أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهر العامري - بوش وصولة الخرفان















المزيد.....

بوش وصولة الخرفان


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2235 - 2008 / 3 / 29 - 11:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في خطابه أمس تحدث بوش عن صولة الخرفان الدائرة في البصرة الآن ، وكذلك في مدن عراقية أخرى ، خاصة تلك المدن الواقعة في جنوب العراق . ولم يعدم السيد بوش هذه المرة كذلك تبجحاته الممجوجة بعدم رضاه عن حال حربه في العراق إلا بالنصر التام والكامل ، هذا النصر الذي نشده هو وجنوده فيه على مدى خمس سنوات دون جدوى .
ويبدو أن الإشارات التي وردت في خطابه عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهل البصرة جراء المعارك المسماة بـ ( صولة الفرسان ) جاءت لشد أزر الفرسان هؤلاء الذين تحولوا الى خرفان على ما يظهر حيث ألقى الكثير منهم أسلحتهم وفروا من حرارة الضرب والطعان ، فهؤلاء الفرسان ! يعلمون علم اليقين أنهم لا يحاربون عصابات خارجة على القانون ، تلك العبارة التي صممتها الدوائر الأمريكية لينشدها فيما بعد علي الدباغ الناطق باسم نصف الحكومة في العراق وبمناسبة ومن دون مناسبة ، وإنما يحاربون أهلهم وأبناء جلدتهم بعد أن أصبحت البصرة كلها بنسائها ورجالها ، وبشيوخها وأطفالها خارجة على القانون ، وصار المواطن لا يجد جرعة من ماء فيها ، ولا كسرة من خبز يسد بها رمقه ورمق أطفاله .
لقد مرت على أهل البصرة حالة كحالة الجوع هذه في حروب القرون الوسطى التي دارت على أرضهم بين الصفويين الإيرانيين من جهة وبين العثمانيين الأتراك من جهة أخرى . تلك الحروب التي صار فيها البصريون يأكلون لحوم موتاهم ، فقد جاء في أخبار تلك الحروب أن هناك فتاة بصرية غرقت في بكاء حار لأن أهلها أكلوا جثة أختها الميتة ولم يبقوا لها منها إلا الرأس .هذا ما كتبه لونكرريك صاحب مؤلف : أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث .
كما أن هؤلاء الفرسان ، خاصة الشرطة ، قد تزيوا بالزي العسكري من أجل حفنة من الدورات دفعتهم لها ظروف العيش القاسية في العراق حيث البطالة على أشدها في بلد النخيل والنفط ، وفي زمن فرسان الديمقراطية الأمريكية ! فهم والحال هذه ليس لديهم إيمان بمعركة مثل هذه المعركة ، ولهذا تجدهم لا يصادمون مع غرمائهم في جيش المهدي ، ويفرون عند أول لقاء بهم رغم أنهم يملكون آلة عسكرية متطورة . وهذا ما حدا بقائد الفرسان أن يطلب النجدة من أبناء عمومته في خطوة استفزت أهل البصرة ، وطالبوه علنا وبملء أفواههم ومن على شاشات بعض الفضائيات بأن لا يُقدم على خطوة كهذه تستفزهم وتثير مشاعرهم ، فالجيش في العراقي لا يحمل الآن صفة الوطنية ، وحين يقاتل المرء بأفراد عشيرته أبناء عشائر أخرى في العراق فهذا يعني أن الحرب ستتحول الى نزاع عشائري دام ٍ ألفته العشائر العراقية على طول تاريخها المديد ، ومن هنا ناشد شيوخ عشائر البصرة قائد الفرسان بعدم الإقدام على خطوة جد خطرة كهذه .
في هذا المأزق الحرج نزلت إشارة السيد بوش التي حملت إشادة بهؤلاء الفرسان ! فهو أي بوش ومنذ فترة كان يعدهم لساعة كهذه الساعة أو لهذه اللحظة كما سماها هو حين قال نصا : ( اللحظة الإيجابية ) ، والذي يقصده بوش من اللحظة الإيجابية هذه هو مقدار استعداد هؤلاء الخرفان لتنفيذ أوامره هو وأوامر جيشه في العراق ، وحتى لو اقتضى هذا التنفيذ تطويق مدن بكاملها ، وحرمانها من الماء والكهرباء ، ووضع سكانها تحت قيود منع التجول المستمر التي لا يستطيع العراقي معها الخروج للتبضع . وحتى لو خرج لن يجد حانوتا واحدا مفتوحا بانتظاره . هذا من جانب ومن جانب آخر يطمح السيد بوش الى معرفة قدرات هؤلاء الخرفان في أخذ زمام المبادرة بالقضاء على أية معارضة للوجود الأمريكي في العراق ، حتى يتسنى له أن يقوم بسحب بعض من جنود من العراق ، فهو يتعرض الى ضغط شعبي أمريكي ودولي هائل يريد منه أن يعود من العراق بجنوده الذين زجهم في حرب خاسرة عرضت الاقتصاد الأمريكي الى ضربات مؤلمة في حمى تصاعد أسعار النفط والهبوط المستمر بسعر الدولار مقابل العملات الأخرى .
لقد تبرأ السيد بوش من صولة الخرفان التي تدور رحاها في البصرة الساعة ، واعتبر الأمر ما هو إلا قتال يدور بين الحكومة وقواتها في العراق وبين مجرمين خارجين على القانون فيه ، وذلك حين قال : ( نحن نساعد العراقيين لكن من المهم أن تعرفوا أنهم هم الذين يقودون العملية ) ولكن هذه البراءة تكذبها المعارك الدائرة في العراق الآن ، فقد هدمت الطائرات الأمريكية الدور على رؤوس ساكنيها في أكثر من مدينة عراقية ، خاصة في حي الثورة من المدينة الحلة ، حيث خرج العراقيون في ذلك الحي بعد الغارات الأمريكية وكأنهم خارجون من قبور وليس من بيوت ، متسائلين عن السبب الذي جعل الطيران الأمريكي أن يشن عليهم مثل هذه الغارات الوحشية التي دفنت الكثير منهم وهم أحياء. فهل يمكن لأحد من العراقيين أن يصدق بعد الآن ببراءة الأمريكان من المشاركة بجريمة حرب الإبادة التي تطال العراقيين وهم في بيوتهم ؟ وهل أصبح العراق كله بمدنه وقراه التي تخضع لحصار جائر خارجا عن القانون أو حفنة من المجرمين ، مثلما يردد الإيراني علي الدباغ ذلك ؟
العراقيون يعرفون أن هذه المخطط الرهيب قد أعد له منذ سنوات خلت ، وباتفاق مسبق مع الحكومة في إيران المسلمة ! وبعد أن سُلم صدام الى حبل المنشقة . ويعرفون كذلك أن الزيارة الأخيرة لديك تشيني ، نائب الرئيس الأمريكي ، الى العراق هي التي عجلت بتنفيذ ذلك المخطط الذي عرف الآن بصولة الخرفان التي يقتل بها العراقيون وليس المجرمون والخارجون على القانون ، فهؤلاء مثلما يقول أهل البصرة قد فروا الى إيران قبل شهور بعد أن سربت لهم معلومات عن خطة الصولة هذه ، وتحديدا عن ساعة الصفر ، ويقال أن أولئك المجرمين يجلسون الآن في مدينة قم الإيرانية خلال لحظة بوش الإيجابية هذه . والدليل على ذلك أنهم يتحدثون الآن عن جيش المهدي ، ويحملونه كل الجرائم التي حدثت في البصرة ، ولكننا لم نسمع عن صناديد منظمات إيرانية صرفة مثل : ثأر الله ، وبقيت الله ( بالتاء المفتوحة ) مثلما يكتبها الإيرانيون ! لم نسمع عن هؤلاء الذين قد أمروا بالرحيل عن البصرة مؤقتا والى أن يتم الفراغ من القضاء على خصومهم من أبناء العرب الشيعة في المدينة ذاتها ، تلك المدينة التي يريد عبد العزيز الحكيم أن يحولها الى مدينة إيرانية يصول الإيرانيون ويجولون فيها ، وبمباركة من الأمريكان وفقا للاتفاق الذي جمع بينهم وبين الإيرانيين قبيل شن الحرب على العراق .
نعم . بعد أن اجتمع نائب الرئيس الأمريكي ، ديك تشيني ، في زيارته الأخيرة للعراق بعبد العزيز الحكيم ، وبعد عهود قطعها تشيني له في حرمان الصدريين من أن يهزوا كرسيه الإيراني في الجنوب العراقي هب الفرسان في صولتهم المذكورة ، تلك الصولة التي باركها بيان مخجل صادر من أعلى هيئة في المجلس الإيراني الأعلى أو الأسفل مثلما يسميه أبناء الجنوب الآن . هذا مع علم عبد العزيز الحكيم الأكيد أن أبناء الجنوب لا يريدون ولا يردون مجلسه ، فهم الذين أحرقوا صورته التي كان جالسا فيها مع وزير الخارجية الأمريكية الصهيوني الأسبق هنري كيسنجر ، وهم الذين أحرقوا مقرات مجلسه ومقرات منظمته بدر الإيرانية ، وهم الذين هزجوا بأعلى أصواتهم : ( الجيش ارباة السيد مو تربات إيران ) ومعنى هذه الإهزوجة أو الهوسة بلغة أهل العراق هو أن جيش المهدي قد تربى في أحضان السيد مقتدى أو ابيه وليس مثلك يا حكيم ومجلسك الذي تربى في إيران ، وبإيجاز : نحن أبناء العراق وأنتم أبناء إيران .
حقيقة كره أهل الجنوب للحكيم ومجلسه يدركها الأمريكان جيدا ، فقد كتبت عنها أكثر من صحيفة أمريكية في الآونة الأخيرة ، لكن أمريكا تدرك أن الحكيم ومن على شاكلته من طلاب سلطة وحكم في العراق وبتخطيط إيراني سبق نشوب الحرب ، وهم بغرام كرسي الحكم هذا ، مستعدين أن يلبوا كل طلب يريده منهم الأمريكان ، مستعدين أن يبيعوا العراق الذي لا تشدهم إليه ذرة واحدة من ترابه . فقد أكد السنوات الخمسة التي انصرمت في الحرب على العراق من أن هؤلاء مهتمون بجيوبهم ، ونهب ثروات العراقيين ، فقد كانوا هم قبيل الحرب تلك يعيشون على الصدقات والخمس ، بينما أصبحت مفاتيح خزائن العراق الآن بيد صولاغ الدزفولي . فكيف لا يسجدون اليوم لبوش وجنده !؟ كيف لا ينفذون له صولة مثل صولة الخرفان الدائرة في مدن العراق الجنوبي ؟ تلك الصولة التي وقف فيها فقراء العراق وقفتهم المعروفة والتي جعلت بوش يقول في خطابه المذكور : إن صولة الفرسان هذه تحتاج بعض الوقت لإكمالها ! وهذا الحروف هي طلائع الفشل التي ستجعل حصان طروادة يحمل حقيبة على ظهره ويرحل .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هبة فقراء العراق
- رحلة في السياسة والأدب (2)
- في الذكرى الخامسة للحرب على العراق : مجزرة ويأس
- رحلة في السياسة والأدب(1)
- من نوادر التراث (3)
- من نوادر التراث (2)
- من نوادر التراث ( 1 )
- الجواهري وسقط المتاع !
- سيد هادي
- مدن وشعراء
- رحلة الغزال الى الدنمارك
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد 15
- عن المعارك الدائرة في مدينة الناصرية !
- العراق فی تقرير للمخابرات العسكرية الدنماركية !
- الكلب المسعور يطوف في المنطقة العربية !
- عرب الأهوار ، الضيف والشاهد 14
- عرب الأهوار الضيف والشاهد 13
- الفشل يلاحق المشروع الأمريكي في العراق!
- الغزال 3
- العلم العراقي وهج الوطنية ، وجامع القلوب !


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهر العامري - بوش وصولة الخرفان