ايناس البدران
الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 09:56
المحور:
الادب والفن
مهداة الى الشاعر المبدع احمد عبد السادة
يصعب تعريف الشعر او وضعه ضمن توصيف حصري .. لعله رؤيا تنبعث من الذات المبدعة بوصفها ذاتا لاتشبه الذوات الاخرى ، او كما وصفته النظريات الوجودية اشبه ما يكون بالتيار الغامض الذي يعتري النفس ويتسلل عبر منظومة معقدة تتحرك داخل الذات الشاعرة كلحظة برق ، هي اقرب الى النبوءة منها الى الحالة التوليفية .
واذا كان الابداع هو النتاج المنتصر لقيم الحرية والغدوية والتغيير فأن المبدع هو حامل مشعل هذه القيم وباعثها من تحت رماد النسيان والطمأنينة الزائفة ، ليطلقها كسهم ناري في جوف ليل ادهم .
او هو كما وصفه فردريك نيتشة في كتابه , العقول الحرة " انه انسان مفرط في انسانيته " .
ان اللحظة الشعرية للشاعر ليست مجرد تهويمة تتبناها فضاءات عوالم شكلية او اعتباطية تدور في فلك التراكيب التجريبية والتنظيرية بقدر ما هي بودقة لأخطر العمليات والمكونات الرؤيوية والحسية معا . ان الشاعر خزين استثنائي يمتزج فيه المدرك والمحسوس وهذا الخزين لايتوفر لغيره من البشر .
يقول الشاعر الالماني غوته " بمقدار معرفته بالعالم المحيط به يمكن للانسان ان يعرف ذاته " اذ لايمكن التفريق بين الذات وعصرها ، بل ان الشاعر حين يكتب حتى عن نفسه فهو يكتب عن زمنه ، ويعبر بوعي او دون وعي عن الضمير والوجدان الجمعي .
في ثريات الرماد للشاعر المبدع احمد عبد السادة كانت خطى قلمه تعري عصورا من الوجع المتواتر في لحظة واحدة . هي الصحوة الحاشدة .. هي الوعي في اللاشعور .. رؤى اللارؤى في غياب الحضور . حين يقول :
مرغما أعذب نفسي بصمت الكلام
مرغما افتح صندوق انكساري البديهي
واسحب منه ظلامي الأليف
لأدق اوتاد خيمته على اطراف روحي
مرغما اكتشف لغات احتضاري .
لقد استل الق ثرياتك الجمر من تحت الرماد .. كيما يكتمل المكان
ويستمر بأستقبال زمان الحواس ..
في سماوات العبور الملون لفراشات خيالك ايها العزيز .
#ايناس_البدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟