|
ثلاث سيناريوهات مفترضة لاحداث البصرة
خالد حليم
الحوار المتمدن-العدد: 2235 - 2008 / 3 / 29 - 11:28
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
واخيرا استيقظ نوري المالكي وهرع منجدا لموطني البصرة، فشن عملياته العسكرية ضد ما يسمى بالخارجين عن القانون مدعيا بذلك انه يحافظ على تطبيقه ومحاولا ايضا التنصل من مسؤوليته وغيره ممن حكم العراق طيل فترة السنوات الخمس الماضية اذ انهم يعرفون جيدا كيفية الظروف التي نشأ بها تيار جيش المهدي . ليس من حق أي عميل إيراني يحكم العراق اليوم ان يدعي بوطنيته العراقية حيث الجميع يعلم من ساعد وعمل على بناء الما يسمى جيش المهدي وكلنا نعلم ان مخابرات صدام وبالتعاون مع المخابرات الايرانية ومؤسسة الحوزة "المبعثرة" كل تلك العوامل صنعت من تيار الصدر، ففي العام 1998 اقيم اكبر تعاون مخابراتي ايراني صدامي عبر بوابة العراق التي فتحها صدام امام " زيارة الايرانيين للعتبات المقدسة " لصناعة معارضة شيعية تحت مضلة ما يسمى بـ"الحوزة الناطقة" موجهة ضد امريكا اكثر من صدام ولو عملنا مسحا لخطب السيد محمد محمد صادق الصدر لوجدناها خطابا سياسيا وتعبويا ضد المد الامريكي القادم من اعاصير الاطلسي وما ان دخلت امريكا العراق حتى بدأت الرموز المخابراتية الايرانية النائمة في الحوزة لترفع لواء جيش المهدي تحت " عنوان مقتدى الصدر ". اذن لا يسعنا هذا المقال للغور كثيرا والدخول في عمق التفاصيل التي ادت الى استفحال هذا الجيش "الجزار" الذي مارس القتل والاستخفاف بدم العراقيين منذ ان اقدم على قتل عبد المجيد الخوئي في ضريح الامام علي (ع) . هذه الفئة نشأت واستمدت قوتها كل قوتها من ايران سواء على المستوى السياسي والتكتيكي او على المستوى التسليحي ولا بد من الاشارة الى وجود اكثر من مليشيا تحكم البصرة ، فحركة ثارة وحركة سيد الشهداء وغيرها من الحركات كلها تمارس القتل المجاني . ما يدعونا للاستغراب من احداث البصرة الاخيرة هو اننا نعلم كما يعلم المالكي كيف سيطرت الاحزاب الايرانية على العراق والبصرة خصوصا ، انها – أي الاحزاب – تقاسمت الثروات ووزعت الادوار فيما بينها بأنصاف وكل حسب دوره ، حيث تم تسليح تلك المليشيا بعلم كل سمسار سياسي لايران الذين تمكنوا بفعل قذارتهم وجرمهم الذي تربوا عليه في حضن ملالي ايران القتلة وبفعل العقلية الامريكية الجاهلة في الشؤون العراقية . اتى المالكي هذا اليوم الى البصرة لينشر الدمار في إرجاءها وانه لم يكتف بالدموية التي عاشتها البصرة في تلك السنوات الماضية متذرعا ببسط الامن متناسيا ان عمليته العسكرية هذه لا تجني ربحا بل هي دمارا اخرا على شعب البصرة وانها عملية مثيرة للريبة والشك وان ظروفها مرتبطة بعدة عوامل وعلى اساس ماذكرنا سوف نفترض ثلاث سيناريوهات تحليلية لاحداث البصرة وعلى النحو التالي :-
(1) ان الغاء عقد الحوار في الجولة الرابعة من المباحثات الايرنية الامريكة قد انعكست على الوضع الامني في العراق وذلك عبر الكثير من الاشارات واهمها زيارة احمدي نجاد والتصريحات التي اطلقها وبأسم الشعب العراق ، ا ذ جاءت هذه التصريحات بمثابة تحدي للقوات الامريكية حيث اعلن من وسط العراق بضرورة خروج القوات الامريكية ، نسف هذا التصريح جولة الحوار الرابعة وجاء رد الفعل الامريكي على هذه الزيارة عبر تلويحات بضربة عسكرية واقالت فالون كما جاء رد الفعل الايراني على الساحة العراقية حيث الفوضى وعودة الزمن الدموي مخاطبة امريكا في ان الامن الذي شهده العراق ليس بفضل زيادة عديد قواتها بل بفضل ادارة طهران وهي الان تعطي اشارة واضحة لادارة بوش في ان بأمكان طهران ان تعيد العراق الى ايام التي تلت التاسع من نيسان . (2) منذ فترة ليست بقصيرة ونحن نسمع عن التوتر المفتعل بين منظمة بدر وجيش المهدي وفي نفس الوقت نسمع ايضا عن الاستعدادات العسكرية الرامية الى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في الموصل – ربما المعقل الاخير لتنظيم القاعدة – لذلك فان الوضع بالعراق اصبح غير مرغوب فيه بالنسبة لايران وبالتالي فلا بد من خلق ظروف تؤدي الى فوضى ربما تتعدى الحدود البصرية للتمتد الى باقي المحافظات وهذا الهدف بحد ذاته يرمي الى انهاك القوة العسكرية الامريكية من حيث بعدها عن البصرة كذلك ضعف القوات البريطانية في تأدية أي دور مهم اذا ما استمرت اشتباكات البصرة ليصبح الوضع في بمثابة دعوة للقوات الامريكية لان تلتفت الى الجنوب "البعيد" كل ذلك يحدث بفعل الدور الذي تلعبه حكومة المالكي العميلة لايران والتي نجحت في مناورة عقلية بوش العمياء بغطرستها وكذلك نجحت بتغيير بوصلة الحرب من الموصل بأتجاه البصرة . اهتمت زيارة نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني بأسعار النفط والقضية الفلسطينية والملف النووي الايراني وهذا العنوان الاخير هو بحد ذاته عنوان او مدخل لحسم الصراع مع ايران وبالتالي فأن معظم قضايا المنطقة قد تمكت كل من ايران وسوريا من الهيمنة والسيطرة على معظم خيوطها لذلك فأننا نحاول ان نربط احداث البصرة الدائرة الان وربما تخمد حين يحظى هذا المقال بفرصة النشر وعلى اساس استهلالنا هذا فاننا سنفترض انعكاس زيارة نائب الرئيس الامريكي للمنطقة على الوضع الامني في البصرة . تعهدت السعودية العربية بزيادة كمياتها التصديرية من النفط بغية الحفاظ على الاقتصاد العالمي وهذه اشارة الى تلبية مطالب وإنجاح زيارة نائب الرئيس الامريكي ما قابلها على الجانب الايراني فهي ترى ان البصرة ممكن ان تلعب دورا مهما في إفشال وعدم تحقيق الاهداف الامريكية الانية المتمثلة بزيارة نائب الرئيس اذ ان البصرة تصدر من النفط قرابة المليونين وكيفية تعطيل التصدير من هذه المنطقة يتاتى عبر خلق الفوضى بها اما خلق العناوين لهذه الفوضى فهي سهلة بالنسبة لموظفي الحكومة الايرانية الذين يحكمون العراق واذا ما استمرت الفوضى بالبصرة فان النفط سوف يتوقف وبالتالي تذهب خطوات الحكومة السعودية الرامية الى زيادة صادراتها النفطية ادراج الرياح .
(3)
حينما تم تأجيل انسحاب القوات البريطانية من البصرة الى نهاية هذا العام فان ذلك بحد ذاته اشارة الى الحكومة الايرانية مفادها ان التحالف بين بريطانية وامريكا مازال متينا ولن يتفكك وبالتالي هذا الاجراء يعد تحد اخر يدعو ادارة طهران لعمل شئ ما وابسط خطوات ايران تكون هي عبر خلق الفوضى في البصرة وبالتالي يلجأ بعض المسؤولين الى الاستعانة بالقوات البريطانية بغية جرجرتها الى صراع بعد سبات طال امده ومن المعروف ان القوات البريطانية قاطنة في مطار البصرة ليس لها أي دور في احداث البصرة وانها تاكل وتشرب قذائف الهوانات وصواريخ الكاتيوشا من قبل المخابرات لايرانية وعملائها كل يوم دون ان تتمكن من اخذ دور المهاجم واكتفت بدور المدافع تاركة اوباش ايران تنشر القتل المجاني بعد ان تم تسليم البصرة رسميا بيد المخابرات الايرانية وفيلق القدس بيد ما يسمى حكومة البصرة المحلية ومن المعروف ايضا ان بريطانيا تعرف تماما من يحكم البصرة وهي تدرك ايضا الادوار المتبادلة لكل حزب وحركة في مسير العملية الساسية في البصرة حيث وصل الامر اليوم في البصرة الى الحد الذي تختلط عندنا الكلمتين الاتيتين وهما : حين نلفظ كلمة الشرطة نعني بها المليشيات والعكس صحيح ايضا اذ ان كلمة المليشيات ايضا هي الاخرى تعني الشرطة واذا ما تم استدراج القوات البريطانية للصراع الدائر الان فان ذلك يعد خطوة ايرانية مهمة في اجبار اعادة اتخاذ قرار بريطاني يتعلق بدور قواتها في البصرة .
#خالد_حليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوار الإيراني الأمريكي والأمن المصنوع في العراق
-
عنتريات السيد الرئيس - احمدي نجاد-
-
صراع كاذب يدور بين إيرانيين
-
استراتيجية بوش ، خلط الزيت بالماء
المزيد.....
-
لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف
...
-
أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
-
روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ
...
-
تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك
...
-
-العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
-
محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
-
زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و
...
-
في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا
...
-
النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
-
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|