أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - استخدام العنف الشرعي لتعزيز النظام الاجتماعي














المزيد.....


استخدام العنف الشرعي لتعزيز النظام الاجتماعي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتألف المجتمع البسيط من وحدات بشرية ترتبط بأواصر وصلات مختلفة تمارس نشاطها وحراكها على مساحة محددة من الأرض وتحتكم الى قيم وعادات دينية واجتماعية لفض نزاعاتها وترتيب أوجه نشاطاتها المختلفة دون تناحر وصراع.
ومع الزمن أصبح المجتمع أكثر تعقيداً من حيث مكوناته البشرية واختلاف عقائده وقيمه واعرافه وثقافته ولم تعد القيم الدينية والأعراف الاجتماعية صالحة لكافة مكونات المجتمع. مما تطلب إيجاد صيغة ما يحتكم إليها الجميع في فض نزاعاتهم وترتيب شؤون حياتهم وصلاتهم الاجتماعية، أي خلق نظام يجمع المكونات العرقية والدينية والثقافية المختلفة تحت إطار موحد يطلق عليه النظام الاجتماعي الذي يحكمه تشريعات قانونية تكفل حقوق وواجبات كافة المكونات البشرية المنضوية تحت إطار المجتمع.
وبما أن ممارسات وسلوكيات البشر الغريزية في فترات زمنية غير محددة ومشخصة لايمكن السيطرة عليها وتطغى على مثيلتها السوية وتسبب خلخلة النظام الاجتماعي، فلابد من تفعيل القانون لفرض العقوبة بحق الخارجين على النظام عن طريق استخدام القوة والعنف لتعزيز النظام الاجتماعي.
يعتقد ((باريتو))"بواسطة القوة فقط يمكن أن تتأسس النظم الاجتماعية ومن خلالها يمكن الحفاظ عليها".
إن الردع القانوني للممارسات والسلوكيات غير السوية تفترض تحديد نوع العقوبة وشدتها، فكلما كانت أجهزة القمع في المجتمع صارمة وحازمة في إجراءاتها كلما تعزز النظام الاجتماعي، وعلى الضد من ذلك فإن ضعف أجهزة القمع يؤدي لخلخلة النظام.
إن السلطة القوية هي السلطة القادرة على فرض إرادتها على كافة فئات المجتمع عبر القوة والعنف وبغض النظر عن شرعية من عدم شرعية العنف، لأن مظاهر القوة والسطوة لأجهزة السلطة القمعية تستهدف فرض مهابة الدولة على المجتمع. فكما أن للمواطن حقوقاً على الدولة فمن واجباته إطاعتها والتعاون مع أجهزتها القمعية لتعزيز النظام الاجتماعي، وبخلافه فإن القوة كفيلة بالتصدي للخارجين على القانون.
هذا التأسيس للعلاقة بين الدولة والمجتمع قائم على عقد اشتراطي بموجبه يبدي المواطن خضوعه للدولة (بغض النظر عن شكل النظام والسلطة) وتبدي الدولة حرصها على حماية المواطن، فالولاء للدولة يعكس مدى ولاء المواطن للوطن.
يقول ((دوركيم))"إن العقاب هو الميكانزم الرئيس الذي يستهدف ضبط الفرد وتأسيس خضوعه، فالخوف من العقاب هو الذي يدفع بالأفراد لإنجاز واجباتهم وأداء مهامهم. فمبدأ العقاب هو الذي يتحكم بالبشر، وهو الذي يحميهم أيضاً".
إن التعويل على القيم الدينية والعادات والتقاليد والتربية والقانون للحفاظ على النظام الاجتماعي ليس كافياً دون وجود قوة رادعة لايحترمها المجتمع وحسب، بل يخشى عنفها الشرعي خاصة الذين يفكرون بخرق القانون أياً كان مستواهم الوظيفي والاجتماعي والسياسي.
إن هشاشة النظام الاجتماعي تتطلب صرامة في التشريعات القانونية وتشديد قبضة الأجهزة القمعية على المجتمع لتعزيز النظام الاجتماعي، ففي النظم الاجتماعية المتماسكة تكون تشريعاتها القانونية أقل صرامة وتضعف قبضة أجهزتها القمعية وتقل أهميتها عند السلطة، لأن مستوى وعي المواطن بحقوقه وواجباته عالٍ تجاه الدولة والمجتمع.
وبذات القدر أن أياً تجاوز غير مشروع للأجهزة القمعية على المواطن يستوجب المساءلة القانونية وبالعكس في النظم الاجتماعية الهشة تبحث السلطة عن المبررات لتبرئة أجهزتها القمعية من التجاوزات غير الشرعية على المواطنين لتعفيها من المساءلة القانونية.
إن إنصياع المواطن للدولة وتمسكه بالقانون يضعف من دور الأجهزة القمعية للسلطة في الدول المتحضرة فتعمد على تقليل حجمها وتقليص صلاحيتها في التدخل بشؤون المواطنين ليقتصر دورها على خدمتهم وحمايتهم.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استخدام العنف الشرعي لإعادة النظام
- آليات الضبط والسيطرة في المجتمع
- فساد الجهاز القضائي
- مهام السلطة القضائية والتنفيذية (التداخل والتعارض)
- القانون والمواطن
- صراع النفوذ داخل الجماعة
- مهام القيادة والقائد
- غريزة القطيع عند الكائنات الحزبية
- صناعة الأصنام في المجتمعات المقهورة
- مسؤولية السلطة في تفشي الفساد في مؤسسات الدولة
- مظاهر الفساد والإفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع
- بنية الكيانات الحزبية في السلطة والمعارضة
- المفاهيم التقليدية للسياسية العربية
- الأسباب والمعالجات لإنهيار السدود (سد الموصل نموذجاً)
- ((سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور))
- ((دور الفكر في السياسة والمجتمع))
- كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((رؤية الفلاسفة في الدو ...
- نداء وتحذير للبرلمان العراقي والقوى الخيرة من أبناء شعبنا -ب ...
- الخطاب النسوي في المجتمع
- أنسنة الإنسان ونبذ السياسة


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - استخدام العنف الشرعي لتعزيز النظام الاجتماعي