|
البسيط والهيئة العليا
ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 10:28
المحور:
كتابات ساخرة
أنا شخص بسيط للغاية هكذا أشعر دائما ولا أتنصل أبدا من بساطتي لأنني أشعر بها في داخلي وأتحلى بها بإرادتي وبدونها .أحيانا أفتخر بها أمام كل من يظن نفسه من الهيئة العليا . لكن حينما يوجه إلي شخص من هذه الأخيرة أو غيره هذ البساطة على سبيل الإهانة لا أنزعج بل أشعر بعبثية المسألة وتشدني رغبة جامحة للضحك إلى درجة أكاد من خلالها أن أستلقي على ظهري وقفاي من فرط الضحك المقهقه والمجلجل. أنا الحائز على شهادة البساطة من طرف الهيئة العليا ورغم ذلك أشعر من حين لآخر كما لو أنني إله. ربما هذا من فرط بساطتي. كتاباتي لا يقرأها إلا قلة من الجماجم لأن رائحة الثوم تنبعث منها وذلك بسبب إدماني على حبة منها أو حبتين كل ليلة عندما أستعد للنوم ذلك كدواء لحنجرتي المتهالكة بغرام التدخين . أحيانا لما أشرب وأثمل أشعر بالحواجز تختفي تباعا فأرمي بالرداء كما قلت في إحدى قصائدي فأنا لا أعود حينئذ أحتاج لحواجز تردعني أو رداءا يستر عورتي لأنني أصير إنسانا فقط وأبالغ في إنسانيتي وأشعر كما لو أنني الوحيد الذي يتزين بهذه الخصلة التي لا أجني من ورائها إلا الخسران المبين في هذا الزمن الفاقد لذاكرته .ولا أعود أرى سواي إلا حيوانا بالقناع . لا أدري لماذا أتذكر طفولتي كثيرا عندما أريد معالجة أمر ما داخل نفسيتي المتوترة وبالخصوص ما سوف أحكيه الآن عن فقيه تعلمت ودرست على يده القرىن في الكتاب والذي نسميه في المغرب ( المسيد ) كان هذا الفقيه جلادا وسجانا ومنظره يوحي بذلك وله أنف كبير يجلك تتذكر شيئا ما . رجل مولع بالقضبان إذ كل مرة يأتي بقضيب مختلف ليخلطه بالمجموعة التي لديه منها القصير والطويل والمتوسط ومن المجموعة تلك يختار واحدا حسب المسافة التي تقصل بينه وبين الضحية الجديدة .عندما يتحرك غالبا ما أكون أنا أفضل ضحاياه ( والحق يقال ) فقد كان يحسن الإختيار عندما لا يكون هناك شغب . فهو لا يهنأ له بال إلا إذا أكل أحدنا علقة جيدة .وكنت أنا من أحسن المشاغبين داخل حجرة الدرس ( المسيد) .وكان يردد مرارا على مسامعنا بأن ( العصا خرجت من الجنة ) وكنت أعرف أنه يكذب رغم حدود سني .لأن العصا القبيحة لا يمكن أن تخرج من الجنة الجميلة . هكذا كنت أقنع نفسي . ذات صباح أجلسني عن قصد بجانب طفل متخلف عقليا وكانت رائحة البول تصدر عنه فتكاد تعميني . كدت أنفجر من الكدر فقد تعذر علي التنفس وكان هو يرمقني بمكر شديد ويلعب بيديه الإثنتين بقضيب من قضبانه كان يستفزني . قررت أن أهرب فسنحت لي فرصة كانت نادرة ثم هربت . في الغد جاء بي والدي بعد وصول الخبر للبيت بسرعة فائقة . ونظرا لكون والدي كان يعاملني بحنان بالغ لذا فهو لم يقل للجلاد تلك المقولة التي كانت تقال باستمرار في مثل هذه المناسبات الإستثنائية ( أنت تدبح وأنا أ سلخ ) ورغم ذلك ما أن إختفى أبي عن الأنظار حتى رأيت الجلاد يدفع بقضبانه جانبا مما يوحي بأنه سوف يعفو عني . لكن الأمر كان أبشع من أكلة القضيب . إنقض علي وخنقني كما لو كنت قي مثل سنه ثم صار يهو ي على رأسي بقبضة يده التي شدها كما لو أنه يقبض على شيء داحل كفه وتابع الضرب على رأسي قي المواقع الحساسة بعضم الأصابع وكنت أصرخ وأتألم وهو يضرب بشدة ويقول ( هاك البوليسي ) ولم أفهم لماذا كان يصفني بذلك الإسم . ربما لأن بذلتي التي كنت ألبسها قريبة الشبه ببذلات رجال الأمن آنذاك. لما برد جنونه جلس القرفصاء وكان جل الأطفال ( المحاضرة ) يقرؤون القرآن بالجهر وبسرعة بسبب الرعب الذي بثه في الفضاء . لكنه كان يبتسم بخبث بينما كنت لا زلت أبكي وكأنني مصاب بالحمى لحرارة جسمي وما يشبه الماء يتسرب من أنفي . وإذا بي أرقب تحركاته وقد أدخل يده اليمنى من فتحة جلبابه جهة اليمين فلم أفهم كيف أن يده تتحرك صعودا وهبوطا مكان عضوه التناسلي لكنني متأكد من كونه كان يقوم بفعل مخجل . ( الإستمناء ). هذه ندف من ذكريات طفولتي البعيدة أتذكرها كما لو وقعت البارحة. ولبساطتي المفرطة أشرك فيها قرائي الذين يكرهون رائحة الثوم فيها فيها . فالقراء لا يرغبون اليوم في مثل هذه التفاهات بينما أنا أراها غليضة وتكبر معنا ويجب تجنبها حتى تكبر مستقبلا طفولة أحسن من طفولتنا ومن هنا تكون المعالجة فالغرب مثلا عالج أمراضه بفضحها وليس بالتستر عليها أما نحن نترك المستور مستورا ليبقى كل شيء على حاله من هنا لا يتغير شيسء عندنا .... ( ليس هناك أحسن مما كان ) كما يقال . من فرط بساطتي تنفتح أمام عيني الكثير من الأشياء التي يجب مناقشتها وأحيانا أعجز عن تبليغها للآخرين رغم أهميتها وحتى اللغة التي وجدتها في متناولي لا تفي بالغرض وإلا علي أن أكتب على طريقة( نيني ) في خلط اللغة الفصحى بالدارجة المحلية . إن البساطة في حد ذاتها مشكلة فلولاها لكنت على الأقل من أصحاب الهيئة العليا ...رئيسا ...مديرا ...حاكما ....فقيها ...حينئذ تستطيع أن تطمئن على نفسك وأوداجك منتفخة وتمشي كالطوس في مشيتك والكل يحترمك وينافقك أيضا . لكن أن تكون بسيطا معناه أن يكون كل شيء فوق كاهلك . أو على ظهرك . ووالدي لم يحترم بساطتي عندما كنت طفلا وقال لي حانقا علي ( سيتعجب فيك الشيطان ياولدي ) لكنني لم أفهم ما معنى هذا الكلام ولا زلت لا أفهم ... ربما أنتم تفهمون أريد تفسيرا لمقولة أبي رحمه الله.
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حان la esmeralda
-
تيه وتفاهة
-
سلوك
-
حان las fuentecitas
-
عودة الحرية من الماء
-
نبوة الشعر من خلال قصائد الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال
-
الدورة
-
لعبة يانصيب
-
قبعتي
-
مشرحة
-
جراحي جراحكم
-
الغريق
-
روض العنكبوت
-
إحذروا هذا الكلام
-
البئر
-
إشكالية التطبيع
-
إعترافات إمرأة - 5 - الشيطانة -
-
الرجل المريض
-
غزة حبيبتي عودي إلى رام الله
-
الله
المزيد.....
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|