عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:39
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
الروتين والقومية العربية والهوس الديني عناصر متكاملة في أسباب إنهيار مجتمعنا يزيد على ذلك تدهور غير مسبوق في المنظومة التعليمية في مصر بصوره لا تحتاج إلى فحص او دراسة فالتدهور على مرئي ومسمع من الجميع وثماره ممتدة داخل المجتمع بطريقة معروفة ولن استطيع الكتابة او الحديث في هذا الأمر بإسلوب أكاديمي بحت بعدما كتب وتحدث الأستاذ عادل الجندي في سلسلة مقالاته طلبنة التعليم فهذه المقالات هي مرجع صادق وأمين عن حالة التردي التي وصلت إليها المنظومة التعليمية في مصر ولكن سأتحدث كما أسمع وأتحدث إلى الناس داخل المجتمع بطريقة واقعية او زي ما بيقولوا كده بالبلدي فالتعليم في مصر ازدهر ووجد طريقة الصحيح في عهد محمد علي بعد أن أدرك أن مفاتيح الحضارة بين أيدي الغرب فتطلع إلى إستيرادها من هناك عن طريق إيفاده للشيخ رفاعه الطهطاوي كمبعوث من مصر لمعرفة سبل الحداثة في المنظومة التعليمية هناك وإمتد الأمر إلى أن وصل الأمر إلى العصر الذي ظهر فيه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وهو أول من لمس أسباب الضعف داخل المجتمع ووضع يده على طريق إصلاحه في النهوض بالتعليم وجعل شعاره أن التعليم مثل الماء
والهواء لا يمكن الإستغناء عنه ووضع كتاباًََ شهيراًَ عن إصلاح التعليم وطريقته منادياًَ بمجانية التعليم وعدم إقتصاره على أبناء الصفوة داخل المجتمع ولكن المتغيرات السياسية التي أحاطت بمشروع طه حسين حالت دون إتمام مشروعه وذلك تزامناًَ مع الصدام الذي حدث مع المؤسسة الدينية فكان طه حسين تحت المجهر وتم التحفظ على كل خططه ومشاريعه التي كانت موضع إهتمام من كل دول العالم إلى أن جاءت ثورة العسكر لتحطم بصيص الأمل الذي كان يتمناه المصريين وتم تحويل التعليم إلى حقل تجارب مع الوضع في الحسبان أن يكون تحت السيادة الدينية وأن يصطبغ إصطباغ كامل بكل مظاهر التدين في جميع مراحله وها نحن الآن في مصر نحصد هذه الثمار الجبارة في تحطيم التعليم والتي إنتهجها المصريين في اكثر من نصف قرن لنرى أن إنجاز التعليم في مصر ليس خروج عالم او مفكر بل خروج مواطن آخر يجيد القراءة والكتابة بالإضافة إلى عمليات التسريب من المدارس وإنتشار البلطجة بين الطلبة والمخدرات حتى الزواج العرفي اصبح متداول بطريقة كبيرة بين الطلبة في المدارس وأتذكر حالات الحمل السفاح التي تم إكتشافها داخل احدى المدارس الإعدادية في منطقة شبرا الخيمة والتي أثارت حفيظة الرأي العام المصري ونتج أيضاًَ من خلال التعليم جيل من المتطرفين كان ضحية ثقافة وفساد طال المنظومة التعليمية أطلاله على المدارس والجامعات المصرية والمستويات الثقافية داخلها يجعلك تشعر بالخزي والعار على الوضع الذي وصلنا إليه فبدون بمبالغة يوجد طلبة في شهادة الليسانس والبكالوريوس لا يجيدون القراءة والكتابة بصورة سليمة نهاية الأمر أن مصر في كارثة من نوع آخر وأن خطة الحكومة من التعليم هي محو أمية المواطنين فلا توجد عمالة مدربة او ذات وعي تخرج من الجامعات او المدارس الفنية وذلك نتيجة لأن التعليم ضل طريقه في مصر.
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟