المقبرةُ حديقةُُُ ُ كبيرة
وليس ثمةَ غرابُُ ينعقُ هنا
هنا الموت فقط : رمحُُ طويلُُ تكسرَ في قلوبنا
نحنُ العابرينَ بالغائب والجنازة والمفاجأة السوداء
كأنهُ يخطو معنا بوجوده الخفيف وحزنه الخفيف
فنسينا أن نسألَه وواصلنا سيرنا الصامتَ وراءَ التابوت
(هل كان هذا النهار مُتوَقعاً ؟) قال رجلُُُ ُ بعد سورة الفاتحة
***************
ثمـَّة وردُُ كثيرُُ ووحشةُُ كثيرة
وحجارُُ مُبتلُُّ نُهيلُهُ على جرح طويل كرمح
كأغنية حزينة كان بودّه أن يسمعها قبل أن يموت
........................
........................
كيف تسنى لهُ أن يفعلَ ذلك
أن يتركَ وجوهنا مَذهولةً إلى هذا الحد !!
هل كان بوسع أحدٍ سواه
أن يضعَ خرزةً زرقاءَ تحتَ التابوت
كي يظلَّ الموتُ قَلِقاً
يصيحُ على أبواب المقبرة في الليل
كي تظلَّ مفتوحةً للعابرين
***********
لم يكن قبرُهُ بعيداً عن البيت
ولا عن حديقة ( أيلنغ برودوي ) حيثُ نلتقي كلَّ مساء
ربما تذكّرَ ذلك وعاد
لعلَّهُ نسيَ مسبحتَهُ على الأعشاب
ربما سيعود بعد قليلٍ مُبتسِماً مُرتبكاً كعادته
وربما بدا غاضباً من عبث الحياة
.................................
.................................
لقد أنزلتُ تابوتَهُ بيديَّ وأوشكت أن أقع
كأنيَ أخطأتُ
لأسقط
في
قبره
إلى الأبد
لندن 12-9-97
[email protected]