أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مجلة الحرية - من يكسر الجره حكاية هلكان العريان العاشرة و الطنطل وتحولاته الحكاية الثانية لهلكان العريان















المزيد.....

من يكسر الجره حكاية هلكان العريان العاشرة و الطنطل وتحولاته الحكاية الثانية لهلكان العريان


مجلة الحرية

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:38
المحور: كتابات ساخرة
    


كثير من الحكايات التي نسمعها من جداتنا, أو نستلها من بطون الكتب القديمة, تنطوي على مكنون علم, أو معاجم للعبر لمن يعتبر. لكن يبدو إننا, في الكثير من الأحيان, لا نأخذ هذه الحكايات سوى أنها مادة للسمر والتسلية حتى يدركننا النعاس قبل أن تجتاح حياتنا التكنولوجيا الحديثة محيلة هذه الحكايات إلى متحف التاريخ, لترقد مع أخواتها من ميزات شعبنا الأصيلة كالنخوة والشهامة والرقيب الذاتي والمجتمعي وأمثالها إلا للباحث المنقب أو المتفلسف المترقب من ’’مثقفينا‘‘ الذين يتحدثون بنمط معين يسود نوعه ثقافتنا المحنطة. مثقفو (مقهى ريش) كما شخصهم الشاعر احمد فؤاد نجم.
إن ما في تاريخنا وحاضرنا, من العبر والأحداث, ما تشيب له الولدان.. قاطعته هل السبب هو قصورنا في وعض الناس ونصحهم لذا فهم مستمرون على هذه الحال؟ أجاب: اربأ بك أن تكون واعضا من طراز حفاري القبور ودافني الجنائز, فهم في الوقت الذي يعزون أهل الميت بأننا (كلنا على هذا الطريق), يساومون ببراعة من اجل الحصول على اكبر ربح ممكن من عملية الدفن.
أردت أن احكي لك حكاية ذات مغزى مفادها أن ناسكا بنى له كوخا في مكان منقطع على طريق خارجي يأوي إليه من أدركه الليل أو انقطعت به السبل, يستأنس به إلى أن ينبلج الصباح ليواصل رحلته. كان الناسك من دماثة الخلق بمكان فأعجب به رجل مهديا إياه جرة من السمن علقها الناسك فوق رأسه.. وفي أحلام يقضه باع جرة السمن ليشتري شاة ومن ثمن أصوافها اشترى خروفا ليراكم بعدها ثروة طائلة فيتزوج بنت الملك.. وكي لا تتكبر عليه واستجابتا لنصيحة أمه (اذبح القطة في أول ليلة العرس) افتعل شجارا معها رافعا عصاه ليضربها فجاءت بالجرة ليسيح على رأسه السمن مع شظايا الجرة المتكسرة.. قادتني هذه الحكاية إلى التأمل في ظاهرة قديمة جديدة عندنا تسبب لنا دوما أفدح الضرر, ومازالت, جاعلة منا (حصان الناعور) ندور وندور وعيوننا معصوبة دورانا أزليا حول محور واحد. يبدو أن العم هلكان قد توحد مع كلمة واحد إذ خذ يرددها حتى انه نسي وضع (قوري الشاي) على موقد النار- وذلك ما لم يفعله قط- ليصرخ بعد ذلك وجدتها.. وجدتها فأدركت أن أرخميدسا آخر قد ولد ولكن في ’’علم الاجتماع السياسي‘‘. ما الذي وجدته ياعم هلكان؟ فأجاب: سر بليتنا.. سر بلتنا وجعل يكررها بحماس. صمت قليلا ليضع (قوري الشاي) على الموقد مستأنفا: الواحدية سر بليتنا ورزيتنا. كيف ذلك ياعم قال:
ليس مصادفة أن يبدأ الانقلاب العسكري عندنا (ببيان رقم واحد) حيث يفاجئنا كالرعاف من دون مقدمات رغم ما يحمله في طياته من مسببات, اعتدنا على عدم قراءتها لأنها لا تعني شيئا. الرقم واحد يلغي كل شيء وأول ما يلغيه هو مبرراته المعلنة التي يستند إليها. الرقم واحد يأتي من المجهول ليقذف بنا إلى المجهول, فهو خارج التاريخ ولكنه يسكن الجغرافية دوما, لا يقبل القسمة إلا على نفسه منتجا واحدا أخر يسكن الجغرافية ويخرج من التاريخ. يفرخ الواحدات كالقائد الواحد الضرورة أو الزعيم المبعوث من العناية الإلهية أو الحزب الواحد أو الطائفة الواحدة عرقية أو دينية أو حزبوية أو عقائدية.. وهكذا دواليك. الواحد وان تعدد فانه يشترك في منظار واحد وان تخالف أو تالف وويل لمن يخرق هذا الناموس. المسموح به أن تكون متعارضا وليس معارضا شرط أن تكون واحديا في نظرتك وحل التعارض بين الواحديات المتخالفة لن يكون إلا بالنطع والسيف لسبب بنيوي. ما ينتج عن هذه العلاقة من دمارا ودم ليس مهما مادامت هذه الأطراف تتخادم في ما بينها وتتطفل على بعضها البعض. وربما يفسر ذلك الود الدموي بين هذه الأطراف, المهم أن نسق انساق النظام الواحدي وفلسفته في إن (مليون واحد ليس إلا واحدا متضخما حتى وان تقيح وانشطر) ولأنه نمو في السكون والجغرافية سوف يتعرض إلى الاختزال, وسوف تبتلع كل الواحدات من الواحد المتضخم كون الواحد بذاته أناني, شره, شرس, متوحش يحتقر الحياة ويعظم الفناء. يكره الفرح ويعشق الحزن, ينشر الدمار بدلا من نشر البناء لذا يضيق صدره بالتنوع ولا يرى في الكون سوى اللون الأسود.
لقد ابتلينا بالواحدية الاختزالية المتضخمة طيلة عقود طويلة من السنين التي لاحقت حتى بنات أفكارنا المختبئة في تلافيف الأدمغة والتي تغولت واختزلت الدولة والحياة في رجل واحد وذهبت بذهابه. غير أن نسق الأنساق الواحدي بقي صامدا وفاعلا حيث تجزئ إلى جزيئات عديدة تتقاتل بعنف وشراسة لإعادة إنتاج الواحد المتضخم مرة أخرى نسق الأنساق هذا أنتج لنا خرافة جديدة هي الواحدية الديمقراطية المرغمة على التوازن وتأجيل الحسم الاختزالي بفعل الضاغط الخارجي المسقط ديمقراطيته بحجم القنابل والصواريخ المنطلقة من الأسلحة المشتركة لقوات التحالف. ما يفرضه القطب العالمي الواحد الذي لا يرى سوى النيوليبرالية وحدها حلا وما عداها محاور شر بالمطلق, فكان ’’الثقب الأسود‘‘ الذي انجذبت إليه واحدياتنا بسرعة الضوء لنغرق طيلة السنوات الخمس في بحر من الدم. صب لنا هلكان قدحين من الشاي ثم استأنف:
ما عندنا هو الواحد الذي انقسم على نفسه وما أن يزول عنه الضاغط الخارجي, وأحيانا في ظله, حتى يحسم أمره. لكي نتعافى من أوهام الواحدية, الداخلية والخارجية, فإننا نحتاج إلى عصا تكسر جرة أوهامنا لندرك إن الواحد الخارجي والداخلي هو سر بلاءنا. والى هنا سكت هلكان عن الكلام المباح إلى أن يدرك الشعب العراقي وفقرائه نور الصباح.

الطنطل وتحولاته
في " الطنطل لوجيا "

الحكاية الثانية للمواطن هلكان العريان
بقلم كامل الجباري

كثيرا ما حدثتنا عجائزنا عن الطنطل عندما كنا صغارا0 وما زلت أتذكر الرغبة والخوف اللذان ينتاباني عندما أكون وحيدا ، أو في مكان مظلم، من خطر بروز هذه الشخصية الأسطورية أمامي فجأة . لا أعرف
لماذا أستحظرت ذاكرتي ، من بين ذكريات الطفولة ، هذه الشخصية المرعبة وتوجسي منها والشعور الغامض الذي سيطر على تفكيري أن " للطنطل " علاقة ما بالأحداث الغامضة التي مرت وتمر بنا . حملت توجسي إلى العم هلكان بن تعبان العريان , علني أجد في حكمته ما ينير لي هذا الغموض , وما يوضح لي كنه هذا الطنطل العجيب الغريب.
أبتسم العم هلكان من علامات الاستفهام والتعجب المرتسمة على وجهي. عمد إلى لفافة التبغ . أصلحها ببطء وهو يسترق النظر إلي ليرى ازدياد لهفتي ورغبتي لسماعه , بعد أن أخذ نفس عميقا , قال: أعلم يا بن أخي أن ما تسالمت عليه عجائزنا , في شأن الطنطل , أنه طويل القامة . عيناه مشقوقتان بالطول . رجلاه خشنتان كرجلي القرد . له القابلية على التحول إلى أشكال مختلفة . يخاف من النور فلا يظهر إلا في الظلام ويختفي عند بزوغ الشمس. لا يظهر في الأماكن المزدحمة ويختار الأماكن المنعزلة . نقطة ضعفه سماعه كلمتا (مخيط وخيط ) فيرتعب لسماعهما فيهرب .
توقف هلكان العريان قليلا عن الكلام. أخذ نفسا من لفافته . قال: سأروي لك حكاية شائعة عن الطنطل , لم تضعفها عجائزنا , بل اعتمدتها وقد تكون المدخل لمعرفة أحوال وأهوال الطنطل , وبداية لتأسيس علم جديد بعنوان ( الطنطل لوجيا ) لما للسلوك الطنطلي من دور كبير في كشف خبايا وغوامض الأحداث التاريخية , والصراعات السياسية والاجتماعية , والفلكلورلوجيا . وأليك الحكاية:
أن الطنطل يتواجد في الأماكن البعيدة عن العمران . يترصد من يجده منقطعا ليظهر له بصورة رجل مسن. ضعيف الصوت. محدودب الظهر. يتوسل إلى الرجل المنقطع لإغاثته وعدم تركه لمصيره, فما أن يتمكن من اعتلاء كتفيه حتى يتحول إلى صورته الحقيقة, لافا ساقيه على رقبة المنقطع, خابطا به خبط عشواء إلى أن يستنزف قواه. و أذا ما تمرد الرجل عليه لف ساقيه حول عنقه حد الاختناق. وبذلك يجبره على أطاعة أوامره.
أستطرد العم هلكان: ولو انتزعنا من أمهات الكتب أحشائها , منقبين ومحللين , نجد أن الطنطل يظهر بأشكال متعددة , وبأسماء متنوعة . فقد نسب إلى الجن مقتل سعد بن عبادة الغامض بقولها
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة
رميناه بسهم فلم يخط فـــؤاده
وقد نسب إلى أبن سبأ تأليب الجموع بعضها على بعض , وافتعال الحوادث التي أججت الصراع وجعلت الناس يقتل بعضهم بعضا , دون أن يبن لنا التاريخ كيف استطاعت شخصية نكرة أن تقوم بكل هذه المعجزات , بعد أن ظهرت بغتة على مسرح الأحداث . التحول الأخر هو السم المداف بالعسل الذي فتك بأكثر المعارضين خطورة حتى قيل " أن لله جنودا من عسل " .
ولو رجعنا إلى العهد السابق, فسوف نجد بعض الإحداث والشخصيات الطنطلية , كشخصية أبوطبر الذي أرعب العراق من أدناه إلى أقصاه , أو التحول على شكل " فنجان قهوة " أو " كأس عصير " يضيف بهما المستدعى إلى دوائر الأمن أو الدولة , ليموت بعدها خلال أيام موتا غامضا . صمت العم هلكان . بدا على ملامحه الوجوم بعد هنيهة أستطرد قائلا:
أعلم يبن أخي أني بحثت كثيرا , فيما وصل إلي من مدون أو شفاهي , عن سر الطنطل وحقيقته , فلم أجد مثلما نراه اليوم في هذا الزمن المعولم من غزارة وتنوع الشخصيات والإحداث الطنطلية وتخادمها وتناغمها ضمن قانون ( الوحدة والتناقض ) ويمكن لنا تسميتها اصطلاحا ( طناطل العولمة ) .
أن الاستنتاج الذي يمكن الخلوص إليه أن الشخصية أو الحدث الطنطلي , هو الشكل الزائف للإحداث الذي يحجب الإغراض والأهداف الحقيقة عن العين فيختفي بانجازها وفق قانون ( مخيط وخيط ) , لتصبح في خبر كان . وكما قال الشاعر:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
أن الطنطل سيظل على مسرح الإحداث مادام هناك كرسي حكم وحاكم ومحكوم وثروات مع انعدام التكافؤ والمساواة بين الناس . تساءلت: ولكنك لم توضح لي ماهية طناطل العولمة . أجاب بعد هنيهة . أعترف لك يا ولدي بقصوري عن فهم العصر الالكتروني المعقد, ولكنني أحيلك إلى البريد الالكتروني التالي, عله يشفي غليلك, ويوضح لك ما استعصى على أدركك. وهو
[email protected]
أجاركم الله .
إلى هنا سكت هلكان عن الكلام المباح , إلى أن يدرك الشعب العراقي وفقرائه نور الصباح .




#مجلة_الحرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب العربي-بين الفكر المنتج المتجدد والفكر المستهلك المتج ...
- الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلامة ألشيبي- العدد الثالث لمج ...
- ذكاء (قرود)العولمة!!!
- بيان انبثاق حركة اليسار الديمقراطي العراقي- حيد
- مجلة الحرية-المقال الافتتاحي
- جيفارا
- ملاحظات حول قانون النفط
- نقاط حرجة كاظم البياتي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مجلة الحرية - من يكسر الجره حكاية هلكان العريان العاشرة و الطنطل وتحولاته الحكاية الثانية لهلكان العريان