أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الهلسه - يوم الارض...خاتمة..وفاتحة














المزيد.....

يوم الارض...خاتمة..وفاتحة


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 02:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


}على شرف مأثرة "يوم الأرض" الأبي..
وإكراماً لشهدائه وجرحاه ومناضليه...
وتحية لذكرى البهي المقدام: "توفيق زياد"{



* في تاريخ الشعوب والأمم أحداث وأيام فاصلة تكون خاتمة منهية لما قبلها، وفاتحة مؤسِسة لما بعدها...

وهكذا كان "يوم الأرض" يوماً فاصلاً في حياة الفلسطينيين عموماً، والفلسطينيين الذين تبقوا في الأرض التي احتلت في العام 1948م بشكل خاص.
وقد استحق "يوم الأرض" هذه الصفة لأنه شهد أول نهوض وطني شعبي عام يقوم به عرب أراضي الـ48 منذ النكبة.
وهو نهوض أكدوا فيه بوضوح تخضب بدماء الشهداء والجرحى، على تمسكهم بأرض الآباء والأجداد، وعلى هويتهم العربية، وصفتهم كأصحاب الأرض الأصليين، وعلى رفضهم ومجابهتهم لسياسة "الأسياد" الإسرائيليين العنصرية- التمييزية التي تعاملهم كمقيمين مشبوهين، مؤقتين وعابرين، وغير مرغوب فيهم في وطنهم..
وكان أهم ما فيه -إضافة إلى توحدهم في المواجهة- هو "يقظتهم على ذاتهم" كجزء حي أصيل من الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وأنهم ليسوا "إسرائيليين" قابلين للتدجين في مؤسسات الدولة وبنية المجتمع الاستعماري- العنصري المحتل، وإن ما يُراد بهم، ليس فقط اقصاؤهم وتهميشهم واستخدامهم كأجراء، بل طردهم والاستيلاء على ما تبقى من أراضيهم لإحلال المستوطنين اليهود مكانهم، أو لاستخدامها لأغراض عسكرية لجيش الاحتلال.
وقد استشعروا هذا من خلال إطلاعهم على ما تسرب من وثيقة ما يسمى بمتصرف اللواء الشمالي في وزارة داخلية العدو "يسرائيل كيننغ" التي بيَّن فيها خطر النمو السكاني للعرب، ودعا إلى تهويد مناطق الجليل والمثلث والنقب، عبر تكثيف الاستيطان اليهودي فيها، واقتلاع العرب منها وتهجيرهم بشتى السبل...
ومع الاستيلاء على منطقة "المل" الواقعة ضمن مدى أراضي "ديرحنا" و"سخنين" و"عرابة" الجليل، تأكد العرب من جدية عزم السلطات الإسرائيلية على إنفاذ سياساتها الاغتصابية، فدعت هيئتهم التنظيمية-التنسيقية "لجنة الدفاع عن الأراضي العربية" إلى الاضراب العام (يوم الثلاثين من آذار- مارس 1976)، فحاولت السلطات المحتلة بكل مؤسساتها، كسره والتخويف من المشاركة فيه بتهديد وملاحقة القيادات، وإنذار الموظفين والعمال والطلاب بالفصل.
ولكن تصميم الشعب كان أقوى من أن يُرد.. وبدل الاستكانة، انطلقت التظاهرات في "ديرحنا" ثم "عرابة" و"سخنين" لتزداد زحماً وقوة واتساعاً.. فزج المحتلون بقواتهم الأمنية لتبطش بالمدنيين العزل الذين تجرؤوا على تحدي "الأسياد"، بعدما اعتقدوا أنهم "روضوهم" على قبول الضيم كأمر عادي أو كقدر لا مَرَدَّ له...
لكن التاريخ، الذي يلفظ الأمم والشعوب اللامبالية بحقوقها ومصائرها والمستكينة لظالميها، يفتح أبوابه لمن يدقها من الشعوب الحية ذات الإرادة.. خصوصاً إذا ما قرنتها بالوعي والتنظيم والوحدة والاستعداد لبذل التضحيات، كما تجلى في هبة "يوم الأرض" الذي سجلت فيه دماء الشهداء والجرحى وعذابات المعتقلين نهاية عهد التواكل، وسقوط المراهنات على إمكانية التعايش بسلام مع المحتلين العنصريين، وبدء عهد الانتقال من العمل السياسي النخبوي المُجزأ، والجهوي، إلى العمل الجماهيري الواسع المنظم الذي تشارك فيه الجمهرة الفاعلة من أبناء الوطن.
ولسوف تتردد أصداء وصور هذا اليوم الباسل لدى عموم الفلسطينيين في كل مناطق تواجدهم، وتستعاد ذكراه كل عام كموقعة مميزة بارزة في تاريخهم النضالي المعاصر منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، ضد الغزوة الإمبريالية البريطانية والصهيونية ووليدتها "إسرائيل"، ومن أجل الدفاع عمَّا جاهد من أجله الآباء والأمهات والأجداد والجدات من قبل، وعما ينبغي على الأجيال مواصلة النضال لأجله: الهوية، والوطن، والحرية، والسيادة. ولا ينتقص من قيمة "يوم الأرض"، (ولا غيره من المعارك التي خاضها ولم يزل يخوضها عرب فلسطين) أنهم لم ينجزوا تحرير وطنهم السليب بعد، فقد حققوا ما هو ثمين ومهم في حياة الشعوب: تحرير وعيهم من الأوهام، وإطلاق إرادتهم في مباشرة العمل "بذاتهم" و"لذاتهم"...
و"الوعي" و"الإرادة" كما نعلم، هما الشرط المُؤسِس لما هو تالٍ وآت.. وهما "الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل" كما قال "ماوتسي تونغ" في وصف مسيرة الثورة الصينية.
في ذكرى "يوم الأرض" وعلى شرفه، نستعيد بحفاوة قصيدة الراحل الكبير "توفيق زياد" العنيدة المُصمِمة "هنا باقون":
كأننا عشرون مستحيل
في اللد، والرملة، والجليل
هنا..
على صدوركم
باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج، كالصبَّار
وفي عيونكم...
زوبعة من نار
هنا..
على صدوركم..
باقون كالجدار...

* * *

وفي "يوم الأرض" تحية لحماتها المرابطين...
حتى يظل لنشيد الشاعر"فؤاد حداد" معناه:
"الأرض بتتكلم عربي"
.
" ولا بد من يومٍ أغر ..."



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرامة...ربيع بعد صيف!!
- الدولة المفترسة ...
- في ذكرى النكبة...ما الذي ننظره؟؟ لنبدأمنذ الان
- استراتيجية الشكوى!؟
- شتاء قارص !!
- مديح التفاهة!!
- تأكيدا على ما سبق:عودة الى الهجرة
- ابو العلاء المعري:في لزوم ما يلزم!؟
- وجدتها!؟ تداول الشعوب لا السلطات!!
- تذكار من اليمن..نصر وشوق
- اغتراب؟ ولم لا؟؟
- الشرط البشري
- في ذكرى استشهاده:ورد للقسام
- عن مثقف انتحر احتجاجا:تيسير السبول...انحنى وظلت مشاغله
- معركة السويس:ذكرى مولد امة
- آنَ لي أن أرحلَ... أن اخرج مني علي!؟
- اللامبالاة.؟؟
- حدائق القلب
- عنترة:ضد العنصرية!!
- ... أن تحيا الجزائر


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الهلسه - يوم الارض...خاتمة..وفاتحة