|
العراقيون والخطر الإيراني المستمر
سلام الامير
الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- 1 - يقال إن اغلب المشاكل وعدم الاستقرار في العراق نتيجة الخلاف بين إيران وامريكا وان هذا الخلاف قد جر العراق إلى صراعات داخلية واثر سلبا على الواقع اليومي للمواطن والقى بضلاله على المشهد السياسي وان لايران الإسلام اليد الطولى في التخريب والقتل والدمار ونهب الثروات الوطنية وتهريب الاثار والمخطوطات الثمينة وغير ذلك مما حل بالامة العراقية والغالبية من أبناء الشعب العراقي المضطهد يرون إن المؤثر والفاعل في زعزعة الاستقرار في العراق هو إيران الجارة وذلك ليس بسر لكن بعض الساسة من اصحاب الحل والعقد وأمراء الميليشيات المسلحة يرون خلاف ذلك وهو إن لايران دور فاعل في دعم العلمية السياسية في العراق وانها الحليف القوي الجار الباقي الذي لا يمكن الاستغناء عنه طبعا يقولون ذلك لان مصالحهم مرتبطة بولاية الفقيه ولا يمكنهم فك هذا الارتباط بأي شكل من الإشكال إيران تريد إن تعيد امجاد فارس وتصبح شرطي الخليج ولاعب أساسي في الشرق الاوسط ولما قررت الولايات المتحدة إن تضع إيران في خانة دول الإرهاب بل وصفتها بانها محور الشر مما يعني إن حكومة الولي الفقيه مهددة بالانهيار والاندثار وان مصيرهم اسود لذلك قررت إيران إن تلاعب امريكا في العراق وتنقل حربها له لكن هذا اللعب ليس على المكشوف بل هو من قبيل تدبير الفتن والمؤامرات التي تسبب القتل والاقتتال بين أبناء الشعب حتى وصل الأمر إلى احتراب أبناء المذهب الواحد والبلدة الواحدة كما حصل مؤخرا من احتراب اهل البصرة مع أبناء جلدهم وكذلك أبناء بغداد ومدن اخرى وهي من تدبير ودسائس ودعم وتسليح ايراني بحت
- 2 - إنا اعتقد إن هذا البلاء القادم من بلاد فارس ليس سببه اختلاف إيران مع الولايات المتحدة الامريكية لكن إيران استفادت من هذا الخلاف وجعلت منه ذريعة للتدخل في الشأن العراقي بحجة الدفاع عن النفس اما مسالة الحقد الإيراني على العراق فهو اقدم من ذلك ويرجع تاريخه إلى زمن بعيد منذ عهد ملوك بابل وملوك نينوى ولا اريد إن اخوض في تفاصيل هذه الصفحات العدائية من الزمن الغابر ولمعرفة التدخل الفارسي القديم في الشأن العراقي إن يراجع كتب التاريخ القديم مروا بملوك المناذرة وما حصل للنعمان الأخير ومؤامراتهم الدفينة ضد العراق خصوصا والعرب عموما إلى وقعة القادسية التي اطاحت بالامبراطورية الكسروية وتحرير العراق من الاحتلال الفارسي انذاك وصولا للغزو الصفوي سيئ الصيت للعراق والذي اركتبت فيه جرائم قاسية ضد العراقيين واشعال الفتن الطائفية وزرع البغضاء بين الامة الواحدة واخر حروب الدمار هي الحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثمان سنوات والتي راح ضحيتها مئات الالاف من الضحايا وخسائر مادية كبيرة ما زال يدفع ثمنها أبناء العراق إلى ألان والتي كان الاصرار على مواصلتها من طرف الجانب الإيراني كما هو معلوم وموثق في الأمم المتحدة وبعد القضاء على النظام السابق في نيسان 2003عادوا للعراق ليعيدوا امجاد الماضي ويحققوا ما عجز عن تحقيقه اكابرهم في العراق وهو جعل العراق محمية ايرانية وهذا الكلام ليس بغريب وإنما هو احد اهداف الثورة الايرانية وهو ما يسمى بتصدير الثورة الايرانية إلى خارج إيران فمسالة التدخل الإيراني في الشان العراقي اسبابه قديمة ومتجذرة في التاريخ وهي مسالة عداء وحقد على العراق والشاهد على ذلك انهم لم يفعلوا بافغانستان مثل ما فعلوا بالعراق اليست طالبان قد سقطت على ايد نفس الجيش الذي اسقط نظام البعث في العراق صحيح هناك تدخلا ايرانيا في الشان الافغاني إلا انه غير ملحوظ كما هو في العراق
- 3 - العرب والغرب يتهمون شيعة العراق انهم موالون لايران أو إتباع لولاية الفقيه وهذا كلام غير صحيح وغير دقيق وياتي هذا الاتهام على خلفية اشتراك شيعة العراق مع شيعة إيران في مذهب واحد مع انه لا يوجد تقارب حقيقي ومودة بين الشعبين على الاطلاق يقول السيد الشهيد عبد المجيد الخوئي – ان شيعة العراق يدفعون ثمنا باهضا جراء اشتراكهم في مذهب واحد مع إيران . ودائما كانت وضعيتهم في بلدهم واسلامهم محل شك .ويؤكد , اننا لسنا إتباع لايران ولن نكون كذلك . وربما كان موقفه هذا الصريح والواضح من إيران قد تسبب في قتله بعد تحرير العراق والقصة معروفة فاذن هناك تخوف عربي غربي من التعاطف المذهبي بين الشيعة في العراق والشيعة في إيران ولوان هذا التخوف في غير محله إذ إن العالم اليوم اصبح يسير باتجاه الديمقراطية الحقيقية ولا يمكن الرجوع إلى الأنظمة الرجعية ولا يعتبر النظام الإيراني نموذجا ديمقراطيا حتى يتخوف من الاحتذاء به وان ما يحصل من تقارب اليوم بين إيران والعراق لا يتعدى كونه سياسيا بمعنى انه تقارب بعض الساسة بحسب مصالحهم وتعاطفهم ونظرتهم للنظام الإيراني على انه النظام الامثل ولا مانع من الاحتذاء به حذو النعل بالنعل وهنا يكمن الخطر الحقيقي على العراق فهؤلاء الساسة من امراء الميليشيات وفرق الموت هم اشد خطرا على الامة وان هؤلاء يعتبرون ان الديمقراطية كفر والحاد وكل تصرفاتهم تدل على عدم اعترافهم بالديمقراطية لكنهم اضطروا لمجاراتها وتبنيها تبني مرحلي وصولي وهذه هي السوسة الحقيقية الايرانية التي تنخر في الجسد العراقي ولابد للعراقيين إن ينتبهوا لهذه المسالة ويعيدوا النظر في حساباتهم ويراقبوا تصرف ممثليهم الذين صوتوا لهم سابقا ليروا من يسير وفق الاطر الديمقراطية ويخدم مصالحهم بكل اخلاص ومن يقف ضدها وضد مصالحهم وان لا ينخدعوا مرة أخرى ببعض الشخصيات السياسية اللامعة اصحاب الشعارات البراقة فماهم إلا ألواح شطرنج لا أكثر ولا اقل
#سلام_الامير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الائتلاف العراقي يتحمل مسؤولية انهار الدم العراقي
-
محاربة عصابات الميليشيات في العراق خطوة تستحق التقدير لكن
-
الانتخابات نقطة تحول نموذجي في تاريخ العراق الحديث
-
شهيد المحبة والسلام
-
انعزال او اعتزال الصدر من السياسة مؤقتا
-
المناسبات الدينية في العراق الجديد بحاجة إلى تنظيم وتقنين
-
الرئيس الايراني المهووس في بغداد
-
تمديد تجميد جيش المهدي قرار حكيم لصالح العراق
-
العراقيون ينشرون السلام في كرنفال مسيرة الاربعين
-
محاربة الفساد هل هو شعار جديد أم نظرية قابلة للتطبيق
-
بعد أربع سنوات ظلام ..هل ستشرق شمس عراقنا من جديد
-
الشهيدة {بوتو} انموذجا للمرأة الرائدة
-
دمج عناصر الصحوات بقوات الامن العراقية
-
الحج قرعة للمؤمنين وسياحة للبرلمانيين
-
هزيمة الإرهاب في العراق
-
شهر الاعياد والافراح
-
السادة النواب الحجاج سعيكم ليس مشكور وذنبكم غير مغفور
-
متى ستتحرر بنايات الدولة العراقية من احتلال الاحزاب
-
يوم الجمعة عطلة وراحة أم نقمة وازعاج
-
مشروع التصويت السري في البرلمان العراقي مشروع حضاري
المزيد.....
-
السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة-
...
-
الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد
...
-
تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي
...
-
باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
-
-أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما
...
-
كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
-
مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
-
“خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة
...
-
ماما جابت بيبي..فرحي أطفالك تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا
...
-
عائلات مشتتة ومبيت في المساجد.. من قصص النزوح بشمال الضفة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|