أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصر حسن - قمة في دمشق ..بمن حضر!.














المزيد.....

قمة في دمشق ..بمن حضر!.


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2231 - 2008 / 3 / 25 - 09:17
المحور: كتابات ساخرة
    


قمة من هذي التي تجرجر أطرافها المبعثرة وأشلائها المتناثر في نهاية آذار ؟!. فدمشق التي أغرقها نظامها بالقمع والعنف والتطرف والعزلة والفقر والضعف , يضج مضاجعها أن تسلم الراية العربية الرسمية إلى نظامها ,إلى من مزقها ومسخها وعرضها ويعرضها سلعة رخيصة في بازار المساومات الإقليمية والدولية , قمة من هذي ؟! يسأل السوريون ومعهم كل الشعوب العربية أيضاً , من سيغيب ومن سيحضر ,ومن سيختبئ ومن يهرب ,ومن..ومن..؟! قمة ماذا وما هو عنوانها , وما هو جدول أعمالها وما هي جدواها ؟! وهل هي بهذا القدر من الوهن لتسلم إلى نظام فاقد الشرعية والمسؤولية والقرار والإرادة معاً؟!.

نظام أضاع سورية نفسها في حلف فارسي مذهبي خطير ,وعلى مذبح المساومات الإقليمية التي يحلم أنها هي التي سوف تمدد له إقامته ودوره على أشلاء دمشق في مزيداً من التمزيق في الصف العربي , ومزيداً من فتح أبواب الأمة العربية لكل أعدائها , أهو الانحدار العربي الذي لم يعد له قاع ؟!, أم هو العجز العربي الذي أفقد العرب توازنهم وقدرتهم على الرؤية الصحيحة في كثرة براكين المنطقة وضبابها ؟! أم هي الإرادة المسلوبة لدى الجميع ؟ أم هي قمة ضرورة ؟!,تستبطن نوايا أخرى وجدت في تهالك النظام السوري ضالتها لسنة عربية مجهولة مخيفة قادمة ؟! أم هو كل هذا ويزيد ؟!.

ففي واقع النظام العربي الحالي المقسوم أصلاً على نفسه وعلى استحقاقات يعيشها ولم يتمكن من حلحلة بعض عقدها,من رئاسة الجمهورية اللبنانية إلى فلسطين إلى العراق إلى كل تناثرات البراكين العربية هنا وهناك , وأمام تعنت غير مفهوم من قبل النظام السوري على عدم ربط القمة سوى بشعاره اللفظي " الصمود والممانعة " وتضخيمه واعتبار قمة دمشق هي قمة فلسطين ! وعلى العرب أن يقبلوا بهذا الخيار الوحيد وأن يتنازلوا عن كل شروطهم حول لبنان وفلسطين والعراق ,وكلهم نسي أو تناسى ما يمر به الشعب السوري من مآسي درامية متسلسلة تحت حكم نظام أمني مخابراتي يصر على القمع والاعتقال وحتى القتل كما حدث في القامشلي في احتفال المواطنين الأكراد السوريين بعيد نوروز الذي راح ضحيته شهداء وجرحى ودفع سورية نحو الفتنة الداخلية في تكرار للماضي .

معتدلون سيحضرون على مضض هرباً من ترسيخ الانقسام , وهذا ليس مهماً في حسابات النظام السوري الذي استبق الحدث وقرر أن قمة دمشق ستعقد بمن حضر! وعلى العرب الحاضرين بأي مستوى تمثيل وعلى الغائبين منهم أن يدركوا العناوين جيداً , التي هي بيد النظام السوري أو تحت تأثيره, وكلها مؤجلة إلى أجل مسمى ,وهو مجيء إدارة أمريكية جديدة تراهن على النظام نفسه في كل عقد المنطقة وتعقيداتها وليس على العرب, والنظام الذي يرسل رسائله لكل العرب بوضوح, يرى أن في حضور المعتدلين بتمثيل أدنى هو هزيمة لهم وانتصاراً له وتغييباً لدورهم وتكثيفاً لدوره في مرحلة عربية خطيرة قادمة , وخطورتها تكمن في وفاة التضامن العربي الذي يغزل النظام السوري على كفنه , وينسج محاور إقليمية جديدة بقيادة إيران ولأول مرة في تاريخ العرب, والمفارقة أن هذا إن حدث سيمثل سابقة خطيرة ومهينة أن دمشق قلب العروبة النابض شهدت انقسام العرب وولادة محور إيراني مذهبي راديكالي يقود المنطقة إلى المجهول !.

والخطورة هي في أن النظام السوري على خشبة قمة دمشق سينقل العرب والقضايا العربية من فضاء إلى آخر, من عنوان التضامن العربي إلى عنوان الشرق الأوسط الجديد بقيادة إيران , وعملياً هو يمثل بناء محور جديد متطرف قوي أمام بقايا نظام عربي متهالك ضعيف ومبعثر, أهي محاولة فرز بين المعتدلين الضعفاء والمتطرفين الأقوياء ونقل المنطقة كلها باتجاه "الفوضى الخلاقة "التي تحتاج المتطرف القوي الذي يحل ويربط و يفخخ , وليس المعتدل الضعيف الذي لا حول له ولا قوة ؟!؟, والخطورة أيضاً أن مثل هذا الاصطفاف والفرز سيكون الشرارة التي ستشعل فتيل حرب أو حروب إقليمية جديدة هدفها الوحيد تفكيك العرب وتحطيمهم وإعادة تركيبهم كقبائل وطوائف "ميكرو" نظم في "موزاييك" شرق أوسط جديد بعد أن فارق النظام العربي الرسمي الحياة ! والمفارقة هي في هذا العرض الحي المغري للنظام السوري وإيران معه بتسليم النظام العربي مفتاح التضامن له وارتهانه الكامل إلى إستراتيجية إيران التي تمددت في عمق الشرق العربي كله وعبرت إلى غربه الأفريقي ... ولا حياة لمن تنادي!.

أي "قمة مخاض" يتحدث عنها إعلام النظام ؟! وأي "مشروع عربي" كبير وجديد ستبشر به قمة الضعفاء المنقسمين ؟ وأي موعد , وأي شهود على نقلة نوعية في منطقة أصابها الدوار والعمى ؟! وأي حلف يوقف التدهور .... والعورات يستر ؟! وأي قطار ستخترعه القمة لإرجاع العرب إلى التاريخ؟!.
ما أشبه المخاضات العربية وولاداتها الكاذبة , والمشاريع الفاشلة , والمواعيد والوعود الزائفة ..وزور الشهود ؟!..ما أشبه قمة دمشق بسابقاتها ؟!. وما أشبه اليوم بالبارحة !.
تعددت القمم وتوالت تفريخ النكبات..و مزيداً من تراكم الفشل والضعف والانقسام والتفريط !.
قمة دمشق والعرب معها...الحاضرين منهم والغائبين والمغيبين , في حالة " تموضع" مفروضة مجهولة الاتجاه ... فما بعد القمة سيكشف ما تبقى من المستور , وسيبدي بعض الوضوح بين الجار والمجرور , وسيؤشر إلى أين ستسير الأمور!.



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة - المعلقات - في دمشق إلى أين ؟!.
- شباط حماه ..وعبث الشياطين!
- شباط حماه ...وعبث الشياطين
- شيئ عن الحرية
- سورية بين سقف وحضيض!.
- رفعت أسد وحماه ... من المقابر إلى المعابر !.
- محنة حماه شباط 1982 - 2008...يستمر الكابوس!.
- علمانية , ليبرالية , ديمقراطية , والحصيلة ماذا؟!.
- علمانية , ليبرالية , ديمقراطية , والحصيلة ماذا ؟!(3-4)
- ماذا يجري في غزة ياعرب؟!
- علمانية , ليبرالية , ديمقراطية , والحصيلة ماذا ؟!(2-4)
- اذهبي فيروز لدمشق وغني ...
- معارضة على هدى الاستبداد!.
- عندما يكون التخوين منهجاً..نقول :سلاما!
- عندما يكون التخوين منهجاً ..نقول -سلاما-!
- تحية فداء حوراني وكل أحرار إعلان دمشق...كشفتم العورات وأكثر ...
- إعلان دمشق : شبهة الصمت ,أم ماذا؟!.
- إعلان دمشق ...بين الصمت والزنزانة والاتهام الرخيص!
- المعارضة السورية والديمقراطية - بين توافق المطلب وتناقض المط ...
- المعارضة السورية والديمقراطية ,, بين توافق المطلب وتناقض الم ...


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصر حسن - قمة في دمشق ..بمن حضر!.