كاظم غيلان
الحوار المتمدن-العدد: 2231 - 2008 / 3 / 25 - 06:14
المحور:
الادب والفن
تتشكل العلاقة بين الفنان والسلطة على وفق مفاهيم ديمقراطية رصينة تهدف لاعلاء الشأن الثقافي للوطن وهذا مايجب ان ننظر اليه بجدية عالية اذا ما اردنا حقا ان نؤسس لعراق جديد،
فعلى مدى اكثر من ثلاثة عقود شهد الفن العراقي تشوها عجيباً وسخرت معظم تنوعاته لخدمة نظام دموي لا علاقة له بالحرية ومضامينها التي هي هوية الفنان وطموحه المعبر عن تطلعاته الواسعة حتى وصل الامر بجحافل المنتفعين والمتلونين للعمل بشعار في غاية السطحية، ذلك الشعار الذي اطلقه الدكتاتور (الفنان كالسياسي) فتجد ومن هنا بوابة واسعة للخراب والتدمير المدروس للذائقة العراقية ولربما يحسب كل ذلك للمؤسسات والواجهات الفنية التي انيطت بها كل المهام التخريبية ومن خلال اغواءات وعطايا رخيصة مقابل تنازلها عن القيم الحقيقية للفن ولهذا دب الخراب في المسرح العراقي والاغنية العراقية ومن التشكيل … الخ.
ولاجل ان لا نعود لذلك المشهد المأساوي حري بنا الان ان ندرس الخطوط الكفيلة ببناء علاقة اخلاقية بين الفنان والسلطة، فالفنان العراقي يحتاج للدعم والرعاية لكن هذه الحاجة ومن منظور حضاري يجب ان لاتكون خاضعة لرغبات الساسة الجدد وماكنتهم الدعائية لانها في هكذا حالة سوف تعيد الخراب ذاته شئنا ام ابينا، وما اشير اليه ليس تخمينا شخصيا انما لمسته فعلا خلال الدورة الانتخابية ومارافقها من دعاية للمرشحين حيث حصلت عمليات شراء الذمم دونما مكاشفة الفنانين للساسة انفسهم بمشاريعهم الفنية ولا اعني هنا الشخصية انما اعني تماما المشروع الفني الوطني العراقي الخالص وهكذا استمر الحال ليعيد للذاكرة العراقية ملامح الاسى، فالفنان التشكيلي مثلا يحتاج لقاعات عرض مدعومة من قبل الدولة دونما اشتراطات ووصايا، كذلك الحال فيما يخص المسرح العراقي وغير.
ان سياسة الاملاءات المؤسسة على كل ماهو نفعي هي التي اضرت بالفن وهنا لابد من تشخيص حالة شاذة وفي معادلة طرفيها السياسي النفعي والفنان الهش وبتحطيم هذه المعادلة تنهض المعادلة المغايرة والبديلة والتي سيكون طرفاها الفنان الملتزم والسلطة الواعية المدركة تماما لرسالة الفنان وقداستها.
#كاظم_غيلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟