لمن تنادي . . . و بمن تستغيث !! ؟

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ليس هنالك حدثاً أو تصرفاً في الوجود إلا و يبقى محفوراً في ذاكرة الناس و حروفاً مطبوعة في بطون الكتب مدحاً أو ذماً ، و إن أي إنسان مهما كان مركزه في الوجود يولد و ينمو و يترعرع و يشيخ و أخر صلة له تكون إلى القبر يوماً على آلة الحدباء محمول و لذلك فإن الحياة التي يعيشها الإنسان ما هي إلا لحظات في عمر الزمن مما يفرض الواقع الموضوعي الملموس على كل إنسان يستغل تلك الفرصة النادرة و تلك اللحظة الحاسمة من حياته لعمل الخير ،و الإنسان الذي يستفاد منه إخوانه في الإنسانية و يصبح إنسانا طيب الذكر بعد مماته .
يقول الشاعر : كل الأمور تزول عنك و تنتقي إلا الثناء فإنه لك باق
بعكس الإنسان الذي يقف حائلاً و معرقلاً لعمل الخير و المنفعة الإنسانية و يمنع الحقوق و يسلبها من مستحقيها بدون وجه حق و مسوغ إنساني و قانوني و لكن تلبية لرغبات صندوق النقد الدولي الذي يريد أن يدمر البلاد و العباد ، تحضر في ألان تلك الحكمة المأثورة التي تقول : ( إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ) و الحكمة الثانية التي تقول : ( لو دامت لغيرك لما آلت إليك ) .
إن شريحة واسعة من المتقاعدين نتيجة لظروف خارجة عن إرادتهم أصيبوا أثناء ممارستهم الوظيفة بعاهات و أمراض فأحيلوا إلى اللجان الطبية بموجب قوانين صادرة من دستور العراق و معترف بها مما سبب لهم هذا المرض و العاهة وأحالتهم على التقاعد و لكن مدة خدمتهم كانت قليلة و في ظل الحكومات السابقة كانوا يستلمون رواتبهم حسب درجة العجز التي أصيبوا بها بغض النظر عن المدة التي قضوها في الوظيفة .
و في العراق الجديد مخاض طويل حدده قانون التقاعد الجديد و كان الأمل يداعب أحلام و أماني المتقاعدين بأنصافهم و رفع الظلم عنهم و إذا به يحذف المرض و يلقي قرارات اللجان الطبية التي أكدت المرض و درجة العجز و اعتمدت على المدة الفعلية التي قضاها الموظف المريض بممارسة عمله الوظيفي قبل إحالته على التقاعد فأصبح راتبه لا يكفي حتى قيمة الأدوية التي يستعملها لتخفيف آلامه المرضية بفي الوقت الذي تصف الفقرة ( 111 ) منها الدستور العراقي : ( إن النفط و الغاز و ما تحتويه الأرض العراقية من ثروات و معادن هي من حق الشعب العراقي ) .
إن الشعب العراقي بكل شرائحه يعيش في بحر هائج متلاطم الأمواج من حيث الأزمات و المتناقضات في كافة مجلات الحياة بدأً بالأزمات الأمنية و الخدمية و الحالة المعاشية وارتفاع أسعار السلع و الحاجيات و البطالة الفاحشة و أسعار وحدات الماء و الكهرباء و التلفونات و المجاري. . . و غيرها .
إننا نناشد ( نواب الشعب ) أعضاء المجلس الوطني أولئك الذين ازدحمت شعارات أحزابهم ( بالوطن المذبوح و الشعب المستباح ) و الذين من أجل وصولهم إلى المجلس الوطني ضحينا بالغالي و النفيس و تحدينا الموت والسيارات المفخخة و الأحزمة الانتحارية و العبوات الناسفة ووصلنا إلى صناديق الاقتراع و صبغنا أصابعنا بالحبر الأزرق أن يرفعوا الظلم و ينصفونا بإعادة حقوقنا المغتصبة و الاعتراف بقرارات اللجان الطبية التي أحالتنا على التقاعد لأسباب صحية .
إن الأيام ترى و تستعرض الأجيال أمام منصة التاريخ و سوف ينطق حكمه الذي فيذم هذا و يمدح ذاك و العاقبة للمتقين .


فلاح أمين الرهيمي
عضو الجمعية الإنسانية للمتقاعدين
فرع بابل

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات