصرفها مسؤول.
المــــرحلـــة الثـــالثـــة:ـ
تقرر ليلى استتباعا لما سبق ان تحل مشكلتها وحدها وان تتحمل النتائج وتسعى لاستقلال ذاتها. . فهي تقرر الخروج من البيت، وعندما تواجهها مشكلة المكان تسأل السيدة سلمى اذا كان بالامكان أن تسكن عندها، إنها تعتمد على نفسها إذن، وهي ا لتي تقرر مواضع وضع الاثاث، وتلح على السيدة سلمى بأن القرار سيكون لها، وهكذا تحصل على دار خاصة بها، فيها تمسح الغبار وتختار الملابس، وتبتدع طريقة ذكية لايصال الطعام والحصول عليه تجنبا للصعود وا لنزول على الدرج، وفي هذه المرحلة تظل تقارن بيتها الجديد ببيت أهلها، كما تسأ ل دون إجابة: ترى ما الذي يفعله الانسان في منزله طوا ل اليوم؟!
المـــرحلـــة الـــرابعــــة:ـ
تشعر بالوحدة بعد أن اشبعت حاجتها لاثبات الذات والعمل الذي منحها المتعة وتحقيق الذات، وتبدأ تتلمس الفرق بين اللعب والواقع او الخيال والواقع، ولكنها تظل مصرة أن يكون عندها قط (القط عبير) لتنطبق عليها الأغنية التي تشيد بالوحدة والليل وا لسكون، حتى يكتمل عالمها الخاص، فالأغنية تتحدث عن ليلى أخرى اذ ليس عن ليلانا هذه، لأن هذه ا لليلى لا تملك قطا "عنبريا"، لذلك تعود ليلى إلى ذاتها الاجتماعية بين أفراد أسرتها وفي بيتها لتقول لأمها:ـ آسفة، وترد عليها امها بـ: آسفة لتقولاها معا، لقد تعلمت ليلى واعتذرت عن خطأ عدم فهمها لليلى، كما تعلمت ليلى واعتذرت عن خطأ فهمها لأمها. ولكنها خاضت تجربة ممتعة استفادت منها كثيرا، فلن تكون من الاطفال الذين يستحقون الرثاء وا لشفقة بعد اليوم.
وبعده تحدث الأستـــاذ محمـــد مــوســـى ســويلــم فقـــال:ـ
ليلى في عمر خمس سنوات أي ان هذا العمر في بلد كالسويد لا يجلس في البيت او يتأخر في نومه، فهذا سن يفترض ان يكون في الروضة او الحضانة على اقل تقدير. ثم اذا كان الحلم هو الشجاعة التي نعلق عليه همومنا، ونجعل من يومنا يوما متشائما او متفائلا فهذا يعني ا ن نضيع اياما من العمر بسبب تلك الاحلام.
" دلعوني ولا بحرد " الام تريد منها لبس كنزة صوفية، والبنت تريد الثوب المخملي " وكلام بجر كلام " تركت الام الغرفة وعادت إلى المطبخ، وتنادي الام ابنتها لتناول الشوكولاتة الساخنة وتدور الاحداث، وهنا تقول ليلى: اذا كنت تصرين ان اشرب فنجان الشوكولاتة فيمكن ذلك، ولكن الام وكنوع من التربية تجيب فورا لا انا لا اصر، وعليك ارتداء ملابسك اولا، نعم لا والف لا فالتربية اولا وقبل كل شيء، ليلى بلا ملابس سوى قميص قصير، وسروال قصير وجوارب اذا كان هذا بلا ملابس ترى ماذا نقول للفضائيات التي تظهر.؟..
الام ترغب بتربية ا بنتها على الطاعة والاحترام وعدم القاء التهم جزافا، وليلى تريد اظهار شخصيتها بطريقتها، ولكن الام تحرص ان يكون هناك اصول في قضية معينة، وليلى لا ترى ذلك واقعيا، الاختلاف حول الكلب الذي ضرب اعتقادا، هل هو دب ام كلب؟ ثم يصل المطاف إلى انه دب كلبي، فهو دب من فصيلة الكلاب، او هو كلب من فصيلة الدببة، اشكر الكاتبة ا لتي عرفتنا على نوع جديد من الحيوان، الام تريد ان تربي ا بنتها فتقول عودي إلى غرفتك وامكثي فيها حتى تعودي إلى ادبك، ثم تقول ليلى: ا لبسي كنزتك الصوفية لنخرج إلى السوق، ولكن ليلى انطبق عليها المثل "على نفسها جنت براقش" والمثل العامي "جاجة حفرت على رأسها عفرت" ليلى مزقت الكنزة بالمقص، فحرمت نفسها من الخروج إلى المشوار الذي تحبه، بقيت في غرفتها إلى ان جاء الفكر غير السعيد، وما هي الا لحظات حتى بدأ التفكير الجاد، هل بسبب كنزة احرم من هذا الوضع؟ الجميع يذهبون إلى المتجر والمدرسة واماكن العمل، وانا على هذا الحال، راحت السكرة وجاءت الفكرة بلا متعة في الخروج او الافطار (الاكل) وبلا ملابس ومع بامسي الحزين، يلعن الكنزة ويلعن يومها.
من الافضل الرحيل، يا سلام طفلة في الخامسة من العمر تفكر في الرحيل بسبب ضرب بامسي وكنزة بتخز وبتخدش، ماذا نقول في مجتمع آخر؟... إلى اين إلى عائلة الجيران، وعلى رأي المثل القائل "الحسد في الاهل وا لبغضة في الجيران" إلى دار الجيران خرجت بعد ان تركت رسالة إلى امها تقول لها انها رحلت، وتطلب منها ان تنظر إلى سلة المهملات لترى او لتعرف سبب الرحيل، وصلت ليلى بيت الجيرا ن لتجد الترحاب من الكلب اولا، ثم من ا لجارة سلمى التي رحبت بها، وادخلتها مدخل دفء من حيث الاستقبال وتقديم الملابس، وتفهم الوضع الذي عبرت عنه ليلى بان عائلة حسان لئام ولا تحب العيش معهم، فهي لا تحصل على ا لطعام او الثياب.
سلمى عملت بالمثل "خذني على قد عقلي" وبالفعل سعت مع ليلى بعد التوصل إلى قرار من ليلى بالسكن خارج بيت عائلة حسان، ويقر الاتفاق ان تستأجر ليلى سدة الكوخ الخاص بالجارة سلمى، ليلى خمس سنوات تستأجر بيتا " والله بنت خمس وستين ما بتسوي هالفعايل في بلادنا" ثم الصعود إلى السدة لعمل الترتيبات اللازمة من سرير لها وسرير للكلب وخزانة ومجموعة العاب، فتحت سلمى النافذة، مدت ليلى رأسها لترى بيت عائلة حسان، فشعرت بالحنين إلى الوطن الام ومسقط الرأس، وقا لت انه بيت جميل وحديقة جميلة، وما بقي على ليلى الا ان تنشد قائلة:ـ لبيت تخفق الارياح فيه احب الي من قصر منيف
ولكن تذكرها للصباح النكد العاثر جعلها تعزف موال الرحيل وعدم العودة، بدأ الامر بجدية اكثر، وبدأت ليلى تتطلب الاحتياجات اللازمة للسكن الجديد، تريد سريرا وخزانة وكرسيا، ثم توفرت سجادة ومرآة ولوحة فنية (ليلى والذئب) عطست ليلى وكان السبب الغبار، نعم يجب مسح الغبار عن الاثاث نعم " درهم وقاية خير من قنطار علاج".
امضت ليلى صبيحة هذا اليوم عند جارتها سلمى ترتب البيت الجديد، وتقوم احيانا باللعب والحديث مع الجارة احيانا وعن كيفية الحصول على الطعام نظرا لعدم قدرة الجارة الصعود والهبوط توصلت ليلى الى فكرة انزال السلة ورفعها، مما يذكرنا بايام زمان في مصر والشام، صعد الطعام وكم كانت الفرحة عند ليلى مما ادى إلى الغناء فرحا.
وما هي الا فترة حتى جاء ايمن ونجوى لزيارتها، فبادرت قائلة لقد رحلت، سوف اعيش هنا طوال حياتي، اجاب ايمن "هذا ما تظنين" بلغتنا " بتحلمي " او "عشم ابليس في الجنة" وامضيا مع ليلى وقتا من الزمن، وهنا سأ لت ليلى بحنين خفي، هل تبكي؟ اجاب ايمن: لا، ولكن الام وبدافع من الامومة اجابت من اسفل طبعا ابكي على فراق ليلى، تفتحت اسارير وجهها، ولكن انا اسفة يا امي لقد اصبح عندي بيت اقوم بتدبيره وهو يأخذ جل وقتي، ثم جاء الاب بعد رحيل الام وقا ل مازحا: ان الناس في البلد يتحدثون عن رحيل ليلى من البيت، وحاول الاب اقناع ليلى بالعودة ولكن دون جدوى، فودع ابنته كما ودعتها امها سلفا وودعها ايمن ونجوى، رغم محاولة استدراجها للعشاء معهم.
الظلام والحنين وليلى عائلة حسان "البيت والحديقة الجميلة والوالدين" اجتمع الجميع في وجدان ليلى، ولكن ليلى تختفي تحت الغطاء وتلهي نفسها بالغناء ولكن دون جدوى، ترى ما العمل اتعود لوحدتها كما خرجت؟ ايعود الابوان لاحضارها؟ صراع تربوي وصراع عقلي ولكن الامومة والابوة اكبر من ان توضع في قصة، يعود الاب ليحتضن ابنته ويعود بها إلى البيت. نعم اشعل ضوء البيت الاصفر يركض نحوي قطى (عنبر) ويموء يرحب بي ويقول اهلا اهلا اهلا اهلا اهو بيتي، بيتي الاحلى
تحوي القصة اساليب تربوية حيث جمعت من المضامين التربوية الواجب توفرها والاكثار منها والحرص الشديد على تنظيم تلك المضامين في سياق تربوي لرعاية النشىء وتدبير اللوازم المطلوبة منهم وعليهم، من تلك المضامين:ـ
1- روح التفاهم والاقناع. 2- مراعاة مشاعر واحاسيس الاخرين. 3- تنظيم العلاقة الاسرية لسعادة الفرد. 4- الاستقلالية في اتخاذ القرارات. 5- ضبط الأمور وتيسيرها في المكان الصحيح. 6- غرس مفهوم الامومة والرعاية الاسرية. 7- احترام الوضع الاسري وتفهم قدراته.
وبعده تحدث الاستـــاذ خليـــل سمـــوم فقـــال:ـ
• قصة ذات أهداف تربوية عديدة للصغار والكبار. • ورق الغلاف جيد، والورق الداخلي كذلك. • لون الغلاف جيد، لكن صورة الغلاف لا تمثل محتوى المقصة. كان الأفضل رسم صورة تناسب العنوان (ليلى ترحل من البيت). فلو كان في الصورة دار ليلى، وليلى تخرج من البيت غاضبة حاملة لعبتها، لكانت هذه الصورة الكلية تمثل تماما محتوى القصة. • عنوان ا لقصة على الغلاف واضح، ويعود ذلك إلى حجمه المناسب، وترتيبه، ولونه الأصفر المطبوع على لون الغلاف الاحمر. • الصور في الداخل جيدة، ولو أنها بالأبيض والأسود، فكرة حسنة استغلال الرسامة لصفحتي بداية الكتاب وصفحتي نهايته في رسم صورتين كبيرتين. • وجود عناوين فرعية في القصة شيء جيد، لكن بعضا منها كان غير دقيق، فهو لا يمثل تماما ما جاء في المحتوى. • حجم الكلمات مناسب للأطفال، لكن القصة لم تخل من اخطاء مطبعية، وكذا أخطاء لغوية من المترجم، فكان من الضروري مراجعة القصة لغويا بعد ترجمتها، وكذا كان على المترجم مراجعة الكتاب بعد صف المادة وقبل الطباعة. • لقد أحسن المترجم صنعا عندما استعمل أسماءا عربية للأشخاص بدلا من الأسماء السويدية، فهذا شيء جيد لأطفالنا. • زمن القصة قصير، فأحداثها لا تتعدى نصف يوم، وكذا مكان مجرى الحوادث، فهو يقتصر على بيت ليلى وكوخ الجارة، فالزمان والمكان في القصة واضحان وبسيطان. • القصة فيها عنصر ا لتشويق من ا لبداية إلى ا لنهاية، فالقارىء يتلهف لمعرفة لماذا رحلت ليلى ا لطفلة الصغيرة من البيت، والى أين رحلت؟ وما سيحدث لها بعد أن رحلت؟ • وكما ذكرت في البداية، فان القصة ذات أهداف تربوية عديدة، لكنني أستغرب لماذا تأسفت الأم لطفلتها ليلى حينما عادت إلى البيت، مع أن الأم لم تخطىء إطلاقا بحق ليلى. • القصة خيالية، وشيء ايجابي للغاية من المربين وواضعي المناهج الدراسية وأدباء الأطفال أن يجعلوا أطفالنا يدخلون في تجربة ا لتخيل بين الفينة والأخرى، وبطريقة منهجية ومدروسة، وذلك لأن الخيال، كما قال الدكتور مصطفى الفقي ـ (هو الذي صنع الامم العظيمة، وصاغ الأفكار الكبيرة، وهو يختلف بدوره عن الوهم، ويقترب من مفهوم الرؤية البعيدة والتصور المستقبلي لرحلتي الزمان والمكان). • وأخيرا، فإن هذه القصة تصلح لأن يقرأها أطفال المرحلة الابتدائية في مدارسنا الفلسطينية، لكنني أتمنى أن تخلو القصص التالية من أخطاء كالتي ذكرتها.
وبعده تحدث الأستــاذ أسعـــد أبــو صـــوي فقـــال:ـ
ها هي الكاتبة أستريد ليندجرين تعود بقصة أخرى وهي " ليلى ترحل عن البيت " بعد قصتها "الأخوان" قصة تخاطب الأطفال في السنين المبكرة من العمر ربما في سن الخامسة حتى العاشرة.
كتبت القصة بخط واضح، تتخللها رسومات توحي بمجرى القصة، وتقع في ثلاث وستين صفحة، كما وغطيت بغلاف متين، ويوحي لون الغلاف الأحمر بقصة " ليلى والذئب " حيث ارتدت ليلى تلك القبعة الحمراء، ولذلك سميت " ليلى الحمراء "، وربما كان اسم الطفلة ايضا له دلالة على العلاقة، حتى لو كان من المترجم.
هذا وقد تم ذكر " ليلى والذئب " في القصة ص34، حيث علقت السيدة سلمى فوق سرير ليلى لوحة تصور " ليلى والذئب " وفي هذا انذار للطفل أن مغامرة كمغامرة ليلى الحمراء ستحدث لليلى هذه في ا لقصة، تحتوي القصة على تفسير للاحداث والاعمال تسهيلا لقرائها الاطفال، ولربما في هذا توجيه لهم ايضا، تبدأ الكاتبة بايضاح ا ن ما نراه في حلمنا ليس بالضرورة حقيقة واقعة، فهناك حاجة للفصل بين الحلم والواقع.
أن الحلم الذي رأته ليلى في ضرب إخوتها لصديقها الكلب " بامسي " ما هو الا تعبير عن شعور الغضب تجاه أخيها أيمن، حيث كان يسخر من قناعتها بأن كلبها أصبح دبا، وفي معرض الدفاع عن فكرتها تلجأ لحل وسط بتسميته دبا كلبيا. جوها ا لنفسي مشحون يوازيه ردة فعل عملية مرافقة، هدفت نيل استعطاف الاهل وتأييدهم لموقفها.
تصحو غاضبة في الصباح، معترضة على لبس الكنزة الصوفية لانها تخز وتخدش، وهي الناعمة اصلا، تصر على رأيها مخالفة رأي أمها بأن الكنزة ناعمة، لا تلمس الكنزة إمعانا في الرفض، اذ لو لمستها لما كان بالامكان ان تعارض شعورها الحقيقي بنعومة الكنزة.
تصر بدل ذلك على لبس الثوب المخملي المخصص ليوم العطلة الاسبوعي، برغم انها لم تكن في عطلة الاسبوع، لا تريد ان تخرج من فكرة أنها على صواب في ما تقول وما تشعر، لذلك فضلت ان تبقى بلا ملابس، ان الطفل في هذا السن هو في حالة "انا على ما يرام" وأنت (أي احد الأبوين) لست على ما يرام، وهي حالة تبدأ بتلقي الأوامر من الابوين بأن لا تعمل هذا، وخطأ، لتحل محل الحالة التي تسبقها وهي مرحلة "انا على ما يرام" "وانت على ما يرام" التي تبقي الانسان طيلة حياته مشتاقا لهذه المرحلة ذات الشعور الجميل، ولهذا نرى أنه عندما يخاطب شخص باسمه الأول من قبل شخص يعرفه في أول لقاء يشعر بسعادة غامرة.
ترفض تناول الشوكولاتة الساخنة صباحا كما اعتادت وهي "تشعر بشيء من الدفء عندما تناديها امها فلا تجيب" "وقد تقبل ان تشرب الشوكولاتة الساخنة وقد لا تقبل" فهذا تابع لمجرى ما سيحدث بينها وبين امها، لم ترد الصباح على امها في المطبخ، فهي تريد أن تراها أمها عابسة اذ لم يحن الوقت بعد لاظهار الدفء، كلها صرخات من الطفلة تعبيرا عن مشكلة تعانيها.
تتنازل قليلا عن موقفها فهي تريد شرب الشوكولاتة الساخنة ما دامت أمها تصر على ذلك، فهي ليست بحاجة إلى الشوكولاتة الا لإصرار امها ظاهريا، وهي تبحث عن سبب لشرب الشوكولاتة دون التنازل عما قالته سابقا، لكن أمها ليست مصرة حسب رأيها، بل ويجب عليها ان ترتدي الملابس، فسدت الطريق أمام ليلى نفسيا " وجن جنونها " الصراخ يوحي بالألم سواء ا لنفسي او الجسدي، لذلك فالجارة ظنت ان ليلى تبكي لوجع او مغص ألم بها، فلا يجوز الصراخ لسبب بسيط ، وهذا درس آخر للاطفال.
افرغت ليلى شحنة الغضب في قص الكنزة، وهي تعود لتحضن بامسي بين ذراعيها، وتشده لصدرها لأن الجميع "لئام معنا".
وتفسر القصة تصرف ليلى هذا، فان من يقطع الكنزة لا بد وان يجد من يلقي ا للوم عليه، وهذا ايحاء للطفل وتفسير لتصرفاته، وهذه احدى ميزات ا لقصة الجميلة، لفت الكنزة على شكل كرة ووضعتها في سلة المهملات.
تعود ليلى للدفاع عن نفسها او عن موقفها قائلة:ـ "ان كلبا هو الذي فعل ذلك"، وهو تحضير ذهني دفاعي لما يستجد في المستقبل من ا سئلة، تخرج الأم من البيت، وتبقى ليلى تفكر في مشكلة الكنزة ا لصوفية، وهنا لا بد من اتخاذ خطوة للخروج من هذا المأزق، فلا يمكن ان تفكر بالكنزة طول العمر. تقرر الرحيل من البيت وتجد المبرر لذلك، فكما "رحلت خادمة عائلة نعمان لأنها لم تكن سعيدة معهم فهي ايضا ليست سعيدة مع عائلة حسان وعائلتها؟ تترك رسالة تعلم أهلها بالرحيل، فهي بحاجة نفسية لاعلام أهلها بمكان وجودها، وهنا مرة اخرى ايحاء بضرورة ان يترك الطفل خبرا عند خروجه من ا لبيت، فهي تريد من الجميع ا ن يشعر بالاسف وا لندم والحزن على رحيلها، وهذا تصوير لحالة الطفل في طلب العطف، تركت ملاحظة لامها "انا راحلة وانظري في سلة المهملات" فهي راحلة لأنها غاضبة، وفي نفس الوقت تريد من أمها أن ترى الكنزة، لكي ترى ما فعلت، تشرب الشوكولاتة الساخنة قبل خروجها من البيت، وهذا فيه تسهيل للطفل لكي لا يبقى مصرا على موقفه.
ترحل إلى بيت الجيران، ولم تعطها الجارة فرصة للمكوث عندها، فخلقت لها مسكنا في سدة مستودعها الخاص. يتوفر في بيت ليلى الجديد كل شيء، ستائر، خزانة الادراج الصيغرة، والسرير، وسرير اللعبة والفراش والسجادة. تبدأ بترتيب ا لبيت وتساعدها ا لجارة في ذلك، ولكن القرا ر يعود لليلى، وهذا الموقف فيه دلالة على أنها وجدت مكانا تستطيع فيه أن تأخذ قراراها، ولكن هل هذا يكفي؟؟
وجدت لعبة وطقم صحون وفناجين أيضا، وها هي تختار الملابس للعبتها لارا، وتختار الثوب الأبيض لكي تلبسه لارا في يوم العطلة الأسبوعي فقط. اذن فهي مقتنعة ضمنيا بأن هناك ثوبا يلبس في يوم العطلة، برغم أنها كانت تطالب بفستانها الازرق كي تلبسه كيفما تشاء.
تكتشف أن العمل في ا لبيت ليس صعبا بل ممتعا، وبهذا حافز لتشجيع الاطفال على أعمال البيت، تغني ليلى أغنيتها، وتنطبق كلمات الأغنية على حالتها، فهي وحيدة، ولكن ليس لها قط كما في الأغنية.
لم يترك المجال في القصة للطفلة كي تعبر عن وحدتها بالخوف او الرعب، حيث لم تمض هنيهة بعد مسحها للغبار حتى سمعت وقع أقدام أيمن ونجوى، وأول سؤال تسأله ليلى لهما هل كانت والدتها تبكي عليها؟؟ فتجيبها أختها بالنفي، وهنا تريد ليلى أن تجس نبض أمها، لكن أمها تقول لها مقتربة، انها تبكي على فراقها، فتسرليلى لذلك.
ترفض العودة مع والدتها إلى البيت، يأتي والدها ويبدي لها حزنه لأنه لن يستطيع أن يقول لها تصبيحين على خير في ا لبيت، يتركها والدها واخوتها " تبقى وحيدة والناس نيام "، يحل الظلام وها هي تقول " لا أحب ان يبقى المكان هادئا إلى هذا الحد " تجهش بالبكاء، ويسعفها صوت خطوات والدها مغنيا أغنيتها بدءا من ضوء البيت الاصفر دون ذكر الظلام والوحدة والناس نيام، فلم يعد هذا موجودا، تذهب إلى ا لبيت، تساعدها أمها لكي تعتذر عن قص الكنزة، وهنا يعطي هذا التصرف حافزا قويا للاطفال لكي يعتذروا عن أخطائهم، فها هي أمها تعتذر ايضا.
نعم، لقد تعلمت ان تقول آسفة على خطأ ا رتكبته، وها هي تحظى بتصبحين على خير، تعود للغناء ثانية فتكتشف ان كلمات الأغنية لم تعد تعنيها فهي ليست وحيدة، بل بين أهلها.
وبعده تحدثت الأخـــت منـــى شلبـــي فقــالـــت:ـ
أطفالنا أكبادنا.. بسمة ترتسم على محياهم، فتشرق دنيانا، وترسل ا لبراءة سهامها لتصيب قلوبنا... فتأبى إلا أن تصفق لهم وتهب الأيدي بدورها لتضمهم، وتمر أيام وساعات، ويتعكر صفو أولئك الابرياء، فيقطبون للحظات.. ويعلنون احتجاجا بريئا، لكنهم سرعان ما يعودون لأجمل طبيعة خلقوا عليها..
فما هو دورنا؟! وماذا عسانا نفعل عندما يصمم الصغير على موقف هو بنظرنا خاطىء؟! هل نتركه يفعل ما يريد؟! أم نصرخ بوجهه نوبخه ونعاقبه.. أم.. أم!!! وبين هذه التساؤلات، تصل إلى أيدينا قصة في غاية الروعة تعالج موقفا يواجهه كل والدين، وتعرض بين أيديهم حلا لطيفا ناجعا...
قصة ترتدي حلة حمراء زينتها زهرة مبتسمة تشع نورا وبراءة وجمالا... هي ليلى.... وبدون ان نقرأ الكلمات، وبدون أن نفكر بالمعاني.. تتجول عيوننا بين الصفحات لتجد رسومات جميلة لها معناها... فنتوصل إلى افكار معقولة حول المضمون... ثم تطرب آذاننا لأغنية معبرة ترسم أحداثا لها موسيقاها...
اما القضايا التي أثارت اهتمامي ولفتت انتباهي فهي قضايا نراها دائما، ونلمسها في حياتنا اليومية،وقد نجحت الكاتبة بايصالها لنا من خلال الأحداث:
1- نظرة الاطفال للحلم وتوا صلهم ازاءه على أنه حقيقي!! 2- تحديد برامج وقوانين تنظم حياة الطفل: ارتداء ا لثوب في عطلة نهاية الاسبوع... اجبار ليلى على ارتداء الكنزة. وهذا الامر له إيجابيات (تعويد الاطفال على النظام والقوانين – فالحياة ليست فوضى ولا تسير كيفما نريد، وسلبيات (عدم ترك الطفل يختار ما يحب.. مع ان الامر ليس به خطر او مجاوزة للحدود...). 3- تعمد الاطفال اثارة اهتمام / غضب الكبار – ليلى لا ترد.. تسير ببطء كي تستمر امها بالنداء... كي ترجوها وتلح في طلبها: " يجب ان ترى امها انها ما تزال غاضبة – فلم يحن الوقت لكي تظهر الرضا ". 4- أهمية وجود الألعاب – لعبة مميزة يتحدث معها الطفل – يشكو ما يزعجه. 5- حل يدل على الجرأة، لكن لا يخلو الأمر من خوف ا لطفل – ما فعلته ليلى بكنزتها – هدف الحل هو تنفيذ ما اصرت عليه ليلى. المشكلة هنا: اللجوء إلى الغش والكذب كسبيل للنجاة. 6- اصرار الأم على موقفها وعدم التفكير ببديل كحل وسط. 7- تفكير ذكي وتدبير: كتابة رسالة قبل تنفيذ الخطة + الحل الذي اختارته لتوصل الجارة سلمى الطعام اليها + اختيار بيت الجارة كمكان تهرب ا ليه + ترتيب الغرفة... 8- نقمة الأطفال – مبالغ بها، قرار عدم العودة إلى ا لبيت مهما حصل + نطقها بعبارة :"عائلة حسان لئام"... 9- تقليد الاطفال للكبار ( لعب ادوار الكبار ): الاستقلال بـ " دار" (كأمها) + الجلد الخشن (كجارتهم). 10- فكرة معاقبة الأبناء على أخطائهم – العقاب كان معقولا (ليس عنيفا): "عودي إلى غرفتك وامكثي فيها حتى ترجعي إلى أدبك من جديد"... 11- فكرة بغاية الاهمية: اظهار أهمية الاهل، وعدم قدرة الأبناء الاستغناء عنهم – التجربة ( تجربة ليلى ) أدت إلى الاستنتاج – درس تعلمته ليلى ذاتها "ا لتجربة خير برهان". ـ وسط هذه التعليقات لا بد لي أن أضيف امرا لفت ا نتباهي: الجمل الاستثنائية بالقصة كثيرة: فتترك الكاتبة تسلسل القصة وتأخذ جانبا آخر: تشرح وتصف – ثم تعود للمتابعة – هناك العديد من الاولاد الذين يجدون صعوبة في متابعة الأمور وتمييز الجمل الرئيسية من ا لثانوية... إذا اردنا تمرير هذه القصة لأطفال، فإنني أراها تنجح اكثر اذا مثلت فيلما، لأنه في هذه الحالة سيمكننا الاستغناء عن الكثير من الجمل الاستثنائية – فالوصف / الشرح سيكون معروضا امامنا، لكن.. هذا لا يعني أنني أنتقد كثرة النعوت والاوصاف – على العكس – فهي تضفي جوا من الواقعية ملموسا ومحسوسا اكثر – تصور الشكل الخارجي لنا / للأطفا ل بشكل جميل جدا. ـ أيضا كنت افضل لو كا نت الرسومات ملونة.
وبعدها تحدثت الطـــالبـــة ولاء حسيـــن فقــالــت:ـ
في البداية أريد ان أ شير إلى ا ن هذه القصة رائعة من روائع أدب الأطفال، فهي تعالج خيالهم، وكيف يحق لهم أن يتمتعوا بحرية الاختيار؟ فمثلا عندما طلبت الأم من ليلى ان ترتدي الكنزة ا لصوفية رفضت ليلى، وأصرت على فستان العطلة الاسبوعية، ومع ذلك لم ترغمها الام او تعاقبها، ومن الاشياء ا لتي لفتت انتباهي كقارئة هو إظهار حدة ذكاء الاطفال بابتداع أفكار جيدة إلى جانب ما ينعكس من حياتهم اليومية من تريب، روتين وعادات كما ظهر لنا بترتيب الاثاث وتنظيف البيت، وهذا يقودنا إلى ان ا لشعور بالاستقلالية الذي يشعر به الاطفا ل يترجم على شكل تكرار ما ينفذ عليهم في الطبيعة من قبل الاهل، دليل على ان الاهل يحاولون اتباع انسب طريقة في تربية الاطفال.
ان هذه القصة بنيت على أساس جميل ألا وهو ظاهرة الخيال الواسع عند الأطفال لدرجة تصدبق الاحلام، وجعلها جزء من حياتهم، واعتمادا على ذلك قررت ليلى الرحيل من ا لبيت كقرار شخصي، لأنها أحست بسوء معاملة "عائلة حسان" معها، فرأينا انها غيرت عباراتها فلا تقول عائلتي أو أبي، بل تلقبهم بالاسماء كعلامة على الابتعاد والانفصال للفت النظر إلى انه يحق لها ممارسة حقها في الاستقلالية واتخاذ قرارات في أمورها الخاصة، وهذا ما حصل فعلا، مع انه لم يكن الا ليوم واحد، الا انها هي بنفسها من ايقنت انها جزء من العائلة وغير قادرة على الابتعاد عنها بعد ان خالجتها موجات من الندم وا لحزن وا لخوف تلفها هبات من نسيم الشجاعة والانكار، ورأينا انه لو لم يكن موفرا عنصر التساهل في المعاملة وديمقراطية الاهل لكانت سوف تصر ليلى على موقفها، ولم تكن تعرف معنى للحرية الا بالكلام وليس بالفعل، وهذا ما نفتقر له نحن في حياتنا ا ليومية حيث من الضروري اعطاء الطفل الحرية الشخصية ما دامت لا تضر بشكل قاطع، لاننا اذا لم نفعل ذلك فليس من حقنا المطالبة بابداع الاطفال ونحن نملي عليهم افعل ولا تفعل بالامر؟
ان اسلوب الكاتبة متميز لأنها قامت بادخال الكثير من التفاصيل الدقيقة، ودعمت القصة بكلمات من الطفلة مثل دالي وهي تعني داري ودبي الكلبي، وتلك الأغنية ا لتي تعلمتها وأخذت بترديدها عدة مرات، هذا بالاضافة إلى إظهار الملاحظة وطريقة كتابتها، وكل ذلك يصب في صالح قيمة القصة وجذب القارىء لها.
وفي النهاية كخاتمة اردت القول انني كنت افضل لو قامت الام بالسؤال عن سبب غضب ليلى بشكل افضل، بحيث تجلس معها، وتفسر لها قدر المستطاع ا ن الاحلام ليست حقيقية، وان اخويها يحبانها، ولا يجرؤان على المس بدبها، لأنني اعتقد ان القصة لا يجب ا ن تكون حبرا على ورق، بل عليها ان تحمل بين طياتها هدفا او رسالة إلى القارىء، وممكن بهذه الملاحظة ان ننبه الأم إلى توعية أطفالها إلى هذه النقطة، وايضا انه لا يمكن لكل طفل غضب من اهله ان يترك ا لبيت بهذه السهولة، فهذا فيه مبالغة لا يسمح بها.
وبعدها تحدث السيـــد ســـامــي الجنـــدي فقـــال:ـ
ليلى طفلة اكبر من كل الاطفال، حبت تأخذ مطرحا في عالم هاديء، عالم عادل ما في مثله كبرت بعد الميلاد الخامس ووعدت بامسي بأ ن تأخذ له حقه، تبقى قرارا ت كبيرة وتنفذ هذه القرارات، شخصية مستقلة لا تخلو من الزلات.
الوحدة مملة على هذه ا لطفلة، الوحدة مزعجة ومثيرة للتذمر خاصة اذا ارغمت على لبس كنزة صوفية تشوك، مش معقول ليلى لازم تلبس افضل من ذلك، شيء لا يخدش ولا "ينرفس". ليس من المنطق ا لتربوي اقناع ليلى من قبل أمها بان الكنزة ناعمة طالما أن البنت تدرك جيدا بانها تخدش وتخز. وليلى مع طبع عنيد لا تحب الروتين، ولا يهمها ان لبست الثوب المخمل ان كان في العطلة الاسبوعية او الايام العادية، فكلها ايام مملة مكررة، على الاقل لتكن مع ملابس مريحة، العبرة تكمن في ا ن أي مشكلة صغيرة مع الطفل قد يكون لها اثر سلبي وسيء على شخصيته ومستقبله.
لم تكن وحيدة... بل كانت مع بامسي الذي يلازمها طيلة الليل والنهار، لا يهم ا ن كان كلبا او دبا، المهم ان لا يفارقها ويتعرض مثلها إلى اهانات نجوى وأيمن، كانت علاقة حميمة وحقيقية مع هذا "الدب الكلبي" لدرجة انها ترجمت في منامها وحلمها انها تخاف عليه حتى من اقرب ا لناس اليها، وانها مسئولة عنه وعن امنه "الشخصي" هذه الكنزة اللعينة.. هي مقتنعة تماما بانها ليست لائقة لتوضع على جسمها الناعم، انها خشنة ومكانها النفايات.
يجب متابعة الطفل بشكل مستمر، خاصة بعد أي سوء فهم او جدل، بالذات ا ن كان هناك خلاف بالرأي معه، وهذا ما لم تفعله الام لانشغالها بتدبير المنزل، ليلى لا تقتنع بسهولة ولا ترضى بان تواجه باللامبالاة، خاصة من اقرب الناس الذين تحبهم، وبالذات امها التي تقضي معها اكثر من أي شخص اوقات خلال النهار، من الممكن ان يؤدي عدم الاهتمام برأي الطفل إلى العنف لدى الاطفال، ناهيك عن الكذب.
رحلت ليلى من البيت لانها شعرت بالذنب وخافت من امها، فأمها تحب الكنزة وليلى تحب بامسي، وممكن ان توبخها بسبب شيء تحبه. رحلت ليلى لانها ليست مثل أي شخص آخر في المنزل، ولا يتعين عليها ان تمضي العمر جالسة في غرفتها بسبب تلك الكنزة، والاخرون يقضون اوقاتا مليئة بكل انواع المتع، العالم بالنسبة لليلى لم يتعد حدود بيت السيدة سلمى، وبالفعل وجدت من السيدة سلمى كل الاحترام والترحيب والاهتمام، هذا ما تريده، شعرت بقيمتها وكيانها المستقل الانساني، وكانت السيدة سلمى على دراية واعية بكيفية السلوك مع هذه الطفلة المتمردة، تعاملت بمثالية فاكتشفت فيها ا لطفلة الذكية التي تترجم افكارها بسهولة كفكرة السلة من النافذة.
خبت نيران الغضب وعادت إلى افكارها، عادت إلى الوا قع، وتقبلت فكرة ا ن تلعب اختها باللعبة، وسألت عن أمها ان كانت تبكي. ليلى لا تحب الوحدة، وعادت ثانية للوحدة وا لناس نيام، هذا لم يكن بالخطة ولم تحسب له حسابا.. مرة اخرى تجد بجانبها بامسي فقط، ارادت ان تسلي نفسها بالغناء فلم تكمل اغنيتها فبكت. انها الوحدة.. قالت ليلى لوالدها حينما اتى ليلا وهي باكية (ليت كان عندي قط فقط).
وقد قبلت العودة إلى المنزل لان امها حزينة كما قال والدها.. يعني ستكون راضية عنها، ستكون امها ايضا غير غاضبة، لانها معها كنزة ناعمة حصلت عليها من السيدة سلمى.. في الليل في بيتهم ناس هم اخوتها ووالداها... أي ليست وحيدة وبالنهار عليها التنقل ما بين منزل حسان ومنزل السيدة سلمى. قصة تربوية رائعة... سهلة في معانيها ومنطقية في مغازيها تناسب كل الاعمار ايضا وكل الازمان والاماكن.
وبعده تحدث ا لشـــاعـــر نجـــوان درويـــش فقـــال:ـ
منذ اشهر ونحن نجتمع في ندوة ا ليوم السابع، مساء كل خميس لمناقشة اعمال قصصية وروائية للأطفا ل، بعضها اعمال فلسطينية ومعظمها اعمال عالمية وخصوصا سويدية، في الوقت الذي تبدو خارطة الأدب السويدي والاسكندنافي عموما غير معروفة بما فيه الكفاية لللقارىء العربي.
وقد كنا محظوظين بمناقشة روا يتين لاستريد ليندجرين وفتياتها المشاغبات، الأولى هي بيبي ذات الجورب الطويل التي اصبح اسمها جنان في الترجمة العربية، ولوتا ترحل من البيت وا لتي تغير اسمها إلى ليلى في الترجمة العربية في اجتهاد من المترجمين على اعتبار ان تعريب الاسم يقرب القصة من ذائقة الطفل وما في قاموسه من الاسماء، وهو اجتهاد اختلف معه، على اعتبار ان الاسم الاصلي للشخصية القصصية يحمل خصوصية ثقافية لا يحمله الاسم العربي البديل، وايضا فان هذا التغيير في الاسماء يحد من قدرة الأدب على أن يكون جسرا يقارب بين الثقافات والشعوب المختلفة. فحين يتعلم الطفل اسما اجنبيا في كتاب فان هذا يمهد له طريق اسماء غريبة كثيرة سيعرفها وسيتقاطع مصيره مع مصائر اصحابها، في عالم صار اختلاط الثقافات والانتماء لأكثر من ثقافة واحدة وسمة اساسية من سماته.
لسنا متعودين على مناقشة ا و حتى قراءة "أدب اطفال" الذي لم يحرز مكانته في الكتابة العربية حتى الآن، رغم هذا الاهتمام المبشر من قبل كتاب وناشرين بأدب الاطفال. فطفولتنا في المقام الأول طفولة ضائعة ومضيعة عبر مئة سنة سوداء أخيرة مرت على فلسطين وما طوته هذه ا لسنون من فصول، جعلت المرء يقفز من ا لطفولة إلى ما يليها في غمضة عين، وليس آخر هذه الفصول فصل الاحتلال، بطبعته الاخيرة: الأبرتهايد وجدران العنصرية المقيتة، ومن ناحية ثانية فأدب ا لطفل عندنا ما زال في بواكيره، وطوال سنين طويلة قامت الحكاية الشعبية بوظيفة "أدب الأطفال"، وثمة أيضا أطفا ل بدأوا قراءاتهم بالأعمال الأدبية غير المخصصة للأطفال، فمثلا أتذكر أنني قرأت بعضا من كتب نجيب محفوظ وأنا في الحادية عشرة، ولا أذكر أنني قرأت شيئا من القصص السخيفة ا لتي كانت تمتليء بها رفوف مكتبة المدرسة، لسذاجتها المفرطة.
ربما يرجع تعثر أدب الأطفال في بعده السايكولوجي إلى ما يمتاز به الأدب العربي ربما اكثر من غيره من آداب العالم بالجهامة المفرطة، اذ ان المساحة المتوفرة لفكرة أدب الأطفال جد ضيقة، فكلمة أدب بالعربية مقترنة بحكم معناها اللغوي بالأخلاق، اذ أنها كما تتمظهر في المخيال الشعبي – نقيض للاسفاف وا لتبذل والنزق، وهي أيضا لا تأخذ على محمل الجد أعمالا أدبية تكتب للأطفال باعتبار ان هذه الاعمال قاصرة بالضرورة، فهل صحيح ان القصور يسم الأعمال المكتوبة للطفل؟ وهل صحيح ان هذه الكتابات صالحة للقراءة من قبل فئة عمرية محددة؟ وعلى سبيل المثال ما معنى شغف واستمتاع مشرف ندوة اليوم السابع الشيخ جميل السلحوت وهو في نصف عقده الخامس بروايات وقصص الأطفال التي نناقشها منذ اشهر في هذه ا لندوة، غير مكترث بتذمراتي المتتالية بصدد العودة إلى مناقشة أعمال أدبية غير قصص الأطفال هذه؟ وسؤالي له متى سنكبر يا شيخ ونناقش اعمال بالغين؟
أسئلة كثيرة كهذه تتداعى إلى الذهن ولا سبيل لحصرها. لكن جملة من الكتابات الهامة في هذا الحقل قلبت المفاهيم السائدة حول الكتابة للطفل، فمن الذي يستطيع ان يتجاهل عملا مثل الأمير الصغير لسانت اكزوبري باعتباره عملا مكتوبا للأطفال؟ فرؤية العالم بعيني طفل تفتح لنا قنوات جففتها جهامة الايام.
وعودة إلى " لوتا التي ترحل من ا لبيت " و استريد ليندجرين التي رحلت من العالم في 28 - كانون ثاني 2002 عن 94 سنة ابداع، وما يقارب المئة كتاب وعشرات ملايين النسخ من كتبها. والتي تعتبر المجددة الحقيقية لأدب الأطفال السويدي، وا لتي أدارت ظهرها للتقاليد السائدة في الكتابة للأطفال ا لتي اختطها الجيل ا لمؤسس في أدب الأطفال السويدي مثل الزا بيسكو وغيرها.
فإن ابرز ما يسجل لاستريد ليندجرين هو كسرها لتابوهات كثيرة كانت سائدة في كتابة الاطفال، كانت سائدة قبلها، فليس في قصصها أدنى ميل إلى الوعظ وا لتعليم بمعناه التلقيني، وليس في شخصياتها ذلك الخطل والكساح الذي وصمت به معظم الشخصيات في كتب الأطفال الرديئة، وكفنانة اصيلة عرفت دورها الحقيقي الذي لا يتعدى متعة القراءة وأمل خافت من قبل الكاتبة ا ن تقدم بكتابتها مساهمات صغيرة لجعل قرائها من الأطفا ل ينحون نحو مواقف أكثر إنسانية وعطف وديموقراطية. إنها تفتح باب الخيال على مصراعيه وتعود بقرائها إلى اولى الاحلام التي يبدأ بها الانسان اكتشاف عالمه، بدون اسقاطات ولا تنميط لشخصيات ابطالها من الأطفال الذين تجتمع فيهم عادة كل عناصر الحياة الخلاقة: التجربة والمغامرة ورفض المسلمات والاصرار على عيش الحلم، وفي عملها الصغير هذا الذي قرأته البارحة دون ان تفارقني الابتسامة لأنني احلم دائما واصدق احلامي، ولأنني مثلها افكر بالرحيل من البيت.
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دولة للفلسطينيين أم للمستوطنين
-
كلب البراري- قصة
-
كلب البراري
-
علة هامش القمة العربية العتيدة
-
النهر......بقمصان الشتاء في ندوة اليوم السابع
-
نبضات سمير الجندي في ندوة اليوم السابع
-
جدار التوسع الاسرائيلي ودلالة المصطلح
-
الزهرة العجيبة والاضرار الصحية
-
السياسة التمييزية لبلدية القدس
-
الصبي الذي اراد امتلاك الثلج في ندوة بالقدس
-
الصبي الذي أراد امتلاك الثلج في ندوة اليوم السابع
-
اذا عرف السبب
-
قتل القدس كمركز جذب
-
كوسوفو تثير المخاوف
-
التعاون - قصة للأطفال
-
حمار الشيخ-3-أبو العظرط يحل ويربط
-
حمار الشيخ-1-سبق ثوري
-
حمار الشيخ-2-كلنا روس ما فينا كنانير
-
ذكر وأنثى - قصة للأطفال
-
وقضى ربك.....قصة للأطفال
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|