رامة اسماعيل حقي
الحوار المتمدن-العدد: 2234 - 2008 / 3 / 28 - 10:21
المحور:
الادب والفن
بدء الياسمين يشق طريقه ليملأ حارتنا رغم حرارة الجو وأيلول لاح من بعيد ومعه حمل شيئا من رحم الشتاء000000000
فهاهو يطلّ بتلك النسمات العفوية الليلية كنت دائماً أستغرب كيف تنمو الملائكة البيضاء في مدينة الضوضاء والضجر 0000000
دائما في حيرتي كيف تتفتح الأزهار في هذه المدينة السوداء ؟.
مدينتي مدينة البكاء والضجر 000 كل ما فيها مضجر حتى الضجر يمل من ضجرنا أحياناً
هذه المدينة التي لا تعرف النوم ليلاً 00 ويعرّش سكانها على الأبواب 000 يتركون البيت وما فيه ويجلسون أمام الباب يراقبون ذلك, وتلك, وتهمس نساؤها فيما بينها000
(انخطبت 000 أحبت فلان, تطلقت من علان, لا تنجب أولاد , قبيحة, لكن حظها 0000)
ومعظم شبابنا عاطلون عن العمل يمسكون النرجيلة بيد وورق اللعب باليد الثانية
حياتنا عادة يومية لا تتغير00 صيفاًَ وشتاءً كل سنة تمر كما قبلها عاداتنا الغريبة تلبسنا ونرفض خلعها رغم كل التقدم من حولنا نحمل بين أيدينا أتربة المدينة ولا نتعب
أيامنا مكررة توجد بينها فوارق بسيطة ,الحب في مدينتا كفر ,والفرح في مدينتنا حزن
أخبار الحب عندنا كالهواء والماء 0000 لا نستطيع ترك أي عاشقين لوحدهما يتنفسان العشق بسلام فلابد أن نطحن ذلك بألسنتنا وإذا لم نستطع فبالفعل 0000
ثم عندما يفترقا ترتاح أجسادنا على قبورهم 0000
الضحك ممنوع 000 والدمع عار 0000
مدينتي مدينة الحزن
رغم عيوبها 000 أحبها
أحب تخلفها 000 وكرهها لنفسها
أحب أتربتها وضجرها ففيها شيئاً من الغرابة شيئاً من اللاشيء
التناقض فيها يشبهني ومشاعري تجاهها ليست محددة هل أحبها أم أنا اكرهها ؟
فكيف أحبها وألعنها ليل نهار؟ وكيف أكرهها إذا كنت لا استطيع العيش إلا فيها ؟
مدينتي مدينة الضجر تشبهني في كل شيء حتى بالضجر 000000
مدينتي التي رسم الله على أرضها أعذب نهر تبقى تعاني من العطش تنام في جفاف تام فهي قاحلة رغم خصوبتها ميتة رغم أننا نعيش فيها 00000
مدينتي مدينة الضجر 0000
رامة اسماعيل حقي
#رامة_اسماعيل_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟