أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - قصيدة البكاء للشاعر الأميركي جيمي سنتياغو باكا















المزيد.....


قصيدة البكاء للشاعر الأميركي جيمي سنتياغو باكا


عادل صالح الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 04:16
المحور: الادب والفن
    



ترجمة: د. عادل صالح الزبيدي
ولد الشاعر الأميركي جيمي سنتياغو باكا في مدينة سانتا- فَيْ بولاية نيومكسيكو من أصول هندية مكسيكية. قامت جدته بتربيته ثم أرسلته إلى دار للأيتام . عندما بلغ الثالثة عشرة من العمر هرب من دار الأيتام وعاش حياة تشرد كان يمكن أن تصنع منه مجرما محترفا، إلا إن حياته اتخذت مسارا آخر عندما حكم عليه بالسجن خمس سنوات تحت حراسة مشددة فاستطاع خلال فترة سجنه اكتشاف موهبته الشعرية وقام بشحذها وتطويرها بقراءة شعراء أثروا فيه كثيرا مثل نيرودا و لوركا. أصدر أول مجموعة شعرية بعنوان ((مهاجرون في أرضنا)) عام 1979 وهو العام الذي أطلق فيه سراحه.
بعد خروجه من السجن أكمل باكا تعليمه الجامعي فنال شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة نيومكسيكو وقام بتكريس حياته لمساعدة من يحتاجون إلى من يعينهم على التغلب على صعوبات الحياة، فأقام المئات من ورش تعليم الكتابة في السجون والمراكز الاجتماعية والمكتبات والجامعات في أنحاء الولايات المتحدة، وأنشأ عام 2005 مؤسسة تحت اسم ((شجرة السدر)) تعنى بتوفير التعليم المجاني وفرص تطوير الحياة لمن بحاجة إليها فضلا عن توفير فرص الدراسة والمواد الكتابية والكتب وغيرها.
تتميز أشعار وكتابات باكا بصلتها الوثيقة بثقافته الأصلية وما تتضمنه من تراث شعبي وأساطير فضلا عن تعلقه بالأرض والتاريخ وتعبيره عن موضوعات أثيرة في الشعر الأميركي عموما مثل موضوعة البحث عن الهوية أو العودة إلى الجذور، وكان لتجاربه الحياتية القاسية أثرها البالغ في شعره. حازت مؤلفاته على جوائز عديدة، ومن بين عناوين مجموعاته الشعرية ((قصائد ميسا السوداء)) 1989 و ((العمل في الظلام)) 1992 و ((أشعل النار بهذا الكتاب)) 1999.

قصيدة البكاء

منذ زمن طويل جدا
لم أستطع البكاء.
العبرة تخنقني وأنا أشاهد فيلما العبرة تخنقني
فيتورم جسمي كله وتتفتح زهرة خزامى تحت القمر
ثم تتصلب
تويجات جفوني
ويستجمع شيء في داخلي قواه
ولا أبكي.
عندما اصطدمنا بعمود هاتف
صرخ بي أبي لا تبك
كنت مرعوبا وعلى وشك أن اقتل—
ولكن لا تبك
قال أبي.
لم أستطع البكاء لأن الرجال لا يبكون.
عندما عضني الكلب في ساقي لم أستطع البكاء،
عندما ماتت ((جوي)) لم أستطع البكاء—
كم سيكون شعورا جميلا
أن تنساب دمعة من زاوية عيني
على وجنتي
نحو قوس شفتي
حيث أستطيع تذوقها
ولكنني لا أبكي.
شيء ما يغلق الممرات، القنوات
تحت جلدي.
قنوات الدمع صلصال أحمر متشقق
منذ ثلاثين عاما
مصابة بجفاف
منذ أن كنت في الثامنة عندما ضربت لأنني بكيت.
قلبي باب فرن أتون مفتوح
يضطرم من أجل دموع تطفي ناره
ولكن الذين يكيلون الفحم يديمون اشتعاله
بلا تبك لا تبك لا تبك.
أريد أن أفك رباط يدي مثل قفازات ملاكم منهك
وأضعهما على الطاولة، مقبوضتين بإحكام
في وضع دفاعي
وأريد أن تنبت لي يدان جديدتان
زهرتين مفتحتين
مبللتين بدموعي.
أحب اللون الأزرق
اللون البني.
أحب
أن ألمس وجنتي المتشققتين
وأحيل شفقتي
إلى همسات باكية.
ولكنني طالما كان عليّ أن أكبتها في داخلي
أحبس نفسي، أطبق فمي
لكي لا أبكي.

إنني أبكي يا رجل
وكذب أنني لا أفعل.
أعانق أخي وأصلي كتفا لكتف
أركع وأقبّل الأرض
وأبكي—آه لو أنني أستطيع البكاء.
لا تترجموا دموعي إلى فكر،
أريد أن أنشج بدموع خريفية على نافذتي
وأمسح الزجاج الذي يحجب عني العالم.
أريد أن أملأ كل ثقب في قلبي ببرك دمع متلألئة
أن أملأ مغطس الصحون في مطبخي بالدموع.
إن مجرد التفكير بأنني لم أبك كل هذه السنين
يجعلني أرغب في البكاء.
ولكنني تعلمت أن لا أبكي—
الكبار لا يبكون، الناس يقولون،
أليست هذه دموع تماسيح يا ولد،
لا يمكن أن تخدعني بهذه الدموع—
هراء!!
لست خادعا أحدا سوى نفسي بعدم بكائي.
تنح جانبا—
سوف أبكي
حتى أبلّ قميصي
وأجعل يديّ تتلألآن نديتين
بدموع
تسيل من وجهي على ذراعيّ
وساقيّ وصدري،
وعليك أن تنظر إليّ،
لأنني أغرق دروبك الرجولية بدموعي،
لكي أسترد دموعي.
سأبكي حتى لا تبقى دمعة واحدة
أبكيها
من أجل ما قاسيناه من عدم البكاء،
وكيف إننا خدعنا أنفسنا لاعتقادنا إن الرجال لا يبكون.
سأبكي في الباص، في الفراش، على مائدة الغداء، على الأريكة
بما يكفي لأن تطفو سفينة نوح عليه،
أطلق عصفورة قلبي
لتعيد لي البرعم الوحيد لحياتي
المخضوضرة—
وأنت اذهبي وانكحي نفسك
أيتها الأيام اليابسة الأعين.
ها قد جئتُ
لأمنحكم موسم ريح شيكاني*
ها قد جاء طفل البكاء الشيكاني
مغرقا جدران السجن
وغرف نوم أطفالي
أرش الدموع وأقذفها
حتى تبلغ كاحلي،
أزرع الرز والذرة والبقول
في حقول تتلألأ بدموعي،
وأنتم يا ضاربو الكرة وكسّارو البندق يا ذوو الجلود اليابسة
يا من لا تريدون لجزماتكم القاتلة كاسرة العظم أن تبتل
تنحوا جانبا
لأنني آت لكم بالمطر.

كانت الوداعات مناسبات بكاء—
وداع لجدتي، لأخي
لأصدقائي، لجيراني،
لمعلميّ، وللصبيان الآخرين،
ولم أذرف دمعة قط
رغم إنني شعرت بالعبرة تخنقني.
عضضت على أسناني بقوة كي أكبتها،
أخفضت رأسي وفكرت بشيء آخر.
ظللت أسمع أصواتا في داخلي
تقول لي لا تبك لا تبك لا تبك!!
الصبيان لا يبكون،
اكشف عن نفسك
كن عرضة لفأس في قلبك من مغفل لا يبكي،
كن مخنثا،
كن جبانا وستتألم
إن بكيت.
لقد تألمت ُ عندما لم أبك
لم أبك كل تلك المرات لشعوري بالخجل
أمام الناس
خوفا أن يظن الآخرون إنني لست رجلا
خوفا من أن يسخروا مني،
كثيرون منا كانوا يسمعون أخبارا مأساوية
ولم يبك منهم أحد
لأنه ليس صحيحا—
إننا بحاجة إلى البكاء—
بحاجة إلى أن نستيقظ في منتصف الليل
ونبكي
ومثلما يتقلص حوض المرأة وبطنها
عند الولادة، نحن كذلك بحاجة إلى أن نلد
تلك النوبة الرهيبة من الدموع
ونبكي أولئك الذين لم نبكهم أبدا.
دع ساقيك ترتجفان و ذراعيك تعانقانك
في حالة بكاء كحالة مدمني المخدرات.
لنبك من أجل المساكين في السجون،
المبعدين عن أسرهم،
من أجل ابنة الفلاح
التي التهمها السرطان بسبب مبيد الحشرات
ونبكي
من أجل المشردين
الذين لم يستطيعوا تسديد رهن بيوتهم،
أولئك الذين ينامون تحت الجسور
واليائسين،
أن نذرف اختلافاتنا بحيرة من دموع
حيث نستطيع أن نغسل وداعاتنا ولا مبالاتنا.
الآباء يبكون أطفالهم،
ليبك الأطفال بين ذراعيّ،
ليبك الرجال بين ذراعيّ،
لتبك الحامل بين ذراعيّ،
لنبك جميعا
بعد ممارسة الحب وبعد المشاجرة
لنجعل البكاء صلاة
لغة مصنوعة من الأنين والنشيج والشهقات،
هيا ابكوا بصوت عال، بصوت أعلى، يا أحبتي، ابكوا! ابكوا! ابكوا!
--------------------
* الشيكانو والشيكاني تعني الأميركي من أصل مكسيكي


النص الأصلي:
Crying Poem
Jimmy Santiago Baca

For the longest time,
I haven t been able to cry.
Tears start to come while I m watching a movie tears
starts to come,
swelling my whole body a tulip starting to open under moon,
then the petals of my eyelids
stiffen
and something in me braces
and I don t cry.
When we crashed into a telephone pole
my dad yelled me not to cry,
I was terrified, almost killed –
but don t cry,
he said.
I couldn t cry because men don t cry.
When the dog bit me on the leg I couldn t cry,
when Joey died I couldn t cry –
how cool it would feel
to have a tear slide down the corner of my eye
on my cheek,
to the curve of my lip,
where I could taste it –
but I don t cry.
Something blocks the paths, channels
under my skin.
Tear ducts are red cracked clay,
for thirty years,
drought famine d,
since I was eight when I got a beating for crying.
My heart an open furnace oven door,
rage seething for tears to cool it down,
but coal hoveling men keep feeding it
don t cry don t cry don t cry.
I want to untie my hands like a tired boxer s gloves
and lay them down on the table, gripped in their tight
clench of defense,
and I want to grow new hands
open flowers,
moistened by my tears.
I love the color blue
color brown.
I d love
to touch my chapped cheeks
and whisper in tears
my compassion.
But I ve always had to stop it up in me, hold my breath back,
keep my mouth shut tight
so as not to cry.
Man, I cry,
and it s a lie I don t.
I embrace my brother and pray shoulder to shoulder.
I kneel and kiss earth,
and I cry -- if only I could cry.
Don t translate my tears into thought,
I want to sob autumn tears on my window,
streaking the pane blurring the world.
I want to fill every hole in my heart with glimmering tear pools,
fill my kitchen sink with tears,
just thinking of me not crying all these years,
makes me want to cry,
but I been taught not to cry –
big people don t cry, people say,
ain t those alligator tears boy,
can t fool me with those tears –
bullshit!
Fooling no one but myself not crying
step aside –
I m going to cry,
until my shirt is drenched,
and my hands shimmery wet
with tears,
running down my face on my arms,
my legs and breast,
and you have to look at me,
because I m drowning your manly ways in my tears,
to get back my tears.
I m crying until there isn t a single tear left
crying,
for what we been through not crying,
how we fooled ourselves thinking men don t cry.
I m crying on the bus, in bed, at the dinner table, on the couch,
enough to float Noah s boat,
let out the robin of my heart,
bringing me back my own single shoot of greening
life again –
and you go fuck yourself
dry eyed days,
here I come,
giving you a Chicano monsoon season,
here comes this Chicano cry baby,
flooding prison walls,
my childrens bedrooms,
splashing and tear slinging
tears up to my ankles,
planting rice and corn and beans
in fields glimmering with my tears,
and all you dry skinned nut-cracking ball whackers,
don t want to get your killer bone-breaking boots wet,
step aside,
because I m bringing you rain.

Goodbyes were crying events –
Goodbye to grandma, to my brother,
friends, my neighborhood,
teachers and other boys,
and I never shed a tear,
though I felt them coming up in me.
I bit my teeth down hard to hold the tears back,
lowered my face and thought about something else.
I kept hearing voices in me,
telling me not to cry, don t cry, don t cry!
Boys don t cry,
leave yourself open,
become liable to get an ax in your heart by some non-crying fool,
be a sissy,
puto, you be hurting
yourself if you cry.
I hurt when I didn t cry,
all those times when I didn t cry ashamed
to in front of people,
fearful others would think I m not a man,
fearful I d be made fun of,
whole groups of us heard tragic news
and no one cries,
because it ain t right –
we need to weep –
get up in the middle of the night,
and cry, like a endurance s hips and stomach convulse during
child birth, we need to give birth
to that terrible convulsion of tears,
weep for those we never wept for,
let the legs shake and your arms embrace you
in a junkie habit for tears,
weep for the poor in prison
taken from their families,
the fieldworker s daughter
eaten by cancer from pesticides,
and weep,
for all those homeless
who couldn t meet mortgage payments,
those sleeping under bridges,
and the hopeless,
cry our differences into a lake,
where we can all cleanse our goodbyes and apathy,
papas cry for their children,
let children cry in my arms,
men cry in my arms,
endurance cry in my arms,
let us all cry,
after lovemaking and fighting,
make cry a prayer,
a language made of whimpers and sniffles and sobs,
cry out loud, louder, cry baby, cry! Cry! Cry!



#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذ كنت وحيدا أتجول ..للشاعر الانجليزي وليم ويردزويرث (1770 – ...
- المواطن المجهول
- المجنون تمسك به الدنيا
- حمى البحر
- الرجل البالون
- اليوم ممل جدا للشاعر الأميركي جاك برلوتسكي
- متشحا بالأخضر
- اعادة صياغة - روي فيشر
- من الشعرالانكليزي الساخر
- من الشعر الأسترالي الحدبث
- على هامش المؤتمر العالمي للتعليم العالي في العراق
- من الشعر الأسكتلندي الحديث


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - قصيدة البكاء للشاعر الأميركي جيمي سنتياغو باكا