جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:22
المحور:
كتابات ساخرة
الضعفاء علميا وثقافيا دائما ما يشتمون الأقوياء ثقافيا ومثلهم في ذلك مثل الجبناء الذين يتهددون وتيوعدون بضرب الأقوياء , فدائما الضعفاء يلجأون إلى لغة التهديد بعكس الأقوياء إذ يفعلون أكثر مما يتكلمون.
والضعفاء يتكلمون كثيرا من أجل تبرير ضعفهم وحجة الناس عليهم بعكس الأقوياء الذين لا يتحدثون كثيرا ولكننا نجدهم يفعلون كثيرا .
والأقوياء علميا يقرأون كثيرا ويكتبون قليلا والضعفاء علميا وثقافيا لا يقرأون ولكنهم يكتبون كثيرا .
فغزارة الإنتاج الذهني عند الضعفاء نجدها كثيرة بينما ضآلة الإنتاج الذهني عند الأقوياء ثقافيا وعلميا نجدها كثيرة أي أن الأقوياء يكتبون قليلا ويقرأون كثيرا بينما الضعفاء يقرأون قليلا أو أنهم لا يقرأون نهائيا ومع ذلك نجدهم يكتبون كثيرا .
والضعفاء ثقافيا نجدهم يفهمون في كل شيء ويتوهمون أنهم يعرفون كل شيء علما أنهم لا يعرفون في كل شيء ولا يفهمون كل شيء .
وكما قال المسيح : من أراد كل شيء خسر كل شيء.
فغزارة الحب عند الأقوياء ثقافيا كبيرة وهي بحجم كل الكرة الأرضية وغزارة الحقد عند الضعفاء ثقافيا أوسع بكثير من حجم الكون وحين لا تجد شيئا يتسع لها نجدها في النهاية تقتل صاحبها .
والحب والرومنسية عند الأقوياء عاطفيا تجعلهم يدورون في أفلاك من العوالم المكشوفة لهم وللناس بينما الحقد عند الضعفاء عاطفيا تجعل عالمهم غامض وحتى هم أنفسهم يعجزون عن فهم ذواتهم .
الأقوياء أقوياء في كل شيء فإذا أحبوا تكون عاطفتهم قوية وإذا أبدعوا نصا نجده قويا وإذا سافروا أو غادروا لا ينسون أوطانهم ولا أعشاشهم , بينما الضعفاء يكونون أمام حبهم بحجم حبة رمل وتراب صغيرة وهم صغار في كل شيء .
وهؤلاء الصغار تجدهم في وضائفهم الحكومية ماسحي أحذية بدل أن يكون مصلحين وتجدهم يبيعون الغالي والنفيس بأرخص الأثمان , بينما الأقوياء تجدهم يغارون على وضائفهم ورؤوسهم في السماء وعيونهم في الأرض ورؤسهم متدلية على الأرض من كثرة ما يحملون من كثافة عالية بعقولهم , بينما الضعفاء تجد رؤوسهم فارغة لذلك حين تنظر إليهم تجد رؤوسهم عالية في السماء .
كقول الشاعر العربي :
ملأى السنابل تنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهن عوالي.
الكبار كبار في كل شيء والصغار صغار في كل شيء.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟