|
القمة العربية الاعتيادية العشرون وماذا بعد؟
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:22
المحور:
كتابات ساخرة
عقدت الجامعة العربية والدول العضو فيها العديد من القمم العربية منها الاعتيادي ( 20 ) مؤتمر ومنها غير الاعتيادي( 11) مؤتمر، التاريخ سجل أول قمة عربية عقدت في أيار 1946 لمناصرة القضية الفلسطينية وبدون شك الجميع يعرف كيف انتهت القضية الفلسطينية وكيف أصبح حال الشعب الفلسطيني على ارض تُعَدُّ بالأشبار لا اقل ولا أكثر، الشيء الذي يلاحظ أن جميع المؤتمرات عقدت تحت شعارات مختلفة بما فيها الأخير وخرجت بقرارات وتوصيات إلا أن نتائج التنفيذ ( صفر ) وإذا نجح البعض منها في بعض الحالات فهي كانت وقتية سرعان ما تراجعت إلى الخلف أي لم يتحقق ولا النزر البسيط منها، حتى مبدأ التضامن العربي أصبح أكثر ضعفاً وهشاشة إضافة إلى الانقسامات والخلافات بين الدول العربية الذي أدى إلى عدم وجود موقف الحد الأدنى لدعم القضية الفلسطينية لا بل لا يوجد موقف موحد بينهم تجاه هذه القضية التي يتغنى بها الجميع منفردين بدون استثناء . القمة العربية الأخيرة عقدت في خضم خلافات وصراعات كثيرة في مقدمتها القضية اللبنانية ولقد تغيب عن هذه القمة حوالي ( 8 ) رئيس أما الموقف من الوضع في العراق فقد تمخض عن موقف غير ايجابي ولم يتطرق إلى جوهر المشكلة التي يجابهها الشعب وهو الإرهاب والمليشيات غير القانونية واكتفى بالحديث عن وقف القتال وتحقيق المصالحة الوطنية مما جعل الوفد يتحفظ على ما جاء في البيان حول العراق من خلال ما أشار له نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي " إن الإعلان لم يشر إلى جهود الحكومة العراقية في عملية المصالحة الوطنية ولم يدن الإرهاب في العراق بصراحة " ثم طالب بإدراج هذا التحفظ ضمن وثائق مؤتمر القمة العشرين ــ هل كان موقف عادل عبد المهدي صحيحاً؟ نقول بكل صراحة نعم لأن الإرهاب والمليشيات المسلحة أس البلاء وهما اللذان ابقيا جيوش الاحتلال هذه الفترة الطويلة وكان من المفروض على الأقل وهو اضعف الإيمان أن يشار لهما في البيان الختامي وبالتالي فإن الموقف العربي المترهل والمتناقض وعدم التفاعل دفع دولاً غير عربية أن تتدخل في الشأن العراقي بينما كانت الجامعة العربية والدول العضو فيها تستطيع أن تلعب دوراً إيجابياً يقلل من الظروف المأساوية ويساعد الشعب العراقي على الوقوف وتجاوز المحنة بما فيها وجود الجيوش الأجنبية . إن القمم العربية لم تساهم في لملمة الوضع العربي حتى لحدود معينة لا بل ازداد الوضع سوءً وتحولت العلاقات العربية إلى علاقات ليس لها أي عمق قومي وفي بعض الحالات أي عرف دبلماسي، وبالعكس منذ المؤتمر الأول طغت التداعيات على جميع الأوضاع وتفرعت منها عشرات المشاكل والسلبيات وابتعد التضامن العربي وأصبح العداء بين بعض الدول سمة مستمرة أما المواقف من القضايا التي تجابهها الأمة العربية فقد تعددت منابرها وتفنن البعض في تعميق الهوة بدلاً من تضيقها وفي مقدمتها الموقف من القضية الفلسطينية فمنذ المؤتمر الأول في 1946 الذي عقد تحت شعار " مناصرة القضية الفلسطينية " وبدلاً من تحقيق طموح الشعب الفلسطيني بتحقيق دولته الوطنية على ارض الواقع ضاعت فلسطين كلها لا بل سرقت أراضي عربية جديدة من سوريا ومصر ولبنان أمام أنظار القمم العربية وشعاراتها الوقتية المرتبطة بأيام المؤتمر لحين انتهائه لتصبح في أدراج الرياح، وكذلك صمت المجتمع الدولي وتحقيق إرادة الولايات المتحدة الأمريكية المناصرة لحكام إسرائيل في المضي في سياسة توسيع المستوطنات وضم أكثرية الأراضي بعد احتلالها عام 1967 للضفة وقطاع غزة وسياستها العنصرية التصفوية للشعب الفلسطيني .. وعندما نقول أن القمم العربية لم تستطيع تحقيق ابسط القضايا ولو العادية منها فنحن نشير إلى بعضها للتأكيد والتذكير. ـــ صك عملة واحد تحت اسم واحد " دينار، ليرة ، ريال ، جنيه" مجرد اسم لا غير ولتبقى قوة العملة في كل دولة كما كان في السابق .. وليكن مثلاً ( الدينار ) دينار كويتي أو دينار أردني أو دينار عراقي أو دينار سوري أو يمني أو ( الريال ) ريال إماراتي أو قطري أو ريال سعودي ريال مصري ريال عراقي أو( أليرة ) ليرة سودانية أو ليبية أو تونسية أو مغربية أو ( الجنيه ) جنيه سعودي جنيه قطري جنيه يمني جنيه صومالي..الخ ـــ لم تستطع أن تتبنى سوق عربية اقتصادية مشتركة حتى بمستوى بسيط وعام لتبادل البضائع العربية وتشجيعها وتشجيع المنتجين العرب ـــ لم توص على الأقل بتفضيل العمال العرب على الأجانب بسبب اللغة الواحدة والكثير من العادات والتقاليد ثم النفع المادي لهم ـــ لم توص بضرورة تسهيل عمليات السفر وعدم تعقيدها، فهل من المعقول أن المواطنين من دول أوربا وأمريكا وإنكلترا وكندا واستراليا وغيرهم يمنحون الفيزة وبسهولة حتى في المطار بينما تفرض إجراءات غير طبيعية على الكثير من الدول العربية ولا تمنح لهم الفيزة إلا بشق الأنفس ـــ لم تطالب بضرورة اتخاذ المواقف المضادة من القضايا التي تهدد مصير الأمة العربية وهو دليل على ضعف التضامن العربي في قضايا مصيرية ملحة وارتباط المصالح الأخرى التي تفضل على التضامن العربي ـــ لم توص بضرورة الاعتراف بحقوق القوميات الأخرى وتحقيق الحد الأدنى من حقوقها المشروعة ولا سيما آن هذه القوميات تسكن بعض البلدان منذ آلاف السنين وفي بعض البلدان قبل العرب . أن مؤتمر القمة العربية الذي عقد مؤخراً وعلى الرغم ن انعقاده تحت شعار " قمة التضامن العرب " لم يحقق الحد الأدنى من طموح الشعوب العربية ولم يتخذ القرارات الحاسمة في العديد من المسائل التي تشغل بال الأكثرية ولهذا غاب عنها العديد من الرؤساء وتخلف عنها لبنان ولعل خير الكلام عنها أن جميع القرارات والشعارات ستكون كمثيلها من القرارات والشعارات السابقة التي خرجت بها القمم العربية السابقة ساخنة في البداية ثم لتصبح كقطعة الثلج في النهاية...
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جزر الإمارات العربية تطابق بين موقفين
-
حزب شيوعي عراقي طائفي بعد 74 عام
-
كركوك وتفجير العراق
-
هل إسقاط النظام والاحتلال جاء نتيجة حرب تحرير شعبية؟
-
نوروز يغني لعيون الورد
-
القوى الوطنية الديمقراطية وعنق الزجاجة
-
شعار التخلف : نحذر المرأة العراقية من التبرج والسفور
-
وبقى السؤال يحاوره الجواب
-
الأوضاع الصحية المأساوية والفساد المالي والإداري
-
تداعيات الوضع الحالي ومستقبل القوى الوطنية الديمقراطية
-
البطاقة التموينية سلة الفقراء العراقيين الغذائية
-
الانتخابات ولعبة الديمقراطية المطلوبة
-
التعديل أو إعادة تشكيل الحكومة مطلب وطني ملح
-
مَنْ يدافع عن الأرض العراقية المستباحة؟
-
تتبع مسكون في اليانكي الباقي 2008
-
إثم الوصول إلى التأمل
-
احلام العنصرية العودة غلى الماضي
-
صخب التحول عن الضباب
-
مصير كركوك التدويل وكأنها خارج الجغرافيا والتاريخ
-
جرائم طائفية وإرهابية بندي لها جبين الإنسانية
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|