أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم الجنابي - المركز السياسي والمركزية الثقافية















المزيد.....

المركز السياسي والمركزية الثقافية


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 2231 - 2008 / 3 / 25 - 10:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن إحدى مفارقات التاريخ الكبرى تقوم في صنعه بديهيات عامة، رغم افتقاده لملكة التفكير! وهي مفارقة تحصل على تعبيرها النموذجي في اختلاف وتعارض الزمن والتاريخ. فالزمن عرضة للاندثار في هباء النسيان، ينما التاريخ هو تراكم التجارب العقلانية والأخلاقية وإدراك قيمة الاحتراف العلمي والحكمة العملية. وهو تراكم يتبلور في "بديهيات" متنوعة هي جزء من معاناة الأمم في كيفية حل إشكاليات وجودها الكبرى. لكنها شأن كل بديهيات التاريخ وحقائقه الكبرى عادة ما تتخذ في مسار الأمم وصراع قواها الاجتماعية والسياسية صيغا ملموسة. وهي صيغ نعثر على تعبيرها فيما تطلق عليه لغة السياسة عبارة "المهمات الملحة" و"القضايا الأكثر جوهرية" و"العامل الحاسم" و"المصيري" وما شابه ذلك. لكن جوهر القضية يبقى فيما إذا كان اختيار العبارة المناسبة تعبيرا فعليا عن حقيقة ما هو موجود. فالحقيقة اختبار قاس، وذلك لأنها تلزم الجميع مع مرور الزمن بالرجوع إليها واختبار النفس والفكرة والآفاق.
وهي الحالة التي يجسدها واقع العراق الحالي. انه يكشف عن أن اجترار الزمن هو الوجه الآخر لتفريغ تجاربه التاريخية ووعيه الذاتي من قيم العقلانية والحكمة العملية. وهي نتيجة مرتبطة أساسا بتحلل فكرة المركز الثقافي السياسي، أي كل ما نعثر عليه في تحلل فكرة الوطنية المثلى بوصفها المرجعية الجامعة لوحدة صيرورته التاريخية وكينونته الثقافية. وهي بديهية يمكن العثور عليها في كل تاريخه الفعلي. ففي إحدى القصائد الكبرى التي قيلت بحق سرجون الثاني، ملك آشور (ت – 705 قبل الميلاد)، نقرأ الخطاب الموجه الى نينيجيكو (اله الحكمة):
يا اله الحكمة!
فجّر ينابيعك لسرجون، ملك آشور،
وحاكم بابل،
وملك سومر وأكد،
ومشّيد هيكلك!
واجعل للعقلاء والعلماء قدرهم
ووفقهم بالتمام وبلوغ المرام!
وهو مقطع نموذجي، يعكس فكرة وذهنية المركز السياسي، التي صنعت بدورها قيمة المركزية الثقافية. بمعنى التوكيد على أن الحكمة هي منبع الحكم، وان العراق هو آشور وبابل وسومر (أي شماله ووسطه وجنوبه) وان للحكم الرشيد (العقلاني والحكيم) قدره في بلوغ التمام والمرام. وهي فكرة تكشف بعد مرور حوالي 2700 سنة عن ضحالة الواقع العراقي الحالي و"نخبه السياسية"! لكننا حالما نضعها ضمن سياق الحاضر والمستقبل، فإنها ليست أكثر من مؤشر على بديهة التاريخ العراقي القائلة، بان العراق هو صيرورة تاريخية وكينونة ثقافية لا مكان فيها للتجزئة المفتعلة. بمعنى أن كل الصيغ المفتعلة التي جرى حشرها في وعيه السياسي على امتداد تاريخه الحديث (وبالأخص منذ ثلاثينيات القرن العشرين) لم تؤد في نهاية المطاف إلا الى الزوال والاندثار دون أن تثير في الذاكرة غير مختلف نماذج الأسى والكراهية، كما هو جلي في ما آلت إليه الإيديولوجيات الكبرى كالشيوعية والبعثية، وما نراه ونسمعه من صداها الباهت في "الاستفحال" البليد للأحزاب العرقية الكردية، وهوس الحركات الطائفية، وهمجية الأصوليات الإرهابية، ومختلف أشكال مستويات التجزئة والانحطاط. وهي حصيلة سوف تكشف بصورة سريعة عن وهم "القوة" المستأسدة بقوة الاحتلال، أي كل الحالة المتشابكة لزمن التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية وبقاياها الخربة في نسيج الواقع والوعي السياسي والأخلاقي الاجتماعي.
فقد كانت الصدامية التجسيد التام لنفسية وذهنية التخريب الفعلي لأسس الدولة والمجتمع والثقافة. بمعنى أنها مثلت واقع وخراب المؤسسات. بينما لا يتعدى واقع الدولة الحالية من وجهة نظر البدائل العقلانية أكثر من تمثلها لما يمكن دعوته بمؤسسة الخراب. لكنها خلافا للتوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية تعكس حالة الانتقال ومن ثم تحتوي في أعماقها على إمكانيات متنوعة، أي أنها إحدى الصيغ النموذجية لحالة الاحتمالات المختلفة. مع ما يترتب عليه من أنماط وأشكال ومستويات للصراع. وفيما يخص الفكرة الوطنية باعتباره القضية الأكثر جوهرية، فإنها وثيقة الارتباط بغياب الإجماع السياسي حول ماهية وفكرة المركز والمركزية العراقية. وهو غياب يمكن رؤية ملامحه الدفينة في صعود نفسية وذهنية وفكرة "الداخل" و"الخارج"، بوصفها الحالة الوجودية والمعنوية والإيديولوجية لتيارات مصطنعة لكنها فعلية بسبب سيادة الزمن التوتاليتاري والدكتاتوري.
فقد صنع الزمن التوتاليتاري مقدمات التجزئة والانحطاط، بحيث جعل من سيادة الأطراف والهامشية والأقلية في تاريخ العراق الحديث والمعاصر أمرا ممكنا. ومن ثم إضعاف وإنهاك فكرة المركزية الدولتية والثقافية كما نرى ملامحهما الحالية بوضوح. وهي حالة لا يمكنها أن ترسي أسس الدولة والأمة بالمعنى الدقيق للكلمة. مع ما يترتب عليه من صعود الغرائز وأولوية الجسد والعائلة والقبيلة والجهة، أي كل أشكال البنية التقليدية. ومن ثم صعود مختلف أشكال الصراع الهمجي. ولعل "أعلى" نماذجها الحالية هو صعود صراع وتناقض "الداخل" و"الخارج" في الفكرة الوطنية. وهو صراع واقعي وفعلي، وذلك بسبب طبيعة الانقطاع في الفكرة الوطنية وتهشم الفكرة العامة في ظل الإحكام المطبق للدكتاتورية ونظامها الكلي. وذلك لان الجامع الفعلي للكلّ كان القهر والإجبار. وهو جامع لا يصنع في الواقع غير آلية التجزئة. وحالما تستحكم في بنية السلطة، فإنها تتحول الى "سياسة" تشمل كل شيء. أما النتيجة فهي الغربة والاغتراب في وجود الأشياء كلها. وهي الحالة التي واجهها العراق بعد سقوط السلطة الصدامية. وإذا كان سقوطها قد جرى بفعل قوى خارجية لها إستراتيجيتها الخاصة ومصالحها الكونية، فمن الممكن توقع طبيعة الخروج الأهوج لمختلف نماذج وأشكال الصراع المحتملة. فقوى "الداخل" هي كمية من الاغتراب الاجتماعي الهائل، أما قوى "الخارج" فهي نوعية الاغتراب الشامل. من هنا ظهور أسماء (الاتفاق) و(الوفاق) و(الائتلاف) و(الاتحاد) و(التآخي) وما شابهها من أسماء هي الوجه الأيديولوجي للتعويض عن فقدان الاتفاق والوفاق والائتلاف والتآخي والاتحاد على المستوى الاجتماعي والسياسي الوطني. لكنها كانت وما تزال جزء من حالة فقدان التاريخ الفعلي في بناء الدولة الشرعية والمجتمع والمدني والنظام الديمقراطي والثقافة الحرة.
وهو الواقع الذي جعل من الممكن أن يصبح العراق محلا لتجريب مختلف المقولات الإيديولوجية للمحافظين الجدد. بمعنى تحوله الى ميدان التجريب الخشن للصيغة الأمريكية المتطرفة التي لازمت صعود أوهام "نهاية التاريخ" وبداية "القرن الأمريكي". وهي أوهام سرعان ما جفت قطراتها في صحراء العراق القاحلة! فقد كان العراق، قبيل سقوط الدكتاتورية الصدامية صحراء قاحلة بالمعنى الدولتي والوطني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي والأخلاقي. من هنا لم تكن مقولة "الفوضى الخلاقة" أكثر من وجه آخر للفوضى الصدامية!
فقد كانت مقولة الإيديولوجية التجريبية للمحافظين الجدد، من ناحية وإمكانية تأثيرها الفعلي، مجرد عنيف لحالة الفوضى والاستمرار فيها. وهي مقولة تعكس مستوى الرؤية الخالية من ابسط مقومات الواقعية والنزعة الإنسانية. بمعنى اقترابها من نفسية الغطرسة وذهنيتها المتجردة عن رؤية آفاق الأحداث ونتائجها، التي ستدفع الولايات المتحدة ثمنها لاحقا. فالتاريخ لا يرحم إلا بالقدر الذي تتراكم فيه فكرة الرحمة وقيمها العملية. وهي رحمة لا يمكن أن يصنعها بالنسبة للعراق غير العراق نفسه وقواه الاجتماعية والسياسية الوطنية العقلانية. وإذا كان العراق وما يزال جزء من اللعبة الأمريكية، وميدان تجريب مقولاتها الإيديولوجية، ومادة لتجريب مشاريعها الإستراتيجية العالمية، فان تاريخه اللاحق هو جزء من الحالة المتناقضة لوجوده المعاصر. والقضية هنا ليست فقط في مستوى المهانة التاريخية التي تعرض لها بأثر الاحتلال، بل وبطبيعة الترتيب غير العقلاني الذي رافق طبيعة التحول الراديكالي في بنية الدولة والسلطة. وهي الحالة التي تمثلت في الواقع واقع الفوضى الخالية من معنى الإبداع.
بعبارة أخرى لم تكن "الفوضى الخلاقة" أكثر من منظومة الفوضى غير العقلانية، التي تغلغلت في بنية النظام السياسي الحالي (من محاصصة عرقية ونزعة طائفية ونفسية جهوية وذهنية تقليدية) وأثرها في تحول الفساد الى منظومة تحكم شخصية الأفراد والأحزاب وتفعل فعلها في تخريب فكرة الوطنية ومركزية الدولة. وهي بنية دفع العراق في مجرى السنوات الخمس الماضية وسوف يدفع ثمنها (البشري والمادي والمعنوي) عقودا من الزمن لكي يتسنى له إعادة بناء تاريخه الذاتي. إذ لا تاريخ ذاتي دون فكرة ومنظومة مركزية الدولة والأمة. وهي فكرة ومنظومة مجهولة بالنسبة لأغلب القوى السياسية المتحكمة في السلطة الحالية. وهي نتيجة مترتبة في اغلب مقدماتها السياسية على مقولة "الفوضى الخلاقة". وهي مقولة إيديولوجية بحتة تعكس بقايا الذهنية المسطحة عن آلية وتقاليد السوق وبقايا التراكم البدائي للرأسمال، أي عن آلية "التطور الاجتماعي والاقتصادي للأمم". وإذا كان لهذه الرؤية ما يبررها من الناحية التاريخية والسياسية المجردة، فإنها لم تكن في ظروف العراق أكثر من صيغة متغطرسة انتهكت ابسط مقومات التاريخ الثقافي للعراق وأثره بالنسبة لبنية وعيه السياسي وآفاق تطوره الذاتي. وليس مصادفة أن تجد صداها "الفعال" والمتحمس بين الأقليات الهامشية وما أطلقت عليه مرة إحدى "الدراسات التحليلية الأمريكية المحترفة" عبارة "عجول الأحزاب المخصية"!!
فهي القوى التي كانت مبعدة ومبتعدة عن تاريخ العراق الفعلي، ومنهمكة بقضاياها الجزئية الخاصة. بمعنى غربتها واغترابها السياسي والاجتماعي والوطني عن فكرة وذهنية مركزية الدولة والأمة. من هنا يمكن فهم سرورها وغرورها بما أحدثته "الفوضى الخلاقة"، وذلك لانعدام الإبداع فيها وسيادة الفوضى. لاسيما وأنها الحالة التي لا تتطلب الموهبة والاحتراف العالي والشعور بالمسئولية الكبرى تجاه القضايا الجوهرية والوطنية العامة، بوصفها قيما طبيعية واجتماعية وعلمية وتاريخية لا يمكن صنعها وتراكمها إلا عبر مركزية الدولة والأمة. وإذا كان تخريبها في تاريخ العراق الحديث والمعاصر هو الوجه الآخر لصعود الراديكالية السياسية، وبالأخص بعد انقلاب الرابع عشر من تموز عام 1958، فان تدميرها التام قد جرى في مجرى العقود الأربعة المظلمة للتوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية. وبالتالي، لم يكن بإمكان "الفوضى الخلاقة" الأمريكية أن تستقطب غير الأقليات الهامشية والمهمشة، وحثالة الأحزاب والنخب! من هنا شراستها العنيفة وعنفوانها المتقاتل في احتلال كل ما احتلته القوات الأمريكية في العراق! بحيث أصبح من الممكن أن يكون "رئيس" الدولة العراقية رئيس حزب عرقي محلي لأقلية قومية. وهي مفارقة مزدوجة وغريبة، شأن كل الانقلاب العنيف للشخصيات والأحزاب السياسية، التي تحولت بين ليلة وضحاها من "أعداء الامبريالية" الى مؤيدين لها، ومن "إسلاميين أصلاء" الى طائفيين "عقلاء"،ومن قوميين عرب الى "عرب" بلا قومية، ومن "شيوعيين امميين" الى قوميين صغار، ومن "دعاة الثقافة" الى تجار كبار وصغار باسم الثقافة. وهي قائمة يمكن تتبع جردها على كل ما يطفو على سطح الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
لم تكن هذه الحالة الغريبة والشاذة معزولة عن حماقة الرؤية الأمريكية وصداها الأشد إثارة في شخصية الأحزاب السياسية وقياداتها. فقيمة وحقيقة النخب بشكل عام والسياسية بشكل خاص تبرز في مراحل الاختبار التاريخي الكبرى. وهو اختبار كشف عن ضحالتها المريعة! وهو سر انهماكها "الطبيعي" في اللعبة الأمريكية، بوصفه التعبير الفعلي عن طبعها وطبيعتها وتطبعها! بمعنى تلاقي الطرفين في مستنقع الفوضى والعيش بذوقه. وهو الأمر الذي جعل ويجعل من كل ما تقوم به النخب الحالية مجرد اجترارا للزمن، أي اغترابا فعليا عن التاريخ العراقي. وهو اغتراب لا يصنع مستقبلا. والسبب جلي للغاية، وهو أن "الفوضى الخلاقة" لا يمكنها أن تصنع في العراق غير الفوضى فقط. وذلك لان "الفوضى الخلاقة" بوصفها صيرورة للإبداع لا يمكنها الفعل إلا ضمن كينونة ثقافية وسياسية لها منظومتها الثابتة والخاصة.
إن الفوضى تبدع ولكن في ظل وجود منظومة كبرى. بينما لم توجد في العراق بعد سقوط الصدامية منظومة كبرى باستثناء منظومة الخراب الشامل للدكتاتورية وبقاياها الصدئة في كل مكان. من هنا استحالة عملها. ومن هنا أيضا الطابع المأساوي والمخجل لأغلب قوى "الخارج". فحقيقة الإبداع ليست فوضى، بل رؤية منظومية متجانسة تتسم بقدر كبير من التعقيد. غير إن الرؤية الأمريكية المتعالية التي جرى سحق انفها في تربة العراق الخربة، لم تتحرر بعد من نزعتها النفعية السقيمة. وهي نزعة لا يمكنها الفعل في العراق (والعالم العربي عموما)، بسبب تباين واختلاف منظومة القيم واثر التاريخ وآفاق المعاصرة والمستقبل. من هنا اعتمادها على نفسية وذهنية الأقلية. وهو اعتماد وانهماك لا معنى له ولا قيمة غير الاستمرار في تقاليد الاغتراب عن مصالح العراق الجوهرية. وهي الحالة التي أكثر من جسدها في ظروف العراق الراهنة الحركات القومية العرقية الكردية. لكنها حالة طارئة وعابرة بسبب تمثلها لزمن التجزئة المفتعلة. وفي هذا يكمن سر تمسكها المستميت بفكرة التجزئة ومحاولة إدخالها الى قاموس العراق السياسي (الفيدرالية العرقية)، بوصفه التعبير المبطن والمقلوب عن نفسية وذهنية الأقلية الطارئة بالمعنى التاريخي والثقافي. بينما حقيقة البدائل والبدائل الحقيقية تكمن في الدفاع عن فكرة المركز السياسي والمركزية الثقافية، خصوصا في مراحل الانتقال العاصفة. فهو الأسلوب الوحيد الذي يعصم الجميع من الغرق في تيار اللاعقلانية والاحتراب والدموي. فضعف المركز السياسي والمركزية الثقافية يحول القوى والأحزاب والتيارات "السياسية" الى عصابات وتجمعات لا يربطها غير غريزة الخوف والغنيمة! وهي أمور لا علاقة لها بالدولة والأمة.
إن حقيقة البديل الوطني العراقي تكمن حاليا ولفترة عقود قليلة قادمة في تأسيس وترسيخ فكرة المركز السياسي والمركزية الثقافية. وهو بديل اقرب ما يكون الى تيار ساري في شرايين العراق، يضخ بدوره قوة الحياة الصاعدة في صيرورته التاريخية وكينونة الثقافية. وهو تيار سوف يسحق في مجرى تطوره مختلف بقايا الأقلية والهامشية، كما هو جلي في ملامح "الصحوة" المتعددة الأوجه وتيارات "الداخل" الوطنية. بمعنى إننا نقف أمام ظاهرة أفول الأقلية والجهوية والتجزئة بوصفها زمنا، وصعود الكينونة العراقية الجامعة بوصفها تاريخا، أي أمام الاستعادة الحتمية للفكرة التي نطق بها أسلافنا قديما:
يا أيتها الحكمة!
فجّري ينابيعك للعراق،
ارض آشور وبابل وسومر وأكد
واجعلي للعقلاء والعلماء قدرهم
ووفقيهم بالتمام وبلوغ المرام!



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب (العراق والمستقبل – زمن الانحطاط وتاريخ البدائل).
- الدكتور علي ثويني – الفكرة المعمارية وهندسة الروح العراقي
- حدود الصراع الروسي الجورجي وتجارب -الثورات الملونة- (1-2)
- نهاية الزمن العرقي (الكردي) في العراق (2-2)
- نهاية الزمن العرقي (الكردي) في العراق (1-2)
- نهاية الزمن الطائفي في العراق
- تقسيم العراق – يقين الأقلية العرقية وأوهام الطائفية السياسية
- فلسفة الثقافة البديلة في العراق
- العراق ومرجعية الرجوع الى النفس
- (أشجان وأوزان الهوية العراقية) كتاب جديد لميثم الجنابي
- -الروافض- وفلسفة الرفض العراقية
- الحركة الصدرية - الغيب والمستقبل (6)
- الحركة المختارية والحركة الصدرية – الماضي والمستقبل 5
- عقيدة الثأر السياسي في العراق - من الحركة المختارية الى الحر ...
- عقيدة الثأر السياسي في العراق - من الحركة المختارية الى الحر ...
- عقيدة الثأر السياسي في العراق - من الحركة المختارية الى الحر ...
- عقيدة الثأر السياسي في العراقي - من الحركة المختارية الى الح ...
- مراقد الأئمة – مواقد الثأر الهمجي
- غجر الثقافة في العراق
- أهرامات الجسد العربي ودهاليز الروح العراقي


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم الجنابي - المركز السياسي والمركزية الثقافية