|
الانفجارات تعود من جديد
حبيب النايف
الحوار المتمدن-العدد: 2232 - 2008 / 3 / 26 - 10:48
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
عادت للظهور مجددا في شوارع بغداد وبعض المحافظات ظاهرة المفخخات والعبوات الناسفة والاغتيالات ولو بشكل محدود لترويع المواطنين وإثارة نوع من الفوضى والارتباك على المشهد الأمني الذي شهد نوع من التحسن بعد تطبيق خطة فرض القانون التي أتت ثمارها وذلك واضح من المشاهد التي تعيشها العاصمة وحركة الناس الذين احسو بالأمان ولو جزئيا مما دلل على إن النوايا السليمة الموجودة لدى العراقيين هي التي ساعدت على إضافة جو المحبة والسلام بين الناس بعد الخلافات الكبيرة التي حدثت بين الكتل السياسية ولازالت مستمرة لان قسم من هذه الكتل قد تعاملت مع الوضع وفق إستراتيجية خاصة بها فضلت مصالحا وارتضت لنفسها إن تتحرك وفق أملاءات معينة كانت نتائجها واضحة على الشارع . إن المتتبع للوضع الأمني وما يرافقه من إخفاقات متلاحقة يلاحظ أن هناك أيادي خفية تعمل جاهدة من اجل توتره وجعله قابلا للانفجار في أية لحظة مستغلا عدم قدرة الحكومة على بسط نفوذها على الأماكن التي تسيطر عليها هذه الجماعات المسلحة مما يعني إن هناك مناطق نفوذ معينة تتحرك فيها هذه الجماعات بالوقت الذي ترغب وبالطريقة التي تراها مناسبة من اجل فرض بعض مطالبها وزيادة سقفها لتستطيع ان تجعل من تلك الحالة ورقة مساومة مستغلة الضعف المستشري في الحكومة في طريقة اتخاذ القرار والمحاصصة التي لعبت دورا كبيرا في تحديد ملامح المشهد السياسي الذي بقى يسير متكأ على ضعفه وهشاشته بالرغم من المطالب التي دعا إليها كثير من الخيرين الذين تولدت لديهم الرغبة الحقيقية في تقديم كل ما من شانه إنقاذ البلد من هذا المأزق الذي يمر به بعد إحساسهم ان الفترة المنصرفة التي تلت عملية التغيير لم تأت ثمارها وإنما بقت تراوح في مكانها مما ولد إحباط لدى الكثير من المواطنين الذي أرادوا التغيير لكن الوجوه القديمة قد عادت من جديد وبواجهات مختلفة وبقت تتباهى بالإعلام وهي تحرض على قتل العراقيين وتشريدهم وتطالب بأمور حتى في السابق لم تحصل عليها وبسكوت واضح من قبل الحكومة وما تمثله من سلطة باعتبارها تملك تزكية من الشعب و هو الذي صوت بالانتخابات متحديا الموت من اجل أن تأخذ الشرعية التي تتمتع بها ألان والتي لولاها لما وصلت للحكم . إن ما يجري الآن وبعد فترة هدوء تمكنت خلالها الحكومة بسط الأمن والنظام في مناطق محددة كانت سابقا حكرا على بعض العصابات الإرهابية وبتعاون المواطنين الشرفاء الذين تضرروا كثير نتيجة أعمالهم الإجرامية مما دفعهم بالتعاون مع الجهات الأمنية والإخبار عن مكان تواجد الإرهابيين والتبليغ عنه ليتم اصطيادهم كالفئران وتخليص المواطنين من شرورهم ليغيض بعض الأطراف نتيجة هذه النجاحات المتحققة والتي أثرت على مصالحهم وكشفت مواقفهم وزيف ادعاءاتهم لتكون بذلك مكشوفة أمام الآخرين وتزيح الستار عن وجوهم المزيفة ومواقفهم المزدوجة بعد أن قاموا بالتحريض على القتل والاختطاف الذي راح ضحيته الناس الأبرياء من جهة والتعامل مع العملية السياسية من جهة أخرى باعتبارهم المساهمين فيها والمطبلين لها في حيت تراهم المدافعين عن الخارجين عن القانون من خلال التأكيد على قانون العفو العام الذي شمل كثير من المجرمين والذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين الذين عادوا إلى هوياتهم المفضلة بعد اطلاق سراحهم والتي كان من نتائجها هذه العمليات التي أخذت تزداد وبكثافة هذه الأيام لتطال المناطق التي استقرت وعاد الهدوء لها يجب التفكير به مليا وعدم الانجرار وراء عواطف وأهواء جهات معينة مقابل تنازلات محدودة لان المصلحة العامة فوق الكل وان المجازفة والتضحية بحياة الآخرين دليل على عدم الاكتراث بما يتعرض له المواطن البسيط لتجعل الأمور معلقة على المصالح والأهداف الشخصية المحدودة والضيقة وبالتالي سوف تؤدي الى انحراف المسيرة التي يجب ان تكون مبنية على أسس سليمة ومتينة مما يعطيها الديمومة الاستمرار. ان تدهور الأوضاع من جديد نتيجة عدم الشعور بالمسؤولية من قبل بعض الكتل السياسية وتماديها في دعم بعض العناصر المتطرفة قد تدفع الوضع للانفجار ثانية باعتبار إن الحالة التي نمر بها لم تصل بعد إلى مرحلة النضوج والتكامل وذلك لتضارب المصالح وعدم وجود الثقة الكافية التي تسود العلاقات بين الأطراف الداخلة في العملية السياسية بعد أن توضحت كثير من النوايا والإرادات التي أرادت ان تخط لها طريقا معينا تستطيع من خلاله أن تصل لما تريد متناسية إن هذه المواقف والأهداف كانت هي السائدة قبل السقوط وقد عان الشعب منها الويلات مما دفعه للانتفاض عليها ورفضها باعتبارها سبب حرمانه سابقا لأنه أراد أن يحقق ما حلم به وتمنى أن يصل اليه طالما أن النوايا الخيرة موجودة والإمكانيات متوفرة فكان التغيير الذي زلزل العالم وحرك الضمائر الميتة لتقود حملتها الشرسة ضد العراقيين وتمارس هوايتها المفضلة الذي طالما مارستها كثيرا لكن يقضه العراقيين وتلاحمهم كفيلة بإيقاف هذه الهجمة الشرسة والقضاء عليها .
#حبيب_النايف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقوق الانسان في ضوء اللوائح الدولية
-
شها ب التميمي نجما هوى لكنه ازداد بريقا
-
الثورة الحسينية دروس وعبر
-
امنيات مؤجلة من عام 2007
-
بوتو ضحية الارهاب
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|