ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 2232 - 2008 / 3 / 26 - 11:35
المحور:
الادب والفن
مَنْ سِوَاكَ ...
شَهَرَ فزَّاعة ً في وجهِ كلِّ مَنْ سَوَّلَ لهُ حلمُهُ الاقترابَ مِنَ الوَرْدة ِ النائِمَةِ في خِدْر ِ دلالِهَا.
لَهُ وَحْدَهُ أَرَادَهَا, فأَبْرَقَ وأرْعَدَ, عَصَفَ وَقََصَفَ وَأَرْدَاهَا أسيرَة َ جيــتُو العَاطِفة.
ثمَّ ...
حَفَرَعلى الأسْوَار ِ الشَّائِكة مِنْ حول ِ حُسْنِهَا :
أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ...
/
/
/
مَنْ سِوَاكَ ...
كفرَ بالتفاحَةِ التي هَوَتْ على رَأسِهِ وآمَنَ بجاذبيَةِ الشّهُبِ في عينَيّ حَوَّائِهِ فشرَعَ يشدُو بأصواتِ أسْرَاب ٍمِنَ الطيور ثالوثَ العِشق ِ المقدَّس ِ:
أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ...
/
/
/
مَنْ سِوَاكَ ...
حَفـَّزَنِي على مُداهمةِ القلعة, فانقضضتُ على الجُندِ والخيل ِ والوزير, ومَا أنْ دَنَوْتُ مِنَ " المَلِكِ" حتَّى رَفَعَ " رَايَة َ الإعجَاب ِ",
وانغمَسَ بترتيل ِ عُهود ِ الوَجد ِ:
أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ...
/
/
/
مَنْ سِوَاكَ ...
أطعمني القمحَ حبَّة ً حبَّة, وحينَ سَوَّرَتنِي العُيونُ بالمحبَّة,
سَارَعَ بتدْجين ِ غروُري.
ثمَّ ...
أَخْضَعَ دَمي لفحص ٍ مخبَريٍّ عَاجِل ٍ, فجاءَ بنبأ " الأنيميا الحادَّة" , وسَارَعَ بضَخ ِّ كرياتِ العشق ِ للجسَدِ الماثِل ِ للذهول:
أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ...
/
/
/
مَنْ سِوَاكَ ...
حَضـَّنِي على اصطِيَادِ غـُزلان ِ البراري, وحينَ بالغنائِم ِ عُدْتُ, هَادَنْتُ الأنثى المُسْتأسِدَة َ في نبضِي, إذْ اسْتأنَسْتُ
لِعُذوبَةِ الزئِير ِ:
أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ...
/
/
/
مَنْ سِوَاكَ ...
أدركَ كنْهَهَا, فراودها عن حلمها, وبفِعْل ِ الجاذبيّة, على كفـََّيْن ِ اسْتِوائِيَيْن ِ, هَوَتْ ثمَرَة ُ جَوْز ِ الهنْدِ رَاضِيَة ً مَرْضِيَّة.
ثمَّ ...
راحَ, على مَهْل ٍ, يمْضغُ اللبَّ و يَرْتشِفُ الزَمْزمَ, وبشرُودِ ابن ِ الملوَّح ِ يدورُ حولَ الشجرَة ِ وهو يتمتمُ :
أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ... أحِبــُّكِ ...
/
/
/
مَنْ سَوَّاكَ, أبـْدَعَ...
وحين َ,على عَرْش ِ النعمَة ِ, اسْتَوَى ...
تَرَكَنــَا نُثمِرُ, نَكـْثــُرُ, نملأ ُ الأرضَ ونسُودُ عليها...
ثمَّ...
نظرَ فـَـ ... رَأَى ...
كلَّ الحــُبِّ الذي عَمِلَه ُ, فإذا هُوَ حَسَنٌ:
جــِدًّا ... جــِدًّا ... جــِدًّا ...
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟