في ذكرى ميلاد المناضل زكي خيري يتجدد اهداؤه للامهات العراقيات الصامدات على ارض الوطن المتحديات للامبريالية وعقوباتها البربرية المذلة وللدكتاتورية وارهابها الضامنات لتدفق الحياة على ارض الرافدين

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

ستنحنى البشرية امام المرأة العراقية تقديرا لدورها في تحدي بل ومقاومة اشد اعدائها وحشية وبربرية، الامبريالية الامريكية وعقوباتها الاجرامية، من حروب وحصار وفرضها اشكالا من الدكتاتوريات التابعة ونشرها اشكالا من الارهاب الفتاك . الامرالذي خلف لحد الان ولايزال يندفع بكل هيجان الوحش الذي يقاوم حتمية موته ، مليون ونصف قتيل وخمسة ملايين يتيم، على المرأة العراقية الارملة اعالتهم، رغم كل المعوقات وفي مقدمتها التقاليد الاجتماعية التي اججتها اجهزتها الدعائية وادواتها المتسترة بالدين ، فضلا عن فقدان فرص العمل بعد التخريب المتعمد لكل البني التحتية للاقتصاد الوطني. وخلفت ولاتزال مليون معوق نتيجة القتل العشوائي لقواتها ومرتزقتها في الشوارع والاسواق ولغاراتها الجوية على البيوت بحجة ملاحقة احد المتمردين وتفجير المفخخات والعبوات في الاماكن العامة تاركة للمرأة العراقية رعاية كل هؤلاء المعوقين جسديا ونفسيا فضلا عن تربية اولادهم . ويدمي قلوب ملايين الامهات العراقيات ما خلفه وسيخلفه لقرون لملايين من الاطفال المشوهين نتيجة ما احدثه من تلوث للبيئة العراقية بالاشعاعات النووية من خلال تفجيره لالاف الاطنان من قنابل اليورانيوم المنضب . وملايين النسوة العراقيات يتهن في اصقاع العالم لحماية ابنائهن من القتل المجاني ومن اجل حماية مستقبلهم، مستقبل العراق . كل ذلك وتلاحقها في كل لحظة مختلف اسلحة التقتل والاغتصاب والتمثيل بجسدها ، بل كل هذا وهي تنهض برسالتها كأم واخت وحبيبة تكدح وتداري وتمرض ، وتعض على جراحاتها، لتضمن تدفق الحياة على ارض الرافدين. وتجد بعضهن الوقت والمجال ليمارسن دورهن كمناضلات من اجل تحرير الوطن واسعاد الشعب العراقي، وكمساهمات في تحرير البشرية واسعادها.
نعم هذه معاناة المرأة العراقية ومن خلالها يمكن تقدير عظم دورها وبسالتها في مقاومة كل وسائل واساليب اعداء البشرية لتركيع البشرية واذلالها. وتكشف بشكل جلي لشعبها ولعوم البشرية عدوها الرئيس وتحديد مهامها وفي مقدمتها تحرير الوطن من الاحتلال فلا ضمان لاي من حقوقها بل لاضمان لوجودها ووجود احبائها مع استمرار الاحتلال . فما قيمة القوانين التي تسن وتشرع وطنيا ودوليا وفي ظلها يجري كل هذا الفتك والاجرام. وما فائدة مساهمة المرأة باي نسبة حتى وان بلغت 100% في الحكومة او البرلمان اذا حددت مهمات الحكومة والبرلمان بتنفيذ جميع مخططات قوات الاحتلال . ومع ذلك يبقى ربط النضال بين ضمان حقوق المرأة وحقوق الجماهير الانية بالنضال من اجل انهاء الاحتلال هو السبيل الوحيد لتحرير الوطن والمرأة. فقد ادركت البشرية من خلال تجاربها على الربط بين تحرير المرأة وتحريرالوطن . فتحت شعار "الوطن الام يناديكم" خاض الجيش الاحمر الحرب ضد الفاشية الهتلرية وحرر ليس بلاده من الفاشية فقط بل وحرر البشرية من اثامها.
قدر زكي خيري المناضل الوطني والاممي دور المرأة العراقية وكان نصيرا لها قولا وفعلا في جميع الميادين ولاسيما في سوح النضال الوطني فقد دعم النضال من اجل تحرير المرأة منذ عشرينات القرن الماضي، ودعم مساهمتها في النضال الوطني منذ الثلاثينات وفي النضال الاممي ضد الفاشية في الاربعينات والربط بين النضال الوطني والنضال من اجل تحرير المرأة في الخمسينات بدعم رابطة المرأة العراقية كما دعم دورها في حكومة الثورة بدعم المناضلة نزيهة الدليمي وشجع الكثير من الكوادر النسائية لاقتحام جميع ميادين النضال الفكري والسياسي ، السلمي والمسلح فقد دعم التحاق الكثير من المناضلات بصفوف البيشمركة. وفي نفس الوقت فقد تمتع بعطف وحنان المرأة العراقي قائلا : "اليهن وهن اللواتي آوينني من تشرد واطعمنني من جوع وآمنني من خوف ، في ازقة بغداد وأرياف الفرات وجبال كردستان" ولم تمهله سنة الحياة ليشهد ما تجترحة من مآثر وما تقدمه من تضحيات في مقاومتها لما اوغل الاحتلال في تحميله لشعبنا بهدف تركيعه وتقديمه مثلا لتركيع شعوب العالم ليجدد اهداء مذكراته للمرأة العراقية واغنائها، تقديرا ليس فقط لصمودها على ارض الوطن وتحديها للامبريالية وعقوباتها البربرية المذلة وللدكتاتورية وارهابها بل ولمقاومتها لكل ما ابتكرته قوات الاحتلال من وسائل واساليب لتركيع شعبنا وابادته.
المجد كل المجد للمرأة العراقية !
والذكرى العطرة لميلاد المناضل الوطني والاممي زكي خيري في 12/4/2008

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات