حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 05:41
المحور:
الادب والفن
لا تنتظر من الشوك غير هذه الوخزات الدائمة والدؤوبة
ولا تنتظر من جلاديك الرحمة إلا في أوقات الوشاية بالرفاق
ولا تنتظر من الزق الجديد والخمر العتيق إلا التشقق
ولا تنتظر من هدب هذا النقاب غير التعرية
ولا تنتظر من مدفأة أيقونتي الباردة غير التجمد
ولا تنتظر من عرش يقطن البرج العاجي تجسداً .. وحميمية تذكر
ولا تنتظر أن تتغير القلوب الحجرية بكثرة الصلاة وتكرار الصيام
من ينتظر المعجزة غير الأصفار
لا تنتظر وعود آخر لزراعة أرضك أنت
ولا تنتظر فداء آخر لحبيبتك أنت
ولا تنتظر الصبح ليأتي وأنت نائم ..
فاليل يضيئه الآن من أرادوا وفعلوا
ولا تنتظر ثورة بيضاء قادمة من المريخ على السحاب الأبيض
حتى الباراشوت لا يهبط إلا بعد الصعود به أولاً من الأرض إلى السماء
ومن السماء ثانية يتجه نحو هدف الأرض
لا تنتظر وطن حـُر وعادل يقدم لك على طبق من ذهب على مائدة العشاء
حتى لو كان عشاءك هو العشاء الأخير
لا تنتظر تنوير العالم وجسدك ودمك ونورك مخبأ أو محاصر
أو خائف أو محمي تحت المكيال
لا تنتظر غفراناً من راجميك
أو ستراً بعيداً طرفة عين أو اميال عن حضن أمك
عن خبز أمك .. وقهوة أمك
لا تنتظر أن تفتح باب زنزانتك ملائكة
فأفيون الشعوب والصيارفة في الخارج والداخل أيضاً
ولتعرف أن وكر الثعالب الصغيرة في بيتك
في بيتك فئران الكرمة
لا تنتظر من نيل لوثوه بتنقية ذاتية
ولا تنتظر من قطيع كبلوه ليست في ساقية الصاوي المـُحلقة
بل في سواقيهم المزروعة في الرمال المتحركة
ولا تنتظر افراج قريب ولا مجيئ قريب ولا اصلاح قريب
فعرابين المطر المتأخر واضحة
ولا تنتظر حصاد من حكمة الآباء والأوصياء
من زرعوا الشوك أو صمتوا
كالشيطان الأخرس عليه فجعلونا نحصده
فمن حضر لنا العفريت لن يريد أن يصرفه
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟