أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بلغربي - الشاعر الأمازيغي سعيد الفراد: وزارة الثقافة المغربية لا تتجاوب مع الإبداعات الأمازيغية















المزيد.....

الشاعر الأمازيغي سعيد الفراد: وزارة الثقافة المغربية لا تتجاوب مع الإبداعات الأمازيغية


سعيد بلغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 05:36
المحور: الادب والفن
    


تمهيد: محاورنا في هذا العدد شاعر أمازيغي، شغفه الشعر منذ طفولته، فتسلل الإزري إلى إهتماماته ومواهبه الإبداعية المختلفة.
ـ سعيد الفراد، من مواليد 15/12/1987 بقبيلة آيث أوليشك، وبالضبط بين أحضان جبال الريف “بسوق نـرحد” دوار إمحموذن، له إهتمامات متعددة تجمع بين الرسم، كتابة الشعر الأمازيغي والمسرح ومهتم بالقضايا الفكرية، وبالتراث والأنتروبولوجيا الأمازيغية…
ـ شارك في العديد من اللقاءات الشعرية التي تنظمها الحركة الأمازيغية بالريف، كالملتقى الأول للشعر الأمازيغي المنظم من طرف لجنة قاضي قدور بالناظور سنة 2001 إضافة إلى عدة لقاءات أخرى نظمها إتحاد طلبة المغرب موقع وجدة.
ـ في أوائل سنة 2003 أسس رفقة بعض المهتمين بالمسرح فرقة للمسرح تدعى “تسضما ن بويا نـ أمزكون” والتي قدمت عدة عروض في آيت طيب بجمعية بويا.
-ترجم إلى الأمازيغية ديوان: “مارية: مدارات النقطة الحمراء” للشاعر عبد القادر الطاهري.
- نشرت له مجموعة من الإبداعات الأمازيغية في جرائد محلية، وكما ساهم في تأطير ورشات تعليمية في اللغة الامازيغية داخل مقر جمعية بويا طيلة سنتي 2005-2006 وأطر ورشة تكوينية في المسرح لفائدة مواهب محلية.
- عضو بجمعية “بويا للثقافة والرياضة والتنمية” بآيث طيب.
ـ صدر له مؤخرا ديوان شعري أمازيغي تحت عنوان: “تيكسث ن وور”.


1ـ سعيد الفراد، إختار الشعر كرسالة إبداعية، لماذا الشعر الأمازيغي بالذات؟
ج: في البداية إسمح لي أن أحييكم عن الجهود التي تبذلونها في سبيل التعريف بالمبدعين والمبدعات الأمازيغ، نعم قبل أن أجيب على سؤالك هذا، دعني أستحضر أولا وقبل كل شيء مقولة لسارتر: “الشعر غضروف عجيب لا وجود له إلا في الحركة”، من هنا سندرك حتما مغزى إختياري للشعر الأمازيغي بالضبط، دون غيره، بحيث إذا برهنت على أن الحياة تساوي الحركة، فأكيد أن واقع الأمر بالنسبة لربط إيحاءات هاته المقولة من باب دلالة الحركة على الحياة، سيجرفنا التفكير صوب الإقرار بأن الحياة التي تعكس هنا واقع كينونة الشعر والشاعر معا على حد سواء، هي روح يضفيها كنه الثقافة والموروث الحضاري، والتنشئة في ظل الأعراف والطقوس والتقاليد المختلفة، وأنا أعتقد بناءا على الإحتكام إلى هذا بأنه لا وجود لشاعر خارج أسوار لغة ثقافته على خلاف الأجناس الأدبية الأخرى، إلا بالضرورة القصوى، بحيث لا أعتقد أن الشاعر الإغريقي “هوميروس” قد كتب شعره بغير اليونانية مثلما نجد أبونواس والمتنبي وإمرىء القيس… لم يكتبوا بغير لغتهم العربية، وكذلك الحال بالنسبة للحدثيين الذين يمثلون الإتجاهات الأدبية الأخرى، أمثال “محمود درويش” والفرنسي “فيكتور هيكو” على سبيل المثال… بالنسبة لشخصي أجد في مقدمة ما يدلل كتابتي الشعرية بشكل بهيج هو أن أتواجد في حقول ربوع نشأتي، سارحا النظر، ومتجولا في أنحاء التراث الأمازيغي، لدرجة يتعسر فيها علي أن أتنفس عبق شعر بغير أمازيغيتي الأم، بالرغم من كوني أكتب حتى بالعربية في الأجناس الأدبية الأخرى كالرواية والقصة القصيرة… فأضع خلاصة لإجابتي على سؤالك، وأقول كما قال الرسول(ص) ومن الشعر لحكمة.

2ـ الشعر الأمازيغي له مكانته العميقة في الثقافة الإبداعية بالريف، في نظرك هل الشاعر الأمازيغي إستطاع أن يساهم في التغيير؟
ج: نعم من الطبيعي أن يكون الشاعر الأمازيغي قد ساهم في التغيير، أحب أن أسميه بـ “مازوز نـ يماس”، فمن الملاحظ، إستنادا إلى مؤشرات طالعتنا به بعض القراءات الكرونولوجية لسيرورة نشأة الحركة الأمازيغية، إتضح على أن الشاعر حمل مشعل التعبير عن القضية الأمازيغية مبكرا، مع سقوط الشعر في شرك غرام الإبداع الموسيقي، بعدما تزاوجا لميلاد رسالة إبداعية بأنفاس نضالية ملتزمة، تحمل هم التعبير عن الكثير من المشاكل والمعاناة التي تؤرق الإنسان الأمازيغي داخل واقعه المعاش، في ظل شعوره بالإغتراب الزماني والمكاني، وغياب الحقوق الطبيعية والمدنية والثقافية، وفي هذا الإتجاه سار الشاعر الأمازيغي نحو معانقة المنصة في طليعة النضال من أجل تحقيق مشروع التغيير الذي تبنته الحركة الأمازيغية، فحاول إيصال خطابه للمتلقي من خلال القصيدة، قاصد إثارة إنتباهه إلى حقوقه، وتحسيسه بقيمته كإنسان له حقوق وواجبات تجاه وطنه ومن ثم هويته.

3ـ ينتقل الشعر الأمازيغي بالريف من طبيعته الشفاهية إلى الكتابية، في رأيك هل القصيدة الأمازيغية مازالت مطلوبة شفويا أكثر مما هي كتابيا؟
ج: هذا السؤال مهم ووجيه للغاية في الوقت الراهن، لذلك سأكون متأنيا في الإجابة عنه حتى لا أكون فضفاضا في تقديري، فعلى ما يبدو أن ضجة الإعلام الرقمي والمنتوجات التيكنولوجية قد أشرفت بسلطتها القهرية على تحقيق إكتساح محقق على ما هو أصيل، على الأقل تعودت حواس المتلقي في مناحي رئيسية ما على إستساغة كل ما هو جاهز لا يتطلب بذل الجهد والعناء، فوصل ذلك حد التأثير على بعض الجوانب الأخرى التي كانت آمنة، بالنسبة لمكانة القصيدة الأمازيغية أرى أنها رضخت بسرعة لمثل هاته الزوبعة اللعينة وعوامل أخرى محفزة تدفع بها لأن تكون مطلوبة ومقبولة شفويا أكثر منها مكتوبة… وأحب أن أنبه هنا إلى نقطة حساسة سبق لي أن أشرت إليها في عدة مناسبات وهي أنه إذا كنا نتصور بأن الشعر الأمازيغي ينتقل من طبيعته الشفهية إلى الكتابية فعلينا أن نتصور بأن تحولا مهما بدأ يعرفه شكل (ومضمون) القصيدة ليتكلل ذلك مثلا بتلافي التقرير وحده وبروز الإيحاء ثم الإستغناء عن القافية الموحدة وتبني التنوع والنثر والجرس أيضا، المطلوب بالنسبة لهذا التحول العام الذي يمكن إصطلاحه بالتطور، أن تخرج الدواوين التي لم يتم طبعها لأسباب مادية الى حقل النشر حتى نحقق شروط خلق أفق إجابي للأدب الأمازيغي قبل أن يتم محاصرتها في (تجاوزات) النمط الجديد من الكتابة المعتمد من طرف الشعراء الذين ربما سيتغاضون عن نشر دواوينهم السابقة.

4ـ أصدرت مؤخرا ديوانا أمازيغيا تحت عنوان: “ثيكست ن وور”، هل بالإمكان أن تحدثنا عن ظروف ميلاد هذه المجموعة الشعرية؟
ج: لقد كانت رغبة خروجه الى حقل النشر وليدة إصرار أحد أفراد عائلتي (مصطفى بنوه) وهو مهتم بالأمازيغية ومقيم بالخارج، إذ طالبني بالتكفل بنشره في هولاندا على نفقته الخاصة، فوافقت، ثم تراجعت بعد ذلك حينما واجهت بعض الصعوبات، ثم حثني مرة أخرى أصدقاء درب الكتابة والأخوة مشكورين جميعهم من بينهم العزيز عبد القادر الطاهري ورشيدة المراقي، كما يرجع الفضل كذلك أيضا للروائي الأمازيغي محمد بوزكو.

5ـ ساهمت الجمعيات الأمازيغية بالريف إلى بروز عدد من الشعراء الشباب، ماذا قدمت هذه الجمعيات للشاعر سعيد الفراد؟
ج: بالنسبة لي أجد مسألة دخولي في متاهات الشعر رسميا لا يعدو أن يكون إلا من باب “جمعية بويا للثقافة والرياضة” منذ سنة 1999، التي كانت بريد خروجي إلى حيز الوجود، ففيها تتلخص كل تفاصيل ظرفية صقل موهبتي وصراعها مع الموت الذي كان سيداهمها، مثلما كان دوما يداهم كل مواهب “آيث ؤوريشك” تحت سقف غياب أبسط المرافق العمومية كدار للشباب إضافة الى عوامل أخرى لا يتسنى المقام لذكرها جمعيا…

6ـ أعتقد أنه لكل تجربة شعرية تأثيرات، بالنسبة لك كشاعر أمازيغي، ماهي الإتجاهات الشعرية التي تأثرت بها؟
ج: سؤالك هذا سيحيلني الي إجابة بسيطة، يمكنني أن أعطي فيها شيء طريف حسب ما يلي:
Sebban, sebban a yemma
Sizegh, sizegh ahenna
Am ucegh duru duru
Am arenyegh oacra duru
Tafunast texs atvaru
Tyazvit texs atesvdvu
فهاته المقاطيع الشفهية التي هي من إبداع أطفال مدشري، هي التي رسمت لي الطريق نحو الشعر، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أنني تأثرت بالإتجاه الكلاسيكي ـ للإزري - قبل كل شيء قبل أن ينتهي بي المطاف إلى التأثر بالإتجاه الرومانسي: أبو القاسم الشابي، محمود درويش وفيكتور هيكو. مرورا قبل ذلك بالشعراء الأمازيغ المحليين الذين إحتككت بهم عن قرب وأولهم الشاعر المتميز عبد الحميد اليندوزي، بنعيسى الرشدي، نجيب اليندوزي… الخ.

7ـ في كلمة أخيرة، ماهي التحديات والواجبات الأساسية التي تراها ضرورية للدفع بعجلة الحركة الإبداعية الأمازيغية إلى الأمام؟
ج: على الجمعيات المهتمة بالشان الأمازيغي أن تولي إهتمامها للشعر والأدب الأمازيغي عموما، لتعزيز مكانته والرقي به إلى مستويات أفضل، ثم إنه على المبدعين جميعا المساهمة في خلق إطار تنظيمي لتسوية الصفوف والنظر من خلاله الى مستقبل الإبداع بالريف قصد توفير قوانين الدفاع عن حقوقهم.
إننا لازلنا نرى مظاهر الإستخفاف مجسدة أمامنا، مثلا كعدم منح فرص الدعم للمبدعين في نشر إنتاجاتهم من طرف وزارة الثقافة مثلما تتجاوب مع الإبداعات المكتوبة بالعربية، وهذا يجعلنا نحس بأن الإقصاء الذي كان فيما مضى قائما تجاه صوت الإبداع الأمازيغي لا يزال ساري المفعول وممنهجا حتى في الحاضر. وتانميرت.

حاوره: سعيد بلغربي



#سعيد_بلغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الفنانة الأمازيغية -تيفيور-
- “البطريرك الأخير” رواية تعيد إنتاج أسئلة جديدة حول الهجرة في ...
- حوار: مع الفنانة التشكيلية الأمازيغية سعاد شكوتي (أسيتم) الف ...
- الأشقاء العرب وحكاية رضاعة الكبير
- تعليم اللغة الأمازيغية بكتالونيا
- الإعلام الإلكتروني الأمازيغي بالريف، بين جدلية الخطاب وإشكال ...
- مصريون: نحن لسنا عربا، والعربية ليست لغتنا الأم
- “عباس الفاسي” والحركة الأمازيغية بالمغرب: تاوادا هي الحل !!
- الطفل الأمازيغي بالريف والأسئلة المقلقة :حوار
- في كتالونيا نطالب الدولة المغربية بإرسال أساتذة مختصين في ال ...
- محمد زاهد، رئيس جمعية “آيت سعيذ للثقافة والتنمية”:مقاطعة الإ ...
- الكاتب الفلسطيني -جورج كتن- يتحدث عن الأمازيغية والكردية وال ...
- الحكم الذاتي بالريف...وأشياء أخرى في حوار مع الناشطين الأماز ...
- حوار مع الباحث المغربي جميل الحمداوي: تجليات الحركة الثقافية ...
- حوارمع الكاتب الأمازيغي سعيد بلغربي :
- جريدة “صوت الشمال” تستضيف الكاتب الأمازيغي سعيد بلغربي
- خبز مزيت وسكر وقصص قصيرة جدا
- المرأة الأمازيغية بالريف في وصف الكتابات الكولونيالية
- تيمات الأرض/ المرأة في الشعر الأمازيغي بالريف /قصيدة “ذا دّي ...
- المرأة الأمازيغية بالريف بين السلطة الأبيسية والرغبة…قراءة ف ...


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بلغربي - الشاعر الأمازيغي سعيد الفراد: وزارة الثقافة المغربية لا تتجاوب مع الإبداعات الأمازيغية