6 إبريل تظاهرة ضد الغلاء فى مصر !

محمد عبد الستار الأبيض

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 11:07
المحور: حقوق الانسان
    

اليوم تذكرت بإمعان الوطن حين جاع وثار ضد الملك وضد الاحتلال فى عصور مختلفة بدأ من الرومان مرورا بالعصور الوسطى حتى ثورة القاهرة الأولى والثانية ضد نابليون والجيش الفرنسي ثم العصر الحديث ومظاهرات الاستقلال ضد الاحتلال الإنجليزي البغيض قاتل أبناء الشعب المصري العظيم والذي لم نستفيد منه بتعويض سوى برمه قليلة بل اقل القليل بعد أن ولى زمانه ولم يشارك هذا العدو لا فى التنمية البشرية ولا فى البنية التحتية ولا حتى فى إزالة ألغام حربه من الساحل الشمالي تذكرت أيام الغلاء فى عهد الملك وماذا كان يحدث من وقفة لسعد والنحاس وغيرهم من أبناء الوطن الغيورين على الشعب تذكرت الشيخ سيد درويش مطرب الشعب وثورة 1919 حين غنى ولعن الغلاء المعيشي ولعن ارتفاع الأسعار تذكرت اللحم الزائد عن حاجة الكامب الإنجليزي والغير آدمي أحيانا وتهافت جموع الشعب الحافية على شراء هذه اللحوم من أناس غلبهم حب جمع المال وفاق الإيمان وصدق الضمير تذكرت حين دخلت مصر الحرب مضطرة رغم انفها ضد إيطاليا لتنال فرصة الحرية من العدو الإنجليزي تذكرت طه حسين معلمي الروحي حين ذهب لأول جامعة فى مصر ليحضر محاضراته الجديدة عن العلوم الطبيعية والإنسانية وكان المحاضر معلما إيطاليا فرفض أبناء مصر المثول أمامه والتعلم منه لأنه من الدولة الغير صديقة والتي أصبحت عدوة رغم انفهم فوقفوا فى حيرة فظهرت حكمة المعلم الإيطالي وتحدث إليهم بصبر وقال كأنكم برجل يريد أن يغيظ امرأته فأخصى نفسه ! تذكرت الراحل السيد الرئيس محمد نجيب وأمه السودانية الأصل وهو يتشدق فى لهجة قريبة من لهجة الجنوب ويقول على فترات متفاوتة أن شعار مصر وشعار الثورة هو الاتحاد والنظام والعمل ومن بعده زعيم العرب الراحل الزعيم جمال عبد الناصر حين يقول من لا يصنع غذائه لا يملك مصيره وتذكرت صديقه السيد الرئيس معمر القذافى رئيس الجماهيرية الليبية العظمى حين عدل فى توزيع الغذاء والثروات الطبيعية للبلاد على شعبه وهو يقول خير بلادكم لكم انتم شعبها العظيم. وتذكرت الانفتاح فى عهد بطل الحرب والسلام الزعيم الراحل محمد أنور السادات الحاصل على جائزة نوبل للسلام تذكرت الغلاء لبضعة قروش وكم بيان يعلن عن ارتفاع الأسعار فى التليفزيون وكم تظاهرة قامت فى عهده وقابلها بصدر رحب من أبناء الشعب المقهور والآن والغلاء مفاجأة بدون سابق إنذار والغلاء محبط ومهبط للعزيمة وقاتل للهمم ويأتي بدون بيان إعلامي مثل حضور المغتصب ! بل هو غلاء فوق الفاحش بل ارتفع ليصل إلى سقف الفاحش وقد أوقف دولاب العمل وانذر عمليات الإصلاح ! التي يتشدق بها علمائنا الذين يجب آن يحاكموا ولا فكيف لنا بجيش من علماء وجهابذة الاقتصاد وحالنا هكذا أين أساتذة الجامعات الذين يعرفون الاقتصاد الدولي حق معرفته، إذا كانوا و هم فى مصر فلماذا تنخفض قيمة الجنيه المصري وترتفع قيمه العملات الأخرى يا غافلون ردوا ردا محترم وحولوا العلم إلي عمل خارج أروقة الجامعات وحيطانها !

ولا ننكر آن فى عهد السيد الرئيس محمد حسنى مبارك استمتعنا بحرية الرأي وحدث تطور كبير خلال الربع قرن الأخير فى حكمه، وبعض المسايرة للعالم فى التحدث والتمدن، ولكن لن نؤمن بأن المشكلة هي مشكلة سكانية فقط تقضى على الموارد والتنمية، بل هناك مشاكل أخرى لا نعرفها وارجوا من شعب مصر آن يكتشفها بذاته العلية الناقدة ويصلحها بنفسه أيضا ولن ننسى قول الحكيم للملك آن الشعب أسد نائم مارد نائم فلا توقظه بالجوع، فهناك دولا كثيرة عدد سكانها يفوق تعدادنا ومع ذلك نجد فيها الآدمية والتفوق العلمي واللا بطالة والتمدن والتعاون بين الحكومات المتعاقبة الأدوار والشعب. وأخيرا ماذا يريد الشعب فى وقفته، فى يوم الأحد 6 أبريل فقد رأيت الإعلانات والمنشورات معلقة فى كل مكان على الحوائط والجدران والأبواب، وقرأتها فوجدتها منصفة للشعب، فهي تطالب بالحق الطبيعي كأي شعب من الشعوب الكريمة، وكان من نص إحداها كالآتي:

· عايزين مواصلات آدمية.

· عايزين مستشفيات تعالجنا.

· عايزين أدوية لأولادنا.

· عايزين قضاء منصف.

· عايزين حرية وكرامة وأمن وأمان.

· عايزين شقق للعرسان.

· مش عايزين رفع أسعار.

· مش عايزين محسوبيات.

· مش عايزين ضباط بلطجية وتلفيق قضايا واعتقالات.

· مش عايزين فساد.

· مش عايزين مركزية.

· و كان التوقيع من مجموعة شباب لا تنتمي لأحزاب ولكنها تمثل جموع الشعب المصري ! وكان العنوان للتجمع فى ميدان المنشية الساعة 11.

· انتهت الورقة ولم تنتهي التساؤلات من مخ الباحث الإيبستمولوجى السكندري وتذكرت نفسي وآنا أقول ومن يرفض هذه المطالب آلتي تذكرني بوقفة القائد الجنرال عرابي أمام الخديوي حاكم البلاد.


من أعالي حي التاريخ من الحي الشعبي الوطني الأقدم والأعرق فى الإسكندرية الذي كانت تبدأ منه الثورات على الولاه الأتراك، حي كوم الدكة العظيم.


الباحث التربوي الإبيستمولوجى

محمد عبد الستار الأبيض [email protected]

#محمد_عبد_الستار_الأبيض (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات